تتطور الأجهزة القابلة للارتداء بسرعة كبيرة، فهناك الآن أجهزة يمكن ارتداؤها لقياس ضغط الدم ومعدل نبضات القلب أو تحليل نسبة السكر في الدم، كما تتوفر أجهزة تراقب كبار السن وحركتهم وترسل تنبيهات إلى أفراد العائلة والأطباء حين يسقطون على الأرض. ترسل أجهزة أخرى تنبيهات إلى قسم الطوارئ حين يتعرض المريض لحالة صحية تهدد حياته مثل السكتة الدماغية.
الجديد في عالم الأجهزة الطبية القابلة للارتداء هو لصاقة مرنة صغيرة الحجم قياسها 4 سنتيمترات وسمكها 0.5 مليمتر، ويمكن استخدام هذه اللصاقة لالتقاط صور بالموجات فوق الصوتية لأنسجة الجسم العميقة.
تم تطوير هذه اللصاقة من قِبل فريق من الباحثين في جامعة كاليفورنيا سان دييغو الأميركية بقيادة الأستاذ شينغ شو، ويمكن استخدام اللصاقة بسهولة من خلال لصقها على جلد المريض، وهي قادرة على التقاط صور للأنسجة العميقة تحتها.
لحمايتها من العوامل الخارجية، غُلفت بغلاف مطاطي صناعي مقاوم للماء، ليكون المريض قادراً على ارتدائها في أي وقت دون قلق من تعرضها للتلف.
تم نشر نتائج عمل الباحثين وتجاربهم في مجلة نيتشر بيوميديكال إنجينيرينج (Nature Biomedical Engineering).
اقرأ أيضاً: وشوم إلكترونية لمراقبة عمل القلب وتنظيم ضرباته
ما الذي يُميّز هذه اللصاقة عن تقنيات التصوير العادية التقليدية؟
ما يُميّز هذه اللصاقة عن تقنيات التصوير التقليدية هو أن المريض يستطيع ارتداءها في أي مكان وفي أي وقت. بمعنى آخر، يمكن استخدام هذه اللصاقة لمراقبة حالة المريضة الصحية طوال الوقت، وذلك على عكس تقنيات التصوير التقليدية التي تتطلب حضور المريض إلى عيادة الطبيب أو المستشفى.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام هذه اللصاقة بسهولة دون الحاجة لأي خبرة، على عكس تقنيات التصوير التقليدية التي تتطلب وجود خبراء وفنيين لالتقاط الصور وتحليلها.
اقرأ أيضاً: كيف ستغير أجهزة إنترنت الأجسام حياتنا؟
كيف تعمل هذه اللصاقة؟
بعد لصق اللصاقة على جلد المريض، تقوم بإرسال موجات فوق صوتية إلى الأنسجة الموجودة تحتها. بعض هذه الموجات ينعكس عن هذه الأنسجة، ويتم استقبال الموجات المنعكسة وتحويلها إلى بيانات، ومن خلال تحليل هذه البيانات، يمكن الحصول على صور توضّح شكل وتركيب الأنسجة الموجودة تحت اللصاقة، وتحديد ما إذا كانت تعاني أي تشوه أو ضرر.
تجربة اللصاقة
قام الباحثون باختبار هذه اللصاقة على 10 متطوعين لتحديد جدوى وموثوقية الصور وفائدتها، الهدف هو الكشف المبكر عن الإصابات التي تتعرض لها العضلات نتيجة الإفراط في ممارسة الرياضة، فهذه الإصابات تؤدي إلى التهابات وتصلب وضعف العضلات، وفي كثير من الأحيان، لا يشعر الشخص بالألم إلا بعد عدة أيام، ما يسبب ضياع الكثير من وقت العلاج.
خلال الاختبار، تم استخدام اللصاقة لتصوير الأنسجة العضلية للمتطوعين بعد ساعة واحدة من ممارسة التمارين الرياضية، وقد كانت مفيدة في تقييم معدل الضرر الذي لحق بالعضلات، ما ساعد الأطباء على اتخاذ إجراءات لعلاج الإصابة في وقت مبكر.
اقرأ أيضاً: كيف ستحل الطباعة الحيوية ثلاثية الأبعاد معضلة التبرع بالأعضاء؟
هل ارتداء اللصاقة مزعج؟
اللصاقة صغيرة الحجم ومرنة ورقيقة للغاية، يمكن لصقها على الجلد بسهولة ولا تسبب أي إزعاج للمريض. ولأنها مغطاة بغلاف مطاطي صناعي، تكون محمية من الماء والعرق، ما يجعل المريض قادراً على ممارسة كل نشاطاته الاعتيادية بما في ذلك الاستحمام دون أن يؤثّر ذلك في عمل اللصاقة.
خلال التجارب، لم يؤدِ استخدام اللصاقة لمدة ساعة واحدة يومياً طوال 5 أيام إلى التسبب بأي تهيج للجلد.
اقرأ أيضاً: شركات ناشئة تطور تقنيات تساعد كبار السن على العيش بسعادة وصحة
التوقعات المستقبلية
يمكن استخدام هذه اللصاقة للكشف المبكر عن الضرر الذي لحق بالعضلات، وهذا مفيد جداً للرياضيين كونهم يتعرضون لإصابات أثناء ممارسة الرياضية، كما يمكن استخدامها للتشخيص السريع لحالة الأشخاص الذين تعرضوا لإصابة أو حادث.
بحسب الباحثين، تظهر اللصاقة أيضاً استخدامات واعدة في عدة مجالات طبية مثل:
- مراقبة تطور الخلايا السرطانية.
- تحليل فاعلية علاجات أمراض الكبد والقلب والأوعية الدموية.
- تحليل نتائج العلاج الكيميائي لمرض السرطان.
بالإضافة إلى ذلك، تعد القدرة على المراقبة المستمرة للمشكلات الصحية مفيدة في تجنب التشخيص الخاطئ والوفيات، وتقليل التكاليف كونها تغني عن الحاجة لزيارة المستشفى من أجل إجراء التصوير.
اقرأ أيضاً: علاج واعد للمكفوفين: قرنية صناعية تنجح في إعادة البصر لـ 14 شخصاً
لا تزال اللصاقة في مراحلها الأولى، ومن المتوقع أن يكون لها تأثير كبير على التشخيص الطبي في المستقبل، وقد تتوفر في الصيدليات بأسعار معقولة، بحيث يكون أي شخص قادراً على التقاط الصور الطبية بنفسه.