لماذا عرض إيلون ماسك على مراهق 5000 دولار لحذف حساب على تويتر؟

3 دقائق
تتبع طائرة إيلون ماسك
حقوق الصورة: فايننشال تايمز. تعديل إم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية.

رفض مراهق يبلغ من العمر 19 عاماً، يقيم بولاية فلوريدا الأميركية، عرضاً بقيمة 5000 دولار من إيلون ماسك، مقابل حذف حساب على موقع تويتر يتتبع طائرة الملياردير الخاصة.

مراقبة على مدار الساعة

خلال الأيام الماضية، تضاعفت سريعاً أعداد متابعي حساب طائرة إيلون ماسك (Elon Musk's Jet) لتصل حتى لحظة كتابة هذه السطور إلى 264 ألف متابع. وكما يتضح من الاسم، يتخصص هذا الحساب -الذي أنشأه طالب جامعي يدعى جاك سويني- في تتبع رحلات طائرة إيلون ماسك الخاصة باستخدام روبوت مراقبة، ثم ينشر تغريدات حول زمان ومكان إقلاع وهبوط الطائرة ومدة كل رحلة.

وذكرت تقارير صحفية أن الرئيس التنفيذي لشركتي تسلا وسبيس إكس تواصل مباشرة مع سويني لحذف الحساب. وبحسب التقارير، يعود تاريخ أول محادثة مباشرة بين الطرفين إلى يوم 30 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حينما سأل ماسك سويني: "هل يمكنك إزالة هذا (الحساب)؟"، معتبراً أن هذا الأمر يمثل خطراً على أمنه. وفي نفس المحادثة عرض ماسك أن يدفع 5000 دولار مقابل حذف الحساب.

علاوة على ذلك، طلب ماسك -الذي يُعد الآن أغنى شخص في العالم- من سويني أيضاً مساعدته على جعل تتبع مواقع طائرته الخاصة أكثر صعوبة، لمنع "الأشخاص المجانين" من تتبع رحلاته الجوية. ويبدو أن شعبية الحساب قد أخافت ماسك، حيث قال خلال الحديث: "لا أحب فكرة أن يتم إطلاق النار عليّ من شخص مجنون".

لكن سويني طلب من ماسك أن يضيف صفراً آخر إلى العرض، قائلاً: "هل هناك فرصة لزيادة هذا المبلغ إلى 50 ألف دولار؟ سيكون دعماً كبيراً في الكلية، وسيسمح لي على الأرجح بالحصول على سيارة ربما حتى موديل تسلا 3".

اقرأ أيضاً: أبل تواجه مخاوف بشأن الخصوصية في التكنولوجيا التي ابتكرتها لمكافحة استغلال الأطفال

حسابات أخرى تتبع أقطاب التكنولوجيا

قال سويني في مقابلة مع موقع إنسايدر إنه قام بالكثير من العمل على هذا الحساب، الذي أطلقه في يونيو/ تموز 2020، موضحاً أنه كان يعمل على التكنولوجيا التي تقف وراء هذه الروبوتات لبضعة أشهر قبل إنشاء الحساب. وأضاف أن 5000 دولار ليست كافية لتحل محل "المتعة التي أحصل عليها من العمل عليه". وعلى الرغم من أن ماسك قال إنه سيفكر في عرض سويني، إلا أنه أوضح لاحقاً أنه يعتقد أنه ليس من الصواب أن يدفع مقابل إغلاق هذا الحساب.

واعترف ماسك في تغريدة على حسابه، في وقت سابق من هذا الشهر، بأن حسابات وسائل التواصل الاجتماعي التي تناقش مكان وجوده "أصبحت قضية أمنية".

حساب (Elon Musk's Jet) هو واحد من 15 حساباً أنشأها سويني لتتبع الرحلات، يتم تشغيلها جميعاً بواسطة روبوتات تمت برمجتها لتحليل البيانات والتغريد في كل مرة تقلع أو تهبط طائرة مختارة. ويتتبع كل واحد من الروبوتات شخصية رفيعة المستوى، تعمل كلها تقريباً في مجال التكنولوجيا، بما في ذلك بيل جيتس رئيس شركة مايكروسوفت، وجيف بيزوس مؤسس موقع أمازون. لكن حساب تعقب ماسك كان الأكثر شعبية بينها حتى قبل انتشار هذه التقارير الإخبارية.

اقرأ أيضاً: الاتحاد الأوروبي يستعد لإطلاق سوق للبيانات الشخصية. فما تبعات ذلك على الخصوصية؟

كيفية تحديد مكان الطائرة

ناقش سويني مع ماسك كيف تمكنت الروبوتات الخاصة به من تتبع الطائرة باستخدام بيانات الحركة الجوية المتاحة للجمهور، كما قدم له نصائح فنية حول كيف يمكن للملياردير أن يجعل طائرته أقل قابلية للتتبع. ويبدو أن ماسك نفذ بعض نصائحه الفنية، باستخدام نظام حظر يغير مُعرف طائرته ويجعل من الصعب تتبعها. لكن سويني يقول إنه لا يزال قادراً على تتبع رحلاته، مع أن "الأمر أصبح أكثر تعقيداً بعض الشيء".

وقبيل سفره المتوقع إلى ألمانيا لزيارة مصنع تسلا الجديد في جرونهايد بالقرب من برلين، أوضحت صحيفة هاندلبلات الألمانية أن "الروبوتات الخمسة عشر التي يستخدمها الطالب تحصل على بيانات الرحلة من ما يسمى بأجهزة "معيدات البث" (ADS-B transponders). ترسل أجهزة الإرسال والاستقبال هذه بيانات الموقع لتجنب الاصطدامات وتنظيم الحركة الجوية. تأخذ برامج الحاسوب التي طورها سويني البيانات الأساسية المهمة مثل ارتفاع أو اتجاه الرحلة، ثم تقارن البيانات بخطط الرحلات الجوية مجهولة المصدر التي تصدرها إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية (FAA). وهذه هي الطريقة التي يتم بها تحديد مكان الطائرة والوجهة".

يذكر أن ماسك يمتلك طائرة من طراز "جلف ستريم" (G650ER)، تبلغ قيمتها ما بين 60 إلى 70 مليون دولار.

تهديد للخصوصية

تتباين ردود الفعل على تغريدات ماسك وحساب تتبع طائرته بين مشجع للطالب ومعارض لتتبع الطائرة باعتبار أن هذا الأمر يُعد تهديداً للخصوصية الشخصية للرئيس التنفيذي لتسلا. وكتبت إحدى المتابعات على تويتر قائلة: "إنه ابتزاز. أنا سعيدة لأن إيلون ماسك لم يدع هذا الطفل ينتزع منه 50 ألف دولار". وكتب آخر: "إذا كان قد شغل برنامج "بي أي إيه" (PIA) -الذي يسمح لمشغلي الطائرات باستخدام عناوين مؤقتة بديلة غير مرتبطة بمشغل في سجل الطيران المدني- وما زلت تبذل قصارى جهدك للعثور على طائرته، فهذا حقاً أمر سيء منك. إلغاء المتابعة".

في النهاية، وعلى الرغم من أنه لم يحصل على أموال، يقول سويني إنه استفاد كثيراً من هذا الحساب ومن الحسابات الأخرى المشابهة، حيث اكتسب آلاف المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي، وتعلم كيفية البرمجة، كما حصل على وظيفة كمطور تطبيقات بدوام جزئي في شركة تأجير الطائرات "أوبر جيتس" (UberJets). والأهم من ذلك، أنه أجرى محادثة مع "رجل كان معجباً به لسنوات"، على حد قوله.

المحتوى محمي