ما أبرز ميزات الذكاء الاصطناعي القادمة لنظام التشغيل آي أو إس 18 (iOS 18)؟

5 دقيقة
حقوق الصورة: shutterstock.com/Poetra.RH

في خطوة اعتبرت مهمة وتتماشى مع استراتيجيتها حول دمج الذكاء الاصطناعي عبر منتجاتها كافة عام 2024، ذكر موقع بلومبيرغ أن شركة آبل قد استحوذت على شركة الذكاء الاصطناعي الكندية الناشئة داروين أيه آي (DarwinAI)، لتنضم إلى قائمة طويلة من شركات الذكاء الاصطناعي التي استحوذت عليها آبل على مدار تاريخها.

ويأتي الاستحواذ على الشركة الكندية مع تبقي شهرين فقط على انطلاق مؤتمرها للمطورين، والذي سيشهد الإعلان الرسمي لإصدار نظام التشغيل آي أو إس 18 (iOS 18) المشغل لهواتف آيفون، والمتوقع أن يأتي بالعديد من الميزات الجديدة المستندة إلى الذكاء الاصطناعي، ما يجعله أحد أكبر التحديثات في تاريخ الشركة.

اقرأ أيضاً: كيف ستربح آبل من ثورة الذكاء الاصطناعي التوليدي؟

ما أبرز ميزات الذكاء الاصطناعي القادمة لنظام التشغيل آي أو إس 18؟ 

عادةً لا تناقش شركة آبل الميزات أو الإضافات التي ستأتي بها برمجياتها أو أجهزتها الجديدة قبل أن تكون جاهزة تماماً، ومع ذلك فإن الرئيس التنفيذي للشركة تيم كوك قدّم لمحة عن خطط الشركة فيما يخصُّ الذكاء الاصطناعي، والمتوقع أن تُدمج العديد من أدواته في نظام التشغيل آي أو إس 18 القادم.

حيث ذكر خلال مشاركته في جلسة أرباح الربع الأول من عام 2024 أن الشركة لديها خطط كبيرة فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي عموماً والذكاء الاصطناعي التوليدي خصوصاً هذا العام، ما اعتبره المراقبون طريقة ذكية من الرئيس التنفيذي لتخفيف مخاوف المستثمرين القلقين من تخلف آبل عن منافسيها في سباق الذكاء الاصطناعي.

لذا من المتوقع أن يكون إصدار آي أو إس 18 غنياً بالميزات الجديدة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، ما قد يجعله واحدة من أكبر التحديثات في تاريخ الشركة، حيث تشير التقارير إلى أن معالج أيه 18 المخصص لهواتف آيفون 16 المتوقع صدورها هذا العام، سيستخدم محركاً عصبونياً مع المزيد من النوى، ما يسمح له بمعالجة مهام التعلم الآلي بسهولة أكبر.

ومع ذلك ليس من المتوقع أن تدمج آبل بوت دردشة مدعوماً بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي قائماً بذاته في نظامها التشغيلي القادم، بدلاً من ذلك من المتوقع أن تكون معظم التحديثات القادمة قائمة على الميزات، ومن ضمنها: 

تعزيز الذكاء الاصطناعي في المساعد الافتراضي سيري

من المتوقع أن يشهد إصدار نظام التشغيل آي أو إس 18 قفزة كبيرة للمساعد الافتراضي سيري (Siri)، حيث تشير التقارير إلى استعداد آبل لدعمه بنموذج لغة كبير، والذي من المرجّح أن يعزز تجربة استخدام هاتف آيفون من خلال تمكين محادثات أكثر دقة وتسهيل معالجة الأسئلة الأكثر تعقيداً.

بالإضافة إلى ذلك، يتضمن أحد الجوانب الرئيسية لميزات الذكاء الاصطناعي في آي أو إس 18 معالجة الدردشة مع المساعد الافتراضي على الجهاز، والذي بدوره لا يؤدي إلى تسريع أوقات الاستجابة فحسب بل يعزز الخصوصية أيضاً، حيث يمكن أن تحدث المزيد من معالجة البيانات دون إرسال المعلومات إلى السحابة، وهي خطوة تؤكد التزام الشركة بخصوصية المستخدم.

اقرأ أيضاً: آبل تعمل على تطوير «آبل جي بي تي» ليكون منافساً محتملاً لتشات جي بي تي

تسهيل عمل مطوري التطبيقات

تستعد آبل لفتح مستوى جديد من الإمكانات للمطورين لا سيما مع التحسينات التي أُجريت مؤخراً على منصة التطوير إكس كود (Xcode)، حيث من المتوقع أن تدعمها الشركة بالعديد من أدوات الذكاء الاصطناعي المشابهة لما هو موجود في منصة غيت هوب كوبايلوت (GitHub Copilot)، ما يشير إلى تحول كبير في قدرات المطورين، حيث صُمِمت هذه الأدوات للمساعدة على كتابة التعليمات البرمجية ما يجعل العملية أكثر كفاءة من خلال تقديم الاقتراحات و أتمتة المهام الروتينية.

نسخة مطورة من سبوت لايت سيرس  Spotlight Search

من المتوقع أن تدعم شركة آبل أداة البحث المدمجة في هاتف آيفون سبوت لايت سيرش (Spotlight Search) بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي، ما يجعلها أكثر قدرة على أداء المهام الأكثر تعقيداً، مثل الإجابة عن الأسئلة المعقدة والقدرة على الاقتران بشكلٍ أعمق مع التطبيقات لتشغيل وظائف محددة.

تطبيقات صحية مدعومة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي 

من المتوقع أن تُضيف آبل المزيد من الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي إلى تطبيق الصحة المدمج في هاتف آيفون، حيث ذكر تقرير أن إصدار نظام التشغيل آي أو إس 18 سيشهد تحسين العديد من الميزات مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتطبيق الصحة، مثل تحسين ميزة تتبع الحالة المزاجية والعاطفية، حيث يمكن للمستخدمين تتبع مشاعرهم من خلال الإجابة عن الأسئلة حول يومهم ومقارنة النتائج بمرور الوقت.

والهدف هو إبقاء المستخدمين متحمسين للنشاطات اليومية مثل ممارسة الرياضة وتحسين عادات الأكل ومساعدتهم على النوم بشكلٍ أفضل، ومن المتوقع أن يستخدم التطبيق بيانات الذكاء الاصطناعي التي تقدّمها ساعة آبل الذكية لإعطاء المستخدمين اقتراحات بشأن تغييرات نمط الحياة التي ستساعد على تحسين صحتهم وعافيتهم بشكلٍ عام.

اقرأ أيضاً: اقرأ أيضاً: كيف يشكّل الذكاء الاصطناعي مستقبل مايكروسوفت؟

ميزات أخرى مدعومة بالذكاء الاصطناعي لنظام التشغيل آي أو إس 18

  • ميزات مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتطبيق الموسيقى تُتيح للمستخدمين إنشاء قوائم تشغيل بشكلٍ تلقائي.
  • ميزات مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتطبيق الرسائل يمكنها إكمال الرسائل تلقائياً والإجابة عن الأسئلة وتلخيص الرسائل النصية الواردة.
  • نموذج لغة كبير يُتيح للمستخدمين تحرير الصور باستخدام الأوامر النصية، مثل الاقتصاص وتغيير الحجم والتدوير والتقليب وإضافة المرشحات وتغيير الخلفية وإضافة الكائنات أو إزالتها ومزج الصور.
  •  أداة ذكاء اصطناعي جديدة تمكّن أي شخص من إنشاء صورة متحركة، على سبيل المثال يمكن للمسوقين التقاط صورة ثابتة لمنتج وإنشاء محتوى فيديو له لنشره على منصات التواصل الاجتماعي بسرعة وسهولة.

لماذا بدأت آبل العمل بشكلٍ جاد لدمج الذكاء الاصطناعي التوليدي في منتجاتها؟

وفقاً لمجلة بلومبيرغ الاقتصادية، فإن استحواذ آبل على شركة الذكاء الاصطناعي الكندية الناشئة مفيد بشكلٍ خاص من واقع أن الشركة الناشئة قد طوّرت تقنية يمكن أن تجعل أنظمة الذكاء الاصطناعي أصغر وأسرع، وهو ما يتماشى مع نهج آبل في التركيز على تشغيل ميزات الذكاء الاصطناعي على الأجهزة بدلاً من السحابة.

ويرى المراقبون أن هذه الخطوة من شأنها أن تمنح شركة آبل أوراق اعتماد رسمي للتنافس بشكلٍ صحيح في مجال الذكاء الاصطناعي ضد منافسيها البارزين مثل جوجل ومايكروسوفت، كما أنها تقدّم لمحة عن خطط الشركة في دمج الذكاء الاصطناعي بعمق في نظام التشغيل آي أو إس 18 المقرر الإعلان عنه في مؤتمر الشركة للمطورين.

ويأتي تركيز آبل على دمج الذكاء الاصطناعي في منتجاتها وفي مقدمتها هاتف آيفون -الذي يستحوذ على النصيب الأكبر من الأرباح- بعد أن رأت منافسيها الرئيسيين يعملون ويتحالفون بكل قوة من أجل تقديم ميزات الذكاء الاصطناعي التوليدي في الهواتف وأنظمة التشغيل التابعة لهم.

حيث يمثّل التعاون الأخير بين جوجل وسامسونج جرس إنذار لها، إذ تعتبر آبل غائبة بشكلٍ ملحوظ عن سباق الذكاء الاصطناعي التوليدي، علاوة على ذلك فإن الأرقام والتوقعات القادمة تخبرنا بأنه إذا لم تتحرك شركة آبل سريعاً في هذا العام فمن المتوقع أن تعاني بشكلٍ كبير مستقبلاً للحاق بمنافسيها.

اقرأ أيضاً: لماذا لم تصدر شركة آبل هاتفاً قابلاً للطي حتى الآن؟

فوفقاً لتقرير من شركة أبحاث السوق كونتر بوينت ريسيرش (Counterpoint Research) من المتوقع أن يُشحن أكثر من 100 مليون هاتف ذكي مدعوم بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي عام 2024، وهي هواتف تُعرّفها شركة الأبحاث بأنها الهواتف الذكية التي تستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي لإنشاء محتوى أصلي مثل توفير المعلومات وإنشاء الصور والترجمة في الوقت الفعلي وتطبيقات المساعد الشخصي، بدلاً من مجرد توفير استجابات مبرمجة أو أداء مهام محددة مسبقاً.

وهذا يعني أن أي هاتف ذكي يحتوي على نموذج لغة كبير يستفيد منه لتقديم محتوى أصلي بعد أن يطلب منه المستخدم ذلك يقع ضمن هذه الفئة، ويعتبر هاتف جوجل بيكسل 8 (Google Pixel 8) أبرز مثال لهذه الفئة الجديدة من الهواتف الذكية التي يُطلق عليها اسم هواتف الذكاء الاصطناعي التوليدي الذكية (GenAI Smartphones)، والتي تقدم ميزات أصلية مثل القدرة على تلخيص المحتوى الذي سجلته بواسطة تطبيق المسجل في تطبيق المذكرة أو ترجمة المكالمات الهاتفية إلى لغة مختلفة في الوقت الفعلي.

المحتوى محمي