6 طرق ناجحة للاستثمار في عالم الميتافيرس

يعد الميتافيرس موضوعاً رائجاً منذ فترة ليست بالقليلة، بالتحديد منذ أن قام مؤسس شركة فيسبوك مارك زوكربيرغ بتغيير اسم الشركة إلى ميتا (Meta)، وتخطيطه بضخ ما يصل إلى 10 مليارات دولار لتطوير عوالم الشركة الافتراضية. حيث لفتت هذه التحركات أنظار الكثيرين (أفراداً وشركات) باعتبارها فرصة استثمارية كبرى تلوح في الأفق، خاصة مع ورود الكثير من الأبحاث والدراسات التي تتوقع أن تصبح في المستقبل القريب صناعة تُقدر بمليارات الدولارات، حيث قدرت دراسة أجرتها العديد من شركات الأبحاث، بالتعاون مع شبكة بلومبيرغ الاقتصادية، أن تصل القيمة السوقية لتكنولوجيا الميتافيرس إلى نحو 800 مليار دولار بحلول عام 2024.

ما هي أبرز تطبيقات استخدام الميتافيرس حالياً؟

على الرغم من أن الألعاب تعد من أبرز التطبيقات التي يتم تقديمها عبر عوالم الميتافيرس حتى الآن، فإنه في المستقبل يمكن أن تقدم العديد من التطبيقات الأخرى، من ضمنها:

حضور الأحداث من أيّ مكان

تعد التفاعلات الاجتماعية جزءاً كبيراً من النظام البيئي لتكنولوجيا الميتافيرس، حيث يسمح للمستخدمين بالتواصل مع الآخرين من مواقع مختلفة والتفاعل من خلال إضافة لمسة شخصية أكثر واقعية باستخدام الصور الرمزية (Avatars). على سبيل المثال، استضافت منصة دي سنتر لاند (Decentraland) خلال شهر مارس الماضي عرضاً افتراضياً مجانياً للأزياء شاركت فيه العديد من العلامات التجارية الكبرى.

التواصل المهني والشخصي

من المتوقع أن تقلل تكنولوجيا الميتافيرس التكاليف التشغيلية للشركات، من خلال عدم الحاجة إلى السفر أو استخدام المساحات المادية. حيث يمكن لتكنولوجيا الميتافيرس نقل اجتماعات العمل عبر الفيديو إلى مستوى آخر تماماً، من خلال حضور الاجتماعات كصورة رمزية كاملة (جسد شخص كامل) والجلوس والتفاعل مع الآخرين إلى طاولة اجتماعات افتراضية، تماماً كما هو الحال في الحياة الواقعية.

التسوق الافتراضي

توفّر تكنولوجيا الميتافيرس إمكانات لا حصر لها فيما يتعلق بالتسوق، وهذا هو السبب في أن أبرز المتحمسين لهذه التكنولوجيا هي شركات البيع بالتجزئة، التي قامت أو تخطط لإنشاء عوالمها لتوفير تجارب شراء افتراضية مختلفة كُلياً عن الطريقة التقليدية المتبعة حاليّاً، من أجل استهداف المستهلكين الجدد خاصة الجيل زد (Gen Z)، الذين من المتوقع أن يكونوا من أبرز مستخدمي الميتافيرس من أجل التسوق والترفيه.

التصنيع والإنتاج

من أبرز حالات الاستخدام المتوقعة لتكنولوجيا الميتافيرس في قطاع الصناعة، هي التوأم الرقمي (Digital Twins)، والتي تمثل نسخة رقمية افتراضية لشيء أو نظام يمتد على كامل دورة حياته ويتم تحديثه من بيانات الزمن الحقيقي. على سبيل المثال، يمكن للمصانع بناء توأم رقمي لكامل المصنع أو خط تصنيع محدد، واختبار التصميمات المختلفة وظروف الإنتاج دون تعطيل عملية الإنتاج العادية، ما يوفّر الوقت والمال.

كيف يمكنك الاستثمار في الميتافيرس؟

على الرغم من أن الميتافيرس لا يزال في مراحله المبكرة، فإنها تقدم العديد من الفرص الاستثمارية الواعدة، حيث لا توجد قيود، فهي متاحة لأي شخص، ويمكنك استثمار أي مقدار من الأموال فيها، بالإضافة إلى عدم وجود حواجز جغرافية، حيث يمكن للمرء أن يستثمر في الميتافيرس بغض النظر عن أين يعيش. وحتى الآن توجد نحو 6 طرق رئيسية يمكن اختيار إحداها أو جميعها للدخول لعالم الاستثمار في الميتافيرس، وهي:

1- الاستثمار في أسهم شركات الميتافيرس

مستوى الصعوبة: متوسط

من أسهل طرق الاستثمار في الميتافيرس، حيث لا يتطلب إنشاء محفظة رقمية، أو الاشتراك في بورصة عملات مشفرة أو غيرها، حيث يمكنك شراء أسهم في إحدى الشركات التي تدعم تطوير الميتافيرس. ولكن من الضروري أن تتذكر أن أسهم هذه الشركات تتقلب بنفس طريقة تداول أسهم الشركات الأخرى في البورصات التقليدية إن لم يكن أكثر. ومع ذلك، قد ترتفع قيمة هذه الشركات مع نمو الميتافيرس في الحجم والنطاق والشعبية.

2- الاستثمار في العملات الافتراضية

مستوى الصعوبة: سهل

تمتلك معظم منصات الميتافيرس عملتها الرقمية الافتراضية الخاصة بها أو تستخدم عملة افتراضية لمنصة أخرى، لذا فإن شراء العملات الافتراضية قد يعتبر استراتيجية فعّالة لتحقيق الربح. على سبيل المثال، تمتلك منصة دي سنتر لاند التي تُنظم الأحداث الافتراضية، عملتها المشفرة التي تتيح للمستخدمين شراء قطع الأراضي الافتراضية وبيعها. ومع ذلك، يمكن أن تكون أسعار هذه العملات شديدة التقلب، ما يجعلها استراتيجية استثمارية أكثر خطورة.

3- الاستثمار في صندوق تداول في البورصة

مستوى الصعوبة: مرتفع

إذا كنت لا ترغب في الاستثمار في أسهم فردية، أو لا تمتلك الوقت الكافي، أو تفتقر إلى المعرفة، أو تعتقد أن العملات المشفرة تنطوي على مخاطرة كبيرة، فيمكنك الاستثمار في صناديق ميتافيرس المتداول في البورصة (Metaverse ETF)، التي تسمح لك بشراء مجموعة من الأسهم التي يتم تداولها ديناميكياً بواسطة مدير صندوق مخصص، ويوجد حتى الآن عدد قليل من هذه الصناديق التي يمكن الاستثمار فيها. ومع ذلك، فإن الصعوبة مرتفعة لأن معظم صناديق الاستثمار المتداولة لديها حد أدنى للاستثمار يصل إلى 1000 دولار، ومن المستحسن أن تكون لديك خبرة سابقة في سوق الأوراق المالية.

4- شراء الأراضي وبيعها في الميتافيرس

مستوى الصعوبة: سهل إلى متوسط

يعد شراء الأراضي أفضل طريقة للاستثمار في الميتافيرس لأنه يتطلب نفس متطلبات الشراء الأساسية مثل العملات الافتراضية، بمجرد أن تكون لدى المستخدم محفظة رقمية مشفرة، يمكنه تحديد المنصة واكتشاف خططها والأراضي المتاحة، ثم إجراء عملية الشراء مباشرةً. وعلى الرغم من أن هذه العملية بسيطة نسبياً، ولكنها تنطوي على مخاطر أكبر؛ حيث تعتمد قيمة الأرض الافتراضية على مجموعة متنوعة من العوامل التي لا يمكن التنبؤ بها، مثل وتيرة تطوير الأراضي المجاورة. ومع ذلك، فهي من بين أكثر طرق الاستثمار شيوعاً في الميتافيرس ولديها إمكانات كبيرة للنمو مستقبلاً.

5- إيجار أو شراء مبانٍ جاهزة

مستوى الصعوبة: مرتفع

بدلاً من شراء أراضٍ خالية، يمكن شراء المباني الجاهزة وتأجيرها لاحقاً لشركات البيع بالتجزئة لاستخدامها كواجهة افتراضية لعرض نسخ رقمية ثلاثية الأبعاد لمنتجاتها الموجودة في العالم الحقيقي. ومع ذلك، هناك عوائق كبيرة أمام هذا النوع من الاستثمار، حيث إن هذه المباني غالباً ما تكون مرتفعة التكلفة، بالإضافة إلى ذلك يتعين شراء أو تأجير مساحة كبيرة إلى حد ما لتوليد قيمة فعلية للمبنى.

6- الاستثمار في الرموز غير القابلة للاستبدال

مستوى الصعوبة: يختلف من سهل إلى مرتفع

ربما تكون هذه الطريقة الأكثر مرونة للاستثمار في الميتافيرس، حيث يمكنك إنشاء الرموز غير القابلة للاستبدال وإدراجها في أسواق الميتافيرس للبيع، وهي عملية صعبة تقنياً لغير المطّلعين. أو يمكن ببساطة للمرء التداول في هذه الرموز في أسواق البورصة المخصصة لذلك لتحقيق الربح، وهو نهج أبسط وأكثر ملائمة للمبتدئين.

طرق أخرى للاستثمار في الميتافيرس

يتطلب تطوير الميتافيرس العديد من الشركات لتقديم خدمات خارجية لتشغيل التصوير ثلاثي الأبعاد والخبرات في بيئة افتراضية في الوقت الفعلي. ومن ثم نظراً إلى أن هذه الشركات تحتاج إلى أموال لتطوير تكنولوجيات مبتكرة، لذا فإن شراء أسهمها قد يمثل فرصة هائلة للربح مستقبلاً. ومن القطاعات الداعمة بشكل أساسي لتكنولوجيا الميتافيرس والمتوقع لها نمواً كبيراً في الفترة القادمة:

شركات تطوير الواجهات ثلاثية الأبعاد: تماماً مثل أي شركة حالياً تحتاج إلى توفير موقع عبر الإنترنت للعملاء لتصفحها، بنفس الطريقة، ستحتاج العلامات التجارية إلى شركات تقوم بتصميم واجهات في الميتافيرس يُمكن للمستخدمين الوصول إليها في أي وقت.
شركات التصميم والإنشاء ثلاثي الأبعاد: تحتاج البيئة الافتراضية إلى تصميم ورسومات للعمل تماماً مثل العالم الحقيقي والمواقع العادية، ومن ثم فإن شركات البناء الافتراضية والمتاجر والطرق وبيوت التصميم وغيرها من العقارات أو العناصر الرقمية ستنمو أيضاً.
شركات تخزين البيانات السحابية اللامركزية: سوف ينشئ الميتافيرس كميات هائلة من البيانات، والتي تتطلب وجود شركات بيانات سحابية لا مركزية قائمة حالياً أو ناشئة لتخزينها.
شركات تصنيع الأجهزة: من المؤكد أن تكون الأجهزة الغامرة مثل سماعات الرأس الافتراضي نقطة محورية في تجربة عوالم الميتافيرس لجعل التجربة الافتراضية أكثر واقعية.
شركات الأمن السيبراني: مع حضور المزيد من الأشخاص وتجربة العوالم الافتراضية بكثافة، فإن الحفاظ على بياناتهم ومعلوماتهم الشخصية يعتبر أولوية قصوى، لذا ستتاح لشركات الأمن السيبراني فرصة لتقديم خدماتها.

ختاماً، كما هو الحال مع أي قرار تتخذه، فإن أفضل طريقة للاستثمار في الميتافيرس هي الطريقة التي تجعلك أكثر استعداداً لتحمل مخاطرها، لذا مثل أي استثمار، من الأفضل التفكير جيداً وإجراء أبحاثك قبل اتخاذ قرارك، حيث إنه ليس من الجيد استثمار أموال لا يمكنك تحمل خسارتها.