يزداد عدد الهجمات السيبرانية في كل عام وهي تستهدف جميع القطاعات دون استثناء، وحين تقرأ التقارير التي تتحدث عن عدد هذه الهجمات، عليك أن تعرف أنها الهجمات المعروفة فقط، وربما هناك الملايين من الهجمات التي حدثت ولم نعرف عنها شيئاً.
ما لا يتوقعه الكثيرون على الأرجح هو هوية الضحايا، ليست الشركات المالية والمؤسسات الحكومية وكبار الشخصيات هم المستهدفين فقط، فالهجمات السيبرانية تستهدف المدارس والطلاب أيضاً. بالإضافة إلى رياض الأطفال، نعم، ما قرأته صحيح تماماً، رياض الأطفال هي هدف محتمل للهجمات السيبرانية.
في عام 2020، أبلغ مركز الأمن السيبراني في مدارس الولايات المتحدة الأميركية عن رقم قياسي في عدد الهجمات السيبرانية التي تستهدف المؤسسات التعليمية من مرحلة رياض الأطفال إلى الصف الثاني عشر، حيث تم الإبلاغ عن 408 حوادث اختراق في 377 منطقة تعليمية بـ 40 ولاية أميركية.
هذه يعني أن الهجمات ليست مجرد حوادث فردية، إنها عمل بدوام كامل لقراصنة متخصصين في استهداف واختراق المؤسسات التعليمية، ويمكن تفسير هذه الزيادة بسهولة وإرجاعها إلى عاملين؛ الأول هو انتشار وباء كوفيد-19، الذي دفع المدارس والجامعات لإغلاق أبوابها واعتماد التعليم عن بعد، فأصبح الطلاب متصلين بالإنترنت لفترة أطول، والثاني هو أن معظم الطلاب لا يدركون المخاطر السيبرانية ولا يعرفون كيفية حماية أنفسهم واستخدام حلول الأمن السيبراني.
اقرأ أيضاً: أهم المخاطر السيبرانية المتعلقة بالتعلم عن بعد وطرق تجنبها
لماذا يستهدف القراصنة المؤسسات التعليمية؟
توفر المؤسسات التعليمية من مرحلة رياض الأطفال حتى التعليم الثانوي والجامعات أهدافاً مغرية للقراصنة، لأن لديها كميات كبيرة من البيانات التي يتم تخزينها على حواسيب عادةً ما يشرف عليها أشخاص لا يملكون وعياً وخبرة في الأمن السيبراني.
تشمل البيانات التي يمكن الحصول عليها من المؤسسات التعليمية أسماء الطلاب والمعلمين وعلامات الطلاب ورواتب المعلمين ومعلومات أخرى مثل أرقام الهواتف وعناوين البريد الإلكتروني، بالإضافة إلى بعض المعلومات الحساسة مثل المشكلات النفسية التي يعاني منها بعض الطلاب.
في معظم الحالات، يكون هدف القراصنة سرقة البيانات والتهديد بنشرها، أو تشفيرها بإحدى برمجيات الفدية، وإجبار المؤسسة التعليمية على الدفع من أجل عدم نشر البيانات أو كسر تشفيرها.
اقرأ أيضاً: استخدم أدوات الأمن السيبراني هذه لحماية أجهزتك من الاختراق
مَن هم القراصنة الذين يستهدفون المؤسسات التعليمية؟
قد يكون القراصنة مجرد أشخاص عاديين يستهدفون المدارس لإحداث فوضى فيها، أو ربما طلاب من نفس المدرسة أو الجامعة يمتلكون مهارات تكنولوجية، وينفذون هجمات سيبرانية لسرقة أو تغيير بعض المعلومات، مثل سرقة أسئلة الامتحانات أو تغيير درجاتهم في قاعدة البيانات.
يسعى بعض القراصنة إلى الحصول على معلومات شخصية ثم استخدامها لتنفيذ عمليات احتيال. على سبيل المثال، الوصول إلى حساب البريد الإلكتروني وكلمة مرور الطالب يمكّنه من استخدام هذا البريد للتظاهر بأنه الطالب نفسه والحصول على معلومات من ولي أمره، مثل معلومات بطاقة الائتمان.
نوع آخر من القراصنة هم الذين يتواجدون في دول أخرى، وهم الأكثر خطراً، لأن سلطات إنفاذ القانون في الدولة لا تستطيع الوصول إليهم، وقد يكونون مدعومين من حكومات بعض الدول، هؤلاء يستهدفون الجامعات لسرقة الأوراق العلمية وبراءات الاختراع.
اقرأ أيضاً: كيف يمكن مكافحة الجرائم الإلكترونية والحد من انتشارها؟
كيف يمكن حماية المؤسسات التعليمية؟
نظراً للمخاطر التي يواجهها الطلاب في كل مرة يتصلون فيها بالإنترنت، من الضروري التأكد من أنهم محميون دائماً. إليك طريقة الحماية:
1. تعليم الطلاب والمعلمين
التعليم هو الخطوة الأولى للأمان على الإنترنت. من الضروري تعليم الطلاب والمعلمين طريقة الاستخدام الصحيح والآمن للإنترنت، ويجب تعليمهم استخدام كلمات مرور قوية وفريدة من نوعها، وعدم مشاركة المعلومات الشخصية.
من الواضح أن هذه مفاهيم معقدة للطلاب الصغار الذين لم يتجاوزوا سن الثالثة عشر، لذلك من الضروري أن يملك الآباء والمعلمون السيطرة على نشاطهم على الإنترنت من خلال استخدام أدوات الرقابة الأبوية.
2. تحديث البرامج والأجهزة
عملية أخرى ضرورية للغاية هي تحديث الأجهزة والبرامج وأنظمة التشغيل دائماً، فغالباً ما يستغل القراصنة ثغرات أنظمة التشغيل والبرامج. كقاعدة عامة، يمكن إغلاق أي من هذه الثغرات الأمنية من خلال التحديث، لذلك من الضروري التأكد أن نظام التشغيل وجميع البرامج المثبتة هي الأحدث دائماً.
3. تثبيت جدار حماية
يجب تثبيت جدار حماية للشبكة في رياض الأطفال والمدارس والجامعات، يحظر جدار الحماية الاتصالات غير المصرح بها، بحيث لا يتمكن أي نوع من البرامج الضارة من الاتصال بالشبكة وإرسال البيانات إلى خادم غير معروف.
هل يتوفر جدار حماية مجاني؟
نعم، للمؤسسات التعليمية التي لا تستطيع تحمل تكاليف جدار الحماية المدفوع، يمكن استخدام جدار الحماية المجاني كومودو (Comodo Free Firewall).
اقرأ أيضاً: ما هو جدار الحماية (Firewall)؟ وكيف تختار النوع الذي يناسب احتياجاتك؟
4. استخدام برنامج للحماية من الفيروسات
هي برامج تُستخدم لمنع الفيروسات والبرامج الضارة من الوصول إلى الحواسيب، بمجرد تثبيتها، تعمل هذه البرامج بشكل تلقائي في الخلفية وتوفر حماية دائمة في الوقت الفعلي من الهجمات السيبرانية، وتقوم بتنبيه المستخدم في حال حدوث أي اختراق أو سلوك مريب.
توفر بعض شركات الأمن السيبراني حلولاً أمنية على شكل برامج مكافحة فيروسات مخصصة للمؤسسات، يمكن أن تحمي شبكة المدرسة أو الجامعة وجميع أجهزتها المتصلة بالإنترنت.
هل هناك برنامج مكافحة فيروسات مجاني؟
نعم، تتوفر برامج مكافحة فيروسات مجانية للمؤسسات التعليمية التي لا تستطيع تحمل تكاليف البرامج المدفوعة، مثل برنامج أفاست (Avast) الشامل والقادر على اكتشاف الفيروسات وبرامج التجسس والبرامج الضارة وأحصنة طروادة، كما ينبه المستخدم حين يتصفح موقعاً ضاراً أو يتلقى رسالة مريبة.
5. استخدام شبكة افتراضية خاصة موثوقة
الشبكة الافتراضية الخاصة (VPN) هي خدمة تعمل كحلقة وصل بين الجهاز والإنترنت، وهي تضمن تشفير جميع البيانات المرسلة والمستلمة. لذلك، حتى لو تمكن أحد ما من اعتراض البيانات، فلن يكون قادراً على كسر تشفيرها.
تعتبر الشبكة الافتراضية الخاصة ضرورية لإرسال أو استقبال البيانات المهمة وخاصة الأوراق العلمية والتصاميم الهندسية وبراءات الاختراع.
اقرأ أيضاً: كيف تختار شبكات خاصة افتراضية VPN آمنة وموثوقة لتأمين اتصالك بالإنترنت؟
هل هناك شبكة افتراضية خاصة مجانية وموثوقة؟
نعم، توفر شركة بروتون السويسرية شبكة افتراضية خاصة موثوقة ومجانية، يتطلب استخدامها تحميل برنامج بروتون في بي إن (ProtonVPN) وتثبيته، ثم إنشاء حساب لاستخدام الشبكة التي تعد من أقوى الشبكات المشفرة وأكثرها أماناً.