بدأت العديد من البلدان حول العالم باتخاذ خطوات حذرة لتخفيف إجراءات الحجر الصحي والإغلاق الشامل. وعلى الرغم من تجاوز معظم هذه الدول لمرحلة الذروة في أعداد الإصابات اليومية وتمكنها من السيطرة على سرعة تفشي الوباء، فإن الخوف ما يزال قائماً من إمكانية اندلاع موجة جديدة من الوباء في حال التسرع بتخفيف الإجراءات وإعادة فتح الاقتصاد.
إليكم كيف بدأت مجموعة من الدول بالعودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية:
الإمارات العربية المتحدة
خففت سلطات الإمارات بشكل مدروس من تدابير الإغلاق المفروضة منذ أكثر من شهر؛ حيث فتحت بعض المراكز التجارية والمطاعم أبوابها في أبوظبي والشارقة ودبي بعد أن وضعت سياسة وقائية صارمة حرصاً على سلامة الزبائن والعمال، مثل تركيب أجهزة لقياس درجة الحرارة، وإلزام الزبائن بارتداء الكمامات والقفازات، وتحديد نسبة استقبال المتسوقين ب 30% من الطاقة الاستيعابية، وتنفيذ عمليات التعقيم، وتحديد مدة التسوق من أجل الحفاظ على الابتعاد الاجتماعي وتجنب انتقال العدوى. بينما لا تزال أماكن عامة أخرى مثل المدارس والمساجد ودور السينما مغلقة في دولة الإمارات.
كما أعلنت اللجنة العليا لإدارة الأزمات والكوارث في دبي تخفيفاً جزئياً لقيود الحركة في الإمارة، وصرّحت بإمكانية عمل مجموعة من القطاعات بشرط التزامها بالإجراءات الاحترازية والوقائية الضرورية.
التدابير الاحترازية التي يتعين على المؤسسات التجارية اتباعها للحد من انتشار جائحة كوفيد-19. @Dubai_DED pic.twitter.com/FneaQuzxgN
— Dubai Media Office (@DXBMediaOffice) May 3, 2020
التدابير الاحترازية التي يتعين على المؤسسات التجارية اتباعها للحد من انتشار جائحة كوفيد-19
المصدر: مكتب دبي الإعلامي
المملكة العربية السعودية
في الأسبوع الماضي، خففت المملكة -بناء على توجيه ملكي- من بعض القيود والإجراءات الاحترازية التي فرضتها السلطات في أغلب المدن لوقف تفشي فيروس كورونا؛ كما شمل التوجيه الملكي عودة بعض النشاطات الاقتصادية، مشترطاً تنفيذ الضوابط الصحية وتطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي التي يجب اتباعها لاستئناف هذه الأنشطة. وبناء على ذلك، أعادت متاجر البيع بالتجزئة ومراكز التسوق فتح أبوابها، مع الالتزام بقواعد صارمة من قبيل إخضاع المتسوقين لفحوص الحرارة والتزامهم بالابتعاد الاجتماعي ومنع دخول الأطفال إلى المتاجر.
الأردن
بدأ الأردن بتخفيف إجراءات تقييد الحركة والعزل منذ أسبوعين في جنوب البلاد، ليتم توسيع نطاقه في الأسبوع الماضي حتى يشمل باقي المناطق. وسمحت الحكومة لوسائل النقل العام وسيارات الأجرة باستئناف عملها مع فرض قيود ارتداء الكمامات والقفازات على الركاب. كما شمل التخفيف السماح لبعض القطاعات الاقتصادية والإنتاجية بالعمل مثل الألبسة وأجهزة الهاتف والمجوهرات، وغيرها من القطاعات. إضافة إلى تشغيل مؤسسات حكومية وخدماتية لتسهيل المعاملات الرسمية.
إيطاليا
بعد فترة حجر صحي شامل لمدة تقارب الشهرين، تبدأ إيطاليا اليوم 4 مايو برفع بعض القيود؛ حيث تم السماح لبعض المصانع ومراكز البيع ومشاريع البناء بالعودة إلى العمل. كما ستفتح المنتزهات والحدائق أبوابها أمام الزوار مع التزامهم بالابتعاد الاجتماعي وارتداء الكمامات. كما سيتم تشغيل وسائل النقل العامة مع فرض حدود معينة على عدد الركاب. بالإضافة إلى إمكانية القيام بزيارات عائلية والتجمع بأعداد محدودة. أما المطاعم والمقاهي فتبقى مغلقة، ولكن سيسمح لها بتوصيل الطلبات.
إسبانيا
شرعت الحكومة في تخفيف الإجراءات المفروضة لمواجهة كوفيد-19 مطلع هذا الأسبوع، ضمن إطار المرحلة الأولى من الخطة التدريجية للعودة إلى الحياة الطبيعية بحلول نهاية يونيو. وتمكن المواطنون من الخروج للمشي أو ممارسة الرياضة لأول مرة منذ أكثر من 6 أسابيع. وفي هذه المرحلة يتم تقسيم أوقات الخروج من المنزل تبعاً للفئة العمرية؛ فهناك ساعات محددة لخروج الأطفال والبالغين وكبار السن. كما سيتم السماح بفتح المتاجر الصغيرة ومحلات الحلاقة لخدمة الزبائن وفق مواعيد سابقة، بالإضافة إلى المطاعم التي تقدم خدمة التوصيل. لكن سيكون إلزامياً ارتداء الكمامات في وسائل النقل العامة.
إسبانيا تسمح للأطفال بالخروج من المنزل لأول مرة منذ ستة أسابيع.
المصدر: تايم
فرنسا
قررت فرنسا بدء إجراءات تخفيف الحجر الصحي اعتباراً من 11 مايو بحذر كبير ووتيرة متفاوتة؛ حيث سيتم فتح المتاجر وأسواق بيع المواد الغذائية مع مراعاة إجراءات الوقاية الصحية، بينما يستمر إغلاق المطاعم ودور السينما والمتاحف. كما ستتاح حرية التنقل لمسافة 100 كم عن مكان السكن من دون تصريح، مع فرض ارتداء الكمامات في وسائل النقل العامة. أما المدراس فستفتح على أساس طوعي للمرحلة الابتدائية ورياض الأطفال.
ألمانيا
سمحت ألمانيا بفتح المتاجر الصغيرة منذ الأسبوع الماضي. وهذا الأسبوع، ستفتح المتاحف والكنائس أبوابها. كما استأنفت بعض مصانع السيارات إنتاجها على مستوى محدود. غير أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قد دعت مواطنيها إلى ضرورة متابعة الامتثال لإجراءات الابتعاد الاجتماعي والوقاية الصحية لتجنب حدوث تفشٍّ جديد للوباء. وتفرض جميع المناطق الألمانية ارتداء الكمامات في وسائل النقل العامة، كما تم افتتاح بعض المدارس في مناطق معينة من البلاد.
الصين
في البلد الذي انطلق منه الوباء، كانت السلطات قد فتحت العديد من مصانع السيارات والمراكز التجارية ووسائل النقل العامة منذ أكثر من شهر، مع فرض إجراءات الابتعاد الاجتماعي. ومنذ أيام، خفضت حكومات بكين وتيانجين وهوبي مستوى إجراءات الطوارئ لمواجهة وباء كوفيد-19 من المستوى الأول إلى الثاني. ويشمل ذلك إيقاف عملية الحجر الصحي لمدة 14 يوم للقادمين من مناطق منخفضة الخطورة، وإخراج الأشخاص المحجور عليهم وإنهاء فرض ارتداء الكمامات خارج المنازل.
بعد تجاوز العديد من البلدان لذروة تفشي وباء كوفيد-19، وفي انتظار قد يطول للحصول على اللقاح، يبدو أن العالم يحاول رويداً رويداً العودة إلى الحياة ما قبل كورونا مع الأخذ في الاعتبار ضرورة الاحتراز والتزام الابتعاد الاجتماعي والحذر من إعادة انتشار العدوى.