ما فوائد دمج الميتافيرس بالذكاء الاصطناعي؟ وكيف سيبدو هذا العصر؟

7 دقائق
فوائد دمج الميتافيرس بالذكاء الاصطناعي
حقوق الصورة: shutterstock.com/U2M Brand

في الأيام الأخيرة من عام 2023، نشهد لوحة فريدة تتكشف داخل منزل عائلة هاريس-خليل التخيليّة. تعيش سارة البالغة من العمر 10 أعوام بعيدة كل البعد عن بيئتها المادية، منغمسة في عالم مليء بالنباتات النابضة بالحياة وتتجول عبر حقول الخزامى المورّقة في منطقة بروفنس الفرنسية، وتضحك ضحكة خفيفة مثل الفراشات التي تطاردها. يستكشف شقيقها أحمد، الذي يبدو جالساً بهدوء في غرفته، الحاجز المرجاني العظيم الواسع -إحدى عجائب الطبيعة في استراليا- مستمتعاً بأشكال الحياة البحرية من حوله.

في هذه الأثناء، يخوض والدهما، جون، اجتماعاً استراتيجياً حاسماً مع فريقه العالمي. يجلس الفريق في حيّز مذهل معاد إنشاؤه ليحاكي قاعة مؤتمرات في إحدى أبراج سان فرانسيسكو الشاهقة، ويناقش أعضاءه ويتجادلون حول الإجراءات المستقبلية التي سيتخذونها. في الوقت نفسه، تختبر والدة سارة وأحمد، ليلى، الهدوء المطلق في جلسة يوغا على قمة جبل، وتشعر برياح جبل إيفرست على بشرتها والسلام يتسلل إلى روحها.

مع ذلك، فإن هذا السيناريو ليس واقعاً نحلم به في عالم الخيال العلمي، ولكنه حدث متوقّع في المستقبل القريب، لا سيما مع إطلاق شركة آبل نظارتها الذكية فيجن برو (Vision Pro) للواقع الافتراضي والواقع المعزز. من خلال الجمع بين فاعلية الذكاء الاصطناعي التوليدي المتقدّم وشبكة ميتافيرس الموسّعة، تبشّر هذه التكنولوجيا بإمكانية تجاوز قيود الواقع الحالية، وإنشاء "كون" جديد يتألف من التجارب المادية والفكرية.

اقرأ أيضاً: ما التحديات التي تواجه ممارسة الرقابة على المحتوى في الميتافيرس؟

مدارس المستقبل: تخصيص التعليم في عصر ميتافيرس الذكاء الاصطناعي

ديسة الافتراضية: عندما يبث الذكاء الاصطناعي الحياة في الميتافيرس
حقوق الصورة: الكاتب باستخدام ميدجورني.

تمر أنظمة التعليم التقليدية في مرحلة تحوّل مهمة في بداية عصر ميتافيرس الذكاء الاصطناعي. تخيل سارة الصغيرة تجلس على مكتبها الدراسي وتتفاعل مع شخصية رمزية واقعية لليوناردو دافنشي ولّدها الذكاء الاصطناعي، تشبه تلك التي تطوّرها شركة مارفروس (MARVRUS) بتطبيق نهج دمج المشاعر الإنسانية الحقيقية في تجربة التعلم. بدلاً من مجرد القراءة عنه، سترى سارة هذا الفنان الكبير وهو يرسم لوحة العشاء الأخير على قطعة من القماش الافتراضي، ويشرح في الوقت نفسه أسلوبه والخيارات التي اتّبعها والسياقات التاريخية والثقافية السائدة في عصره.

لن تتعلم سارة عن عصر النهضة فحسب، بل ستختبره بطريقة تعكس رؤية شركة إدفيرس (Edverse) حول تعزيز التعليم من خلال التكنولوجيا الغامرة. ستتمكن من طرح الأسئلة والاستماع إلى الحكايات والمشاركة في محادثات محفّزة والانغماس في رحلة تعليمية أضفي طابعها الشخصي عليها. لا تُسيِّر المناهج الدراسية عملية التعليم في هذا النموذج التعليمي الجديد، بل تعمل من خلال تعزيز فضول المتعلمين وشغفهم، ما يؤدي إلى توليد حبٍ عميق للتعلم لدى الطلاب.

مع تقدم تكنولوجيا الدمج بين الميتافيرس والذكاء الاصطناعي، تتحوّل رحلة سارة المشرقة من مفهوم مستقبلي إلى واقع حاضر باطّراد.

اقرأ أيضاً: ما هو الميتافيرس الصناعي؟ وكيف يستفيد منه المستثمرون؟

إعادة تعريف مكان العمل: الابتكار التشاركي في العالم الافتراضي

يساعد الدمج بين الذكاء الاصطناعي والميتافيرس أيضاً على إحداث تحول في النموذج الفكري في العالم الاحترافي. تخيل جون يجلس في منزله، بينما هو متواجد افتراضياً كذلك في غرفة اجتماعات فاخرة مع زملائه من جميع أنحاء العالم. تستخدم مساحة العمل الافتراضية هذه التي تعكس إمكانات الشركات الناشئة مثل آر إل تي واي( (RLTY، التي تصمم تجارب غامرة ثلاثية الأبعاد في شبكة ميتافيرس، الصور الرمزية المدعومة بالذكاء الاصطناعي بدلاً من تغذية الفيديو التقليدية، وتحل الشاشات التفاعلية فيها محل شرائح العروض التقديمية التقليدية. تساعد تحليلات الذكاء الاصطناعي المحوسبة في الوقت الفعلي على إجراء التصوير المرئي للبيانات ومحاكاة السيناريوهات وعمليات النمذجة التنبؤية.

لا توجد قيود جغرافية أو زمنية في هذا المكتب الافتراضي الذي لا حدود له، بل إنه حيّز يضمن التبادل الحر للأفكار والمزج السلس للمهارات والسعي الجماعي لتحقيق الأهداف التنظيمية. لم يعد مكان العمل التقليدي كياناً مادياً في هذا الواقع، بل هو مساحة افتراضية مدعومة بالإبداع البشري وكفاءة الذكاء الاصطناعي.

اقرأ أيضاً: كيف سيغيّر الميتافيرس تجربة التداول الإلكتروني؟

تحويل الرفاهة: اللياقة الغامرة والرعاية الصحية المخصصة

حقوق الصورة: الكاتب باستخدام ميدجورني.

ستشهد أنظمة اللياقة البدنية والرفاهة التقليدية، التي يُنظر إليها غالباً على أنها رتيبة وجامدة، تحولاً شاملاً في عصر ميتافيرس الذكاء الاصطناعي. تلاحظ ليلى، التي كانت تعاني سابقاً من عدم الالتزام بالذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية بانتظام، أنها ترتدي نظارة الواقع الافتراضي كل صباح بحماس. تسترشد بمدربتها الشخصية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، تماماً مثل مستخدمي تطبيق سوبرناتشورال من شركة ميتا (Supernatural)، وتبدأ بممارسة التمارين المصممة خصيصاً لها.

تعيش ليلى التجارب مباشرةً وتحافظ على لياقتها في الوقت نفسه، سواء مشت عبر التضاريس الوعرة في غراند كانيون (الأخدود العظيم) أو مارست اليوغا اليقظة على قمم جبال الهيمالايا المغطاة بالثلوج. تمثّل هذه التدريبات مزيجاً مثيراً بين اللياقة والترفيه بسبب الملاحظات اللحظية المتعلقة بالوضعية والتنفّس والتقنيات الأخرى، وهي ميزة تذكّرنا بأدوات مثل ميرور (Mirror).

تصبح رحلة ليلى المبهجة واقعاً حاضراً أكثر مما هي رؤية مستقبلية مع الدمج السريع بين الذكاء الاصطناعي والميتافيرس.

اقرأ أيضاً: مقابلة مع المؤسس الشريك في ميتابوليس: كيف تستطيع الشركات الاستفادة من الميتافيرس؟

التسويق في الميتافيرس: مستقبل خدمات العملاء المخصصة

مع دخولنا أكثر في عصر ميتافيرس الذكاء الاصطناعي، سنشهد نقلة نوعية شاملة في مجال التسويق. ستحل شخصيات الذكاء الاصطناعي الرمزية والمحادثات الشخصية محل الإعلانات المتطفلة والإعلانات الترويجية. تخيّل سيناريو تنخرط فيه ليلى وهي مسترخية براحتها في إحدى بيئات الميتافيرس في حوار شخصي مع شخصية ذكاء اصطناعي رمزية، تذكّر بتجارب مثل تلك التي طوّرتها شركات رائدة مثل سول ماشينز (Soul Machines) وديف أيه آي (DaveAI). تصبح هذه الشخصية الرمزية، التي زُوّدت بالقدرة على فهم التفاعلات البشرية والتعلم منها، مصممة الأزياء الخاصة بليلى في متجر افتراضي.

تتعلّم هذه الشخصية ببراعة تفضيلات ليلى الشخصية بينما تخوض محادثات معها. لن تتعرض ليلى لوابل من الأسئلة. وبدلاً من ذلك، تفسّر الشخصية الرمزية خياراتها وما يعجبها وما لا يعجبها من خلال التفاعل الودود معها، بشكلٍ مشابه لأدوات الذكاء الاصطناعي من شركة ديف أيه آي التي تدربت بالتفاعل مع العملاء. تقترح الشخصية مع استمرار المحادثة المنتجات التي تتوافق مع ذوق ليلى، ما يغيّر تجربة كان من الممكن أن تكون تجربة ترويجية تقليدية إلى تجربة يتخللها التفاعل الشخصي.

لا يُحدث هذا التحول ثورة في تجربة المستهلك فحسب، بل يقدّم أيضاً للشركات فرصة لتأسيس علاقات أقوى وأكثر جدوى مع العملاء.

اقرأ أيضاً: 6 طرق ناجحة للاستثمار في عالم الميتافيرس

إعادة تعريف الترفيه: نشوء القصص التفاعلية

حقوق الصورة: الكاتب باستخدام ميدجورني.

سيشهد مجال الترفيه في هذا العالم الجديد تغييراً كبيراً أيضاً. سندخل في القصص بصفتنا مشاركين نشطين، وسنؤثر في أحداث هذه القصص ونشارك الخبرات مع الشخصيات. على سبيل المثال، لن يكتفي أحمد بمشاهدة أحدث أفلام مارفل (Marvel) فقط، بل سيعيش أحداث هذه الأفلام. سيدخل أحمد في خضم الحدث ويقاتل جنباً إلى جنب مع الأبطال الخارقين ويتخذ قرارات حاسمة تؤثر في القصة ويختبر إثارتها مباشرة.

سيمثّل صعود مشاهير الذكاء الاصطناعي على وجه الخصوص تحولاً مثيراً للاهتمام في تصورنا للشهرة والإعجاب. قد يُستبدل المشاهير التقليديون بشخصيات الذكاء الاصطناعي الرمزية، مثل ليل ميكيلا (Lil Miquela)، وهي شخصية مؤثرة خيالية لديها نحو 3 ملايين متابع على موقع إنستغرام وشاركت في حملات إعلانية لعلامات تجارية مثل برادا وشانيل. ليل ميكيلا هي مثال على العامل الجذّاب لهذه الشخصيات الرقمية، وستُضيف هذه الشخصيات بُعداً جديداً كلياً في قطاع الترفيه من خلال قدرتها على التفاعل اللحظي مع الجمهور. يبشّر هذا الاتجاه بحدوث تحوّل متجدد في مستقبل استهلاك المحتوى، من تجربة خاملة إلى تجربة نشطة وشخصية وغامرة للغاية.

اقرأ أيضاً: ميتا تبذل جهوداً كبيرة لتحويل الميتافيرس إلى حقيقة

الموروثات الرقمية: حفظ البشر في الميتافيرس

قد تكون إمكانية الاحتفاظ بإرث رقمي للبشر أحد أعمق التأثيرات لعصر ميتافيرس الذكاء الاصطناعي. أصبحت منصات الذكاء الاصطناعي مثل تلك التي طوّرتها شركة هير أفتر أيه آي (HereAfter AI) قادرة على إنشاء تمثيل مقنع للبشر من خلال تفاعلاتهم متعددة الأشكال في الميتافيرس والكم الهائل من البيانات الشخصية التي يولّدونها، من البصمات الرقمية في العوالم الافتراضية والمنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي إلى رسائل البريد الإلكتروني الشخصية. تتطور هذه المنصات على نحوٍ لن يمكّنها من تمثيل خصوصياتنا وتفضيلاتنا وسلوكياتنا فحسب، ولكن أيضاً توثيق ذكرياتنا وخبراتنا في "شخصيات قصة الحياة الرمزية" التي تستمر في التفاعل مع الآخرين في الميتافيرس. بينما يتأمل كلٌّ من جون وليلى في هذا المستقبل، فهما يتساءلان كيف يمكن لمثل هذا الوجود الدائم، الذي يشبه الشخصيات الرمزية التي تطوّرها هير أفتر أيه آي، أن يؤثر في حياة أحبائهما بعد مفارقة العالم الواقعي للأبد.

يمكن أن يمنحنا مفهوم الإرث الرقمي القدرة على تجاوز وجودنا المادي، ما يعطي الآخرين إحساساً باستمراريتنا حتى بعد موتنا. قد يغيّر هذا المفهوم أيضاً تصورنا لفكرة الفناء، ما سيحدث تحولاً في النموذج الفكري لاستحضار الذاكرة والحفاظ عليها. مع ذلك، تكشف هذه الرؤية المثيرة للاهتمام عن قضايا أخلاقية عميقة. أصبحت الأسئلة المتعلقة بالهوية والخصوصية وجوهر الوجود أكثر بروزاً مع صعود هذه التكنولوجيا التحويلية، ما سيخلق تحدياً جديداً في المجتمع يجب علينا التعامل معه بحذر.

اقرأ أيضاً: كيف أدخل عالم الميتافيرس؟

عمالقة التكنولوجيا: دفع عجلة المستقبل

حقوق الصورة: الكاتب باستخدام ميدجورني.

ستؤدي شركات التكنولوجيا العملاقة مثل آبل وميتا دوراً رائداً في أعقاب هذه الثورة التكنولوجية. تتمتع هذه الشركات بالقدرة على رسم عوالم ليس فقط القطاعات المختلفة بل النسيج الاجتماعي بأكمله بمواردها الهائلة وبراعتها في الابتكار وتأثيرها. يضعنا إطلاق فيجن برو من شركة آبل على أعتاب تحوّل كبير يمكن أن يغيّر طبيعة الأجهزة والتجارب التقليدية تماماً.

في عصر تُصدَر فيه الابتكارات التكنولوجية المُزعزعة بوتيرة غير مسبوقة، يفتح الدمج بين الميتافيرس والذكاء الاصطناعي المجال لموجة جديدة من الثورات التكنولوجية الكبيرة المحتملة عبر العديد من القطاعات. تستعد عمالقة التكنولوجيا لتجنيد النظم البيئية الضخمة من حولها، ما سيوسّع نطاق الخبرات المادية التقليدية إلى العالم الافتراضي المعرفي. قد تؤدي فيجن برو، باعتبارها نذيراً لهذا التحول، إلى إحداث ثورة شاملة بالفعل؛ إذ لديها القدرة على إعادة صياغة مفهوم الكمبيوتر المحمول والسينما وبرامج التمارين الرياضية وأمكنة العمل التعاونية وأدوات التواصل عن بعد والفعاليات والتعليم معاً.

بحدوث هذا التحول، يمكن أن يصبح تأثير قيود العالم المادي مهملاً. تخيل جهازاً لا يحل محل الكمبيوتر فحسب، بل يوفّر لك تجربة سينمائية غامرة ويقدّم جلسات لياقة تفاعلية ويُتيح التعاون اللحظي بعيد المدى ويسهّل تجارب التعلّم الممتعة، وغير ذلك الكثير. يبشّر كلٌّ من حجم الزعزعة ومعدل الابتكار بقدوم عصر من الإمكانات التي لا نهاية لها.

مع ذلك، فإن هذه القوة الهائلة التي تتمتع بها عمالقة التكنولوجيا تؤكد الحاجة إلى الابتكار المسؤول، الذي يضمن أن يخدم تطوير هذه التكنولوجيات وتطبيقها المصالح المثلى للبشرية.

اقرأ أيضاً: 5 من أبرز التكنولوجيات الناشئة التي ستشكل مستقبل الميتافيرس

التقدّم بحذر: مخاطر عصر ميتافيرس الذكاء الاصطناعي وأخلاقياته

بقدر ما يبدو مثيراً ما يعد به عصر ميتافيرس الذكاء الاصطناعي، يجب أن نتقدّم في هذا المجال الجديد بخطوات حذرة. سيصبح الحفاظ على اتصال متوازن مع واقعنا المادي أمراً بالغ الأهمية مع تعمق انغماسنا في العالم الافتراضي. يُثير صعود الميتافيرس مجموعة من الأسئلة الأخلاقية. مَن سيتحكم بهذه العوالم الرقمية؟ كيف سنضمن الخصوصية والأمان؟ كيف سنحمي الفئات التي تحتاج رعاية خاصة؟

يجب علينا التعامل مع هذه العوالم الافتراضية بمسؤولية. ويجب علينا وضع القواعد لحماية الأفراد من الإساءات المحتملة والتلاعب والأشكال الأخرى من الأذى. بالإضافة إلى ذلك، فإن أخذ تأثير هذا العصر على الصحة النفسية في الاعتبار ضروري للغاية، وكذلك الأمر بالنسبة للتوصل إلى توازن صحي بين التفاعلات الافتراضية والمادية.

اقرأ أيضاً: 10 من أبرز الشركات العاملة في إنتاج شرائح الذكاء الاصطناعي وتطويرها

ما وراء الأفق: توجيه رحلتنا في عصر ميتافيرس الذكاء الاصطناعي

سنواجه عند بداية رحلتنا في عصر ميتافيرس الذكاء الاصطناعي ثلاثة أنواع من المشاعر: البهجة والترقّب والقلق. نحن نخطو في ملحمة افتراضية غير مسبوقة، غنية بالإمكانات اللانهائية والتجارب التي لا حدود لها. ولكن علينا أن نضمن في أثناء دخولنا هذا المجال أننا نوجّه أنفسنا بحكمة ونتسم بالتعاطف والمسؤولية.

هذا التحول هو أكثر من مجرد ثورة تكنولوجية، بل إنه ثورة مجتمعية. وبينما نشق طريقنا نحو هذا الشكل الجديد من الوجود، يجب أن نركّز على تعزيز كلٍّ من التقدّم والنمو والابتكار المتمحور حول احتياجات الإنسان وأخلاقياته.

تقع علينا جميعاً مسؤولية ضمان أن تكون هذه الرحلة في عصر ميتافيرس الذكاء الاصطناعي مليئة بالفرص وتتسم بالأمان والشمولية.

المحتوى محمي