سماعة طبية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي يمكنها تشخيص قصور القلب في 15 ثانية

2 دقائق
تشخيص أمراض القلب بسماعة تعمل بالذكاء الاصطناعي
حقوق الصورة: شترستوك. تعديل إم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية.

طور خبراء من الكلية الملكية في لندن، وهيئة الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة، وشركة إيكو الأميركية لتجهيزات رعاية القلب، سماعة طبية تعتمد على الذكاء الاصطناعي، يمكنها تشخيص قصور القلب خلال 15 ثانية. 

ما هو قصور القلب؟

يحدث قصور القلب عندما لا تضخ عضلة القلب الدم كما ينبغي، فلا تصل الكمية الكافية من الدم إلى أعضاء الجسم، كما يمكن أن تتراكم السوائل في الرئتين، الأمر الذي يسبب ضيق التنفس. وقد يحدث قصور القلب بسبب الإصابة ببعض أمراض القلب، مثل ارتفاع ضغط الدم.

في بعض الحالات يكون قصور القلب مهدداً للحياة أكثر من السرطان، وربما يحتاج بعض المرضى إلى الخضوع لعملية زرع قلب.

في الفحص السريري، يستخدم الطبيب عادةً السماعة الطبية لفحص الرئتين والتحقق من عدم وجود علامات تدل على تراكم السوائل، وفحص القلب للتحقق من عدم وجود أصوات الأزيز التي تشير إلى قصور القلب. ومن أجل التأكد من التشخيص، قد يطلب الطبيب إجراء عدة اختبارات دموية، أو التصوير بالأشعة السينية، أو إجراء تخطيط كهربية القلب، أو صدى القلب، أو اختبار الجهد وغيرها الكثير من الاختبارات الأخرى الخاصة بتشخيص الاضطرابات القلبية.

اقرأ أيضاً: خوارزمية تماثل في أدائها أداءَ أطباء القلب في الكشف عن النوبات القلبية

التشخيص خلال 30 ثانية فقط

يمكن للتشخيص المبكر أن يجنب المريض مخاطر الإصابة بقصور القلب والوفاة، ويزيد من فعالية العلاج، لكن عادةً يحتاج الطبيب لعدة أسابيع لتأكيد التشخيص، وذلك بعد إجراء الاختبارات الدموية والصور وغيرها. وغالباً (80% من الحالات في بريطانيا)، لا يتم التشخيص إلا في مرحلة متأخرة من الإصابة، عندما يصل المريض إلى المستشفى مصاباً بقصور القلب، بالإضافة إلى حدوث اضطرابات وأضرار في أعضاء الجسم الأخرى. 

أصبح الآن بالإمكان تقليص مدة التشخيص إلى 15 ثانية فقط مع تطوير سماعة طبية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي. بالإضافة إلى السرعة، تتميز السماعة برخص ثمنها، وبأنها قد تكون أكثر موثوقية بكثير من الاختبارات الحالية، التي تكون فيها احتمالية الخلط بين الأمراض الأخرى واردة لكون الأعراض، مثل ضيق التنفس، متشابهة.

لاختبار السماعة، أجرى المطورون دراسة في بريطانيا، نُشرت نتائجها في دورية «ذا لانست ديجيتال هيلث» العلمية. شملت الدراسة 1050 مريضاً، يبلغ متوسط أعمارهم 62 عاماً، في 7 مستشفيات وعيادات عامة في لندن. وأظهرت التجارب أن السماعة قادرة على تحديد الأشخاص الذين يعانون من قصور القلب بنسبة 91%. وبدأت مؤخراً المرحلة الثانية من الاختبارات على نطاق أوسع في جميع أنحاء المملكة المتحدة.

يؤكد الأطباء أن السماعة ستتمكن من تشخيص 50 ألف حالة سنوياً في مرحلة مبكرة في بريطانيا، قبل دخولها المستشفى في حالة طوارئ، وذلك لأن الأطباء العامين قد يتمكنوا من استخدامها لفحص المرضى في عياداتهم، واستبعاد الأصحاء، دون الحاجة لإخضاعهم للاختبارات الكثيرة والمكلفة، وأيضاً، دون الحاجة لزيارة أخصائي القلب. فهي بذلك «غيرت قواعد اللعبة» على حد تعبير «نيكولاس بيترز»، أستاذ أمراض القلب في الكلية الملكية في لندن.

اقرأ أيضاً: طريقة جديدة تسهل اكتشاف مشاكل القلب عند الجنين

كيف تعمل سماعة الذكاء الاصطناعي

السماعة الطبية المطوّرة هي عبارة عن السماعة الطبية الذكية المتوفرة تجارياً «إيكو دو» (Eko DUO)، والتي تسجل إيقاع القلب والنشاط الكهربائي والأصوات التي يصدرها، لكنها مزودة الآن بخوارزمية ذكاء اصطناعي من نوع الشبكة العصبونية الالتفافية من أجل تحليل البيانات.

تحتوي السماعة الطبية على أقطاب كهربائية مدمجة لتسجيل الإشارات الكهربائية القادمة من القلب، فيما يُعرف باسم مخطط كهربية القلب (ECG).

اقرأ أيضاً: تكنولوجيا كمومية جديدة واعدة في تشخيص وعلاج أحد أمراض القلب

يمكن من مخطط كهربية القلب تمييز القراءات التي تشير إلى اضطرابات القلب المختلفة، لكن القراءات التي تشير إلى قصور القلب تكون غالباً غير متسقة وصعبة التفسير. لكن خوارزمية الذكاء الاصطناعي المدمجة في السماعة يمكنها تحليل تخطيط القلب، واكتشاف التغيرات الدقيقة جداً، والتي لا يمكن للإنسان اكتشافها مطلقاً، والتي ترتبط بانخفاض قدرة القلب على ضخ الدم بشكل فعال.

وبذلك يكون هذا الابتكار عبارة عن تحويل أداة سريرية موجودة (مخطط كهربية القلب)، إلى أداة ذكية يمكنها تحديد الضعف في عمل قلب المريض، وتقديم تشخيص فوري لقصور القلب.