تقرير: خفض نصف انبعاثات الكربون العالمية يتطلب تكنولوجيا غير متاحة تجارياً

2 دقائق
خفض نصف انبعاثات الكربون العالمية
مصدر الصورة: أورخان إلينجفاج عبر صور ألامي

إذا كان العالم يأمل في القضاء على انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحلول منتصف القرن الحالي، فإن ما يقرب من نصف التخفيضات التي يتعين علينا إجراؤها يجب أن تعتمد على تقنيات لم تتجاوز بعد مراحلها الأولى حتى اليوم.

يشير هذا الاستنتاج -الذي توصل إليه تقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة يوم الثلاثاء- إلى الحاجة إلى الاستثمار النشط في مجالات البحث والتطوير وتوسيع نطاق تكنولوجيات الطاقة النظيفة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن خارطة الطريق التي وضعتها الوكالة الدولية للطاقة، للقضاء على الانبعاثات ذات الصلة بالطاقة بحلول عام 2050 -وتوفير فرصة لإبقاء الحد الأقصى للارتفاع في درجات الحرارة العالمية عند 1.5 درجة مئوية- تتضمن أدواراً هامة لتقنيات إما تكاد لا تكون موجودة اليوم أو مكلفة للغاية.

وتشمل هذه التقنيات بطاريات مملوءة بكميات أكبر بكثير من الطاقة، واستخدام الهيدروجين النظيف كوقود أو مادة أولية في العمليات الصناعية، واستخدام الوقود الحيوي السائل للطيران، وتطوير معدات تلتقط انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بتكلفة زهيدة من المصانع، ومحطات توليد الطاقة التي تعمل بالغاز أو بالفحم.

كما يشدد التقرير أيضاً على الحاجة إلى ضخ استثمارات كبيرة في أدوات سحب ثاني أكسيد الكربون من الهواء. وتتضمن هذه الأدوات آلات الالتقاط الهوائي المباشر -وهي آلات موجودة اليوم لكنها باهظة للغاية- وما يعرف باسم "الطاقة الحيوية المترافقة مع امتصاص الكربون وتخزينه"، المعروفة اختصاراً باسم (BECCS)، وهي فكرة تشير إلى أنه يمكننا استخدام مواد نباتية للحصول على الوقود، والتقاط أي انبعاثات تنتجها هذه المواد أثناء الاحتراق.

هذه الاستنتاجات -التي توصلت إليها الوكالة الدولية للطاقة- تُثري النقاشَ الدائر حول ما إذا كان العالم في حاجة إلى التركيز على ابتكار تكنولوجيات جديدة لمكافحة التغير المناخي أم نشر التكنولوجيات التي نمتلكها حالياً بنشاط.

وقد أثار المبعوث الأميركي الخاص لشؤون المناخ جون كيري، ردود فعل عنيفة على الإنترنت بشأن هذه المسألة، في عطلة نهاية الأسبوع، عندما قال لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): "لقد أخبرني العلماء أن 50٪ من التخفيضات التي يتعين علينا إجراؤها للوصول بصافي الانبعاثات إلى الصفر ستحتاج إلى تكنولوجيات لم نمتلكها بعد".

من جانبها، ذكرت الوكالة الدولية للطاقة أن هذه التكنولوجيات إما لا تزال "في المراحل التجريبية أو الأولية في الوقت الحالي" أو "غير متاحة تجارياً بعد".

لكن التقرير يوضح أن العالم لا يملك رفاهية الاختيار بين الابتكار أو النشر. ويضع جدولاً زمنياً يبين أننا نحتاج سريعاً إلى تطوير التكنولوجيات التي نمتلكها بالفعل، لتحقيق أهداف منتصف القرن.

وبحلول عام 2030، يتعين على العالم أن يضيف أكثر من 1000 جيجاوات من طاقة الرياح والطاقة الشمسية سنوياً، وهو ما يقل قليلاً عن إجمالي إنتاج شبكة الكهرباء في الولايات المتحدة اليوم. كما أن سيارات الركاب الكهربائية يجب أن تسيطر على 60٪ من المبيعات الجديدة للسيارات بحلول عام 2030، في حين أن نصف الشاحنات الثقيلة التي يتم شراؤها لا بد أن تكون من المركبات الكهربائية بحلول عام 2035. وبحلول عام 2045، يجب تلبية نصف الطلب العالمي على التدفئة عبر مضخات حرارية يمكن تشغيلها بالكهرباء النظيفة. باختصار، نحن في حاجة إلى إحراز تقدم سريع في كل شيء دفعة واحدة.