هناك الكثير من النظريات حول أصل القمر. ويقول أفضل تخمين لدينا إنه تشكَّل عندما تعرضت الأرض لصدمة من قِبل جسم كبير يُعرف باسم: ثيا. وهذه الصدمة أدت إلى إطلاق كميات كبيرة من الحطام إلى المدار، ثم تكتلت في نهاية المطاف متحولة إلى القمر.
غير أن هذه النظرية تعاني من مشكلة، فقد أظهرت النماذج الرياضية أن معظم المواد التي يتشكل منها القمر يجب أن تكون من ثيا، ولكن العينات التي أحضرتها بعثات أبولو تُظهر أن معظم المواد على القمر أتت من الأرض.
نُشر مؤخراً في مجلة Nature Geoscience بحثٌ قد يحمل تفسيراً معقولاً، ويشير البحث الذي قاده ناتسوكي هوسونو من الوكالة اليابانية للتكنولوجيا وعلوم الأرض والبحر إلى أن الأرض كانت وقت الاصطدام مغطاة بطبقة من الحمم الحارة بدلاً من قشرة خارجية متصلبة، ويمكن للحمم على سطح الكوكب أن تُزاح بسهولة أكثر من القشرة الصلبة، ولهذا فمن المحتمل أن صدمة ثيا للأرض أدت إلى إطلاق المواد الذائبة على سطحها إلى الفضاء الخارجي، لتتصلب بعد ذلك وتتحول إلى القمر.
وتعتمد هذه النظرية بشكل كبير على توقيت تشكل القمر، وحتى تكون صحيحة يجب أن تكون الحمم على الأرض في حالة وسطية من الحرارة والتماسك. إضافة إلى ذلك -وكما شرح جاي ميلوش من جامعة بوردو في مقالة مرفقة بالبحث- فإن هذه المحاكاة الجديدة لا تحقق جميع الشروط اللازمة للتوافق بين ملاحظاتنا للقمر ونظرياتنا، ولكنها خطوة هامة نحو الحل.