5 معايير يجب مراعاتها عند تشييد بناء ذكي

3 دقائق
5 معايير يجب مراعاتها عند تشييد بناء ذكي
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Golden Dayz

تتصدر المباني الذكية مثل مبنى ذا إيدج (The Edge) في مدينة أمستردام الهولندية وكوب (Cube) في مدينة برلين الألمانية عناوين الصحف لما تظهره من أمثلة رائعة لمستقبل المباني الذكية، حيث أصبحت الحكومات والشركات أكثر توجهاً لبناء مثل هذه المباني، بينما أصبح المستهلك العادي أكثر تقبلاً للعيش في المباني الذكية لما توفره من إمكانات تجعل حياته أكثر راحة وصحة وإنتاجية.

وفقاً لتقرير من شركة أبحاث السوق ماركتس آند ماركتس (marketsandmarkets)، من المتوقع أن يصل سوق المباني الذكية إلى 138 مليار دولار بحلول عام 2026، ويعزى ذلك إلى حد كبير إلى رغبة العملاء في العيش في أماكن أكثر ذكاءً، وزيادة وعيهم بالفوائد المختلفة للتكنولوجيا الذكية، مثل المراقبة عن بُعد وتحسين الأمن، والأهم دعم جهود الاستدامة التي تعد أحد الدوافع الرئيسية التي تسهم في زيادة اعتماد المباني والمدن الذكية.

ما الذي يجعل المبنى ذكياً بالضبط؟

المبنى الذكي (Smart Building) هو المبنى الذي يستخدم التكنولوجيا لمساعدة سكانه على تحقيق أقصى استفادة من الممتلكات الخاصة بهم مع تحسين الموارد التي لديهم، وقد كانت المباني تعتبر ذكية حتى وقت قريب إذا كان بإمكانها أتمتة الأنشطة اليومية، مثل التشغيل التلقائي لأجهزة تكييف الهواء والتدفئة والتهوية والإضاءة وغيرها باستخدام نظام إدارة المباني.

ولكن اليوم، مع التطور التكنولوجي وظهور أجهزة إنترنت الأشياء (IoT) تغير تعريف المبنى الذكي، حيث أصبحت المباني الذكية هي التي تستخدم شبكات أجهزة الاستشعار اللاسلكية وبروتوكولات الاتصال المتقدمة والحوسبة السحابية المدعومة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي ولوحات معلومات الويب وغيرها من تقنيات إنترنت الأشياء، لمراقبة أنظمة البناء بأكملها والتحكم فيها عن بُعد.

يمكن أن تساعد حلول المباني الذكية هذه في تحسين أداء الأصول وموثوقية المبنى مع خفض تكاليف التشغيل واستهلاك الطاقة وتعزيز راحة السكان وتقليل التأثير البيئي الإجمالي، وغالباً ما تستخدم تقنية أساسية مثل الطاقة عبر الإيثرنت (Power Over Ethernet)، اختصاراً (PoE) لتحقيق هذا التقارب، حيث يستخدم المبنى الذكي هذه التقنيات لجمع البيانات القابلة للتنفيذ من أجهزة المستخدم وأجهزة الاستشعار والأنظمة والخدمات الموجودة في المبنى.

اقرأ أيضاً: ما هو المنزل الذكي؟ وما أبرز التكنولوجيات التي تجعل منزلك ذكياً؟

ما أبرز الأشياء التي يجب مراعاتها عند تشييد مبنى ذكي؟

توفّر الأدوات التي تقيّم ذكاء المبنى للمخططين والمطورين والمهندسين وخبراء تكنولوجيا المعلومات رؤى أساسية حول ما يجب أن يأخذوه في الاعتبار أثناء تصميم وبناء المباني الذكية. وبينما تتعدد التقنيات التي يتم دمجها في المباني لتكون ذكية، إلا أن هناك 5 معايير ضرورية للغاية يجب مراعاتها عند تصميم أو تشييد المباني الذكية، وهي:

1- موثوقية اتصال أجهزة إنترنت الأشياء

يعد الاتصال الموثوق بين أجهزة إنترنت الأشياء التي يتم تضمينها في المباني الذكية أمراً لا بُدّ منه، وفي الواقع يعتبر العنصر الرابع في أي مبنى اليوم ولا يقل أهمية عن العناصر الثلاثة الأخرى (الكهرباء والماء والغاز)، ومن ثم بالنسبة للمبنى الذكي الذي يقوم بتشغيل تطبيقات متعددة فإن وجود شبكات الاتصال الموثوقة أمر ضروري.

وبينما تعد الشبكات النحاسية (Copper Networks) هي الشائعة والتقليدية اليوم، إلا أن لها حدودها في جودة الاتصال بين الأجهزة، لذا فإن استبدالها بشبكات الألياف الضوئية التي يمكنها توفير النطاق الترددي اللازم لدعم متطلبات البيانات اللازمة للتكنولوجيا الجديدة، مثل التغطية الخلوية لشبكة الواي فاي أو اتصال الجيل الخامس أمر ضروري.

اقرأ أيضاً: كيف تعمل شبكات الجيل الخامس؟ وهل تؤثر على صحة الإنسان فعلاً؟

2- صحة ورفاهية السكان

في عالم ما بعد جائحة كوفيد-19 أصبحت التكنولوجيا أكثر اندماجاً في البيئات اليومية، حيث نجدها في كل مكان تقريباً من المساحات المكتبية والمدارس إلى المستشفيات والمطارات، حيث يتم تضمين أجهزة استشعار وأدوات أخرى لمراقبة المساحات من الاكتظاظ، والتحقق من درجات الحرارة، ومراقبة جودة الهواء وغيرها.

لذا فإن إضافة التكنولوجيا اللازمة لضمان رفاهية سكان المباني الذكية ضرورية ومطلب أساسي، وليكون المبنى ذكياً بالفعل فإن إضافة أدوات الصحة الرقمية الناشئة، التي يتم تشغيلها عبر منصات الحوسبة وأجهزة الاستشعار، إلى شبكات البناء الذكية أمر يجب أن يؤخذ بالاعتبار للمساعدة في دعم رفاهية وصحة سكانها.

اقرأ أيضاً: كيف تغيّر التكنولوجيا الحديثة مستقبل الرعاية الصحية الرقمية؟

3- سلامة الحياة والممتلكات

يعد الحفاظ على سلامة شاغلي المبنى أولوية قصوى عند الشروع في تصميم وإنشاء المباني الذكية، حيث إن وجود أجهزة استشعار ذكية تعمل على التنبيه من الحرائق إلى الاستجابة للطوارئ مهم للغاية، لذا فإن وجود تكنولوجيا ذكية مضمنة في المبنى لمراقبة أداء النظام واكتشاف المشكلات مثل الحريق والاتصال بالطوارئ تلقائياً عند الحاجة أمر لا بُدّ أخذه بالحسبان.

4- التحكم في الطاقة من أجل الاستدامة

عندما نفكر في أشياء مثل التدفئة والتهوية وتكييف الهواء والإضاءة والعديد من الأجهزة الإلكترونية التي تشغل المباني، فمن السهل أن نفهم سبب كون الطاقة من أكبر النفقات والتي يرغب أصحاب المباني في تقليلها والتحكم فيها.

ومن ثم عند تصميم وإنشاء المباني الذكية من المهم تضمين أجهزة الاستشعار لمراقبة وتحليل الاستهلاك، بحيث يمكن تحديد المناطق التي يوجد بها إنفاق مهدور للطاقة وتقليلها أو التخلص منها تماماً، حيث يمكن أن تساعد البيانات التي تم جمعها بواسطة أجهزة الاستشعار في تحديد الاتجاهات بحيث يمكن إدارة طفرات الطلب أو يمكن جدولة الصيانة خلال ساعات انخفاض الطلب.

اقرأ أيضاً: كيف تتصدى المباني الذكية لتحديات التغير المناخي والاستدامة؟

5- التعامل مع التهديدات السيبرانية

مع بناء المدن الذكية واعتماد تقنيات جديدة متصلة بالإنترنت، تزداد احتمالية وقوع الهجمات السيبرانية بشكل كبير، حيث يمكن أن تشل الهجمات السيبرانية المباني الذكية بالكامل وتعزل سكانها عن باقي العالم، لذا فإن القدرة على تحديد التهديدات والاستجابة الفعّالة أمر إلزامي عند تصميم وإنشاء المباني الذكية.

وهذا يعني أنه يجب أن يخضع كل شيء مرتبط بالشبكة، سواء كانت أضواء ذكية أو كاميرات مراقبة متصلة، أو حتى شبكة مصعد، لبروتوكولات وممارسات الأمان الصارمة نفسها المستخدمة في المنشآت والشركات الكبرى.

المحتوى محمي