نشرة خاصة
بدأ الذكاء الاصطناعي بإطلاق ثورة على مستوى العالم بفوائده المتعددة وواسعة الانتشار، على الرغم من أننا لم نشعر بوجود الذكاء الاصطناعي عبر تطبيقاته المتعددة إلا منذ فترة قريبة، وقد تبنته جميع الصناعات تقريباً للحصول على المزايا التي يقدمها. إن كل ما يربطنا بهذه الحضارة هو نتيجة للذكاء، ومن المؤكد أن استخدام الذكاء الاصطناعي لدمج قدرات الذكاء البشري أصبح خطوة راسخة نحو مستقبل التكنولوجيا.
بدءاً من المساعدات الصوتية مثل أليكسا وسيري، وصولاً إلى السيارات ذاتية القيادة، انتشر استخدام الذكاء الاصطناعي في كل مكان. ويستطيع البشر بواسطته أتمتةَ مهامهم وأداء عملهم بفعالية، وتُعتبر هذه المسألة من أهم تأثيرات الذكاء الاصطناعي في حياتنا..
بدأت صناعة النفط والغاز باعتماد هذه التكنولوجيا لدعم وظائفها، وتخفيض التكاليف، وزيادة الفعالية، شأنها شأن أية صناعة إنتاجية.
ماذا يمثل الذكاء الاصطناعي بالنسبة لصناعة النفط والغاز؟
يُعتبر الذكاء الاصطناعي من المجالات العلمية الغنية والمتنوعة، ولكن فيما يتعلق بصناعة النفط والغاز، نجد له تطبيقين أساسيين: التعلم الآلي وعلم البيانات. وقد تحول الذكاء الاصطناعي عملياً إلى حل لجميع المشاكل في صناعة النفط والغاز، سواء القديمة منها أو الجديدة.
توجد كمية هائلة من البيانات في صناعة النفط والغاز، وقد أصبح من الصعب التعامل مع هذه الكميات الكبيرة واستخراج المعلومات الهامة والضرورية منها لبناء الإستراتيجيات المستقبلية. وهنا يأتي دور التعلم الآلي؛ حيث يسمح لجميع الأنظمة الحاسوبية بتعلم كيفية التعامل مع البيانات الموجودة في هذه الصناعة وتفسيرها دون أي تدخل بشري، كما يتيح أيضاً زيادة انسيابية المهام التكرارية التي تساعد على صياغة برامج عمليات معينة. ويساعد التعلم الآلي أيضاً مؤسسات النفط والغاز البعيدة عن مراكزها الرئيسية على التحكم في المسائل والإجراءات الداخلية والتعامل معها، وحل المشاكل الكبيرة التي لا يمكن تبسيطها بالاعتماد فقط على المساعدة البشرية.
يُعتبر التعلم الآلي أيضاً من التطبيقات الهامة للذكاء الاصطناعي في صناعة النفط والغاز؛ حيث يساعد على إجراء عمليات المحاكاة، وعمليات التحليل التنبؤي على نماذج البيانات واستنباط الأنماط لتحسين الوظائف. وبفضل القدرات الكامنة للذكاء الاصطناعي، تستطيع صناعة النفط والغاز اختبار تطويرات جديدة وتكنولوجيات جديدة، وحتى قياس المخاطر البيئية للمشاريع الجديدة.
يعتمد علم البيانات على الذكاء الاصطناعي لاستنتاج المعلومات الهامة وصياغة تقارير شاملة من البيانات المتوافرة، ويُعتبر التنقيب عن النفط والغاز من أعقد المهام في هذه الصناعة.
ويمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في علم البيانات من قِبل مؤسسات النفط والغاز البعيدة عن مقراتها الأساسية، لزيادة إمكانية الوصول إلى المعلومات المعقدة للتنقيب عن النفط والغاز والحصول عليها. كما سيتيح للشركات تحديد فرص التنقيب والاحتمالات التي يمكن أن تنتج عنها. إضافة إلى ذلك، يمكن أن يساعد الشركات على استخدام البنى التحتية الموجودة بأفضل طريقة ممكن لفائدة الصناعة ككل.
التحولات في صناعة النفط والغاز بفضل الذكاء الاصطناعي
هناك الكثير من التطبيقات التي أثبت فيها الذكاء الاصطناعي فائدته بالنسبة لصناعة النفط والغاز، ويكفي حتى نرى هذا أن نلقي نظرة على بعض المجالات المحتملة التي قدم فيها الذكاء الاصطناعي فائدة كبيرة للصناعة.
الحفر الدقيق
يعتبر الحفر أحد أهم العناصر الأساسية في صناعة النفط والغاز، كما أن هذه المسألة تترافق بالكثير من المشاكل الكبيرة أثناء العثور على المواقع المحتملة. ولكن ليس بعد الآن؛ حيث ستتمكن شركات الذكاء الاصطناعي من تصميم وصياغة خوارزميات للبحث عن المواقع المحتملة، إضافة إلى توجيه معدات الحفر.
أَمثَلَة الإنتاج
يمثل التنقيب والإنتاج أساس نجاح ونمو صناعة النفط والغاز. وبمساعدة الذكاء الاصطناعي، ستتمكن الشركات من دراسة النواحي التي تعاني من انخفاض الفعالية، ونواحي الإنتاج الأمثل. وسيساعد الذكاء الاصطناعي على تطوير إستراتيجيات الربح الأقصى وتسريع عملية الإنتاج في الصناعة.
إدارة المخزون
تتضمن صناعة النفط والغاز التعامل مع مخزونات ضخمة من المواد الخام التي يجب إدارتها وفصلها بالشكل الصحيح، ويمكن للشركات زيادة فعالية هذا العمل عن طريق الذكاء الاصطناعي، الذي يمكن أن يساعد على توصيف ونمذجة المخزون، وتعزيز المراقبة الميدانية إلى أقصى حد دون مساعدة بشرية.
تدقيق الجودة
تتطلب صناعة النفط والغاز، على عكس الصناعات الأخرى، اختبارات صارمة للجودة لضمان سير كل شيء بشكل سليم دون التأثير على البيئة. ويمكن استخدام الروبوتات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي في عمليات التفتيش من أجل تفادي الأخطاء التي يمكن أن تحدث أثناء عمليات التفتيش البشرية. كما تستطيع الروبوتات كشف أية شذوذات في عمل التجهيزات، وتدقيق جودة العمليات.
بوتات الدردشة
احتلت بوتات الدردشة موقعاً هاماً في عالم الأعمال منذ فترة طويلة. وتستطيع صناعة النفط والغاز الاستفادة من هذه التكنولوجيا للتفاعل مع الزبائن بشكل أفضل، ومساعدتهم في عملية الشراء.
مراقبة محطات الوقود
لا تقتصر التطبيقات على التنقيب والحفر، ولكن يجب أيضاً مراقبة محطات الوقود حيث يأتي الناس طلباً للوقود. يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لزيادة أمان محطة الوقود للزبائن، وذلك عن طريق كاميرات تعمل بالذكاء الاصطناعي وتستطيع كشف أية حوادث خطرة قبل أن تتفاقم.
مستقبل الذكاء الاصطناعي في صناعة النفط والغاز
أحدث الذكاء الاصطناعي هزة كبيرة على مستوى العالم بفضل فعاليته وقدراته الكامنة. والآن، تمثل صناعة النفط والغاز أحدث مجال يستفيد من هذا العلم الغني إلى أقصى حد؛ فقد استُثمر الذكاء الاصطناعي من قِبل عدة صناعات مختلفة، وتُعتبر صناعة النفط والغاز أبرز هذه الصناعات.
لقد كانت صناعة النفط والغاز تعتمد على الذكاء الاصطناعي لاستكشاف فرص جديدة وغير متوقعة لعمليات التنقيب والإنتاج. وأصبح الذكاء الاصطناعي بالنسبة للكثيرين هو مستقبل صناعة النفط والغاز، ولكن كيف؟
لطالما قامت صناعة النفط والغاز، من دون شك، بتقبل التكنولوجيات الرائجة وإدماجها في عملياتها بهدف تخفيض التكاليف وزيادة الفعالية، ويُعتبر الذكاء الاصطناعي أحد هذه التكنولوجيات التي توحي بالتفاؤل في هذه الصناعة. لقد بدأت صناعة النفط والغاز بالانتقال بسرعة إلى المشهد الرقمي، وهي بحاجة إلى تكنولوجيات واعدة مثل الذكاء الاصطناعي لضمان النمو والربح.