«بستانك» في دبي أكبر مزرعة عمودية في العالم: تعرّف إلى التكنولوجيا التي تنظم عملها

2 دقائق
«بستانك» في دبي أكبر مزرعة عمودية في العالم: تعرّف إلى التكنولوجيا التي تنظم عملها
حقوق الصورة: shutterstock.com/ mustbeyou

بالقرب من مطار آل مكتوم الدولي في دبي، تجد «بستانك»، أكبر مزرعة عمودية في العالم، والتي تعتمد على التكنولوجيا الحديثة لتزوّد أكثر من 100 شركة طيران بالخضار الورقية.

مزرعة بستانك بالأرقام

في 19 يوليو/ تموز 2022، أُعلِن عن «الإمارات كروب ون»، وهي مشروع مشترك بين «الإمارات لتموين الطائرات» (EKFC) وشركة «كروب ون»، الرائدة عالمياً في الزراعة العمودية الداخلية المعتمدة على التقنيات العالية، وافتُتحت «بستانك»، أكبر مزرعة عمودية في العالم، بتكلفة 40 مليون دولار.

تبلغ مساحة المنشأة أكثر من 100 كيلومتر مربع، وترتفع حتى 3 طوابق، وتنتج أكثر من ألف طن من الخضر الورقية عالية الجودة سنوياً، و3 أطنان يومياً. 

اقرأ أيضاً: من تونس إلى مصر والخليج: كيف توظف الزراعة الذكية بالعالم العربي؟

ميزات مزرعة بستانك

حقوق الصورة: مزرعة بستانك.

لا تحتاج المحاصيل الخضراء التي تنتجها المزرعة إلى الغسيل قبل تناولها، فهي نظيفة تماماً؛ إذ لا تستخدم المزرعة المبيدات الحشرية أو مبيدات الأعشاب أو المواد الكيميائية على النباتات، بالإضافة إلى كونها تبتعد عن زراعة النباتات المعدلة وراثياً، وهي خالية من المعادن الثقيلة.

لن تؤثر عمليات «بستانك» على الإطلاق على موارد التربة المُهدًدة، كما أن إنتاجها للمحاصيل مستمر على مدار العام دون أن تتأثر بالأحوال الجوية والحشرات.

يسمح موقع المزرعة بتسليم المنتجات الطازجة بسرعة في غضون ساعات من الحصاد، ما يساعد في الحفاظ على القيمة الغذائية للنباتات، وتقليل انبعاثات الكربون المرتبطة بالنقل.

يمكن للمسافرين على متن خطوط طيران الإمارات وشركات الطيران الأخرى تناول الخضار الورقية المزروعة في المنشأة، بما في ذلك الخس والجرجير والسبانخ ومكونات السلطة الخضراء، كما يمكن للمستهلكين المحليين في الإمارات العربية المتحدة البحث عن المنتجات الموجودة على أرفف المتاجر تحت علامة بستانك التجارية، ومن المخطط أيضاً أن تُنتج المنشأة أصنافاً أخرى من الخضروات والفواكه.

اقرأ أيضاً: بلانتي كيوب: حاويات ذكية قد تنقل الزراعة إلى المدن

التكنولوجيا المستخدمة في مزرعة "بستانك"

تعتمد المزرعة على مبدأ «بلانت فيرست» (Plants-First) والبنية التحتية التي تركّز على أتمتة عمليات الزراعة، وتأخذ عدة عوامل بعين الاعتبار، خاصة علوم النبات والأنظمة الرقمية والابتكار والكفاءة التشغيلية والأجهزة، وتستخدم التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات، ويديرها فريق داخلي متكامل ومتخصص من المهندسين وعلماء الحاسوب والخبراء الزراعيين وعلماء البستنة وعلماء النبات. 

تعتمد المزرعة على نظام طوّرته شركة كروب ون يسمى «روتيك» (Rootics)، وهو عبارة عن الأجهزة والبرامج المتكاملة التي تعمل على تحسين صحة المحاصيل وجودتها وإنتاجيتها. 

يقيّم النظام إنتاجية المنشأة، ويراقب جميع خطوات عملية النمو، بدءاً من زرع البذور حتى جمع المحاصيل عن طريق أجهزة استشعار خاصة، ويتم التحكم فيها بالاعتماد على تحليل البيانات التي تم جمعها على مدار سنوات من التشغيل. 

يرفع النظام الآمن الكفاءة التشغيلية، ويضمن النمو الأمثل للمنشأة، عن طريق ضبط المغذيات، بالإضافة إلى تخصيص الضوء ودرجة الحرارة وتدفق الهواء والماء بحسب احتياجات كل صنف نباتي.

تُروى المزرعة بنظام الدائرة المغلقة للري بهدف تعظيم مستويات كفاءة استخدام المياه، حيث يتم ضخ الماء إلى النباتات، وعندما يتبخر الماء، يُستعاد ويُعاد تدويره في النظام، ما يؤدي إلى توفير 250 مليون لتر من الماء سنوياً، أي أقل بنسبة 95% من المنتجات المزروعة خارجياً بالطريقة التقليدية التي تُنتج كمية المحصول نفسها.

اقرأ أيضاً: تقنيات إنتاج الغذاء الحديثة قد تعيد 80% من الأراضي الزراعية في العالم إلى الطبيعة

تم إنشاء "بستانك" كخطوة جديدة من الخطوات التي تخطوها الإمارات نحو الأمن الغذائي وتحقيق الاكتفاء الذاتي على المدى الطويل، ومواجهة شُح الأراضي القابلة للزراعة وقسوة المناخ من خلال حلول مبتكرة، وذلك على حد تعبير الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لـ «طيران الإمارات»، الذي قال أيضاً يوم الافتتاح: «تستثمر "الإمارات لتموين الطائرات" بصفة مستمرة في أحدث التقنيات لإسعاد مسافرينا وتعظيم عملياتنا وتقليل الأثر البيئي الناجم عن أنشطتنا، حيث ستسهم مزرعة «بستانك» في تأمين سلاسل الإمداد والتوريد التابعة لنا، وضمان قدرة مسافرينا على التمتع بمنتجات غذائية عالية الجودة مستمدة من مصادر محلية، ومن خلال تقريب الإنتاج إلى موقع الاستهلاك، نُقلل مسافة الرحلة التي يقطعها الطعام من المزرعة إلى الطاولة».