كيف يمكن لتوظيف التكنولوجيا أن يبني المدن الذكية بمفهومها الحضري؟

2 دقائق

نشرة خاصة

ليست المدن الذكية أعجوبة لا يمكن تطبيقها، وليست مدناً خيالية أكثر منها واقعية، كما أنها ليست تلك المدن التي تبنى من جديد بمكان محدد يعج بالحضارة والتكنولوجيا، ولكن المدن الذكية بمفهومها الحضري العميق: هي تلك التي يمكن لها أن تنقل جمهورها من المرحلة التقليدية في تقديم خدماتها إلى المرحلة الحضرية المتقدمة، القائمة على توظيف التكنولوجيا؛ سعياً منها لزيادة رفاهية الإنسان ورفع جودة الحياة في مدينته، لينعكس ذلك إيجاباً على شعوره، فيتمتع بوقته، وأسلوب حياته في مدينته؛ لأنها تمكّنه من الحصول على الخدمات بطريقة سهلة وسلسة وآمنة وذات كفاءة عالية، مما ينعكس بالتالي على محيطه الاجتماعي، ليشكل نواة المجتمع السعيد.

إذن فالإنسان هو الهدف النهائي وليس شيئاً آخر، لهذا فقد حرصت دبي وقيادتها الرشيدة أثناء رسمها وتصميمها لمستقبلها أن تجعل الإنسان هو المحور الأساسي لعملية التحول إلى المدينة الأذكى والأسعد على وجه الأرض، وقد عبّر عن ذلك صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، حيث قال حينما أطلق مشروع المدينة الذكية: "طموحاتنا أن يلمس هذا المشروع حياة كل فرد في بلادنا، كل أم في بيتها أو موظف في عمله أو مستثمر في مشروعه أو طفل في مدرسته أو طبيب في عيادته، هدفنا حياة أسعد للجميع".

وقد تلقّفت دبي الذكية -الجهة المشرفة على التحول الذكي في دبي- هذه الفكرة التي تطمح لها القيادة، وباشرت بوضع خططها وإستراتيجياتها وفقاً لذلك؛ لتجعل من حياة سكان دبي -أو كل من تطأ قدمه أرض دبي- حياة متفردة وتجربة عيش مختلفة.

وقد جعلت دبي الذكية من ذلك واقعاً عن طريق إستراتيجية دبي للمعاملات اللاورقية التي ستتحول حكومة دبي بموجبها إلى حكومة لاورقية بالكامل، حيث ستحتفل ببرواز آخر معاملة ورقية بتاريخ 12 ديسمبر 2021. وكذلك إستراتيجية دبي للبلوك تشين، وخريطة طريق الذكاء الاصطناعي، وإطلاق التطبيق الموحد والشامل لخدمات المدينة، تطبيق "دبي الآن"، وإطلاق الهوية الرقمية، إلى جانب منصة التوظيف "وظائف دبي" الذي يتيح للباحثين عن العمل الوصول لكافة شواغر الحكومة من خلال تطبيق واحد، وتطبيق "الموظف الذكي" الذي يوفر لموظفي حكومة دبي كافة خدماتهم الإدارية. إضافة إلى غيرها الكثير من الخدمات والمبادرات التي جعلت سكان دبي وزوارها يشعرون بالدهشة والسعادة فعلاً مما تقدمه لهم المدينة.

إذن تحتاج المدن الذكية لقيادة متميزة ذات رؤية طموحة، وحكومة قابلة للتطور والتغيير من نمط خدماتها وطريقة عرضها وبالتالي تهيئتها تقنياً، إلى جانب مجتمع متقبِّل لثقافة التغيير، وهي نقاط اجتمعت في دبي، مع إضفاء روح قيادية لا تطمح للتقدم فحسب، بل تسعى للوصول إلى المركز الأول في كافة الميادين، مما جعل دبي الذكية تستمد شعارها من هذه الروح ليكون: دبي - المدينة الأذكى والأسعد على وجه الأرض.

المحتوى محمي