كيف جعل تشات جي بي تي شركة أوبن أيه آي لاعباً مهماً في مجال الذكاء الاصطناعي

9 دقائق
كيف جعل تشات جي بي تي شركة أوبن أيه آي لاعباً مهماً في مجال الذكاء الاصطناعي
حقوق الصورة: shutterstock.com/Poetra.RH

درجت العادة خلال كل عقد أو فترة معينة أن تظهر تكنولوجيا جديدة تغيّر الكثير من المعطيات وتؤسس لحقبة جديدة كُلياً، وهذا ما اختبرناه مع شركة آبل عند إطلاقها هاتف آيفون، وشركة ميتا (فيسبوك سابقاً) وإطلاقها منصة التواصل الاجتماعي فيسبوك. والآن مع ظهور شركة أوبن أيه آي (OpenAI) ومنتجها الأبرز بوت الدردشة تشات جي بي تي (ChatGPT)، يمكننا القول إننا في طريقنا لتغيير نظرتنا إلى تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بطريقة جذرية تماماً.

كيف تمكنت شركة أوبن أيه آي من الحصول على استثمارات مليارية في فترة زمنية قصيرة جداً؟

ظهرت شركة أوبن أيه آي في البداية كمختبر لأبحاث الذكاء الاصطناعي في مدينة سان فرانسيسكو الأميركية عام 2015 كمؤسسة غير ربحية تحاول الوصول إلى بناء الذكاء الاصطناعي العام (Artificial General Intelligence، اختصاراً أيه جي آي AGI)، ومن ضمن أهداف الشركة حماية المستقبل من نفوذ شركات التكنولوجيا الكبرى وعدم احتكارها تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وفوائدها.

بالإضافة إلى ذلك كان هدف المؤسسة غير الربحية هو بناء برامج الذكاء الاصطناعي بشفافية وجعل منتجاتها مفتوحة المصدر حتى يتمكن العالم من الاستفادة منها. ونتيجة لهذا الهدف النبيل، جذبت الشركة دعم العديد من خبراء التكنولوجيا، ولكن قوة الحوسبة وتكاليف التعويضات اللازمة لتحقيق ذلك جعلت من الصعب إدارة الشركة كمؤسسة غير ربحية.

لذا في عام 2019 تحولت شركة أوبن أيه آي رسمياً إلى شركة ربحية محدودة ومعها حصلت على جولات استثمارية، من ضمنها استثمار على عدة جولات من شركة مايكروسوفت وصل إلى 13 مليار دولار التي يقوم قسمها السحابي مايكروسوفت آزور (Microsoft Azure) بتزويد شركة أوبن أيه آي بقوة الحوسبة التي تحتاج إليها، وفي المقابل ستحصل مايكروسوفت على حق استخدام أدوات الشركة في منتجاتها بالإضافة إلى نصيب من أرباح الشركة الناشئة.

اقرأ أيضاً: نتائج تجربة مولد اللغة الجديد جي بي تي-3 من أوبن إيه آي تُظهر أنه جيد إلى حد مذهل

وحتى الآن أغلقت الشركة جولات تمويل عدة من مجموعة من المستثمرين جعلت القيمة السوقية للشركة الناشئة تقفز إلى نحو 27-29 مليار دولار، وتقوم الشركة حالياً بإجراء محادثات لبيع أسهمها من شأنها أن تقدر القيمة السوقية للشركة بما يتراوح بين 80 و90 مليار دولار، أي ما يقرب من ثلاثة أضعاف قيمتها في وقتٍ سابق من هذا العام، ما يجعلها الشركة الناشئة الأكثر قيمة في وادي السيليكون وواحدة من الشركات الناشئة الأكثر قيمة في مجال التكنولوجيا في العالم.

ويأتي العدد الكبير من الاستثمارات التي حصلت عليها الشركة بعد تحقيقها العديد من الإنجازات في مجال الذكاء الاصطناعي، منها:

  • النموذج اللغوي الكبير جي بي تي (GPT) الذي يشغل بوت الدردشة تشات جي بي تي (ChatGPT) الخاص بالشركة، ويعد واحداً من أقوى النماذج اللغوية الكبيرة وأكثرها تقدماً حتى الآن، حيث مثّل قفزة مفاجئة إلى الأمام وتحديداً في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي.
  • التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي ليس جديداً تماماً، حيث إن عمالقة التكنولوجيا لديهم منتجاتهم الخاصة، ولكن مع استراتيجية شركة أوبن أيه آي المتمثلة في إطلاق بوت الدردشة تشات جي بي تي ليستخدمه الملايين على الرغم من الأضرار التي قد يسببها، أصبح عامة الناس على تماس مع برامج الذكاء الاصطناعي بطريقة ملموسة للغاية.
  • تحقيق الشركة حتى الآن تقدماً كبيراً في مجال التعلم المعزز (RL)؛ حيث طوّرت عدداً من خوارزميات التعلم المعزز التي حققت أفضل النتائج في مجموعة متنوعة من المهام.
  • الشركة متفوقة في تطوير الذكاء الاصطناعي الآمن والموثوق، حيث طورت عدداً من بروتوكولات الأمان والمبادئ التوجيهية لتطوير الذكاء الاصطناعي، وكانت أيضاً رائدة في تطوير تقنيات الكشف والتخفيف من المخاطر والحد من التحيز في أنظمة الذكاء الاصطناعي.
  • الشركة تقود توجه الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر، حيث أصدرت عدداً من أدوات وتكنولوجيات الذكاء الاصطناعي الخاصة المفتوحة المصدر، ما سمح للباحثين والمطورين بالبناء على عملها، وساعد على تسريع تقدم البحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي.

اقرأ أيضاً: تشات جي بي تي لم يعد يعيش في 2021

شركة أوبن أيه آي تؤسس لحقبة جديدة لمفهوم بوتات الدردشة

"اليوم أطلقنا تشات جي بي تي، حاول التحدث معه هنا" تغريدة نُشرت في 30 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2022، وقد تكون مررت عليها سريعاً في أثناء تصفحك منصة تويتر (إكس حالياً)، فهي تغريدة تحتوي على كلمات قليلة مرفقة برابط للتسجيل يدعو عبرها المدير التنفيذي السابق والمؤسس لشركة أوبن أيه آي سام ألتمان (Sam Altman) لإنشاء حساب مجاني لبدء تجربة محادثة مع بوت الدردشة الخاص بالشركة الذي أطلق عليه اسم تشات جي بي تي (ChatGPT).

ولكن ربما لم يدرك الرئيس التنفيذي السابق لشركة أوبن أيه آي أن تغريدته هذه ستؤسس لحقبة جديدة لتكنولوجيا صاعدة بسرعة الصاروخ تُسمَّى الذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative AI)، حيث سارع الجميع لتجربة بوت الدردشة الجديد للحصول على إجابات نصية للأسئلة وتأليف أي نوع من المواد المكتوبة تقريباً، بما في ذلك خطط العمل والحملات الإعلانية والقصائد والنكات وبرمجة الأكواد وسيناريوهات الأفلام.

وفي غضون أسبوع فقط من إطلاقه، استخدم أكثر من مليون شخص بوت الدردشة الجديد، وهو إنجاز بارز استغرق من منصة فيسبوك 10 أشهر لتحقيقه، بينما وصل عدد المستخدمين النشطين بعد شهرين من إطلاقه إلى أكثر من 100 مليون مستخدم، وهو ما يجعله يتفوق بشكلٍ كبير على سرعات نمو عدد من التطبيقات الأكثر شعبية حالياً مثل تيك توك وإنستغرام.

اقرأ أيضاً: ما القصة الحقيقية لتطوير تشات جي بي تي؟

أوبن أيه آي: قصة صعود مثيرة خلال عام واحد فقط

لقد مرَّ عام كامل على ظهور بوت الدردشة تشات جي بي تي، ولكن خلال هذا العام اكتسبت الشركة المطورة له أوبن أيه آي (OpenAI) الكثير من الزخم والأضواء التي جعلتها واحدة من أكثر شركات التكنولوجيا الناشئة في وادي السيليكون نفوذاً، حيث أصبحت الشركة خلال عام واحد فقط المكان المفضل للمستثمرين لإنفاق أموالهم، وهذا يعود إلى أن منتج الشركة قابل للنمو بشكلٍ كبير، ولكن الأهم هو فرص الأرباح الكبيرة المتوقعة.

فعلى الرغم من أن بوتات الدردشة موجودة منذ فترة طويلة، فإن ما يمثله بوت الدردشة تشات جي بي تي مختلف تماماً، لدرجة جعلت شركة جوجل تدق ناقوس الخطر لما يشكّله من خطر على إمبراطوريتها البحثية المربحة. بالإضافة إلى ذلك، أصبح الجميع فجأةً يتحدثون عن كيفية عمل الذكاء الاصطناعي التوليدي والنماذج اللغوية الكبيرة اللذين أصبحا من أكثر المصطلحات بحثاً وتداولاً في الآونة الأخيرة.

اقرأ أيضاً: كيف يغيّر الذكاء الاصطناعي التوليدي الطريقة التي نتسوق بها عبر الإنترنت؟

فقد أدّى تركيز شركة أوبن أيه آي على تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي وبناء النماذج اللغوية الكبيرة التي تُشغل هذه الأدوات إلى تمهيد الطريق لعصر تكنولوجي جديد قادم بقوة، وفي الوقت نفسه جعلت الشركة من ضمن الشركات المتفوقة في مجال الذكاء الاصطناعي وبمثابة الملهم للشركات الناشئة الأخرى، وتدفع عجلة التقدم في الصناعة.

ونسبة للنفوذ الكبير الذي اكتسبته الشركة في الآونة الأخيرة، أصبحت تجتذب بالفعل العديد من الداعمين من ذوي الجيوب العميقة، وعلى رأسهم شركة مايكروسوفت وسوفت بانك، وذلك يعود إلى أن الشركة تحتاج بالفعل إلى قدرٍ هائلٍ من رأس المال لشراء البيانات والقدرة الحاسوبية اللازمة لمواصلة إنشاء نماذج لغوية كبيرة أكثر ذكاءً من أي وقتٍ مضى.

اقرأ أيضاً: 5 طرق تمكّنك من الوصول إلى تشات جي بي تي دون مشاركة رقم هاتفك

وبحسب المدير التنفيذي السابق للشركة، فمن المتوقع أن ينتهي الأمر بالشركة إلى أن تصبح الشركة الناشئة الأكثر كثافة في رأس المال في تاريخ وادي السيليكون، حيث تشير التقديرات إلى أن أحدث نموذج لغوي كبير للشركة، جي بي تي 4 (GPT-4)، قد كلف تدريبه نحو 100 مليون دولار أي أكثر بعدة مرات من تكلفة تدريب النموذج السابق، وفي الوقت الحالي يبدو أن المستثمرين سعداء بضخ المزيد من الأموال في الشركة، لأن النماذج الخاصة بالشركة تتميز بأنها عامة ومدربة على كمية هائلة من البيانات وقادرة على أداء مجموعة متنوعة من المهام.

على سبيل المثال، القدرات الكبيرة التي يتمتع بها بوت الدردشة تشات جي بي تي جعلتها الخيار الافتراضي للمستهلكين والمطورين والشركات الحريصة على تبني هذه التكنولوجيا، حيث لا يزال موقع الويب الخاص ببوت الدردشة يستحوذ على نحو 60% من حركة الزيارات بالنسبة إلى أفضل 50 موقعاً إلكترونياً للذكاء الاصطناعي.

اقرأ أيضاً: تحقيق يكشف أهم المواقع التي يستقي منها «تشات جي بي تي» أجوبته

هل تستطيع شركة أوبن أيه آي ترجمة تفوقها المبكر إلى ميزة دائمة والانضمام إلى مصاف شركات التكنولوجيا الكبرى؟

إن إنشاء سوق جديدة يشبه بداية سباق طويل، حيث يتنافس المتنافسون في البداية على المركز الأول، ثم تدخل السوق مرحلة أكثر هدوءاً بعد أن يُصنَّف مَن يقودون هذه السوق ومَن يحاولون اللحاق بالركب. وفي المنافسة للسيطرة على مستقبل الذكاء الاصطناعي حققت شركة أوبن أيه آي بالفعل تقدماً مبكراً على المنافسين من خلال إطلاق بوت الدردشة تشات جي بي تي في نهاية نوفمبر الماضي.

ومع حالة الصخب المصاحب لمنتج شركة أوبن أيه آي، تدافع المنافسون للكشف عن منتجاتهم، حيث سارعت شركة ألفابت -الشركة الأم لجوجل- إلى إطلاق بوت الدردشة الخاص بها، وكذلك فعلت الشركات الناشئة مثل شركة أنثروبيك (Anthropic)، وفي الوقت نفسه ضخ أصحاب رأس المال الاستثماري أكثر من 40 مليار دولار في شركات الذكاء الاصطناعي في النصف الأول من عام 2023.

اقرأ أيضاً: إجابة خاطئة من بوت الدردشة «بارد» تكلّف جوجل 100 مليار دولار

هذا الإنفاق الكبير والضجة الكبرى حول تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي أصبح الشغل الشاغل للكثير من الشركات التي بدأت بالفعل الدخول بقوة لاقتطاع حصتها من الأرباح المتوقعة، ومع ذلك لا تزال شركة أوبن أيه آي تقود السباق بصورة بارزة، حيث إن نموذجها الأحدث جي بي تي 4 (GPT-4) يتفوق على الآخرين في مجموعة متنوعة من المعايير، مثل القدرة على الإجابة عن الأسئلة الرياضية وتوليد الصور من خلال النص عبر أداة دال-إي (Dall-E).

حيث نجد في المقارنات المباشرة أن بوت الدردشة تشات جي بي تي يحتل مرتبة متقدمة تقريباً على منافسيه مثل بارد (Bard) من شركة جوجل وكلاود-2 (Claude-2) من شركة أنثروبيك، والأهم من ذلك هو أن شركة أوبن أيه آي بدأت بالفعل جني أموال حقيقية من منتجاتها؛ فوفقاً لتقرير حديث فإن الشركة على الطريق الصحيح لتحقيق إيرادات ربحية قدرها مليار دولار في العام القادم 2024.

ومن المتوقع أن تأتي هذه الأرباح من بيع أدوات الذكاء الاصطناعي والقدرة الحاسوبية التي تشغلها، حيث إن الشركة أصبحت فعلاً تحقق إيرادات تزيد على 80 مليون دولار شهرياً مقارنة بـ 28 مليون دولار فقط في العام الماضي بأكمله. فقد بدأت في بداية هذا العام فرض رسوم على استخدام منتجاتها المختلفة وعلى رأسها منتجها الأبرز بوت الدردشة تشات جي بي تي الذي تبلغ رسوم استخدامه  20 دولاراً شهرياً.

ويشير النمو السريع في الإيرادات إلى أن مطوري التطبيقات والشركات أصبحوا يجدون بشكلٍ متزايد طرقاً لاستخدام منتجات الشركة لكسب المال أو توفير التكاليف، وهو ما جعل شركات كبرى مثل مايكروسوفت وجوجل وعدد لا يحصى من الشركات الأخرى التي تحاول جني الأموال من التكنولوجيا نفسها، تراقب عن كثب نمو الشركة التي قد تنضم إليها في القريب العاجل.

اقرأ أيضاً: ما هو جهاز الذكاء الاصطناعي الغامض الذي تعمل أوبن إيه آي على تطويره؟

كيف تتجنب شركة أوبن أيه آي الفشل وتقود سباق الذكاء الاصطناعي بشكل ناجح؟

عند إلقاء نظرة خاطفة على التاريخ الحديث نجد أنه كان هناك رواد كبار في عالم التكنولوجيا وضعوا الأسس للعديد من التكنولوجيات التي نستخدمها الآن. على سبيل المثال، ظهرت متصفحات الويب في وقتٍ مبكر من عام 1990، ولكن لم يكتشف معظم الناس الإنترنت إلّا بعد ظهور شركة نت سكيب (Netscape) عام 1994. بالإضافة إلى ذلك، ظهرت شبكة التواصل الاجتماعي ماي سبيس (Myspace) عام 2003 كأول شبكة اجتماعية تصل إلى جمهور عالمي، حيث نجد أن العامل المشترك بين هاتين الشركتين والعشرات من الشركات الأخرى التي أصبحت في طي النسيان هو أن المنافسين قد تجاوزوهم بالفعل بعد أن تعلموا من نجاحات هذه الشركات وعثراتها لإطلاق منتجات أكثر ثورية.

والآن مع بدء سباق الذكاء الاصطناعي الذي لا يمكن إيقافه على ما يبدو، فإن شركة أوبن أيه آي أصبحت بالفعل تواجه منافسة شرسة ومتزايدة بعد أن أصبحت منتجاتها مرادفاً عملياً لمصطلح الذكاء الاصطناعي؛ ومن ثَمَّ لكي تتجنب الشركة مصير رواد التكنولوجيا السابقين يجب عليها النظر بشكلٍ جاد للعوامل التالية:

تطوير النماذج اللغوية الكبيرة من أجل تحقيق الأرباح 

لا يزال نموذج جي بي تي 4 (GPT-4) الذي تطوّره الشركة النموذج اللغوي الكبير الأفضل أداءً، ولكن المنافسين الممولين جيداً أصبحوا فجأةً يظهرون في كل مكان. على سبيل المثال، تُعد نماذج شركة أنثروبيك واعدة للغاية، حيث من المتوقع أن تحصل على استثمارات تصل إلى ملياري دولار من شركة جوجل بعد حصولها بالفعل على استثمار وصل إلى 4 مليارات دولار من شركة أمازون.

كما تُعد نماذج مثل جيميني (Gemini) من شركة جوجل وأوليمبوس (Olympus) من شركة أمازون منافسين قادمين بقوة، حيث يُشاع أنهما ربما يماثلان أو قد يكونان أفضل من نموذج شركة أوبن أيه آي. لهذا السبب في غضون سنوات قليلة قد نجد الكثير من الخيارات في السوق وكلها ستحاول كسب ولاء المستخدمين والحصول على أموالهم.

اقرأ أيضاً: أوبن أيه آي تُطلق «جي بي تي-4 تربو» وتسمح بتطوير بوتات متخصصة

منافسة جانبية شرسة

من المتوقع أن تنخفض تكلفة استخدام النماذج اللغوية الكبيرة مع وصول كل هؤلاء المنافسين إلى السوق. وعلى الرغم من أن شركة أوبن أيه آي متقدمة للغاية حتى الآن، فإن المنافسين سوف يجدون طرقاً للتغلب عليها سواء من حيث التسعير أو التخصيص.

الاعتماد على النفس لجني المال

في عالم قادم ستتوفر فيه النماذج اللغوية الكبيرة بأسعار في متناول الجميع، سيتعين على شركة أوبن أيه آي تحويل نفسها من كونها شركة تعتمد على جيوب الآخرين إلى شركة تدفع لنفسها لتطوير منتجاتها؛ ومن ثَمَّ يتعين على الشركة الاستمرار في توليد طرق مختلفة لجني المال من أجل جعل منتجاتها أكثر ذكاءً وأسرع.

اقرأ أيضاً: أوبن أيه آي تطرح مليون نسخة من نموذجها اللغوي دال إي في الأسواق

التهديد المفتوح المصدر

يُعد صعود نماذج الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر (Open Source AI Models) تهديداً سيجعل الاحتفاظ بالعملاء أمراً صعباً بالنسبة لشركة أوبن أيه آي، حيث ستسمح نماذج الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر مع الترخيص المسموح للشركات الناشئة والمبتكرين بالبناء على هذه العناصر الأساسية لإنشاء منتجات وخدمات جديدة مقنعة وأكثر قيمة.

الانتقال إلى نماذج أصغر

يُعد نموذج جي بي تي 4 (GPT-4) ضخماً ومتعدد الأغراض وفي الوقت نفسه باهظ الثمن، لكن هناك شركات قد ترغب في نماذج أصغر ومتخصصة لتلبية احتياجاتها، حيث يوجد حالياً توجه كبير نحو تطوير نماذج أصغر حجماً وأكثر قدرة. 

وعلى الرغم من أن قدرة تشات جي بي تي على الإجابة عن أي شيء تقريباً هي أمر مذهل، فإن النماذج الأصغر حجماً المدربة على البيانات الخاصة بصناعة محددة تبدو أكثر طلباً في الوقت الحالي.

اقرأ أيضاً: كيف تمثل الميزات الجديدة لتشات جي بي تي تهديداً حقيقياً لمنافسيه؟

الاستقلالية مطلب ضروري

على الرغم من أن استثمارات شركة مايكروسوفت قد دفعت أعمال شركة أوبن أيه آي بقوة في فترة زمنية قصيرة، لكن اعتماد الشركة الناشئة على مايكروسوفت للحصول على المال والموارد الحاسوبية قد يحد من قدرتها على العمل مع شركات قوية أخرى مثل جوجل وأمازون ومنصاتهما السحابية.

وفي الوقت نفسه، نجح منافسون آخرون مثل شركة أنثروبيك في بناء شراكات مع العديد من شركات التكنولوجيا الكبرى، وعلى الرغم من أن الاعتماد على مايكروسوفت في الوقت الحالي ليس مشكلة ملحة، ولكنه قد يؤدي إلى مشكلات مع مرور الوقت.

المحتوى محمي