بعد أكثر من أربعة أشهر من سقوط حكومة أفغانستان أمام طالبان، استقرت حياة أسد أسد الله على روتين جديد.
ففي بلدته الواقعة في مقاطعة سامانغان في شمال أفغانستان، كان الطالب السابق في علوم الحاسوب يبدأ نهاره وينهيه مسمراً أمام شاشة حاسوبه المحمول.
ومنذ أواخر أكتوبر/ تشرين الأول 2021، كان أسد الله يشارك في مخيم برمجة افتراضي نظمته مجموعة كود ويك إند، وهي مجموعة تطوعية من هواة التكنولوجيا الأفغان، مع محتوى تبرعت به شركة "سكريمبا" (Scrimba)، وهي شركة نرويجية تقدم ورشات عمل على الإنترنت في مجال البرمجة.
في بعض الأيام، كان أسد الله يريح نفسه قليلاً من الشاشة للمشاركة في لعبة كرة قدم ارتجالية، ولكنه بشكل عام لم يعد يرى أصدقاءه كثيراً. وكما يشرح، فإن "الأصدقاء القدامى يشعرون بإحباط شديد" تحت حكم طالبان، وهو ما لا يستطيع تحمله. وبدلاً من ذلك، كما قال لي، فإن "حياتي أصبحت بالكامل أمام شاشة الحاسوب".
أسد الله هو واحد من ملايين الأفغان الشباب الذين انقلبت حياتهم وخططهم للمستقبل رأساً على عقب عندما تمكنت طالبان من إعادة إحكام السيطرة على أفغانستان في أغسطس/ آب من عام 2021. وعندما سقطت العاصمة، كان قد بقي أمام أسد الله فصلان دراسيان في الجامعة، وكان يفكر بما سيفعل بعد التخرج. ولم يكن صعب الإرضاء فيما يتعلق بأول عمل له، فقد كان راضياً بأي عمل يسمح له بتوفير بعض المال. ولكنه كان يخطط لأمور أكبر من ذلك: فقد كان يرغب بتأسيس شركته البرمجية الخاصة، ومشاركة محبته لعلوم الحاسوب بتدريسها لطلاب الجامعات والمدارس الثانوية. ويقول: "عندما أبدأ بالبرمجة، أستطيع أن أنسى كل شيء".
أما اليوم، فهذه الخطط مؤجلة، ولا أحد يعرف إلى متى. فقد دخل اقتصاد البلاد في حالة انهيار سريع، كما أن الأمم المتحدة تحذر من حدوث المجاعة، وفي هذه الأثناء، لم يقدم حكام طالبان الجدد أي حلول تُذكر للمواطنين.
وفي هذه الظروف الكارثية، فقد يبدو مخيم للبرمجة –وهو أحد بقايا فترة وجيزة من التفاؤل التكنولوجي في أفغانستان- أمراً خارجاً عن المألوف وغير مناسب. ولكن، وبالنسبة للمشاركين فيه، فإنه يقدم أملاً بمستقبل أفضل، على الرغم من أن إمكانية تحقيق هذا المستقبل في أفغانستان ما زالت أمراً غير مؤكد.
اقرأ أيضاً: هل تستطيع شبكة سنيكرنت الخفية في أفغانستان أن تنجو من طالبان؟
التعلم الافتراضي
عندما استولت طالبان على السلطة في أغسطس/ آب، كان موقف الحكم من الإنترنت في أفغانستان مجهولاً. هل سيقطعون الإنترنت؟ هل سيستخدمون منشورات التواصل الاجتماعي –أو قواعد البيانات الحكومية- لكشف واستهداف أعدائهم السابقين؟ أم أنهم سيواصلون شن المزيد من حملاتهم للعلاقات العامة، والتي تزداد فعالية يوماً بعد يوم؟
وكما تبين لاحقاً، فإن طالبان لم تقطع الإنترنت، على الأقل حتى الآن. وبدلاً من ذلك، وبالنسبة للطلاب الأفغان الذين يستطيعون تحمل تكلفة الإنترنت في المنزل –خصوصاً النساء والفتيات، واللواتي حظر عليهن النظام رسمياً الدراسة في المرحلة الثانوية وما بعدها- فإن التعلم عبر الإنترنت أصبح أحد مصادر التعليم الأساسية.
تسير هذه العملية التعليمية في بعض الأحيان بشكل منظم للغاية، مع غرف صفّيّة افتراضية مشفرة يقوم داعمون دوليون بإعدادها، على حين تسير في أحيان أخرى بصورة ذاتية تماماً، وذلك عن طريق التعلم من فيديوهات يوتيوب ربما، أو مقاطع من أحاديث TED. وفي أغلب الأحيان، فإن العملية تسير في وضع وسطي بين الوضعين السابقين، وذلك بالاستفادة من منصات التعليم المجانية أو التي تعرض بعض التخفيضات.
ويقع المخيم الافتراضي لكود ويك إند ضمن هذه الفئة الكبيرة. فقد قُبل خمسة وسبعون مشاركاً في المجموعة، وهم يشقون طريقهم حالياً عبر (مسار مهنة مطور واجهة أمامية للويب)، وهي سلسلة من 13 وحدة تعليم تفاعلي بالفيديو لتغطية العديد من المواضيع، بدءاً من أساسيات "HTML" و"CSS" وصولاً إلى نصائح حول التعامل مع أسئلة مقابلات العمل حول "JavsScript" أو "GitHub".
يستطيع المشاركون إكمال الوحدات في وقتهم الخاص وفي منازلهم، وذلك تحت إشراف متطوعين من كود ويك إند يقومون أسبوعياً بالإجابة عن الأسئلة، والتأكد من حسن سير عملية التعلم لدى المشاركين، والمساعدة في المسائل اللوجستية عند الحاجة، بما في ذلك تجديد الاشتراك بالإنترنت للحفاظ على اتصال المشاركين. ووفقاً للمنظمين، فإن نحو 50 شخصاً من المجموعة الأصلية ما زالوا نشطين.
اقرأ أيضاً: هل ستفشل خطة أفغانستان التي كانت قد وضعتها لإيقاف التعامل بالأموال النقدية؟
التحديات التي تواجه المشاركين.. ماذا عن وجهة نظر طالبان أيضاً؟
إن ضمان الاتصال بالإنترنت يمثل واحدة من التحديات اللوجستية والمالية التي تعيق تنظيم مخيم في أفغانستان، حتى لو كان افتراضياً. ومن هذه الصعوبات أيضاً، التعامل مع مشاكل انقطاع الكهرباء، والتي أصبحت أكثر تكراراً مع تتابع فصول الشتاء. وفي محاولة لحل كلتا المشكلتين، كانت كود ويك إند تحاول استخدام الحملات الجماهيرية لجمع تكاليف الحصول على اتصال بتقنية 3G ونظام احتياطي للكهرباء باستخدام مولدات ووحدات تخزين بالبطاريات.
ولكن هناك مشكلة أخرى تثير قلق المنظمين، وهي "وجهة نظر طالبان"، كما يقول جامشيد هاشمي، وهو مهندس البرمجة الذي أطلق كود ويك إند مع بعض الأصدقاء منذ سبع سنوات. وفي الواقع، فإن المجموعة لا ترغب بالخوض في هذه المسألة. ويقول: "لقد تجنبنا أي احتكاك معهم حتى هذه اللحظة".
إن هيكلية المخيم الافتراضية غير المتزامنة تساعد كود ويك إند على التخفي، بطريقة أو بأخرى. كما أنها تجعل الاشتراك في المخيم دون مغادرة المنزل أكثر سهولة بالنسبة للنساء -واللواتي فقدن درجة كبيرة من حرية الحركة بسبب التأويل الطالباني شديد التطرف للإسلام- ناهيك عن التفاعل مع المشاركين الذكور، والذي يمكن أيضاً أن يثير غضب طالبان.
تبلغ ظريفة شيرزوي من العمر 19 عاماً، وهي واحدة من المشاركات في المخيم. تخرجت ظريفة مؤخراً من المدرسة الثانوية، وكانت تأمل بالمشاركة في امتحانات الدخول إلى الجامعة والبدء بالدراسة في هذا الفصل، ولكن بدلاً من هذا، تمضي مع شقيقاتها السبعة معظم النهار في المنزل. وما بين الواجبات المنزلية، وفترات انقطاع الكهرباء، إضافة إلى اتصالها المحدود بالإنترنت، تتمكن من إمضاء ساعة أو اثنتين وحسب في مخيم البرمجة. وعلى الرغم من هذا، فإن المخيم قدم لحياتها هيكلية ومغزى جديدين. و"بعد وصول طالبان" تتذكر أنها كانت تشعر "بسأم شديد في المنزل وهي تفكر بطريقة لإنهاء هذا الوضع". ولكن، ومنذ بدء مخيم البرمجة في أواخر أكتوبر/ تشرين الأول، وكما تقول، فإن "الأيام أصبحت أفضل"، على الرغم من أن مشاكلها ما زالت موجودة.
تتمتع الهيكلية الافتراضية بميزة أخرى أيضاً، فهمي تسمح للمبرمجين من خارج العاصمة الأفغانية، مثل أسد أسد الله، بالمشاركة.
اقرأ أيضاً: استخدام التكنولوجيا في إجلاء الأفغان: واتساب وجوجل فورمز وأي طريقة ممكنة أخرى
مخيم كود ويك إند
ولم يكن هذا الأمل مقتصراً على الشركات التكنولوجية وحسب. فقد كانت كود ويك إند جزءاً من مجموعة كبيرة من المبادرات الهادفة إلى دعم الشباب لتعزيز الابتكار، وريادة الأعمال، وفي المحصلة، المشاركة والقيادة في بناء دولة أكثر تقدمية وتطوراً في أفغانستان، بل وكانت بعض هذه المبادرات تعمل بتمويل من داعمين دوليين لتحقيق هذا الغرض بالتحديد.
من الأمثلة الأخرى على هذه المبادرات برنامج تيد إكس كابول، والذي بدأ في كابول بشعار "الأفكار التي تستحق النشر" (وهو شعار تيد إكس) في 2012، إضافة إلى عدة مبادرات عالمية تركز على ريادة الأعمال، مثل فاوندر إنستيتيوت كابول، والتي عملت من 2014 إلى 2017. (من الجدير بالذكر أن هاشمي لعب دوراً في كلا البرنامجين، كما فعلت أنا شخصياً، ولكن في أوقات مختلفة). وبحلول العام 2016، وصلت الأمور إلى مرحلة دفعت بجوجل إلى القدوم إلى هنا، وإطلاق مجموعة " Google for Entrepreneurs’ Startup Grind "، وهي مجموعة خاصة بمؤسسي الشركات الناشئة الطموحين.
ولكن كود ويك إند تابعت مسيرتها بعد توقف كل تلك المبادرات، حتى بعد مغادرة بعض أفراد فريقها القيادي لأفغانستان، بما فيهم هاشمي. وفي السنوات السبع التي تلت تأسيسها، عقدت هذه المجموعة التطوعية نحو 100 لقاء شخصي في الجامعات، وحاضنات الأفكار، ومكاتب شركات التكنولوجيا الأفغانية البارزة. وخلال الوباء، وعلى غرار الكثير من المؤسسات في جميع أنحاء العالم، بدأت بالعمل في الفضاء الافتراضي.
كان الحضور يلتقون لتعلم كل شيء، بدءاً من أساسيات تصميم "WordPress" ولغة "JavaScript" وصولاً إلى أدوات جمع البيانات لهذا الحقل. (كان اقتصاد أفغانستان الذي يقوم بدرجة كبيرة على المساعدات يعتمد إلى حد كبير على الاستبيانات، ويوظف العديد من العاملين في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات). وكان الفريق مستعداً لسماع أفكار الشركات الناشئة المحلية والفرق الهندسية الراغبة بتقديم تطبيقاتها. كما ناقشوا الكتب شائعة الانتشار في المجتمع التكنولوجي العالمي، مثل "The Passionate Programmer" (والذي قدمه هاشمي). وفي إحدى هذه اللقاءات، في حدث يدوم طوال الليل، تعاون هواة البرمجيات مفتوحة المصدر لبث لاراكون أونلاين، وهو مؤتمر عالمي يخص إطار العمل لارافيل لتطوير الويب مفتوح المصدر.
وبعد ذلك، وفي 2019، بعد عدة سنوات من هذه الأحداث التي كانت تُقام بشكل أساسي في عطل نهاية الأسبوع، قررت كود ويك إند أن توسع مستواها، فأطلقت مخيم برمجة للتعليم الشخصي المباشر. وبدأت المجموعة الأولى المؤلفة من 15 شخصاً العمل في إطار برنامج تجريبي دام لمدة أربعة أشهر، حيث تخرج منهم 12 شخصاً. ووفقاً لهاشمي، فقد تمكن البعض منهم من العثور على عمل نتيجة هذه المشاركة.
ويأمل إلياس أفغان، بعمر 24 سنة، من أن يصبح واحداً من هؤلاء المحظوظين بعد استكمال المخيم. ويعمل كلا أخويه الكبيرين في هذا المجال أيضاً –يعمل أحدهما في رابيد إيتيريشن، شركة هاشمي- وهما أحد أسباب عشقه للعمل على الحاسوب، كما يقول. وبشكل أكثر تحديداً، بأمل بالعثور على عمل في شركة تكنولوجية عالمية.
وبعد نجاح البرنامج التجريبي، قام مخططو كود ويك إند بالتخطيط لتدريب مجموعة ثانية، ولكن جهودهم تعرضت للعرقلة بسبب فيروس كورونا. وبعد ذلك، وفي أواخر أغسطس/ آب من 2021، انهارت الحكومة الأفغانية، ولكن هذا أدى إلى تسريع خططهم بدلاً من إبطائها.
اقرأ أيضاً: مجيء البرمجة: منافسة من أحاجي تنشر البهجة في عالم البرمجة
مخيم البرمجة
ويستذكر هاشمي ما حدث قائلاً: "لقد انهارت الكثير من الأحلام مع انهيار الحكومة". وبحلول ذلك الوقت، كان هاشمي قد انتقل إلى فانكوفر بكندا. وعلى غرار الكثيرين من الأفغان في الشتات، شعر بحاجة ماسة "إلى القيام بشيء ما بسرعة". ويقول إن ما قرر فعله في نهاية المطاف هو مواصلة إفادة الآخرين بأفضل طريقة يعرفها، أي دعم المبرمجين الأفغان. ويقول: "يحتاج الناس إلى الأمل"، وبما أن الأحداث السابقة التي تركز على الابتكار التكنولوجي كانت مصدراً للأمل، فقد بدا له أن مخيم البرمجة قد يؤدي إلى نفس الأثر.
يهدف هاشمي بإقامة المخيم إلى "تقديم طريقة أكثر استدامة تسمح للأفغان الشباب بتعلم مهارات جديدة متوافقة مع السوق"، كما كتب في بداية تواصلنا بالبريد الإلكتروني، و"البدء باكتساب دخل لهم ولعائلاتهم" باستخدام هذه المهارات.
وبالنسبة للكثيرين من المشاركين في المخيم، والذين يتشاركون هذه الأهداف، فإن إمكانية العمل على الإنترنت قد تكون خيارهم الوحيد. ففي عائلة شيرزوي البالغة من العمر 19 عاماً، لا يوجد من يعمل سوى الوالد، وما يجنيه لا يكاد يكفي لها ولأخواتها الست. وتقول إنها تأمل "بمساعدة العائلة والقيام بشيء للمستقبل" بعد انتهاء المخيم. وتضيف: "لا أريد أن أكون غير متعلمة".
ولكن، وحتى الآن، فإن معظم فرص العمل تأتي كنتيجة لجهود هاشمي الأخرى، فبالإضافة إلى كود ويك إند، فهو أيضاً يدير شركة تطوير برمجي تتضمن أكثر من 20 مبرمجاً أفغانيّاً بين موظف ومتعاقد، ومعظمهم ما زالوا في أفغانستان، إضافة إلى منصة عمل حر على الإنترنت، ياغان كار (والتي تعني "بعض العمل" بلغة الداري)، للعاملين الأحرار الأفغان.
إنه وضع مختلف عن خططه الأصلية التي تعود إلى مرحلة ما قبل طالبان. فحتى بعد مغادرة هاشمي لأفغانستان في 2016 للحصول على الماجستير في المملكة المتحدة في مجال إدارة الابتكار، كان يمضي ثلاثة أو أربعة أشهر في بلده الأم من كل عام، وهو يعمل على دعم المجتمع التكنولوجي حديث النشأة هناك. ويقول: "لقد كان حلمي تأسيس أكبر مؤسسة برمجية في أفغانستان".
وبشكل أو بآخر، ما زال هذا هدفه. ويقول: "أريد أن أحضر 1,000 فرصة عمل بحلول العام 2023" من خارج البلاد، وهذا "سيساعد الكثير من العاملين الأحرار والشباب والمطورين، كما سيدعم الاقتصاد".
ويضيف قائلاً إن "كل الأفغان راغبون بالمغادرة"، ولكن الواقع يقول إن نسبة كبيرة منهم غير متوافقة مع شروط ومتطلبات الإجلاء وإعادة التوطين. ولهذا، فهم باقون في أفغانستان، وسيحتاجون إلى مصادر جديدة للدخل. وينظر هاشمي إلى المجتمع التكنولوجي الدولي كمزود محتمل لهذا الدخل، وذلك عبر العمل عن بعد والعمل الحر.
اقرأ أيضاً: هل الحروب متجذرة في مجتمعاتنا؟ تنقيب البيانات يعزز هذه النظرية
تحديات طارئة
ولكن هذا سيحتاج إلى بعض الوقت، حيث تواجه البلاد المزيد من التحديات الطارئة والمشاكل التي لا تنتظر أحداً.
فلم تعترف أي حكومة بعد بالنظام الجديد، وبالتالي، فقد قام المجتمع الدولي بتجميد الحسابات البنكية للبلاد، إضافة إلى الدفعات المقررة سابقاً من أموال الإعانات، ما يضع اقتصادها الذي لا تعوزه المشاكل على شفير هاوية الانهيار، ويعرض أغلبية السكان إلى خطر المجاعة.
علاوة على ذلك، فقد تفاقمت المشاكل الاقتصادية بسبب العنف الذي لم يتوقف، حيث وثقت الأمم المتحدة زيادة في عمليات القتل الانتقامي غير القضائي ضد حلفاء الحكومة السابقة، على حين تواصل المجموعات المتطرفة العنيفة الأخرى، مثل الوكلاء المحليين للدولة الإسلامية، ترويع المدنيين بالهجمات الانتحارية.
وإذا استقرت الأمور أخيراً، كما يفكر أسد أسد الله، طالب علوم الحاسوب السابق والمشارك في المخيم، فإن أصحاب الأعمال الأفغان –بما فيهم حتى حكومة طالبان- قد يوظفون المطورين الأفغان أيضاً. فبعد كل شيء، كما يقول، فإن طالبان "تدرك أهمية التكنولوجيا، على الأقل في مستوياتها العليا".
ومع تصاعد التحديات التي تواجه أفغانستان، يبدو هذا اليوم بعيداً للغاية، "ربما بعد ثلاث أو أربع سنوات"، كما يتوقع أسد الله.
ولكنه لن ينتظر في مكانه حتى يرى ما سيحدث بنفسه. ففي الأيام الأربعة الفاصلة بين مقابلتنا الأولى ورسائل واتس أب الأخيرة التي تؤكد بعض تفاصيل هذه القصة، تمكن مع عائلته من الهروب إلى باكستان، منضمين إلى 2.6 مليون أفغاني يعيشون كلاجئين خارج بلادهم.
ويخطط أسد الله للبقاء في باكستان حتى يجد فرصة للذهاب إلى أوروبا أو الولايات المتحدة. وفي هذه الأثناء، يواصل تنظيم نهاره وفق الأوقات التي يستطيع فيها الاتصال بالإنترنت وممارسة البرمجة.