ملخص: يناقش رئيس واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا الدكتور جاك لاو في مقابلة مع إم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية أهمية قيام الشركات بالبحث والتطوير لفهم متطلبات السوق بشكلٍ أفضل. ويوضّح أن واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا تقدّم خدمات مخصصة للشركات لتلبية احتياجاتها المختلفة، ويشرح كيف تأتي الشركات إلى قطر للاستفادة من المواهب والموقع الجغرافي والطموحات الوطنية. كما يبرز أهمية التعاون بين الشركات والجامعات والمستشفيات لتطوير تقنيات جديدة، مثل الروبوتات الجراحية المدعومة بالذكاء الاصطناعي. ويشارك رؤيته لأهم التقنيات التي ستغيّر حياتنا في المستقبل، والوظائف التي ستتأثر بهذه التقنيات، وكيف يمكن الاستعداد لهذا التغيير من الآن.
في هذه المقابلة التي أجرتها إم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية، نلتقي الدكتور جاك لاو، رئيس واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا (QSTP)، وهي مركز رائد للابتكار وفّر بيئة داعمة للشركات الناشئة والشركات العالمية لتطوير تقنيات جديدة وتحقيق تقدم في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والطب والروبوتات.
الدكتور جاك لاو هو رائد أعمال لديه سجل حافل من الإنجازات، وأشرف على العديد من المشاريع الناجحة وحصل بصفة شخصية على من 20 براءة اختراع، وسبق له أن تقلد منصب الرئيس التنفيذي للعديد من الشركات الناشئة التي طوّرت في المجموع 45 تقنية حاصلة على براءة اختراع.
في هذه المقابلة، يشاركنا الدكتور لاو رؤيته حول المستقبل ودور التكنولوجيا في حياتنا، ويشرح لنا كيف تدعم واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا الشركات الناشئة وتعمل على تعزيز التعاون بين مختلف الأطراف لتعزيز الابتكار والتقدم التكنولوجي.
اقرأ أيضاً: مقابلة حصرية مع سامر طيان: رئيس منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتركيا وباكستان في شركة زووم
تقوم الثورة الصناعية الرابعة على العديد من التقنيات الناشئة منها الذكاء الاصطناعي والروبوتات والحوسبة الكمومية، فأي من هذه التقنيات برأيك سيكون لها التأثير الأكبر في منطقة الشرق الأوسط والعالم بشكلٍ عام؟
أعتقد أنه في الواقع هناك ثلاثة أنواع مختلفة من التقنيات؛ الأولى لها علاقة بالخوارزميات، والثانية بالأجهزة، والثالثة بقوة الحوسبة. إن نضج هذه الأنواع ليس متساوياً، ولا يمكننا تحديد أي منها هو الأكثر تأثيراً. يتحدث الجميع الآن عن الذكاء الاصطناعي لأنه يعتمد على الخوارزميات التي تولّد المحتوى وتنظّم المعلومات والإبداع. وبالطبع، يمكن دمج الخوارزميات في الروبوتات، على سبيل المثال، في الروبوتات الطبية.
وفي الوقت الحالي، لسنا قادرين على الاستفادة من قوة الحواسيب الكمومية في معظم التطبيقات اليومية. لكننا نتوقع أن ننجح في ذلك بالمستقبل. لذا، أعتقد أن الأمر لا يتعلق فقط بالتقنية، بل أيضاً بالوقت. أتوقع أن الذكاء الاصطناعي والروبوتات سيكون لهما التأثير الأكبر، ثم الحوسبة الكمومية.
في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، ما هي المبادرات الاستراتيجية التي تنفذونها للبقاء في طليعة هذه الابتكارات، خاصة الذكاء الاصطناعي؟
واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا هي مكان يجتمع فيه أفضل العقول، استراتيجيتنا بسيطة جداً. نحن نوفّر بيئة مرحبة بالجميع لعرض أفكارهم واختبارها والعمل مع أشخاص ذوي تفكير مشابه. هذه الاستراتيجية أبسط مما تتخيل.
لدينا عدة برامج؛ مثل برامج "مايسترو" الذي يشجّع القادة الصناعيين على إنشاء مراكز البحث والتطوير في قطر. لدينا أيضاً برنامج "غلوبال لينك" لدعوة الشركات الناشئة الإقليمية لقضاء أسبوعين في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا.
أيضاً لدينا منهجية نُسميها "التثليث"، التي تساعد الشركات على العمل والاستفادة من الأنظمة المحلية والطلاب في مؤسسة قطر المتخصصة في التعليم والبحوث وتنمية المجتمع. لذا، هناك الكثير من الأشياء التي نعمل عليها، لكنها دائماً تتعلق بالإنسان.
واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا لديها المرافق، إنها منطقة حرة، وربما تكون المنطقة الحرة الوحيدة هنا في قطر المخصصة فقط للعلوم والتكنولوجيا وريادة الأعمال. ونحن نستفيد من ذلك بشكلٍ كامل.
اقرأ أيضاً: مقابلة مع الشريك المؤسِّس لـ «جيكس أيه آي»: كيف يمكن للذكاء الاصطناعي تحرير العقود
لقد اعتاد البشر أن يكونوا مسيطرين ويتحكمون في كل شيء يصنعونه، ويبدو أن ذلك بدأ يتغير مع ظهور الذكاء الاصطناعي والروبوتات وغيرها من التكنولوجيا المستقلة، برأيك كيف ستكون العلاقة بين البشر والآلات في المستقبل؟ وكيف نضمن أن يظل البشر مسيطرين على التكنولوجيا وقادرين على اتخاذ القرارات؟
هذا سؤال مثير للاهتمام، لكن يمكن أن يُنظر إليه من جانبين؛ الجانب الأول هو ما تقودنا إليه التكنولوجيا، والجانب الآخر هو كيف يتفاعل البشر معها أو كيف ينبغي أن يتفاعلوا معها.
التكنولوجيا، لأنها ليست بشرية، لا تمتلك العواطف، لا تمتلك الحدس الذي يمتلكه البشر عادةً. وهي تحاول إخبار البشر عن طريق الخوارزميات ما هو أفضل قرار أو تقييم. وهناك ميل لدى البشر للاعتماد المفرط عليها. لنأخذ فرن الميكروويف مثالاً على الرغم من أنه ليس ذكاءً اصطناعياً. في فرن الميكروويف القديم، كان عليك ضبط درجة الحرارة والوقت، لكن فرن الميكروويف الأحدث يقول لك فقط أخبرني بما تحاول فعله، هل تريد تسخين دجاجة أم سمكة أم خبز أم حساء، وأحياناً عندما تشتري شيئاً من السوبرماركت، هناك تعليمات محددة على العبوة. أي أنك لا تحتاج إلى تمزيق العبوة لتعرف ما فيها. تضعها فقط في الميكروويف وتضغط على زر واحد.
فكّر في هذا الأمر. معظمنا سيقول أنا أثق بأن المعلومات واضحة. إنها مجرد معلومات. قلةٌ منا يسأل عن المعلومات. قلةٌ منا. لأننا نفترض أن الشركة المصنّعة قد قامت بواجبها.
الآن، وسّع ذلك قليلاً. في السيارة ذاتية القيادة، التي تستخدم خرائط جوجل أو تطبيق ويز، مهما كان ما تستخدمه كدليل للانتقال من النقطة A إلى النقطة B، أنت لا تسأل. إذا قالت لك الآلة عليك أن تنعطف يميناً، ستنعطف يميناً. وإذا قالت لك الآلة عليك أن تنعطف يساراً، ستنعطف يساراً. لكن الخطر يكون عندما نتجاوز ذلك، حين تكون القيادة نفسها ليست تحت إشراف الإنسان. بل تشرف عليها الآلة. ماذا لو أخطأت؟ ماذا لو لم يعمل نظام تحديد المواقع بشكلٍ صحيح؟ ماذا لو فشلت أجهزة الاستشعار في الكشف عن وجود منحدر أمامك؟ هل ستتدخل أم لا؟ بالنسبة لمعظمنا، هذا السؤال غبي. لأنك سترى منحدراً، بالطبع ستضغط على الفرامل. لأنك تراقب بصرياً. لا تتدخل، لكنك تراقب.
لكن ماذا لو لم تتمكن من الرؤية؟ ماذا لو كانت هذه الآلة تتحكم في عملية ما، عملية كيميائية تجعلك غير قادر على الرؤية، إلى أي مدى ستثق بها؟
لذا، بغض النظر عن مدى تقدم الآلة، نحن نتوقع أن يكون الإنسان هو المسيطر، لكن لن تكون العلاقة الآن علاقة سيد وعبد، فالحقيقة أن الإنسان قد يتحول من سيد أو مشرف إلى مساعد.
منذ العصر الحجري، تم اختراع المطرقة. المطرقة لا تتحرك، الإنسان هو الذي يقرر استخدامها ويقرر مدى تكرار ضربتها ومدى قوة ضربتها لشيء ما. لذا نحن معتادون على أن تكون الآلة مجرد أداة، ونحن أسيادها. لكن لأول مرة، الآلة تتحدى قراراتك، أو تشكك في صحة قراراتك. وقريباً، علينا قبول حقيقة أننا قد نكون مساعدين.
مثالٌ آخر، لديك نص إنجليزي وتحتاج إلى إرساله لشخصٍ لا يتحدث الإنجليزية، أو تريد ترجمته إلى لغة أخرى. يمكنك استخدام الذكاء الاصطناعي للترجمة. لكن إلى أي مدى تثق بدقة الذكاء الاصطناعي؟ كلنا نعلم أن نسبة معينة تكون صحيحة. ربما يكون مفهوماً، لكنه ليس دقيقاً. لديك هذا الافتراض. هذا جيد. هذا يساعد، لكن ماذا لو افترضت أن النص المترجم صحيح بنسبة 100%. هذا يعني أنك لن تسأل حتى. ولن تتحدى، وسيفترض كلٌ من المرسل والمستقبل أن هذا ما يعنيه النص. هذه هي المشكلة. وهنا عليك أن تعي تماماً أنك أمام مساعد.
اقرأ أيضاً: عالِمة في مؤسسة قطر تسرد رحلتها في عالَم الأمن السيبراني وتجلياته على البُعدين الشخصي والوطني
إنها أمثلة مثيرة للاهتمام حقاً وتوضّح ما هي المعضلة، هذا يقودنا مباشرة إلى السؤال، ما هي أنواع الوظائف التي تعتقد أنها ستكون الأكثر تأثراً بثورة الذكاء الاصطناعي؟ وما هي الأدوار الوظيفية الجديدة التي تتوقع ظهورها؟
أعتقد أننا نحن البشر يجب أن نسترخي طالما أن الطلب على المهام أكثر مما يمكن للبشر التعامل معه، يجب أن نرحب بحقيقة أن هناك ذكاءً اصطناعياً يساعدنا. سأعطيك مثالاً. كل واحد منا لديه تجربة سيئة عند الاتصال بخدمة العملاء. سواء كانت خدمة عملاء لشركة طيران أو فندق أو مؤسسة حكومية. كلنا واجهنا مشكلات معها حين نستمر في الضغط على الأزرار واحد ثم اثنين ثم ثلاثة ثم أربعة على الهاتف، والمشغل في النهاية لا يعرف، ويتم قطع الاتصال.
لنتخيل موظف خدمة عملاء ذا خبرة كبيرة. يمكنه التعامل مع مكالمة واحدة كل 5 دقائق، لكن لا يوجد سوى هذا الشخص فقط. هذا يعني أنه في كل ساعة، يمكنه التعامل مع 12 عميلاً فقط. لكن هناك 100 عميل يحتاجون إلى المساعدة، هذا سيكون محبطاً لهم. في هذه الحالة، إذا كان هناك بوت دردشة مدعوم بالذكاء الاصطناعي للتعامل مع الأمر، سيصبح الموظف البشري مشرفاً، سيكون جاهزاً فقط إذا قال العميل: "من فضلك، دعني أتحدث إلى إنسان. أنت لا تساعدني". هنا يتدخل الموظف. هذا يعني أن إنتاجيته لن تكون قادرة على خدمة 100 عميل في الساعة، ولكن بالتأكيد أكثر من 12 عميلاً. وهو أمر مرحب به. هذا يعني أنه لم يخسر وظيفته، هو فقط أصبح أكثر كفاءة. في الواقع هو أو هي فجأةً سيصبح مشرفاً.
ما أريد قوله هو أن الوظيفة لن تتأثر بالذكاء الاصطناعي إذا كان الطلب عليها أقل مما يتم تقديمه حالياً. إذا كان الموظف يستطيع الرد على مكالمة كل 5 دقائق. ولديه عميل واحد فقط يتصل كل يوم. سيكون الذكاء الاصطناعي بلا فائدة. لكن لحسن الحظ، لا يوجد الكثير من هذه السيناريوهات لأن توقعات البشر أعلى وأعلى. في الماضي، كنت سعيداً جداً إذا قال مشغّل خدمة العملاء: "حسناً، سنعود إليك في غضون خمسة أيام"، لكن الآن، لا يكفي أن يرد المشغّل، بل يجب أن يعطيني حلاً في 30 ثانية. إذاً، الطلب لا يتعلق فقط بالكمية بل أيضاً بجودة الخدمة. وهذا ما يمكن أن يساعد فيه الذكاء الاصطناعي.
اقرأ أيضاً: معهد قطر لبحوث الحوسبة بمؤسسة قطر يتصدى للتهديدات الرقمية للغة العربية
دكتور لاو، بالاعتماد على خبرتك، ما هي المهارات الجديدة التي تعتقد أنها ستكون ضرورية للقوى العاملة لتزدهر في اقتصاد يقوده الذكاء الاصطناعي؟ وكيف يجب أن تتكيف المؤسسات التعليمية لإعداد الطلاب لهذه المهارات؟
يجب أن ألقي خطاباً طويلاً حول ذلك. أعتقد أنه عندما كنت طالباً أو كان والدي طالباً، كانت المهارات محددة جداً، وليست متعددة التخصصات.
لكن بسبب وجود الذكاء الاصطناعي، هناك حاجة إلى فهم التكنولوجيا. قد لا تكون مبرمج ذكاء اصطناعي، لكن يجب أن تفهم كيف يعمل للاستفادة منه. هذا يعني أن علوم الكمبيوتر والرياضيات مهمة. يجب على الصحفي أن يفهم كيفية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي وفهم ما إذا كانت استجابته صحيحة أم لا.
لذا، أنا دائماً أجادل بأن مفهوم التخصص غير المرن قد انتهى. الأكاديميات الجديدة يجب أن تكون متعددة التخصصات ومتعددة المواضيع. في الواقع، توقعي هو أنه قريباً لن ترى الناس لديهم شيء يُسمَّى التخصص.
في بعض الجامعات الرائدة، أسماء الدرجات العلمية اليوم مختلفة تماماً عن أسماء الدرجات قبل 30 عاماً. تظهر درجات علمية جديدة طوال الوقت، مثل علوم البيانات وعلوم الذكاء الاصطناعي وغيرها. في الواقع، هناك اتجاه نحو الدراسة متعددة التخصصات.
منذ أن توليت منصب رئيس واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، أعرب العديد من شركات التكنولوجيا عن اهتمامها بالانضمام إلى هذه الواحة، فما هي المزايا الاستراتيجية التي يجلبها هذا التعاون لواحة قطر للعلوم والتكنولوجيا والمشهد التكنولوجي والاقتصادي الأوسع في قطر؟
نحن نقدّم خدمات مصممة خصيصاً لازدهار الشركات، ولأن كل شركة لديها احتياجات مختلفة، على سبيل المثال، شركات تأتي هنا وتريد العمل في قطاعات معينة. وشركات تريد الاستفادة من الموقع الجغرافي، وشركات تريد الاستفادة من طموح الدولة في تحويل المواهب. يمكنني أن أقول لك إننا نعمل بجد لتقديم حلول مصممة خصيصاً لكل شركة. وهذا هو الجزء الصعب في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا.
العمل في مجال الصناعة أسهل بكثير. تريد بناء مصنع، نعطيك أرضاً مجانية ومزايا ضريبية، فتأتي، أليس كذلك؟ هذا سهل جداً. لكننا لا نجلب مصنعاً، السر هو أنك يجب أن تذهب مدة 6 أشهر أو أكثر لفهم ما تحتاج شركات التكنولوجيا إليه ثم إجراء البحث لإخبارها بأنه ممكن.
مثلاً، حين نستقطب شركات روبوتات جراحية تعمل بالذكاء الاصطناعي. يجب أن نأخذها إلى المستشفيات لنتحدث إلى الجراحين، لنرى ما إذا كان الناس مستعدين للعمل معها. أود أن أقول إن معظم الشركات تأتي هنا بسبب المواهب أو للوصول إلى المواهب.
قطر ليست دولة كبيرة، لكنها وجهة مرغوبة جداً. وهي مثيرة لاهتمام الشركات، لكنها تحتاج إلى البحث حتى تفهم متطلبات السوق، واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا تسهّل الوصول إلى الموارد والبنية التحتية لإجراء البحث بفاعلية، لأنهم لا يعرفون ما لا يعرفونه، نقدّم لهم العديد من الأشياء. عندما يأتون، ندعوهم لإلقاء محاضرة. ونأخذهم لرؤية النظام البيئي. وطلاب مؤسسة قطر، نعرض عليهم متدربين ليتمكنوا من الاندماج بسهولة. ونقوم بالكثير من الأشياء حتى يحصلوا على رؤى. ثم نجلس مع كل شركة لشرح ما هو ممكن وما هو غير ممكن. أنا فخور جداً بالقول إن الشركات لا تأتي إلى هنا لأننا نلقي بشيك كبير أمامهم ونقول، إذا أتيت سنعطيك هذا، لأن ذلك قد يحدث، ولكن ليس في البداية. في البداية يجب أن تكون هناك حاجة علمية أو هندسية أو ربما احتياجات تجارية أو تسويقية. لذا، يجب أن نعقد جلسات متعددة لنشرح للجميع ما هي الإمكانات.
برأيك ما هي العناصر الرئيسية لدفع الابتكار؟ وكيف تعمل واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا على إنشاء الابتكار والحفاظ عليه في قطر؟
قطر ليست مختلفة، قطر محظوظة جداً لأن الموارد أكثر سخاءً من الأماكن الأخرى. ولكن لا تزال المكونات السرية هي نفسها دائماً.
لماذا يريد الناس القيام بأعمال تجارية؟ هناك أسباب شخصية، وهناك أسباب تجارية. هناك العديد من الأسباب. ولأن واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا تعمل في العديد من المجالات، من النفط والغاز إلى علوم المواد، إلى الطب الدقيق، إلى الروبوتات، حتى السيارات الكهربائية والبيئة، يجب أن نفهم احتياجات الشركات ونخدم احتياجاتها، قد لا نتمكن من القيام بذلك بنسبة 100%، لكن يجب علينا على الأقل فهم ما يحتاجون إليه. وفي أثناء ذلك، نعمل معهم لحل المشكلة. تخيل أنك تشعر بالراحة في منطقتك، ولا تحتاج إلى التوسع. لماذا تريد القيام بالتوسع؟ إنه أمر مخيف جداً. قد لا تكون المنطقة الجديدة مناسبة، فهي ثقافة جديدة. لذا، هناك مخاطر وفرص. نحن نعالج هذه المخاطر والفرص كلها.
وظيفتنا ودوري كرئيس هو المساعدة في التغلب على التحديات واحدة تلو الأخرى. أحياناً تكون التحديات عبارة عن لوائح حكومية، وأحياناً كيفية التواصل مع الآخرين، الشهر القادم، لدينا جلسات اندماج بين واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا وباكستان. سيأتي الباكستانيون إلى قطر وسوف نستدعي الطلاب الباكستانيين الذين يدرسون بالفعل في مؤسسة قطر، وسيعمل خبراؤنا كافة في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا لتحديد الأعمال الجديدة التي يمكنهم القيام بها.
بينما كنت أنتظر إجراء هذه المقابلة معك، رتبتُ لقاءً مع شركة جراحة روبوتية بالذكاء الاصطناعي للتحدث مع فريق في قطر، لأن هناك بعض الأشياء التي يريدون التحدث عنها. أنا لا أعرف ما إذا كانوا مهتمين بالتحدث مع بعضهم. هذا يشبه العثور على أخ مفقود. هم أرادوا العثور على شخص ما، وأصبحت أنا الوسيط المثالي لجمعهم معاً.
اقرأ أيضاً: خبير بمؤسسة قطر: «الشرق الأوسط يزخر بكفاءات علمية كبيرة»
رائع، يمكنني أن أفهم أنك تحوّل واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا إلى مركز اتصال للأشخاص الذين يبحثون عن الأخ المفقود؟
صحيح، نحن نحاول جاهدين لأن هذه هي الطريقة الوحيدة للنجاح. هذه هي الطريقة الوحيدة. وقطر بلد جميل جداً. الجميع هنا يحاول مساعدة الآخرين، ويمكنهم التواصل جيداً، ومنفتحون جداً لمساعدة بعضهم بعضاً.
غالباً ما أقول إن لدي أفضل وظيفة في العالم، أتمكن من التعامل مع تقنيات مختلفة، ومقابلة أشخاص مثيرين للاهتمام وأرى النتيجة والرضا من جميع الأطراف. بالتأكيد هي وظيفة مثيرة للاهتمام. وظيفة مثيرة جداً. وأنا محظوظ جداً بها.
شكراً لك دكتور لاو، إذا كان لديك أي شيء تُضيفه أو ربما شيء لم أسألك عنه وتريد ذكره، فتفضل؟
أريد فقط أن أشكرك على وقتك. آمل من خلال هذا اللقاء أن نتمكن من الوصول إلى المزيد من الناس لشرح ما تفعله قطر وواحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، وما نفعله للبشرية، أريد أن أقول إن التقنيات التي نتبناها يمكن أن تفيد البشرية. ورسالتنا واضحة. نحن منفتحون جداً. ونحب التكنولوجيا والعلم. وهذا مكان رائع للتواصل والتفكير ومعرفة ما هو التالي.