فيديو يوضح كيف ينتشر رذاذ اللعاب عندما تسعل في الطائرة

2 دقائق

انتشر مقطع فيديو مثير للذعر على منصات التواصل الاجتماعي يوم أمس، يُظهر كيفية انتشار فيروس كورونا داخل الطائرة نتيجة سعال شخص مصاب واحد.

المقطع المرعب

أنشأت جامعة بوردو بولاية إنديانا هذا الفيديو منذ عدة سنوات لإظهار مدى انتشار الفيروسات التاجية ضمن حجرة ركاب طائرة بوينغ 767، في محاولة لدراسة تصميم أفضل لأنظمة التهوية في الطائرات. ويوضح الفيديو كيف يمكن لقُطيرات اللعاب الناجمة عن سعال شخص واحد أن تنتشر بشكل كبير لتصل إلى عدد كبير من الركاب. وعلى وجه التحديد، يبدو أن خطورة التقاط العدوى مرتفعة عند 10 أشخاص في محيط الراكب المصاب، ولكن يمكن أن تصل القُطيرات الحاملة للفيروس إلى نطاق أبعد من ذلك حتى أطراف الحجرة.

وقد تم إنشاء هذا الفيديو لمحاكاة انتشار سارس، وهو أحد الفيروسات التاجية، على افتراض أنه محمول جواً؛ أي أن الفيروس يستطيع أن يبقى في الجو لمدة طويلة وينتقل لمسافة كبيرة ليصيب الآخرين عبر قطيرات ضئيلة الحجم. لكن وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن الآلية الأساسية لانتقال فيروس كورونا المستجد هي عبر القطيرات التنفسية كبيرة الحجم. مما يعني أنها تنتشر لمسافة قصيرة قبل أن تسقط على الأرض والأسطح، ولذلك صدرت التوصية باتباع سياسة الابتعاد الاجتماعي بين الأشخاص لمسافة تقارب المترين.

ويأتي هذا الفيديو بعد أيام على نشر فيديو آخر أنتجه باحثون من فنلندا لمحاكاة كيفية انتشار القطيرات الناتجة عن السعال في محال البقالة. ويظهر فيه كيف ينتشر سعال شخص ضمن ممر واحد لتصل إلى الممر المجاور له عبر سحابة من القطيرات.

هل نلقي باللوم على أنظمة التهوية والتكييف؟

تتوالى الدراسات التي تشير إلى دور تلعبه أنظمة التهوية والتكييف في تعزيز انتشار القطيرات الحاملة لفيروس كورونا ضمن المساحات المغلقة مثل الطائرات والمطاعم والمكاتب.

إحدى الدراسات -التي نُشرت نسخة أولية منها في مجلة الأمراض المعدية الناشئة التي تصدرها المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها- وجدت أن اتجاه تدفق هواء التكييف كان مسؤولاً عن إصابة 10 أشخاص بفيروس كورونا في أحد المطاعم بالصين. بينما أشارت دراسة أخرى منشورة في نفس المجلة إلى سرعة انتشار الفيروس في المكاتب؛ حيث انتقلت العدوى من شخص واحد في أحد المباني في كوريا الجنوبية لتصيب ما يقارب نصف العاملين في أحد الطوابق، وكان جميع المصابين في نفس الجهة من المكتب.

وعلى الرغم من أن آلية انتشار القطيرات الحاملة لفيروس كورونا المستجد وإمكانية أن تنتقل لمسافات كبيرة في الجو ما تزال غير واضحة، فإن الأطباء يدركون أن الفيروس يتواجد بكثافة في الأعضاء العلوية من الجهاز التنفسي، أي يتصاعد احتمال نشر العدوى عند السعال أو العطس نتيجة انتشار وتطاير الرذاذ في الهواء.

لذا، تتمثل أفضل الطرق لتجنب التقاط العدوى في التزام المنزل والامتثال لسياسة الابتعاد الاجتماعي وارتداء الكمامات عند الخروج من المنزل أو استقلال وسائل النقل العامة أو التواجد في أماكن مزدحمة. ففي نهاية المطاف، درهم وقاية خير من قنطار علاج.