كم ستدفع لقاء رؤية ماموث مكسو بالصوف حياً؟

5 دقائق
كم ستدفع لقاء رؤية ماموث مكسو بالصوف؟
مصدر الصورة: ميتر/ غيتي إيميدجيز.

أمضت سارة أورد أسبوعاً كاملاً وهي تتحدث مع العلماء حول خلايا البشرة من الحيوان الجرابي المسمى دونارت، والذي يماثل الفأر حجماً. وقد تم إرسال الخلايا إلى الشركة المختصة بإعادة الأنواع المنقرضة حيث تعمل، كولوسال بايوساينسز (Colossal Biosciences)، وذلك من قبل بعض المتعاونين مع الشركة.

ويتضمن عمل أورد قيادة فريق يعمل على إيجاد طريقة لاستخدام التعديل الجيني لتغيير الحمض النووي لهذه الخلايا بالتدريج، وذلك حتى تصبح شبيهة بخلايا حيوان من فصيلة مماثلة، الثيلاسين، وهو مفترس جرابي مخطط معروف أيضاً باسم النمر التسماني، وقد انقرض في 1936.

اقرأ أيضاً: الإنسان المعزز بالتكنولوجيا: مستقبل التطور البشري

مشاريع لإعادة الأنواع الحية المفقودة

وإذا تمكن الفريق من تركيب خلية دونارت بشكل معدل بدرجة كافية بالحمض النووي للثيلاسين، فإن الخطوة التالية هي استخدام الاستنساخ في محاولة للحصول على جنين، وفي نهاية المطاف، حيوان كامل. ويتضمن مشروع آخر محاولة تحويل الفيلة الآسيوية إلى ما يشبه الماموث الصوفي، وذلك بإضافة جينات لمقاومة البرد، والشعر الأحمر السميك.

سارة
مصدر الصورة: كولوسال

ولكن، لم تتمكن الشركة من إعادة أي نوع حتى الآن بالطبع. وبالتالي، فإن عمل أورد بوصفها "مديرة إعادة الأنواع" يتمحور فعلياً حول صورة للمستقبل، حيث يمكن استخدام مجموعة متطورة من الأساليب تشمل تكنولوجيات الحمض النووي، وأبحاث الخلايا الجذعية، وتعديل الجينات، والأرحام الاصطناعية، بحيث يمكن إعادة الأنواع الحية المفقودة، والحفاظ أيضاً على الأنواع التي توشك على الانقراض.

وقد حصلت أورد على هذه الوظيفة بعد أن تنقلت في العمل بين الأبحاث المخبرية، والعمل في إحدى المستشفيات، والعمل في شركة برمجيات. وتقول إنها مناسبة لهذا العمل بطبيعتها. فقد ترعرعت مع الكثير من الحيوانات الأليفة، وشاهدت الكثير من البرامج على قناتي ديسكوفري وناشيونال جيوغرافيك. وتقول: "لطالما أحببت الحيوانات".

من المؤكد أن كولوسال تقوم بعمل إعلامي واستعراضي بقدر قيامها بعمل علمي رصين. وتتضمن مجموعة داعميها الماليين المتحدث التحفيزي توني روبينز، كما أن أفكارها نشأت في مختبر عالم الجينات والمتحدث الشهير جورج تشيرتش، والذي كان يروج لإعادة الماموث في وسائل الإعلام منذ 2013، على الرغم من عدم وجود نتيجة تُذكر.

اقرأ أيضاً: كيف تساعد التكنولوجيا علماء الآثار على كشف أسرار المدن القديمة؟

ويقوم عمل أورد على أسس مشابهة، فهو يجمع ما بين التواصل والعلم واستشراف المستقبل. ولكن، ماذا لو نجحت الشركة حقاً في إعادة الثيلاسين، أو شيء مشابه له؟ تقول أورد إن كولوسال قد تحقق بعض الأرباح ببيع التذاكر لرؤيته.

وفي مقابلة مع إم آي تي تكنولوجي ريفيو، قالت أورد إن الشركة تأمل باستيلاد ثيلاسين واحد خلال سنتين، أي بحلول العام 2025، وماموث بحلول العام 2027.

إن عملك يتميز بلقب يحمل طابعاً مستقبلياً للغاية. 

لقد كنت من أوائل الموظفين في كولوسال. فقد كنت مع الرئيس التنفيذي بن لام، وكنا نجري جلسة عصف دماغي لتحديد لقب لتوصيف عملي. وتوصلنا إلى لقب "مديرة إعادة الأنواع". وعندما سمعته، أعجبني على الفور.

كان من الممكن أن يكون اللقب "مديرة تكنولوجيا الإعادة".

ولكن هذا ربما يكون مخيفاً. أليس كذلك؟ ولهذا، فإن هذا اللقب يعبّر عما نحاول فعله هنا بشكل مفهوم بسهولة للجميع.

ما نسبة التواصل في عملك؟

أعتقد أن التواصل يمثل ثلث عملي على الأرجح. وأكثر مهامي تسلية هي شرح مشروع الثيلاسين، والذي أقوده بنفسي. لماذا اخترتم الثيلاسين تحديداً؟ كان الثيلاسين مفترساً علوياً في النظام البيئي التسماني. وعند إزالة مفترس علوي، ستظهر الكثير من النتائج السلبية. حيث تصبح البيئة مكتظة بالفرائس، والتي تعيث فساداً في كل مكان، بسبب عدم وجود ضوابط لتعدادها. وبالتالي، فإن إعادة الثيلاسين إلى النظام البيئي التسماني تنطوي على قيمة كبيرة للغاية.

إن الثيلاسين حيوان جرابي، وهو من اللواحم في الوقت نفسه. ولهذا، فإن عودته إلى الطبيعة قد تعني القضاء على الكثير من الفرائس الصغيرة. هل تلاقون معارضة من محبي الحيوانات؟

لقد لاقينا ردة فعل إيجابية للغاية. وأعتقد أن هذا يعود بشكل أساسي إلى أن هذا الحيوان انقرض بسبب الصيد. وهذه فرصتنا لإصلاح هذا الوضع.

اقرأ أيضاً: 4 طرق لإصلاح خط الغاز الحيوي «نورد ستريم»

ما الناحية العلمية في عملك؟

لدي فريق مؤلف من 12 مهندساً من المختصين بالجينوم والأنماط الظاهرية. كما نعمل بالتعاون مع بعض من مختصي الأجنة ومختصي البيولوجيا الحاسوبية في الشركة. ويتضمن العمل قراءة كل ما بوسعي قراءته من الأوراق البحثية، والمساهمة في العمل المخبري، ومحاولة دفع العمل العلمي إلى الأمام. وبعد ذلك، أساهم في الحوارات حول ما سنفعله بالثيلاسين والماموث بعد الحصول عليهما، فأين سنضعهما؟ وكيف سيتجسد هذا الأمر على أرض الواقع؟ وما الأثر البيئي لإعادة هذا النوع إلى الطبيعة، وكيف سيساعد الأنواع المعرضة حالياً لخطر الانقراض؟

لقد كنت تدونين الخطوات العديدة المطلوبة لإعادة نوع ما إلى الطبيعة، بما فيها تعديل الجينات في خلايا أحد الأنواع المشابهة، واستنساخ الجنين، ومن ثم استيلاد هذا الحيوان إلى العالم. أي من هذه الخطوات تعتمد على الحظ أكثير من غيرها؟

يتعلق الأمر فعلياً بتحديد عدد الجينات التي يجب تعديلها. فالثيلاسين يعتبر من أقرباء كامل عائلة الدصيوريات (dasyurids)، والتي تتضمن الدونارت (dunnart) والكوول (quoll) والشيطان التسماني (Tasmanian devil). ولكن، ما زال هناك فرق تطوري يبلغ قرابة 70 مليون سنة، وهو فرق كبير للغاية. إذن، ما الذي يجب تعديله في الدونارت أو الفيل الآسيوي للحصول على النمط الظاهري الذي سيشغل الموقع البيئي للثيلاسين أو الماموث الصوفي؟

اقرأ أيضاً: محاولة لزرع أعضاء للقرود تمهيداً لزرعها داخل البشر

هل لديكم دمية محشوة بشكل الثيلاسين للاعتماد عليها في العمل؟ ما نقطة البدء في المشروع؟

كان هناك جرو محفوظ في الإيثانول في أوائل القرن العشرين، وكان يحمل اسم "الجرو المعجزة". وقد تمكن بعض المتعاونين معنا في جامعة ملبورن من استخلاص الحمض النووي من تلك العينة، وتوليد سلاسل جينية فائقة الدقة منها. إضافة إلى هذا، توجد العديد من الفروات المتداولة، إضافة إلى عينات متحفية، وقد تمكنا من الحصول عليها وتوليد سلاسل جينية منها.

هل لديكم جدول زمني يوضح متى سيعود أول نوع حي منقرض إلى الطبيعة من جديد؟

بالتأكيد. بالنسبة للماموث، نتوقع الوصول إلى هذه النتيجة في 2027، أما بالنسبة للثيلاسين، فالموعد المتوقع هو 2025. الفرق الرئيسي هو الزمن الذي يستغرقه الحمل. حيث يستغرق حمل الفيلة 18-22 شهراً، على حين أن الجرابيات –خصوصاً الدونارت، وهو النوع الذي سنعتمد عليه لاستيلاد الثيلاسين- فيستغرق 12-14 يوماً. وبعد هذا، ينضج ضمن الجراب.

توجد دراسات تبين أنه يمكن نقل الجرابيات من جراب أحد الأنواع إلى جراب نوع آخر دون التأثير على نموها بشكل جيد. ولكن أحد فرقنا يعمل الآن على تصميم "جراب خارجي". وسيكون عبارة عن جراب اصطناعي يمكن وضع الجراء فيه، ويحاكي نفس التغذية ونفس البيئة ونفس الدرجة من التعرض الضوئي في جراب أم جرابية طبيعية.

تقول كولوسال بكل وضوح إنها شركة ربحية. ولكن، ما المنتج بالضبط؟ ما الذي تبيعونه؟

أعتقد أن كولوسال ستحقق الأرباح بعدة طرق مختلفة. فأحد منتجاتنا هو القصة. أليس كذلك؟ سيكون لدينا العديد من الشركاء في وسائل الإعلام ممن سيساعدون على نشر قصتنا. كما يمكن تحقيق الربح عن طريق التكنولوجيات الجديدة التي نقوم بتطويرها، والتي يمكن ترخيصها، أو إطلاق أعمال متفرعة عنها. وقد قمنا بإطلاق أول شركة فرعية للبرمجيات البيولوجية باسم فورم بايو (FormBio)، كما يوجد لدينا طاقم كبير من المختصين بالتعديل الجيني.

وأيضاً، هناك الحيوان نفسه، أي الثيلاسين أو الماموث. ونحن نسعى لعقد شراكات مع حدائق الحيوان. وأعتقد أنه يوجد مجال كبير لإنشاء موائل طبيعية يمكن نشر الحيوانات البرية فيها مرة أخرى، وبيع التذاكر لرؤية هذه الأنواع الحية في بيئتها الطبيعية.

اقرأ أيضاً: ما الذي حدث للتوأمين لولو ونانا اللتين ولدتا بعد تعديلهما بتقنية كريسبر؟

كم ستدفعين لقاء رؤية الثيلاسين؟

لقد كرست ساعات عديدة من حياتي لهذا المشروع. ولهذا، يمكن أن أدفع كل المال في العالم.

المحتوى محمي