جامعة إم آي تي تقترح إنشاء فقاعات فضائية لحجب الشمس وتبريد كوكب الأرض

3 دقائق
جامعة إم آي تي تقترح إنشاء فقاعات فضائية لحجب الشمس وتبريد كوكب الأرض
تصميم الصورة: إم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية.

يستكشف مهندسو جامعة إم آي تي الأميركي طرقاً جديدة للحد من ظاهرة تغير المناخ، حيث يتوقعون فشل الحكومات في خططها للتخلي عن الوقود الأحفوري وتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. سيؤدي ذلك إلى استمرار ارتفاع درجة حرارة الأرض، ما يستدعي التفكير في طرق وحلول أخيرة لإنقاذ كوكبنا.

يقوم المهندس المعماري ورئيس مختبر "سينسابل سيتي لاب" (Senseable City Lab) التابع لجامعة إم آي تي كارلو راتي مع مجموعة من الباحثين بتقييم جدوى إنشاء "فقاعات الفضاء" (Space Bubbles) التي تطفو في المنطقة بين الأرض والشمس وتعكس نسبة ضئيلة من الأشعة الشمسية وتمنع وصولها للأرض.

يقترح هذا المشروع أن يتم وضع فقاعات الفضاء في "نقطة لاغرانج الأولى" (L1 Lagrangian Point) المعروفة باسم نقطة لاغرانج الداخلية، وهي نقطة تقع بين الأرض والشمس حيث يؤدي تأثير قوى جاذبية الأرض والشمس المتعاكستين إلى إلغاء تأثير كلا القوتين.

ستكون الفقاعات الفضائية التي يقترحها المهندسون مصنوعة من مادة رقيقة وسوف يتم إنشاؤها في الفضاء، وستكون مساحتها مساوية تقريباً لمساحة البرازيل (8.5 مليون كم مربع).

اقرأ أيضاً: كيف يمكن أن نتوصل إلى إزالة الكربون بتكاليف معقولة؟

درع لحجب أشعة الشمس

درع الفضاء أو مظلة الفضاء هي فكرة ليست جديدة، ففي عام 1989، اقترح المهندس الأميركي جيمس إيرلي إنشاء مظلة في الفضاء لتقليل كمية الأشعة الشمسية التي تصل إلى الأرض. تضمن اقتراحه قرصاً زجاجياً كبيراً تبلغ مساحته نحو 2000 كيلومتراً مربعاً، يوضع في نقطة لاغرانج الأولى، لكن اقتراحه لم يرَ النور حتى الآن لأنه يتطلب كمية كبيرة من المواد اللازمة لصنع القرص، والكثير من الطاقة لإطلاقه.

منذ ذلك الوقت، اقترح العديد من العلماء ومؤلفي قصص الخيال العلمي أفكاراً عديدة لإنشاء درع فضائي يحجب بعض أشعة الشمس.

يعتبر اقتراح جامعة إم آي تي الأخير "فقاعات الفضاء" فكرة مثيرة للاهتمام، هذه الفقاعات يمكن تشكيلها في الفضاء بكميات قليلة من المواد، ما قد يجعل الفكرة مجدية اقتصادياً وقابلة للتطبيق.

يؤكد المهندسون الذين اقترحوا الفكرة وعملوا عليها أن جهودهم هذه ليست بديلاً عن جهود الحد من تغير المناخ وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، بل إنها استكمال لتلك الجهود وحل أخير يمكن اللجوء له في حال فشل الحكومات بتلبية تعهداتها المناخية، عندها قد يصبح إنشاء الفقاعات الفضائية أمراً ضرورياً.

بالإضافة إلى ذلك، لن تؤثر هذه الفقاعات إطلاقاً على الحياة والتنوع الحيوي على كوكب الأرض، على عكس بعض الأفكار الأخرى التي اقترحها علماء في السابق لحل مشكلة تغير المناخ. على سبيل المثال، اقترح علماء استخدام صواريخ لإطلاق مواد في طبقات الغلاف الجوي العليا تساعد في عكس القليل من أشعة الشمس.

يقول راتي: "ستكون الحلول المعتمدة على الفضاء أكثر أماناً، إذا قمنا بامتصاص 1.8 في المائة من الإشعاع الشمسي الوارد إلى كوكبنا، يمكننا عكس الاحتباس الحراري العالمي بشكل كامل".

إحدى المزايا الأخرى لفقاعات الفضاء أننا نستطيع إزالتها بسهولة والتخلص منها في أي وقت، وذلك عن طريق تفريغها أو إبعادها.

يقترح الباحثون استخدام مادة السيليكون لتشكيل الفقاعات، حيث يتم صهر هذا السيليكون على الأرض وإرساله بحالته المنصهرة إلى الفضاء ثم تشكيل الفقاعات هناك.

بعد تشكيل العديد من الفقاعات، يتم دمجها معاً لتشكيل فقاعات أكبر، وستصبح المساحة الكلية لجميع الفقاعات مساوية تقريباً لمساحة دولة البرازيل.

اقرأ أيضاً: علماء ومصورون يتعاونون على إظهار سرعة تفاقم التغير المناخي

هل سيكون المشروع قابلاً للتنفيذ؟

قام مهندسو جامعة إم آي تي بتجربة إنشاء الفقاعة بالمختبر في ظروف الفضاء الخارجي، كما قاموا باختبار قدرة الفقاعات المتشكلة على حجب جزء من الأشعة الشمسية.

ما يزال المشروع عبارة عن فكرة غير مكتملة، ويتعين على المهندسين إجراء المزيد من التجارب والاختبارات لتقييم نجاح المشروع وتحليل المعلومات لمعرفة ما إذا كانت التكلفة المالية المطلوبة لتنفيذه مجدية.

على المهندسين أيضاً أن يبحثوا في طرق للمحافظة على الفقاعات في مكانها بدقة وعن طرق الصيانة التي قد تتطلبها، إضافة إلى تأثير المشروع على الاحتباس الحراري وتغير المناخ والتنوع الحيوي على كوكب الأرض.

اقرأ أيضاً: مستوى غاز ثاني أكسيد الكربون في 2025 قد يكون الأعلى خلال آخر 3.3 مليون سنة

بمجرد تبلور فكرة المشروع بالكامل، يصبح من الممكن عرضه على الحكومات والمنظمات الدولية المعنية بتغير المناخ من أجل الحصول على التمويل اللازم للتنفيذ. ليس هناك ما يضمن أن يرى هذا المشروع النور، لكنه من المؤكد فكرة مثيرة للاهتمام.

المحتوى محمي