دريبل بوت: روبوت من معهد إم آي تي يلعب كرة القدم

2 دقائق
دريبل بوت: روبوت من معهد إم آي تي يلعب كرة القدم
صدر الصورة: مايك جريميت / مختبر علوم الحاسوب والذكاء الاصطناعي التابع لمعهد إم آي تي

تخيل أنك تلعب كرة القدم ضد خصم آلي، هذا الأمر قد يصبح واقعاً قريباً، فقد كشف باحثون من مختبر الحاسوب والذكاء الاصطناعي (CSAIL) التابع لمعهد إم آي تي (MIT) الأميركي، عن روبوت رباعي الأرجل يشبه الكلب أطلقوا عليه اسم دريبل بوت (DribbleBot)، يستطيع هذا الروبوت السير والجري على أي نوع من الأرض، سواءً كانت أرضاً صخرية أو ترابية أو عشبية أو حتى مغطاة بالثلج.

يستطيع دريبل بوت أيضاً لعب كرة القدم، صحيح أنه لا يتفوق على اللاعبين المحترفين في هذه اللعبة، إلا أن قدرته على المناورة وسرعته تجعله روبوتاً استثنائياً ومثيراً للإعجاب.

اقرأ أيضاً: أسيمو: الروبوت البشري الأكثر تقدماً من هوندا

مزيج من أجهزة الاستشعار المتطورة والحوسبة المتقدمة

في عام 1992، طرحت مجموعة من الباحثين اليابانيين فكرة الاعتماد على رياضة كرة القدم كمعيار لتطوير الروبوتات. عُرفت هذه المبادرة باسم مبادرة روبو كوب (RoboCup)، ومنذ ذلك الوقت، تسعى الشركات والمؤسسات التي تطور الروبوتات إلى استعراض روبوتاتها وهي تلعب كرة القدم.

دريبل بوت هو أحدث الروبوتات التي استعرضت قدراتها في كرة القدم. 

اختار مطوروه التصميم رباعي الأرجل لجعله مناسباً للسير على أي نوع من تضاريس العالم الحقيقي.

يستخدم هذا الروبوت مزيجاً من أجهزة الاستشعار المتطورة للغاية المركبة على جسمه، تقوم هذه المستشعرات بجمع كميات كبيرة من البيانات المتعلقة بالبيئة المحيطة به، وبفضل قدرات الحوسبة المتقدمة، يتم تحليل هذه البيانات واستخدامها لاتخاذ قرارات صحيحة توجه وتحرك أرجل الروبوت بدقة، وتجعله قادراً على السير أو الجري أو المراوغة مثل أي لاعب كرة قدم. يستطيع الروبوت أيضاً أن يلحق بالكرة ويلتقطها، كما أنه قادر على النهوض من جديد ومتابعة اللحاق بالكرة مجدداً بعد أن يسقط على الأرض.

تدريب الروبوت من خلال المكافآت

طوّر الباحثون نظام تدريب جديداً ومبتكراً قائماً على المكافآت، من خلال هذا النظام، يمكن تدريب الروبوت وتعليمه على التعامل والتكيّف مع مختلف الظروف المحيطة به بسرعة.

في البداية، لم يكن الروبوت مدرباً على تنطيط الكرة، لكنه حصل على مكافأة في كل مرة استطاع فيها تنطيط الكرة بشكلٍ صحيح. 

يقول الباحثون إن عملية التدريب القائمة على المكافآت وفّرت عليهم الكثير من الوقت والجهد، ومكّنتهم من تعليم الروبوت أشياء جديدة خلال عدة أيام، هذه الأشياء يحتاج الروبوت العادي إلى أشهر لتعلمها.

اقرأ أيضاً: ماذا تعرف عن الروبوت لايكا غو؟

الهدف ليس لعب كرة القدم

إن تطوير روبوت بأربع أرجل قادر على أن يسير ويجري على مختلف أنواع التضاريس يمثّل حقبة جديدة في علم الروبوتات، لأن ذلك يعني أن الروبوت سيكون قادراً على الوصول لأي مكان بسرعة، وهو أمر بالغ الأهمية عند التعامل مع الكوارث.

تخيل وجود عدد كبير من هذه الروبوتات المدربة بشكلٍ جيد على عمليات الإنقاذ، ستكون هذه الروبوتات قادرة على اجتياز أي نوع من التضاريس المعقدة والوصول لأماكن الكوارث الخطيرة دون أن تخاف، وستسهم في إيجاد الأشخاص العالقين في الأماكن الخطرة وإخراجهم.

يقول بولكيت أغراوال، وهو الباحث الرئيسي في مختبر الحاسوب والذكاء الاصطناعي التابع لمعهد إم آي تي: "إن الروبوتات ذات العجلات لا يمكنها اجتياز كل التضاريس الطبيعية". وأضاف: "هدفنا من تطوير خوارزميات للروبوتات ذات الأرجل جعلها قادرة على الحركة بشكلٍ مستقل على التضاريس الصعبة والمعقّدة التي لا تستطيع الروبوتات الحالية التعامل معها".

اقرأ أيضاً: تعرّف إلى الروبوت كوزمو الذي يمكنه تعليم أطفالك البرمجة

لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يجب إنجازه لجعل دريبل بوت رشيقاً كالبشر، فعلى الرغم من أنه أظهر قدرات استثنائية، فإن بعض التضاريس لا تزال تمثّل تحدياً له، فحتى الآن لم يتم تدريبه على تجاوز تضاريس تتضمن منحدرات أو سلالم، لكن الباحثين متحمسون لتطويره واستكشاف ما يمكن أن يفعله في المستقبل.