هل سبق لك أن فكرت في كيفية تحول حياتك اليومية إذا قررت تقليل الوقت الذي تقضيه في تصفح التطبيقات على هاتفك الذكي؟ لن يُحسّن ذلك فقط صحتك النفسية، بل سيعزّز أيضاً إنتاجيتك.
فجميعنا يُقدّر سهولة الوصول إلى التطبيقات عبر هواتفنا الذكية، في أي وقت ومكان. ولكن، قد يتحول هذا الأمر إلى إدمان، خاصة مع تطبيقات التواصل الاجتماعي. بالإضافة إلى ذلك، تستهلك التطبيقات المثبتة على أجهزتنا موارد كبيرة. وعلى الرغم من أن تقليل تأثير الإدمان في تطبيقات الهاتف الذكي يمكن بتجربة التحكم الذاتي عبر تحديد أوقات استخدام محددة أو استخدام تطبيقات موجّهة لتحسين الإنتاجية مثل تطبيقات Pomodoro أو تطبيقات تتبع الوقت التي تمنح المستخدم القدرة على تخصيص أوقات للراحة ووقت للتركيز، ما يساعد على تعزيز إنتاجيته اليومية، فإن تطبيقات الويب هي بديل جيد. فما هي؟ وما هو الفرق بينها وبين تطبيقات الهواتف الذكية؟ ومتى تكون بديلاً مثالياً للبرامج والتطبيقات التقليدية؟
ما هي تطبيقات الويب؟
تطبيق الويب هو تطبيق برمجي يعمل على جانب العميل وجانب الخادم، حيث يكون طلب أو تفاعل العميل من خلال متصفح ويب، وتجري معالجة مدخلاته على خادم ويب بعيد. تشمل تطبيقات الويب الشائعة البريد الإلكتروني، وخدمات سحابية مثل جوجل درايف، وون ويب، وتطبيقات مبيعات التجزئة عبر الإنترنت، والمزادات الإلكترونية، ومواقع الموسوعات المعرفية، وخدمات المراسلة الفورية. تُحوّل العديد من الشركات تركيزها إلى تطبيقات الويب التي يُمكن تقديمها كخدمة (SaaS)، مثل الحزمة التي تقدّمها مايكروسوفت Microsoft 365 والتي تحل مكان برامج حزمة أوفيس التي يمكن تثبيتها محلياً على الأجهزة.
اقرأ أيضاً: كيفية تشغيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي على الكمبيوتر دون إبطائه
كيف تعمل تطبيقات الويب؟
يمكن القول إن الأطراف المعنية بعمل تطبيقات الويب هي ثلاثة: العميل -جهاز مكتبي أو لابتوب أو هاتف ذكي- تكون إدخالاته عبر متصفح الويب المُستخدم، والخادم الذي يتلقى مدخلات المستخدم وقد يكون سحابة على أجهزة بعيدة، بالإضافة إلى خادم تطبيق الويب الذي يعمل على معالجة طلب المستخدم، وتمر العملية بهذه الخطوات الأربع:
- يصل المستخدم إلى تطبيق الويب المنشود عبر متصفح الويب، وعند أي تفاعل مع هذه الصفحة، يتم تفعيل طلب إلى خادم الويب عبر الإنترنت.
- يُعيد خادم الويب توجيه الطلب إلى خادم تطبيق الويب. يُنفّذ خادم تطبيق الويب المهمة المطلوبة -مثل استعلام قاعدة البيانات أو معالجة البيانات- ثم يُولّد نتائج البيانات المطلوبة.
- يُعيد خادم تطبيق الويب إرسال النتائج إلى خادم الويب.
- يُسلّم خادم الويب المعلومات المطلوبة إلى العميل (سواء كان جهازاً مكتبياً أو هاتفاً ذكياً أو جهازاً لوحياً) وتظهر المعلومات على شاشة المستخدم.
مثال: حجز تذاكر سينما عبر الإنترنت:
يريد أحمد حجز تذكرة لحضور فيلم سينمائي عبر الإنترنت:
- من متصفح الويب على هاتفه الذكي أو على الكمبيوتر، يذهب أحمد إلى الموقع https://www.godaddy.com/forsale/cinematickets.com
- ينقر أحمد على المربع الخاص بشراء التذكرة.
- يرسل المتصفح طلباً إلى خادم الويب، الذي يستقبل طلب أحمد.
- يوجّه خادم الويب الطلب إلى خادم التطبيق.
- يستقبل خادم التطبيق الطلب، ويفهم أن أحمد يريد عرض الأفلام المتاحة. يستعلم خادم التطبيق من قاعدة البيانات عن قائمة الأفلام ودور العرض وأوقات العرض المتاحة.
- بعد الحصول على البيانات من قاعدة البيانات، يجهز خادم التطبيق النتائج في شكل بيانات منظمة (مثال: JSON أو جدول إكسل).
- يرسل خادم التطبيق البيانات إلى خادم الويب، يستقبل خادم الويب البيانات ويحوّلها إلى صفحات HTML يمكن عرضها بشكلٍ جذاب ومتجاوب مع شاشة الجهاز الذي جرى منه الطلب.
- بعد عرض الصفحة، يمكن لأحمد اختيار الفيلم الملائم.
اقرأ أيضاً: إليك المخاطر الصحية المرتبطة بالإفراط في قضاء الوقت على ألعاب الفيديو
ما هو الفرق بين تطبيق الويب وتطبيق الهاتف الذكي؟
عند مقارنة تطبيق الهاتف الذكي بتطبيق الويب، ستلاحظ بعض الاختلافات الجوهرية. وقد تؤثّر هذه الاختلافات سلباً أو إيجاباً فيك، وفقاً للغاية من استخدام التطبيق.
تطبيق الهاتف | تطبيق الويب | |
---|---|---|
بيئة التطوير والأدوات | يتطلب بيئات وأدوات تطوير خاصة بكل منصة. | بيئات تطوير تطبيقات الويب ليست صارمة تماماً. يتمتّع مطورو الويب بمجموعة أوسع من الأدوات للاختيار من بينها، وذلك حسب لغات البرمجة التي يخططون لاستخدامها في عملية البناء. |
لغات البرمجة المستخدمة وإطار العمل | تعتمد لغة البرمجة على نوع التطبيق والمنصة التي تُنشئها. مثلاً لغتا البرمجة الرئيسيتان لتطبيقات آي أو إس هما سويفت وأوبجيكتيف-سي. وكوتلن وجافا تُستخدمان لتطوير تطبيقات الأندرويد | تُبنى تطبيقات الويب عادةً باستخدام جافا سكريبت وبي إتش بي وبايثون وروبي. تتوفر للمطورين خيارات أكثر، ويجدون أن تطوير تطبيقات الويب وبناءها أسهل لقدرتهم على استخدام لغات وأطر عمل مُلِمّين بها. |
السرعة والأداء | تتفوق تطبيقات الهاتف الذكي، إذ لا تحتاج الهواتف الذكية دائماً إلى اتصال بالإنترنت لتشغيل التطبيقات، فهي أكثر استجابة، وتُحمّل أسرع، وتتعامل مع الإيماءات الشائعة المدمجة في الأجهزة الذكية. | ترتبط سرعة تطبيقات الويب وأداؤها غالباً بقوة اتصال الإنترنت. فبدون هذا الاتصال، لن يعمل التطبيق. يؤثّر ضعف الاتصال سلباً في سرعة تحميل التطبيق وسهولة استخدامه، كما أن أداء تطبيقات الويب غير ثابت لأنها تعتمد أيضاً على متصفحات الويب. |
تجربة المستخدم والانخراط | يؤدي تحسين الأداء والسرعة إلى تحسين تجربة المستخدم على تطبيقات الهاتف. تُنفَّذ الإجراءات في التطبيق بشكلٍ شبه فوري عبر الجهاز. ونادراً ما يكون هناك تأخير أو تداخل في الوصول إلى المرحلة التالية، وهو أمر لا ينطبق على تطبيقات الويب. | يتمتّع تطبيق الهاتف بوسائل أكثر للتفاعل مع مستخدميه مقارنة بتطبيقات الويب. يمكن إرسال إشعارات فورية مباشرة إلى الجهاز لحث المستخدمين على فتح التطبيق أو اتخاذ إجراء، وهذا أمر لا يمكن تنفيذه من خلال تطبيق ويب. |
المخطط الزمني للتكلفة والتطوير | تكلفة تطويرها أعلى، ويستغرق تطويرها زمناً أطول | تكلفة تطويرها أقل وأسرع. |
الوصول وطرق جني الأموال | تتمتّع تطبيقات الويب بوصول أفضل، إذ يُمكن لأي شخص لديه اتصال بالإنترنت الوصول إليها، بغض النظر عن نوع الجهاز. ويسهل تحقيق الربح من تطبيقات الهاتف بشكلٍ عام بفضل مكوناتها الأصلية. | تُوزّع تطبيقات الهاتف عبر متاجر التطبيقات، ويجب أن تتوفر إصدارات متعددة من التطبيق على كل متجر ليتوافق مع المتطلبات الخاصة بكل نظام تشغيل. تطبيقات الويب تُواجه صعوبة أكبر في عملية الدفع. |
يجب الأخذ في الاعتبار أنه في الدول النامية، يعاني العديد من المستخدمين ضعف الاتصال بالإنترنت، ما يجعل استخدام تطبيقات الهاتف الذكي أكثر ملائمة، إذ يمكن استخدامها دون الحاجة إلى اتصال دائم بالشبكة. من جهة أخرى، في الدول المتقدمة، تتزايد أعداد المستخدمين الذين يفضّلون التطبيقات التي تعمل عبر الويب بسبب تطور الاتصال السريع، ما يعزّز إمكانية الوصول إلى هذه التطبيقات بسهولة. ومن جهة أخرى، بينما يرى البعض أن تطبيقات الهاتف الذكي توفّر راحة كبيرة، فإن البعض الآخر يعتبرها سبباً رئيسياً في تفشي العزلة الاجتماعية وتدهور العلاقات الإنسانية في المجتمعات.
تتشابه تطبيقات الويب مع تطبيقات الهاتف بالنقاط التالية:
- إمكانية الوصول والتوافق: كلاهما متاح لجمهور واسع ومتوافق عبر منصات متعددة.
- الأمان: كلاهما يواجه نقاط ضعف أمنية ويتطلب حماية البيانات وخصوصية المستخدم.
- تصميم يركّز على المستخدم: تصميم تجربة المستخدم (UX) أمر بالغ الأهمية لكلا النوعين.
- الصيانة والتحديثات المستمرة: يتطلبان تحديثات وصيانة مستمرة لإصلاح الأخطاء وإضافة ميزات جديدة.
- التكامل مع التقنيات الناشئة: يمكن دمجهما مع تطبيقات أخرى عبر واجهات برمجة التطبيقات (APIs).
اقرأ أيضاً: أفضل لغات البرمجة المرئية ومميزاتها مقارنة بلغات البرمجة النصية
متى يكون استخدام تطبيقات الويب أفضل من تطبيقات الهاتف؟
يُفضّل استخدام تطبيق ويب بدلاً من تطبيق الهاتف في الحالات التالية:
- سهولة الوصول أساسية: يمكن للمستخدمين الوصول إلى التطبيق على أي جهاز باستخدام متصفح دون الحاجة إلى تثبيت.
- التطوير والنشر السريعان ضروريان: تطبيقات الويب أسرع في التحديث والنشر.
- التكلفة مصدر قلق كبير: تطوير تطبيق ويب تكلفته أقل من تطوير تطبيق هاتف.
- الوصول باستخدام الاتصال بالإنترنت أساسي: تتطلب تطبيقات الويب اتصالاً بالإنترنت.
- الميزات التي تتطلب استخداماً مكثّفاً للأجهزة غير مطلوبة: إذا لم يكن التطبيق بحاجة إلى الوصول إلى ميزات خاصة بالجهاز (مثل الكاميرا، نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، فإن تطبيق الويب يكفي.
كيف تقلل تطبيقات الويب وقت الشاشة؟
إذا كنت تريد التخلص من عادة التمرير اللانهائي، فإن استخدام تطبيقات الويب قد يكون حلاً جيداً إذا كانت التطبيقات التي تستهلك وقتك لا غنى عنها، وحتى في حال تلك المخصصة للرفاهية، يكفي مقارنة تجربتك بالوصول إلى منصتي إكس أو فيسبوك في كل من تطبيقات الويب أو الهاتف الذكي:
- تصميم مُركّز على المهام: غالباً ما تُصمّم تطبيقات الويب لمهام مُحدّدة، ما يُشجّع المستخدمين على إكمال أهدافهم وتسجيل الخروج، وتقلل بذلك التفاعل غير الضروري.
- إمكانية التمرير المحدودة: على عكس تطبيقات الهاتف، عادةً ما يتجنب مصممو تطبيقات الويب الميزات المُسبّبة للإدمان مثل التمرير اللانهائي، ما يساعد المستخدمين على تقليل وقتهم على الشاشة.
- إمكانية الوصول عبر الأنظمة الأساسية: تُزامَن تطبيقات الويب عبر الحسابات التي يمكن الوصول إليها من مختلف الأجهزة، ما يسمح للمستخدمين بالتبديل إلى أجهزة الكمبيوتر المكتبية أو الأجهزة اللوحية، ويُقلّل استخدام الهاتف.
- مزايا الخصوصية: غالباً ما تجمع تطبيقات الويب بيانات أقل، ما يُقلّل حاجة المستخدمين إلى التفاعل المُفرط لإدارة إعدادات الخصوصية.
- طبيعة الوصول: لا تتطلّب تثبيتاً، ما يُمكّن المستخدمين من إنجاز المهام بكفاءة دون تفاعل مُطوّل.
- التحفيز السلوكي: تُدمج العديد من تطبيقات الويب تذكيرات أو قيوداً على الاستخدام لتشجيع عادات رقمية أكثر صحّة.
- إشعارات أقل: عادةً ترسل تطبيقات الويب على إشعارات أقل مقارنة بالتطبيقات الأصلية، ما يُقلّل عوامل التشتيت.
- ميزات العمل دون اتصال بالإنترنت: توفّر بعض تطبيقات الويب إمكانات العمل دون اتصال بالإنترنت، ما يسمح للمستخدمين بالعمل دون الحاجة إلى شاشات.
- خيارات الرقابة الأبوية: توفّر بعض تطبيقات الويب أدوات للآباء لإدارة وقت استخدام أطفالهم للشاشة وتقليله.
مع تقدم التكنولوجيا، قد نشهد تحولاً كبيراً في كيفية تعامل الناس مع التطبيقات، حيث تتوقع الدراسات المستقبلية أن تتدخل تقنيات الذكاء الاصطناعي بقوة في تطوير تطبيقات الويب لتحسين تجربة المستخدم. على سبيل المثال، قد تبدأ المواقع بالتفاعل مع المستخدمين بشكلٍ ذكي يُتيح لها تخصيص المحتوى بما يتناسب مع تفضيلاتهم الشخصية في الزمن الحقيقي.