8 مهارات يجب على كل مصمم إتقانها لتحقيق التميز في عصر الذكاء الاصطناعي

6 دقيقة
تصميم
حقوق الصورة: shutterstock.com/Leonardo Santtos

يشير النمو المتصاعد لسوق أدوات التصميم المدعومة بالذكاء الاصطناعي إلى شعبيتها الكبيرة، والأهمية البالغة التي بدأ يدركها المصممون لأهميتها في رفع مستوى أدائهم بطريقة لم تكن متوفرة من قبل، إذ إن التصميم الذي كان يتطلب في السابق مهارة يدوية ووقتاً كبيراً، يمكن توفير جهده الآن بسهولة وسرعة أكبر، حتى بالنسبة إلى غير المحترفين أو من لديهم موارد محدودة.

هذا يعني أن من يريد تمييز نفسه في قطاع التصميم ليس عليه الاعتماد فقط على الذكاء الاصطناعي، بل يتطلب منه الأمر في الوقت نفسه تنمية مهارات عالية المستوى وتطوير قدراته الإبداعية الفردية للتفوق والتميز. في هذا المقال نستعرض 8 مهارات تحتاج إلى إتقانها لتتميز في قطاع التصميم باستخدام الذكاء الاصطناعي.

لماذا يعد إتقان التعامل مع أدوات الذكاء الاصطناعي أمراً ضرورياً للمصممين؟

لم يعد إتقان استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي ونماذجها في التصميم رفاهية، بل مطلباً أساسياً للمصممين، إذ يوفر ميزة تنافسية مميزة تمكنهم من العمل بذكاء وسرعة وإبداع، هذا يعني أن مجرد امتلاك مهارات التصميم التقليدية لم يعد كافياً، إذ يعطي مسؤولو التوظيف الآن الأولوية للمرشحين الذين يمكنهم استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل فعال، ما يشير إلى أن مجموعات المهارات التقليدية وحدها لم تعد كافية للتمييز في سوق العمل.

ومن ثم، فإن التكيف أصبح أمراً بالغ الأهمية، إذ إن المصممين الذين يتعلمون استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي ويجربونها ويدمجونها بشكل استباقي في سير عملهم يغتنمون فرصاً أكثر من أولئك الذين يترددون باستخدامها، ما يؤكد عقلية النمو والتعلم المستمر باعتبارهما حاسمين للحصول على الوظيفة التي تبحث عنها، إذ من المتوقع أن يتحول السؤال الأساسي في توظيف المصممين من: "هل يمكنك التصميم؟" إلى: "هل يمكنك التصميم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل فعال واستراتيجي وبفهم واضح لقدرته؟".

اقرأ أيضاً: 13 من أفضل البرامج وأدوات التصميم التي تستخدم الذكاء الاصطناعي

يتيح الذكاء الاصطناعي مكاسب كبيرة في الكفاءة. على سبيل المثال، ينفذ العديد من مهام التصميم الغرافيكي التي كانت تستغرق ساعات مثل اقتصاص الصور أو تصحيحات الألوان أو اختيار الخط الآن بواسطة الذكاء الاصطناعي في دقائق، ما يتيح للمصممين العمل بشكل أسرع وإنجاز المزيد من المشاريع وزيادة الإنتاجية بشكل كبير. هذه الكفاءة تجعل المصممين البارعين في استخدام الذكاء الاصطناعي محل ترحيب متزايد من قبل الشركات التي تبحث عن المبدعين الموهوبين.

8 مهارات أساسية ينبغي إتقانها للحصول على وظيفة أحلامك في مجال التصميم

للتطور في قطاع التصميم المدعوم بالذكاء الاصطناعي ينبغي للمصممين تنمية مزيج من المهارات التقنية والاستراتيجية التي من شأنها أن تساعدهم ليس فقط على تعزيز الكفاءة الإنتاجية ولكن ستفتح لهم أيضاً إمكانات جديدة للإبداع، ما يضمن لهم التطور الوظيفي أو الحصول على وظيفة أحلامهم ومن ضمن هذه المهارات:

1- هندسة الأوامر أو كتابة المطالبات

ترتبط جودة مخرجات التصميم الذي ينشأ بواسطة نماذج الذكاء الاصطناعي ارتباطاً مباشراً بجودة المطالبة، وبالنسبة للمصممين يعني إتقان هندسة الأوامر اكتساب ميزة كبيرة للتحكم في توجيه النموذج، ما يؤدي إلى تقليل التفسيرات الخاطئة والتأكد من أن النموذج يفهم ما يراد منه بالضبط.

الأهمية: تمكين المصممين من توجيه نموذج الذكاء الاصطناعي لتوليد المخرجات المرغوبة وأتمتة المهام المتكررة وترجمة الرؤيا الإبداعية المجردة إلى مخرجات تلبى رؤاهم الإبداعية.

مثال عملي: كتابة مطالبات دقيقة لتوليد تصاميم تناسب الهوية البصرية للشركة.

2- التعامل مع أدوات التصميم المختلفة

يعد إتقان التعامل مع أدوات مثل حزمة أدوبي وكانفا وميدجورني ضرورياً لأتمتة المهام وتسريع سير العمل وتقديم اقتراحات ذكية، ما يتيح للمصممين التركيز على استراتيجية إبداعية عالية المستوى وزيادة الإنتاجية والقدرة على تقديم حلول مبتكرة.

الأهمية: يسرع العمليات وأتمتة المهام الشاقة ويعزز الإنتاجية ويتيح الحلول المبتكرة ويعزز المخرجات الإبداعية.

مثال عملي: استخدام أداة ميد جورني لتوليد تصورات أولية للتصاميم.

3- تحليل البيانات وتفسيرها

يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي تحليل مجموعات البيانات الضخمة لتوفير رؤى حول تفضيلات المستخدم واتجاهات السوق وفاعلية التصميم. وبالنسبة للمصممين هذا يعني تجاوز الجماليات والاتجاه إلى إنشاء تصميمات تتمحور حول المستخدم.

الأهمية: يتجاوز الجماليات الذاتية لإنشاء تصميمات تتمحور حول المستخدم ومخصصة ومحسنة وترجمة رؤى البيانات المعقدة بشكل فعال إلى حلول مرئية مقنعة وفعالة.

مثال عملي: تصميم واجهات مستخدم بناءً على البيانات السلوكية للعملاء.

4- فهم قدرات الذكاء الاصطناعي وقيوده

في حين أن الذكاء الاصطناعي يوفر إمكانات هائلة، إلا أنه عرضة لحالات الهلوسة والتحيزات الناجمة عن بيانات التدريب الخاصة به وقضايا الإسناد المعقدة المتعلقة بالملكية الفكرية، ومن ثم ينبغي للمصممين فهم هذه القيود لتقييم مخرجات الذكاء الاصطناعي بشكل نقدي وتخفيف المخاطر للحفاظ على سلامة وأصالة عملهم.

الأهمية: تمكين التقييم النقدي لمخرجات الذكاء الاصطناعي والتخفيف من المخاطر والمحافظة على النزاهة والأصالة.

مثال عملي: التحقق بصرياً من الصور المولدة لضمان دقتها.

5- مهارات التفكير الاستراتيجي الإبداعي وحل المشكلات

يتفوق الذكاء الاصطناعي في التنفيذ وتوليد الاختلافات، لكن المصممين البشريين يحتفظون بالقدرة الفريدة على التفكير النقدي وتحليل الجمهور الدقيق وتفسير هوية العلامة التجارية، ومن ثم يسمح هذا التحول للمصممين بأن يصبحوا شركاء استراتيجيين لدفع الحدود الإبداعية والتركيز على الحلول المبتكرة التي لا يمكن أن ينشئها الذكاء الاصطناعي بشكل مستقل.

الأهمية: التركيز بشكل أقوى على التفكير المفاهيمي ورواية قصص العلامة التجارية، ما يضمن أن المنتج النهائي يعكس بشكل أصلي البصيرة البشرية والفهم العميق للجمهور المستهدف.

مثال عملي: تصميم حملات إعلانية تبرز هوية العلامة التجارية.

6- تنمية مهارات التعاون والتكيف

أصبح المصممون الذين يتمتعون بتفكير جانبي متطور ومرونة إبداعية القادرون على التكيف مع تغير الأدوات يومياً مطلوبين بشدة، إذ إن العمل مع مطور لتحسين مخرجات النموذج أو تعلم تطبيق جديد بسرعة يعد مهارة ضرورية وأساسية للمصممين.

الأهمية: تعزز الإنتاجية وتبسط سير العمل وتحسن التنسيق وتسهل عمليات التسليم بشكل أكثر سلاسة.

مثال عملي: التعاون مع المطورين لتحسين مخرجات النماذج.

7- التعاون بين الذكاء الاصطناعي وتكامل سير العمل

يضمن الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد في منصات التصميم الشائعة، وسيحتاج المصممون إلى فهم كيفية الاستفادة من هذه الأدوات المتكاملة والعمل بكفاءة داخل أنظمة بيئية رقمية حديثة ومترابطة والانتقال من الأدوات المستقلة إلى حلول الذكاء الاصطناعي المتكاملة.

الأهمية: القدرة على تطوير مجموعة أدوات ذكاء اصطناعي مصممة خصيصاً لتلبية الاحتياجات الفريدة للفرق، ما يبرز المصممين كخبراء ومبتكرين يمكنهم دفع التحسينات المنهجية في العملية الإبداعية.

مثال عملي: دمج أدوات التصميم مع منصات إدارة المشاريع.

8- الرؤية الإبداعية والإبداع البشري

إتقان التعامل مع أدوات التصميم المدعومة بالذكاء الاصطناعي ليس سوى نصف المعركة، عليك أيضاً إظهار كيفية توجيه أفكار الذكاء الاصطناعي وصقلها برؤيتك الإبداعية الخاصة، إذ سيحتفظ المصممون الذين يستطيعون صياغة مفهوم إبداعي ورؤية قوية ومهارة كبيرة في توجيه الذكاء الاصطناعي بالأفضلية في سوق العمل.

الأهمية: يضمن إدماج الأسلوب البشري الفريد في مشروع ما تحقيق نتيجة مميزة.

مثال عملي: توجيه نماذج الذكاء الاصطناعي لتوليد أفكار أولية ثم تحسينها يدوياً.

اقرأ أيضاً: كيف سيغير الذكاء الاصطناعي تصميم هواتف آيفون وطريقة استخدامها؟

المحاذير والاعتبارات الأخلاقية عند استخدام الذكاء الاصطناعي في التصميم

يقدم الذكاء الاصطناعي فوائد هائلة للمصممين، إلا أنه ينبغي لهم التعامل معه بفهم نقدي لقيوده المتأصلة والتحديات الأخلاقية الكبيرة، وإحدى المشكلات المهمة هي الهلوسة التي تمثل مشكلة خاصة عند استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء محتوى يتطلب دقة واقعية، ما يستلزم التحقق البشري الصارم.

علاوة على ذلك فإن التحيز الذي تتسم به نماذج الذكاء الاصطناعي كلها يعد مصدر قلق، نتيجة لذلك يمكن أن تعكس مخرجات الذكاء الاصطناعي عن غير قصد التحيزات الموجودة في بيانات تدريبها وتضخمها، ما يؤدي إلى مخرجات غير متوافقة ثقافياً.

كما تزيد الطبيعة المبهمة لكيفية عمل العديد من نماذج الذكاء الاصطناعي -التي يشار إليها غالباً باسم مشكلة الصندوق الأسود- إلى تعقيد تحديد هذه التحيزات وتصحيحها، إذ إن المنطق الكامن وراء اتخاذها القرارات ليس شفافاً دائماً، ما يتطلب من المصممين إدراك أن الذكاء الاصطناعي ليس محايداً بطبيعته ويتطلب منهم اتباع استراتيجيات نشطة للتخفيف من التحيز.

اقرأ أيضاً: إليك مجموعة من أدوات كانفا المدعومة بالذكاء الاصطناعي

كما يؤدي استخدام الذكاء الاصطناعي في التصميم أيضاً إلى تعقيدات كبيرة لقانون حقوق الطبع والنشر، ويثير مخاوف بشأن الانتحال، حيث لا تزال المناقشات حول من يملك الحقوق الفكرية للمحتوى الذي ينشئه الذكاء الاصطناعي مستمرة. بالإضافة إلى ذلك، هناك خطر كبير من الانتحال غير المقصود، إذ قد تعيد نماذج الذكاء الاصطناعي إنتاج محتوى مشابه بشكل لافت للنظر لبيانات التدريب الخاصة بها، والتي يمكن أن تتضمن مواد محمية بحقوق الطبع والنشر.

يمكن أن يؤدي هذا الغموض إلى جعل المحتوى الذي أنشأ بواسطة الذكاء الاصطناعي عرضة للخطر، ما قد يسمح للمنافسين أو الأطراف الأخرى باستخدامه دون تداعيات قانونية أو مواجهة قضايا ناشئة، ما يشكل تحديات كبيرة للمصممين فيما يتعلق بحقوق الملكية الفكرية.

ومع ذلك، يتفق معظم الخبراء إلى حد كبير على أن استخدام الذكاء الاصطناعي في عمليات التصميم سيزيد القدرات البشرية بدلاً من استبدالها بالكامل، إذ من المتوقع أن يفتح تطور نماذج الذكاء الاصطناعي نحو فهم أعمق للنية الإبداعية آفاقاً جديدة للابتكار في التصميم، بسبب قدرتها المتزايدة في تفسير المدخلات الدقيقة وفهم الرؤية الفنية.

اقرأ أيضاً: 7 أدوات مدعومة بالذكاء الاصطناعي لمساعدة المصممين

لذا من المتوقع أن يصبح التعاون بين المصممين البشريين والذكاء الاصطناعي أكثر تكافلاً، ما يشير إلى مستقبل يعمل فيه الذكاء الاصطناعي شريكاً إبداعياً حقيقياً وليس مجرد أداة مساعدة معززاً للقدرات البشرية الإبداعية، ما يؤدي إلى مخرجات إبداعية أكثر قوة وكفاءة.

تذكر، على الرغم من قدرة الذكاء الاصطناعي على القيام بمعظم العمل، فإن الإبداع البشري لا غنى عنه، لذا فإن المصممين الذين يجمعون بين إتقان استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي والرؤية الإبداعية الثاقبة لن يحصلوا فقط على وظائف أحلامهم، بل سيشكلون صناعة التصميم نفسها في السنوات القادمة. 

المحتوى محمي