فلكيون يستخدمون مجموعة من المجرات كعدسة مكبرة لرؤية الكون القديم

1 دقيقة
مصدر الصورة: تقدمة من الباحثين/ إم آي تي

اكتشف فلكيون مجرة قزمة في بداياتها على بعد 9.4 مليار سنة ضوئية، وذلك بتحويل مجموعة من المجرات الأخرى إلى عدسة مكبرة للأشعة السينية، وفقاً لبحث جديد نُشر في مجلة Nature Astronomy.

ما هي بالضبط؟
تصل المجرة القزمة في حجمها إلى واحد من 10,000 جزء من حجم درب التبانة، غير أنها تعج بالنشاط؛ فهي تمر حالياً بمرحلة شديدة التغيرات من تشكل النجوم الجديدة، مما يؤدي إلى إصدار نبضات عالية الطاقة من الأشعة السينية في المنطقة. وهذه هي المرة الأولى التي يتمكن العلماء فيها من مشاهدة هذه المرحلة من حياة المجرات باستخدام الأشعة السينية.

كيف حققوا ذلك؟
تؤدي مجموعات المجرات إلى تأثيرات ثقالية على المواد والطاقة المجاورة لها، وذلك بحَنْيِها وتضخيمها كما يفعل كأسٌ من الماء مع شعاع ضوئي، وهو ما يسمى الأثر العدسي الثقالي، ويستطيع العلماء ان يستخدموا هذه الظاهرة لدراسة وتحديد مصادر الأشعة الكهرطيسية القادمة من مناطق أخرى من الكون.

لم يُستخدم الأثر العدسي الثقالي من قبل لدراسة انبعاثات الأشعة السينية، غير أن نفس المبادئ تنطبق عليها تماماً كما تنطبق على الضوء المرئي. وقد استخدم الفريق مرصد تشاندرا للأشعة السينية لدراسة مجموعة فينيكس، التي تبعد عنا 5.7 مليار سنة ضوئية، وهي بنية هائلة الحجم تصل إلى كوارديليون ضعف من حجم الشمس (مليون مليار ضعف)، مما يجعلها عدسة طبيعية مثالية لتضخيم انبعاثات الأشعة السينية التي تمر عبرها.

وبعد استبعاد الانبعاثات الناتجة عن مجموعة فينيكس نفسها، وجد الفريق الانبعاثات "المكبرة" المضخمة بمقدار 60 ضعفاً، آتية من مجرة قزمة تبعد 9.4 مليار سنة ضوئية، وُلدت عندما كان الكون في ثلث عمره الحالي.

ما أهمية ذلك؟
ما زالت الأحداث التي وقعت خلال أول 5 مليارات سنة من عمر الكون غامضة إلى حد بعيد. ويقول مؤلفو الدراسة إن هذا الاكتشاف يشير إلى إمكانية استخدام المكبرات الطبيعية للأشعة السينية لكشف الأشياء التي وُلدت بعد الانفجار الكبير بفترة قصيرة. ويمكن لأدوات مثل مرصد تشاندرا أن تُستخدم الآن لدراسة مسائل أخرى تتعلق بالكون القديم وحل الأسئلة الكونية بتفاصيل أكثر دقة.

المحتوى محمي