كَم ستطلب من المال لإغلاق فيسبوك لمدة عام كامل؟ أغلب الناس يقولون ألف دولار

2 دقائق

ربما كان فيسبوك مجانياً، لكن هذا لا يعني أنه بلا قيمة في نظر مستخدميه البالغ عددهم 2.3 مليار نسمة. الحق أن هناك دراسة جديدة تكشف عن أن مستخدمي فيسبوك قد يطلبون – في المتوسط – أكثر من ألف دولار أميركي لتجميد حساباتهم على فيسبوك لمدة عام.

قال سين كاش أستاذ الاقتصاد في جامعة تافتس (Tufts University) الذي شارك في كتابة الدراسة التي نشرتها دورية بلوس وان (PLOS ONE) اليوم: "يُظهر هذا أننا نُثمن ونُقدر فيسبوك رغم أننا لا ندفع اشتراكات لاستخدامه". وكان هدف الدراسة هو حساب ما يسميه الاقتصاديون بمصطلح "فائض المستهلك"؛ أي الفجوة بين ما نحن مستعدون لدفعه مقابل شيء وما ندفعه مقابله حقاً.

استعانت الدراسة بثلاثة مزادات مختلفة، اثنان منها يخصان طلاباً جامعيين، وأحدهما لأشخاص بالغين على موقع "ميكانيكال تُرك" (Mechanical Turk) الخاص بأمازون، لمحاولة تحديد القيمة المادية لحساب الفيسبوك بحسب تقدير مستخدمين من الولايات المتحدة لها. قدم المشاركون مزايدات تطالب بالحصول على مقابل نقدي للتخلي عن حساباتهم على فيسبوك، ومن يضع أقل مزايدة هو الذي "يفوز" بالمزاد. تراوحت المزايدات لإغلاق حساب فيسبوك بين 1,139 دولاراً و2,076 دولاراً. وكان من يستخدمون سناب تشات أو إنستغرام أكثر، هم أصحاب المزايدات الأقل؛ ما يُظهر أن هاتين المنصتين قد تمثلان بديلاً إلى حد ما.

وقد تم فعلاً تخصيص نقود لمن فازوا بالمزاد مقابل تجميد حساباتهم لفترات تراوحت بين ساعة واحدة وسنة، على أن يحصلوا على النقود بعد تقديم دليل على إتمامهم لتجميد الحساب. قد تساعد الدراسة في تفسير الظاهرة المحيرة المتمثلة في كيف أنه مع وصول معدلات انعدام الثقة في فيسبوك إلى درجة غير مسبوقة (بفضل سنة من الفضائح المتعلقة بخصوصية البيانات)، لا توجد أدلة دامغة على تخلي الناس عن فيسبوك، وإن كان الأصغر سناً يستخدموه بدرجة أقل. وبحسب كاش: "يعود جزء من سبب بقاء الناس على فيسبوك – رغم بواعث القلق الحقيقية حول كيف يُستخدم أو كيف يُساء استخدامه – إلى تفسير بسيط، هو أننا نحصل على متعة كبيرة من استخدامه".

وقد تعكس نتائج الدراسة أيضاً كيف أن الكثيرين يعيشون حياة مرتبطة أوثق الارتباط بالفيسبوك. يضيف كاش: "ربما يكون لديك على صفحتك على فيسبوك صوراً تغطي أكثر من عشرة أعوام، وربما تستخدمه في تنظيم مجموعات دراسية... وبالنسبة لشخص في العشرينيات من عمره مثلاً، فقد استخدم فيسبوك على امتداد حياته بالكامل كشخص بالغ".

وقالت هولي بويل جونز، العضوة بقسم علم الاجتماع في جامعة "سيتي يونيفيرسيتي أوف لندن" (City University of London) والتي لم تشارك في البحث: "ربما أصبحت التفاعلات الاجتماعية الافتراضية في الوقت الحالي جزءاً من حياة المرء بقدر ما تُعد أشكال التفاعلات الاجتماعية "أوف-لاين" جزءاً من حياته".

وترى جونز إن الإحجام عن التخلي عن فيسبوك بالنسبة لكثيرين لا يتصل بالخوف من فقد التواصل مع من يحبون (فهناك منصات أخرى لتحقيق هذا التواصل) بقدر ما يتصل بإمكانية أن يؤدي إلى "اضطراب الهوية". وأضافت: "عدم كتابة تحديثات وتحميل صور على حسابك معناه أنك "غائب" عن أذهان من هم على شبكتك الاجتماعية".

المحتوى محمي