كويبي: منصة بث فيديوهات قصيرة جديدة تدخل إلى السوق

3 دقائق
مصدر الصورة: فاينانشال تايمز

وسط الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم بسبب وباء فيروس كورونا المستجد، وعلى الرغم منها، انطلقت أمس رسمياً في الولايات المتحدة منصة البث الهاتفي الجديدة كويبي، مسلحة بعدد من الميزات التي تنوي استغلالها لمنافسة عمالقة البث الرقمي في العالم، أمثال نيتفلكس وآبل بلس وأمازون.

وفي هذا التقرير، تشرح لكم إم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية كل ما تحتاجون إلى معرفته عن المنصة الجديدة وأهدافها وأهم مميزاتها.

ما المختلف في كويبي؟

كويبي هي أول خدمة بث تعمل حصرياً على الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية، أي لا يمكن استخدامها على أي وسائط أخرى، سواء الحاسوب أو الشاشات. وعلى الرغم من صعوبة تقبُّل الفكرة في البداية، إلا أن وقوف اثنين من كبار رواد الأعمال في هوليوود وراءها -وهما مؤسسها جيفري كاتزنبرج (الذي ترأس سابقاً مجموعة ديزني وأسس أستوديوهات دريم ووركس خلال فترة نهضة أفلام الرسوم المتحركة في التسعينيات)، والرئيسة التنفيذية لها ميج ويتمان (التي شغلت سابقاً منصب مدير موقع "إي باي" وشركة هويليت باكارد)- جعل المنصة تتصدر عناوين الأخبار ومكّنها من جذب أسماء كبيرة في هوليوود، منهم جيسون بلوم وستيفن سبيبلرج وجنيفر لوبيز وليبرون جيمس، وغيرهم من النجوم، من أجل المشاركة في العروض.

وقد جمعت كويبي -وهي اختصار لكلمتي (quick bites) أي قضمات سريعة أو مشاهد سريعة- حتى الآن ما يقرب من 1.8 مليار دولار لمشروعها الذي يهدف إلى منافسة أقطاب صناعة المحتوى الترفيهي في العالم، عبر إنتاج عروض قصيرة تستغرق 10 دقائق أو أقل، مستهدفة جمهور جيل الألفية الذي يتراوح عمره بين 18 و44 سنة، والذين لا يجدون وقتاً كافية ولا رغبة في مشاهدة عروض طويلة، وبالتالي يمكنهم مشاهدة هذه العروض القصيرة أثناء نشاطاتهم اليومية وخلال تواجدهم في طوابير الانتظار بالمتاجر أو في وسائل النقل أو خلال فترات الراحة بالعمل. والاستثناء الوحيد حالياً سيكون مسلسل الرعب الذي يخرجه ستيفن سبيلبرج، بعنوان: بعد حلول الظلام (After Dark)، الذي سيُعرض بالفعل بعد غروب الشمس لتهيئة الجو المناسب له.

المحتوى الذي تقدمه كويبي

من المقرر أن تنتج الشركة ثلاث فئات من المحتوى الأصلي، وهي: الأفلام والمسلسلات المقسمة إلى فصول، والتي تتراوح مدتها بين 7 و10 دقائق، والعروض المرتجلة مثل تلفزيون الواقع، والتحديثات الإخبارية التي تتراوح مدتها بين 5 و6 دقائق، والتي من أجلها تعاقدت كويبي مع عدد من الشبكات الإعلامية الكبيرة، مثل هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) وشبكة (إن بي سي نيوز) الأميركية لإنتاج برامج إخبارية دولية يومية.

وعلى عكس الشركات المنافسة التي اعتمدت في البداية على شراء الحقوق التجارية، فقد بدأت كويبي بعدد خيالي من العروض الأصلية، يبلغ 50 عرضاً، وبثلاث حلقات لكل منها خلال اليوم الأول فقط. وأوضحت الشركة في بيان أنها ستطرح كل يوم 25 حلقة أو "ثلاث ساعات من المحتوى الجديد والأصلي". كما ستطرح أكثر من 175 عرضاً أصلياً (أي 8500 مقطع سريع) في عامها الأول.

أهم المميزات التي تعتمد عليها كويبي

تعتمد كويبي على تقنية جديدة تسمى تيرن ستايل (Turnstile) التي تسمح للفيديو بالبقاء في وضع ملء الشاشة سواء في الوضع الرأسي أو الأفقي، حتى إن بعض العروض تشجع المشاهدين على تغيير وضع الجهاز في منتصف العرض لرؤية زاوية مختلفة للمشهد. وتحافظ هذه التقنية الجديدة على الإطار الكامل للمشهد بغض النظر عن كيفية حمل المشاهدين لهواتفهم، وتتيح لهم التبديل بين الوضعين الأفقي والرأسي بسلاسة كبيرة ودون تأخيرات زمنية؛ لأنها تعتمد على دمج مقطعي فيديو لنفس المشهد معاً. وبحسب التقارير، فإن معظم العروض تم تصويرها أفقياً، مثل أي فيلم عادي في برنامج تلفزيوني، إلا أن تقنية تيرن ستايل (Turnstile) تنقل التركيز إلى ما هو مهم في المشهد، سواء وجوه الشخصيات أو شيء يبحث عنه شخص في المشهد.

وخلال اليوم الأول من إطلاقها، نالت كويبي تقييمات متباينة، فبينما حازت بعض عروضها مثل (Survive) الذي تقوم ببطولته صوفي تيرنر على ثناء الجمهور، اشتكى الكثيرون من أن اقتصار المشاهدة على الهواتف المحمولة يمنعهم من مشاركة ما يشاهدونه على منصات التواصل الاجتماعي. كما اشتكى البعض من عطل أصاب الخدمة لمدة ساعة في أول يوم من انطلاقها.

كم يكلف الاشتراك في الخدمة؟

بحسب الشركة، فإن هناك مستويين للدفع مقابل هذه الخدمة الجديدة: إما 4.99 دولارات شهرياً مع وجود إعلانات، أو 7.99 دولارات للعرض الخالي من الإعلانات، وذلك مع منح فترة تجريبية مجانية مدتها 90 يوماً في الولايات المتحدة، قبل طرح الخدمة الجديدة تدريجياً في الدول الأخرى.

ولعل أبرز العقبات التي تواجه كويبي حالياً هي إمكانية إقناع الجمهور بدفع مقابل مادي لمحتوى يبث فقط على الهواتف المحمولة، وهو أمر يثير قلق المستثمرين، لا سيما مع تشبع السوق بالخدمات المنافسة التي انطلقت خلال الأعوام القليلة الماضية أو تخطط للانطلاق هذا العام. إلا أن المراقبين يعتبرون أن المدة القصيرة للعروض يُبعد المنصة الجديدة نسبياً عن منافسة شركات مثل نتفليكس وديزني بلس وآبل بلس، ويُدخلها في منافسة أكبر مع مواقع فيسبوك ويوتيوب وتيك توك. علاوة على ذلك، تبرز مخاوف من تأثيرات فيروس كورونا على الجمهور المستهدف، لا سيما وأن العديد من الأنشطة التي يفترض أن يشاهد الجمهور العروض خلالها متوقفة حالياً، مثل المواصلات العامة وفترات الراحة في العمل وطوابير الانتظار في المتاجر.

وأخيراً، يمكن القول إن كويبي هي تجربة جريئة لتغيير طبيعة البث الرقمي، عن طريق الجمع بين مكانة وسمعة هوليوود ومواردها الكبيرة، وبين الطبيعة السريعة التي تتسم بها منصات الفيديو وشبكات التواصل الاجتماعي.

 

المحتوى محمي