ما قصة الدعوى التي رفعتها ولاية تكساس ضد جوجل؟

3 دقائق
دعوى ولاية تكساس ضد جوجل
مصدر الصورة: فيليب رادوانسكي | صور سوبا | سيبا الولايات المتحدة الأميركية

ما تفاصيل دعوى تكساس ضد جوجل؟

رفعت تكساس وتسع ولايات أخرى يقودها الجمهوريون دعوى قضائية حول الممارسات الاحتكارية لشركة جوجل، زاعمة أن الشركة احتكرت الإعلانات الرقمية عبر عدة أساليب بما فيها عقد اتفاقيات مناهضة للمنافسة مع فيسبوك.

وجاء في الدعوى أن جوجل لا تكتفي بالربط بين مُشتري الإعلانات وبائعيها فحسب، بل تدير عملية الشراء وتتلاعب بالقواعد والخوارزميات بما يخدم نتائجها الخاصة. وهذا ما يجعل جوجل تجمع ما بين أدوار “الرامي والملتقِط وضارب المضرب والحَكم، كل ذلك في آن معاً”، حسبما زعم المدعي العام في تكساس في إعلانه عن الدعوى القضائية على تويتر.

كيف تآمرت جوجل وفيسبوك معاً بحسب مزاعم الدعوى؟

تصف الدعوى اتفاقيات الكواليس بين جوجل وفيسبوك، التي سُميت على اسم شخصيات حرب النجوم، للتلاعب بمزادات الإعلانات بطريقة تعود بالفائدة على الخصمين. (تم حجب الاسم الرمزي نفسه، على الرغم من أن صحيفة وال ستريت جورنال كشفت عنه منذ ذلك الحين على أنه جيدي بلو “Jedi Blue”).

تنص الدعوى على أن “أي تعاون بين اثنين من المتنافسين بهذا الحجم كان يجب أن يدق أجراس الإنذار بأعلى صوت من حيث الامتثال لمكافحة الاحتكار، لكن يبدو أن ذلك لم يحدث”.

وبالإضافة إلى التآمر المزعوم مع فيسبوك، يقول المدعون العامون إن جوجل تلاعبت أيضاً بالناشرين الأصغر والأقل تهديداً، وخدعتهم بشأن المزادات على نحو يضمن هيمنتها.

هل تستطيع جوجل حقاً أن تقرأ رسائل واتساب الخاصة؟

انصب قدرٌ كبير من الاهتمام على قسم من الدعوى القضائية تم حجب أجزاء كبيرة منه، وتزعم فيه الولايات بوجود اتفاقية حصرية بين جوجل وفيسبوك تم توقيعها بعد فترة وجيزة من استحواذ فيسبوك على واتساب. و”تمنح هذه الاتفاقية شركة جوجل إمكانية الوصول إلى الرسائل والصور والفيديوهات والتسجيلات الصوتية المشفرة من طرف إلى طرف لملايين الأميركيين”.

من غير الواضح ما الدليل على هذا الادعاء بسبب حجب معلومات كثيرة من الدعوى، على الرغم من أنه ربما يشير إلى دمج واتساب مع جوجل درايف الذي سمح لمستخدمي واتساب بإجراء نسخ احتياطي لحساباتهم وتخزينها بسهولة على جوجل درايف. وقد تم تقديم هذه المزاعم باعتبارها جزءاً من حجج تكساس بأن جوجل لا تهتم بخصوصية المستخدم إلا عندما يناسبها الأمر ويحقق دعاية جيدة لعملاق البحث.

ألم تكن هناك دعوى قضائية أخرى ضد جوجل مؤخراً؟

تأتي الدعوى القضائية في تكساس عقب شكوى رفعتها وزارة العدل و11 ولاية جمهورية من بينها تكساس في أكتوبر. كما تسبق الشكوى المتوقعة من جانب ولايتي كولورادو ونيفادا، والتي قد يتم تقديمها يوم 17 ديسمبر.

وتمثل هذه الدعاوى نتيجة لتحقيق مشترك حول جوجل بدأ في سبتمبر 2019 وشمل 48 ولاية بالإضافة إلى واشنطن العاصمة وبورتوريكو.

تقول سالي هوبارد، مديرة إستراتيجية التنفيذ في معهد الأسواق المفتوحة، وهي منظمة تعمل على مكافحة احتكار الشركات، إنها “إستراتيجية فرِّق تَسُد، في ظل قيام جهات إنفاذ مختلفة بالتركيز على جوانب مختلفة من احتكار جوجل بسبب محدودية الموارد”.

ركزت شكوى وزارة العدل بشكل أكبر على اتفاقيات جوجل مع مصنعي الهواتف المحمولة وشركات مستعرضات الويب، التي تهدف إلى جعل جوجل محرك البحث الافتراضي في هذه الأجهزة والمستعرضات. بينما من المتوقع أن تركز شكوى يوم 17 ديسمبر على كيفية لجوء جوجل إلى تغيير تصميمها بما يمنحها ميزة على محركات البحث الأكثر تخصصاً، مثل يلب (Yelp)، بحسب ما جاء في صحيفة بوليتيكو في وقت سابق من هذا الأسبوع.

أثارت ممارسات البحث في جوجل شكاوى من المنافسين واهتمام المنظمين من حين لآخر على امتداد سنوات؛ حيث إن قيامها في عام 2008 بشراء شركة تكنولوجيا الإعلانات دبل كليك (DoubleClick) أدى إلى “تحولها الكبير” إلى وسيط -ومحتكِر في نهاية المطاف، كما تزعم الدعوى- للإعلانات عبر الإنترنت.

غير أن هذا الاهتمام بممارسات جوجل لم يفضِ دائماً إلى اتخاذ إجراءات قانونية بحقها.

لكن تغير الأمر بشكل كبير مع تزايد انتقادات المشرعين من كلا الحزبين، وكذلك منظمات الدفاع عن المستهلك، للتأثير الهائل لشركات التكنولوجيا الكبيرة على حياة الأميركيين.

ما النتائج المتوقعة لهذه الدعاوى ضد جوجل؟

في نهاية المطاف، فإن هذه الموجة من الدعاوى القضائية -بما فيها المزيد من الدعاوى التي تستهدف جوانب أخرى من أنشطة جوجل- قد يتم جمعها مع شكاوى وزارة العدل في دعوى واحدة.

من جانبها، تنفي جوجل ارتكاب أي مخالفات، ووصفت مزاعم تكساس بأنها “لا أساس لها”.

وقال متحدث باسم جوجل في بيان: “لقد استثمرنا في أحدث خدمات تكنولوجيا الإعلانات التي تساعد الشركات وتفيد المستهلكين. وسندافع بقوة عن أنفسنا في المحاكم ضد هذه الادعاءات التي لا أساس لها من الصحة”.

يبدو أننا سنشهد معركة قضائية حامية الوطيس؛ حيث تقول تكساس إنها تسعى إلى “استعادة المنافسة الحرة والعادلة إلى الأسواق” بالإضافة إلى “كسر الاحتكار البنيوي والسلوكي والنقدي”. وبعبارة أخرى، تسعى تكساس إلى تفكيك شركة البحث العملاقة.