روبوت يركض بسرعة 10 أميال في الساعة يرفع سقف إمكانات الآلات المتحركة ذوات الأرجل

2 دقائق

هذا الروبوت الذي يشبه نعامةً ميكانيكيةً صغيرة تلاحق إحدى السيارات يعد نقلة نوعية حقيقية نحو المستوى التالي للروبوتات.

طُوِّر هذا الروبوت الذكي والبسيط ذي الساقين، الذي يعرف باسم "الراكض الإهليلجي المستوي" (Planar Elliptical Runner)، في معهد الإدراك الإنساني والآلي في بينساكولا بولاية فلوريدا، بغية استكشاف إلى أي مدى يمكن استخدام التصاميم الميكانيكية في الآلات المتطورة التي تتحرك بواسطة الأرجل. وقد أعد الباحثون مقطعاً مرئياً يُظهر الاختبارات التي خضع لها الروبوت في العديد من الحالات، بما فيها آلة مشي، والركض خلف سيارة وجانبها مع تلقي بعض المساعدة من أحد المهندسين.

وخلاف العديد من الروبوتات الأخرى، لا يستخدم هذا الروبوت أجهزة استشعار ولا وحدة حاسوبية تعينه على تحقيق توازنه، بل يستند الروبوت إلى تصميمه الميكانيكي ذاته، الذي يتيح له استقراراً حركياً أثناء ركضه. وبهذا الصدد يقول جيري برات، كبير العلماء في معهد الإدراك الإنساني والآلي، وهو يقود الفريق الذي طوّر الروبوت: "كل ما يتمتع به هذا الروبوت من ذكاء يكمن في تصميمه الفيزيائي ذاته". ويُذكَر أن فريق العالم برات في معهد الإدراك الإنساني والآلي يعمل على تطوير مجموعة متنوعة من الروبوتات.

ومن الوارد للتصاميم التي يبتكرونها أن تُستعمل لاحقاً في الروبوتات المستقبلية، ويضيف برات: "إننا نعتقد أن الدروس المستفادة من هذا الروبوت يمكن تطبيقها على روبوتات راكضة أكثر عملية، بما يجعلها أكثر فعالية وطبيعية من ناحية المظهر، ذلك أن الركض يعتبر مفيداً لأي استخدام ترغب في إجرائه بسرعة وفي وضعية لا تسعفك فيها العجلات كثيراً".

وفي وقت سابق، قام برات بقيادة فريق شارك في "تحدي داربا للروبوتات" (DARPA Robotics Challenge)، وهي مسابقة ضمت الكثير من الروبوتات التي تحاول أداء سلسلة من المهام في بيئة صُممت لمحاكاة كارثة نووية. وقد أبرزت المسابقة العديد من التقنيات اللافتة، إلا أن العديد من حوادث التعثر والسقوط أبرزت كذلك الصعوبات التي تواجهها الروبوتات أثناء تعاملها مع وضعيات واقعية غير مألوفة لديها. ومع أن العديد من الروبوتات المشاركة في ذلك التحدي كانت ذات ساقين، إلا أن بعضها لم يتمكن من المشي فوق الرمال أو السطوح غير المستوية.

ويحتوي "الراكض الإهليلجي المستوي" (Planar Elliptical Runner) على محرِّك واحد يدير الساقين، فيما توفر كل من الحركة الإهليلجية لساقيه وشكل جسمه ثباتاً أصلياً للروبوت (دون الحاجة إلى مستشعرات أو حاسوب يشرف على ذلك). يقول الباحثون إن الروبوت يركض بسرعة 10 أميال في الساعة، لكنه لو كان بحجم الإنسان، فإنه سيتمكن من التحرك بسرعة تتراوح من 20 إلى 30 ميلاً في الساعة.

ومع أن عدد المهتمين بالاستخدامات التجارية للروبوتات ذوات الأرجل ما زال صغيراً، إلا أن عددهم في ازدياد.

وفي هذا السياق، قامت "بوسطن ديناميكس"، شركة صناعة الروبوتات البارزة عالمياً، وهي التي كانت تملكها ألفابت (الشركة الأم لغوغل)، بالكشف عن آلات ثنائية ورباعية الأرجل تحمل الصناديق في المستودعات وتسلم الطرود في الشوارع. كما أن إحدى الشركات التي انبثقت من جامعة أوريغون، وقد أسسها جوناثان هرست، أستاذ الهندسة الميكانيكية، قامت بابتكار روبوت آخر يستلهم من النعامة سماه "كاسي" (Cassie).

وفي الوقت الحالي، توجد مجموعة من الباحثين من جامعة ميشيغان -يقودها أحد الأساتذة هناك اسمه جيسي غريزل- تقوم بتطوير خوارزميات متقدمة تتيح للآلات التحرك بشكل أكثر فعالية ورشاقة وانسيابية. ومع أن الآلات التي توازن نفسها حركياً (أي استناداً إلى شكلها وحركة سيقانها) تستطيع بالفعل اجتياز تضاريس وَعِرة، إلا أنها معقدة ومكلفة ومستنزفة للطاقة.

ويختتم برات كلامه بقوله إن "الفوائد التي سنحظى بها جرَّاء تطوير روبوتات ذوات أرجل كثيرة، لا سيما في الأماكن التي تعتبر خطرة أو يكلف التنقل إليها الكثير من المال، أو تكون بعيدة جداً على إرسال بشر حقيقيين إليها، ومن الأمثلة على هذه الأماكن: موقع تفكيك إحدى محطات الطاقة النووية واستكشاف الكواكب. ومع ذلك فهذه الأسواق أو الفئة المستهدفة من العملاء متخصصة للغاية وحجمها صغير جداً".