ما زال بإمكاننا تجنب الاحترار بواقع 1.5 درجة مئوية، لكن المؤكد أننا لن نفعل

2 دقائق
الدخان والبخار يتصاعدان من محطة لازيسكا لتوليد الطاقة بالفحم، قرب كاتوفيس، بولندا.

توصلت دراسة جديدة إلى أن العالم ما زال بإمكانه تجنب ارتفاع درجات الحرارة بـ 1.5 درجة مئوية وأن يحقق هدف اتفاق باريس المناخي الهام. لكن الخبر السيء هو أنه المؤكد أننا لن نقدم على هذا.

لو بدأنا فوراً في التحول عن البنية التحتية للوقود الأحفوري التي لدينا، مع انتهاء دورة حياة هذه البنية التحتية، فنقوم بإحالة منشآت طاقة الفحم والسيارات والطائرات والمصانع إلى التقاعد، فسوف تصبح فرصتنا في جعل أقصى ارتفاع للاحترار العالمي تحت عتبة زيادة 1.5 درجة مئوية ممكناً بنسبة 64%، وهذا بحسب ورقة نشرها باحثون في جامعة أوكسفورد، وجامعة ليدز، ومؤسسات أخرى، في 15 يناير هذا العام في "نيتشر كوميونيكيشنس". بموجب السيناريو الذي تتصوره هذه الورقة، سوف نقوم باستبدال جميع هذه المصانع والآلات ببدائل تخلو من أي انبعاثات كربونية، مثل محطات الطاقة الشمسية والسيارات الكهربائية.

ومن ثم تسلط الدراسة الضوء على تبعات اختياراتنا المجتمعية من الآن فصاعداً. حيث أننا إذا انتظرنا حتى عام 2030 قبل أن نكف تماماً عن إضافة المزيد من البنية التحتية التي تستعين بالوقود الأحفوري، فسوف تزيد احتمالات تجاوز عتبة الـ 1.5 درجة مئوية بفارق كبير، حتى إذا بدأنا حينئذ في إجبار السيارات والمصانع على التقاعد المبكر.

وتتجنب الورقة البحثية سؤال ما إذا كان عملياً وقف كل التطويرات الجديدة للبنية التحتية التي تستخدم الوقود الأحفوري، وإن كانت الإجابة هي بالتأكيد لا، ليس من العملي إيقاف كافة هذه التطويرات. إنما توجد مؤشرات كثيرة على أن العالم مستمر في بناء محطات الطاقة التي تؤدي لانبعاثات كربونية، وسيارات وآلات أخرى تستخدم الطاقة التقليدية، وأن هذا الأمر سوف يستمر لسنوات عديدة.

تخطط شركات صينية لبناء المئات من محطات طاقة الفحم في شتى أنحاء العالم، بحسب النيويورك تايمز. وتستمر الهند في استثمار مليارات الدولارات في منشآت صناعية جديدة تعمل بالفحم. ولا تزيد السيارات الكهربائية عن جزء بسيط من سوق مبيعات السيارات في الولايات المتحدة، حيث ما زال الطلب الحقيقي مُنصبّ على سيارات الـ "إس يو في" الضخمة والشاحنات، التي تحتاج إلى الكثير من الوقود.

وهناك تحدي كبير آخر هو القطاعات الاقتصادية التي تولّد انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ولا توجد لدينا بدائل نظيفة لها، مثل الطيران والزراعة وصناعة الإسمنت والحديد والصلب.

لذا فبينما ترى الدراسة أنه بإمكان العالم – نظرياً – أن يتجنب الاحترار بواقع 1.5 درجة مئوية، فالحقيقة أن الاحتمالات أكبر بأن نتجاوز هذه الزيادة بكثير. السيناريو الذي تصفه الدراسة صعب التحقق – إن لم يكن مستحيلاً – في ظل الظروف السياسية والاقتصادية والتكنولوجية الحالية. (ويجدر بالذكر أن باحثين آخرين اكتشفوا أن البنية التحتية الحالية للطاقة وحدها قد تؤدي بالعالم إلى معدلات كارثية من الاحترار).

لكن حتى إذا عبرنا عتبة الـ 1.5 درجة، أو 2 درجة أو 3 درجات، فالرسالة هي: كلما أسرعنا في الانتقال بعيداً عن الوقود الأحفوري، ستزيد قدرتنا على الحد من الأضرار والمخاطر المقبلة.

المحتوى محمي