على طريقة مايكروسوفت: كيف يغيّر الذكاء الاصطناعي طريقة العمل ويرفع الإنتاجية؟

3 دقائق
على طريقة مايكروسوفت: كيف يغيّر الذكاء الاصطناعي طريقة العمل ويرفع الإنتاجية؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/IB Photography

لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد خيال علمي كما كان في السابق، فهو موجود بالفعل ويستطيع أي شخص أن يستخدمه، كما أنه يغيّر الطريقة التي نعمل بها في كل صناعة، فمن أتمتة المهام إلى تعزيز الإبداع، للذكاء الاصطناعي القدرة على تحسين الإنتاجية والابتكار والرفاهية للجميع.

ولكن كيف يمكننا تسخير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لبناء تجربة عمل أفضل؟ وما التحديات والفرص التي تنتظرنا في عصر الذكاء الاصطناعي؟

أجابت شركة مايكروسوفت الأميركية عن هذه الأسئلة في مقال طويل نشرته على موقعها الرسمي، وحاولت شرح كيف يمكن استغلال قدرات الذكاء الاصطناعي لتحسين الإنتاجية.

اقرأ أيضاً: بيل غيتس: الذكاء الاصطناعي سيغزو القطاعات كافة ويتولى مهام الموظفين

الكثير والكثير من البيانات

أحد أكبر التحديات التي يواجهها الموظفون اليوم هو الكم الهائل من البيانات والمعلومات والاتصالات التي يتعين عليهم التعامل معها كل يوم. هذا الأمر يخلق ما تسميه مايكروسوفت الديون الرقمية (Digital Debt)، والتي تعرّفها بأنها تدفق المعلومات الرقمية التي تفوق قدرتنا على معالجتها.

الدين الرقمي ليس مرهقاً فحسب، بل مكلفاً أيضاً؛ إنه يمنعنا من التركيز على العمل الإبداعي والهادف الذي يؤدي إلى الابتكار وخلق القيمة. وبما أن الإبداع ضروري في كل الأعمال، تصبح الديون الرقمية أكثر من مجرد إزعاج، لتسبب الكثير من الخسائر.

اقرأ أيضاً: الذكاء الاصطناعي لا يهدد وظيفتك بالضرورة لكنه سيغيرها

الذكاء الاصطناعي يقلل الديون الرقمية

يساعد الذكاء الاصطناعي على رفع عبء الديون الرقمية، حيث يمكنه العمل مساعداً لنا، هذا المساعد يعمل جنباً إلى جنب معنا، ويحررنا من المهام الروتينية والمتكررة والمملة، ما يسهم في تعزيز قدرتنا وإبداعنا.

حالياً، تتوفر الكثير من أدوات الذكاء الاصطناعي التي يمكن استخدامها بسهولة لأداء المهام دون الحاجة للكثير من المدخلات أو التفاعل البشري. لكن مايكروسوفت تتوقع أن يكون الجيل القادم من الذكاء الاصطناعي أكثر تطوراً، حيث سيكون قادراً على التعلم من أسلوب عملنا، ويقدّم اقتراحات ورؤى أكثر فائدة.

وقد كشفت مايكروسوفت أن هناك طلباً كبيراً على الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي من قِبل الموظفين العاديين. وبحسب تقديراتها، فإن 63% من الموظفين متحمسون لفرص العمل التي تخلقها التكنولوجيا، كما يؤكد الكثير من الموظفين والعمال في مختلف القطاعات أهمية التكنولوجيا للمساعدة على تقليل إجهاد العمل وتحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والعملية.

اقرأ أيضاً: 5 مهارات لم تعد في حاجة إلى اكتسابها بوجود الذكاء الاصطناعي

تبنّي الذكاء الاصطناعي لا يخلو من التحديات

إن اعتماد الذكاء الاصطناعي في سوق العمل لا يخلو من التحديات، إذ يحتاج الموظفون والعمال إلى تعلم مهارات جديدة للعمل بفاعلية مع الذكاء الاصطناعي، وتحتاج الشركات والمؤسسات إلى وضع معايير لضمان استخدام الذكاء الاصطناعي بشكلٍ مسؤول وأخلاقي، واحترام القيم الإنسانية والتنوع.

ترى مايكروسوفت أن الكثير من الموظفين يواجهون صعوبة في تعلم كيفية استخدام التكنولوجيا، ويرى 46% من الموظفين أنهم مضطرون لتعلم التكنولوجيا الجديدة لتجنب فقدان وظائفهم.

تشير هذه النتائج إلى أن تبنّي الذكاء الاصطناعي لا يحتاج إلى تعلم المهارات التقنية فحسب، بل يحتاج أيضاً إلى تعلم مهارات أخرى مثل التفكير النقدي والتواصل والوعي الأخلاقي. هذا الأمر يجب ألّا يكون بمبادرة شخصية من الموظف، بل على الشركات والمؤسسات أن توفّر التدريب والدعم والتوجيه الكافي لاستخدام الذكاء الاصطناعي بشكلٍ صحيح ومسؤول.

اقرأ أيضاً: كيف أسهم تشات جي بي تي في نشر ثقافة الذكاء الاصطناعي؟

مستقبل العمل مع الذكاء الاصطناعي

يستطيع الذكاء الاصطناعي مساعدتنا في التغلب على الديون الرقمية وإطلاق العنان للإبداع وتحسين إنتاجية الجميع، ما سيؤدي إلى تحسين إنتاجية الشركات وجعل بيئة العمل أكثر راحة في المستقبل.

لتحقيق هذه الرؤية، هناك حاجة إلى احتضان الذكاء الاصطناعي كشريك للموظف، وليس كبديل عنه، وذلك من خلال تنمية قدراته على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي واستخدامها بشكلٍ مسؤول.

يقول الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت، ساتيا ناديلا: "الجيل الجديد من الذكاء الاصطناعي سيخفف عبء العمل ويُطلق العنان للإبداع. هناك فرصة كبيرة لاستخدام الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي من أجل تخفيف الديون الرقمية، وتحسين الكفاءة وتمكين الموظفين".

اقرأ أيضاً: هل سيكون حظر تشات جي بي تي أخطر من عدم استخدامه؟

ما أفضل أدوات الذكاء الاصطناعي لتحسين الإنتاجية؟

هناك العديد من أدوات الذكاء الاصطناعي التي يمكن أن تساعدك على تحسين إنتاجيتك في مختلف المجالات، مثل إنشاء المحتوى وتدقيق النصوص وإنشاء الصور وإنشاء الفيديو والتفريغ الصوتي، فيما يلي بعض الأمثلة:

  • إنشاء المحتوى: تشات جي بي تي (ChatGPT) وجوجل بارد (Google Bard) وبينغ تشات (Bing Chat) وكوبي أيه آي (Copy.ai) وجاسبر (Jasper).
  • تدقيق النصوص: غرامرلي (Grammarly) ومايكروسوفت إيدتور (Microsoft Editor) .
  • توليد الصور: دال.إي 2 (DALL.E 2) وميدجورني (Midjourney).
  • إنشاء الفيديو: فليكي (Fliki) وسيننثيجا (Synthesia).
  • التفريغ الصوتي: سونيكس (Sonix) وويسبر (Whisper).

هذه ليست سوى بعض أدوات الذكاء الاصطناعي التي ستساعدك في تحسين إنتاجيتك وتخفيف عبء العمل، ومن المؤكد أننا سنشهد ولادة الكثير من الأدوات الأخرى في المستقبل.

المحتوى محمي