تعرّف على العالم المصري النمساوي إبراهيم أبو العيش وأعماله البارزة في المجالات البيئية والإنسانية

2 دقائق
إبراهيم أبو العيش. مصدر الصورة: مؤسسة رايت لايفلي هود

نشأته ودراسته الأكاديمية

وُلد الدكتور إبراهيم أبو العيش في مصر عام 1937، وانتقل عام 1956 إلى مدينة غراتس النمساوية، التي درس في جامعتها الكيمياء والطب، ثمّ حصل على درجة الدكتوراه في علم الأدوية 1969، لينخرط بعد ذلك في الأبحاث في هذا المجال ويصبح رئيس قسم الأبحاث الدوائية حتى عام 1977.

مبادرة سيكم

في عام 1975، زار الدكتور أبو العيش بلده الأم مصر، ووجده يعاني من الكثير من المشاكل كالفقر والاكتظاظ السكاني والتلوث البيئي وغيرها من المشاكل. كان لتلك الزيارة أثرها المميز عليه؛ حيث توصل إلى أنه لا يمكنه أن يساعد في حل المشاكل الرئيسية التي يعاني منها وطنه دون تنفيذ نهج شامل، وبدأ يطوّر رؤية مبادرة سيكم، التي وصفها على أنها: “التنمية المستدامة نحو مستقبل يمكن فيه لكل إنسان أن يكشف عن إمكاناته الفردية، وللجنس البشري أن يعيش فيه مع بعضه وفق أنماط اجتماعية تعكس كرامة الإنسان، ولجميع الأنشطة الاقتصادية أن يتم تنفيذها فيه وفقاً للمبادئ البيئية والأخلاقية”.

وفي عام 1977، عاد الدكتور أبو العيش إلى مصر واشترى أكثر من 170 فداناً من الأراضي الصحراوية شمال شرق العاصمة المصرية القاهرة، وأسس مبادرة سيكم، التي يعني اسمها “حيوية الشمس” حسب اللغة الهيروغليفية المصرية القديمة. رغم كل الصعاب، بدأ الدكتور أبو العيش ومساعدوه بإحياء تلك الأراضي الصحراوية عبر استخدام أساليب الزراعة الحيوية، ونجحوا في زراعة الأعشاب والفواكه والخضروات والقطن وغيرها من المحاصيل. كبرت مبادرة سيكم وأسّس الدكتور أبو العيش شركات أخرى تحت مظلتها للاستمرار في معالجة المحاصيل، وتم توحيد تلك الشركات تحت اسم سيكم القابضة منذ عام 2000.

تماشياً مع رؤية الدكتور أبو العيش الشاملة، ألزمت سيكم نفسها بخدمة المجتمع وأنشأت العديد من المؤسسات. وفي عام 1989، تم إنشاء مدرسة في سيكم بالإضافة إلى مركز طبي يقدّم خدماته لموظفيها وللسكان المحيطين بها منذ عام 1996. وبعد ذلك بعام، تم إنشاء مركز سيكم المهني ومدرسة للفنون. وفي عام 2009، حصلت جامعة هليوبوليس للتنمية المستدامة على الاعتراف بالقرار الجمهوري رقم 298، وافتتحت أبوابها للطلاب في عام 2012 لتدريسهم في مجالات الصيدلة والهندسة والتكنولوجيا وإدارة الأعمال والاقتصاد.

لا تُعتبر سيكم الآن مجرد شركة، بل هي أيضاً مجتمع حيّ يضم نحو 1500 شخص من مختلف الثقافات، ويعملون جنباً إلى جنب لتحقيق رؤيتها.

جوائزه وتكريماته

حصل الدكتور أبو العيش على العديد من الجوائز على إنجازاته، من بينها جائزة رايت لايفلي هود، والمعروفة باسم “جائزة نوبل البديلة”، في عام 2003. وفي نوفمبر 2008، تم تكريمه ومنحه صليب الاستحقاق الفيدرالي الألماني. بالإضافة إلى ذلك، فقد حصل على جائزة خاصة عن أعماله الرائدة في الزراعة الحيوية والتنمية البيئية من قبل منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية.

وفي عام 2012، حصل الدكتور أبو العيش على جائزة الأعمال من أجل السلام “. كما تم اختياره “رائدَ أعمال اجتماعية متميزاً” من قِبل مؤسسة شواب في عام 2004. وهو أيضاً مؤسس وعضو في مجلس المستقبل العالمي، وحصل على درجة فخرية من جامعة غراتس عام 2010.

مناقبه ووفاته

كان الدكتور أبو العيش يُعرف بأخلاقه العالية، ويؤكد أيضاً على تماشي نهج مبادرة سيكم مع مبادئ الإسلام؛ حيث قال في مقالة نُشرت على موقع جائزة نوبل البديلة: “لقد تم تطوير جميع جوانب الشركة المختلفة، سواء كانت ثقافية أو اقتصادية، اعتماداً على مبادئ الإسلام. ونعتقد أنه من الممكن استنباط مبادئ إرشادية لكل شيء، من علم التربية إلى الفنون إلى الاقتصاد، من الإسلام “.

في 15 يونيو 2017، توفي الدكتور أبو العيش عن عمر يناهز الثمانين عاماً في مزرعة سيكم، حيث تم دفنه بحضور كافة سكانها. وخلَفه في أعماله ابنه حلمي أبو العيش، الذي يشغل حالياً منصب مدير سيكم القابضة.