ثمانية أشياء كشف عنها تقرير إم آي تي حول جيفري إيبستاين

4 دقائق
مصدر الصورة: يوهان دو

كشفت جامعة إم آي تي مؤخراً عن نتائج تحقيق خارجي فُتح لمعرفة صلة الجامعة مع جيفري إيبستاين، المتهم بالاتجار بالبشر لأغراض جنسية. وقد أكد التقرير أن بعض كبار المسؤولين ارتكبوا "أخطاء فادحة في تقدير الأمور" لموافقتهم على تبرعات من إيبستاين، على الرغم من أنه لا توجد لدى الجامعة أية سياسات رسمية حول كيفية التعامل مع المتبرعين الإشكاليين.

كان من المعروف أن بعض الكبار من الشخصيات الإدارية كانوا على علم بتبرعات إيبستاين، التي وصلت قيمتها الإجمالية إلى 850,000 دولار بين 2002 و2017. وقد قُدمت جميع التبرعات إما إلى عالم الحاسوب في إم آي تي مارفن مينسكي، الذي توفي في 2016، أو المدير السابق لمختبر الوسائط جوي إيتو، أو بروفسور الهندسة الميكانيكية سيث لويد. وقد أكد التقرير أن بعض كبار الإداريين -جيفري نيوتن، وجريجوري مورجان، وإزرايل رويز- وافقوا على التبرعات على شرط أن تكون من طرف مجهول، وألا يعلن إيبستاين عنها.

على الرغم من أن الإداريين علموا بالتبرعات، إلا أن هذا التقرير الذي وضعته شركة جودوين بروكتر القانونية وجدَ أنه لم يكن أحد منهم يدري بأن إيبستاين زار الحرم الجامعي 9 مرات من 2013 إلى 2017.

اعترف إيتو بأن استثماراته الشخصية خارج إم آي تي تلقت 1.25 مليون دولار من إيبستاين، وقدم استقالته في سبتمبر المنصرم. أما لويد، الذي قَبِل مبلغ 60,000 دولار كهدية شخصية من إيبستاين دون إبلاغ إم آي تي، فقد وُضع الآن قيد إجازة إدارية مدفوعة.

نقدم فيما يلي بعض التفاصيل الهامة من هذه الوثيقة التي يبلغ طولها 61 صفحة.

كيف التقى الجميع
التقي إيبستاين بسيث لويد في حفل عشاء المليارديرات الذي أقامته منظمة إيدج في 2004، وذلك بإدارة الوكيل الأدبي جون بروكمان، الذي كان مسؤولاً عن تقديم إيبستاين إلى الكثير من العلماء المشهورين. أما إيتو فقد التقى بإيبستاين في مؤتمر تيد لعام 2013، أو بالأحرى، في القاعة الخارجية للمؤتمر، فقد أُدين إيبستاين بممارسة الدعارة مع قاصر في 2008، وحُظر من دخول الحدث. وقد تم التعارف عن طريق ليندا ستون، عضو المجلس الاستشاري في مختبر الوسائط.

كان مسؤولو إم آي تي يريدون في البداية الموافقة على تبرعات لإيبستاين بقيمة تصل إلى 10 مليون دولار
وافق المسؤولون على جعل تبرعات إيبستاين منزوعة الهوية لتجنب إثارة الجدل. وفي إحدى رسائل البريد الإلكتروني، كتب أمين الصندوق في إم آي تي إزرايل رويز: "يمكن أن نقبل التبرعات بقيمة تقدر بملايين الدولارات وفق هذه الطريقة حالياً، وإذا وصلت إلى قيمة أكبر، يجب أن نناقش الموضوع مرة أخرى". وفي وقت لاحق، قال رويز إن التبرعات كانت مقبولة بقيمة أقل من 5 مليون دولار سنوياً، "ومن دون الإعلان عنها على مستويات مليون أو مليوني دولار". وعلى الرغم من مناقشة الإجراءات المتعلقة بتبرعات تصل إلى 5 مليون دولار تحديداً، فإن إيبستاين لم يتبرع في كل مرة بمبلغ يتجاوز 150,000 دولار.

لم يتذكر أي شخص خضع للاستجواب "أية مرة أخرى قامت فيها إم آي تي بجعل التبرعات مجهولة المصدر بمبادرة منه بدلاً من طلب المتبرع". إضافة إلى ذلك، فقد كان رويز ونائب الرئيس لتطوير الموارد جولي لوكاس هما الوحيدين اللذين قالا إنهما يتذكران مناقشة موضوع إيبستاين في اجتماعات الفريق الأساسي. ووفقاً للوكاس، فقد كانت المناقشات حول إيبستاين خالية من أية مصطلحات مثل "مجرم جنسي" أو "مصاب بميل جنسي إلى الأطفال". وفي ديسمبر، أعلنت إم آي تي أن رويز سيتنحى عن منصبه في نهاية الفصل الربيعي.

كان رئيس مجلس إدارة شركة إم آي تي على معرفة بتبرعات إيبستاين
في 2016، حاول إيتو تشجيع رئيس مجلس إدارة شركة إم آي تي روبرت ميلارد على الاستفادة من إيبستاين كمتبرع، وقد كتب: "هل يمكنك أن تساعدني في معرفة كيفية الحصول على المال من إيبستاين؟" (كان إيتو يعتقد بوجود معرفة مسبقة بين ميلارد وإيبستاين). تُعتبر شركة إم آي تي الهيئةَ المشرفة، وهي بشكل أساسي مجلس أمناء الجامعة. وقد شرح ميلارد للمحققين أنه أراد شخصياً أن ينأى بنفسه عن إيبستاين، ولكنه لم يعتقد أن رفض التبرعات كان من اختصاصه.

نسب إيبستاين لنفسه تبرعات لم يقدمها
لم يعجز إيبستاين عن المحافظة على سرية تبرعاته وحسب، بل ادعى أيضاً أنه تبرع إلى أحد مشاريع الترميم الفني في إم آي تي وأحد مشاريع برمجة سكراتش، وهو ما لم يحدث.

حضر إيبستاين حفل تأبين مارفن مينسكي في إم آي تي
وفقاً لرسالة بالبريد الإلكتروني من نيكولاس نيجروبونتي، المساهم في تأسيس مختبر الوسائط، فقد كان العالم الرائد مارفن مينسكي أقرب أصدقاء إيبستاين في إم آي تي، وقد "زاره حتى في السجن". ويبين التقرير أن إيبستاين تبرع بمبلغ 100,000 دولار إلى مينسكي في 2002، أي قبل إدانته في 2008 بفترة طويلة. وعلى الرغم من ذلك، فقد ارتبط اسم مينسكي بفضيحة إيبستاين بعد وفاته. وفي شهادة نُشرت في أغسطس الماضي، قالت فيرجينيا جريفين، إحدى المدعيات على إيبستاين، إنه أرغمها على ممارسة الجنس مع مينسكي.

وبعد وفاة مينسكي في 2016، ناقش نيجروبونتي وإيتو مسألة دعوة إيبستاين إلى التأبين ضمن الحرم. وقد قال نيجروبونتي إنه يمكن لإيبستاين أن يأتي، وإنه مرحب به، غير أن إيتو حاول منع إيبستاين من حضور حفل الاستقبال التالي للتأبين. لاحقاً، شارك أحد أعضاء طاقم مختبر الوسائط صوراً للتأبين مع ملاحظة تقول: "يمكنكم نشر هذه الصور على مواقع التواصل الاجتماعي، بشرط عدم وجود إيبستاين في أي منها!".

لم يعثر المحققون على أي دليل يثبت وجود صلة بين إيبستاين وبيل جيتس وليون بلاك
في سبتمبر، قالت مقالة في نيويورك تايمز إن إيبستاين سهّل وصول تبرعات بقيمة 7.5 مليون دولار إلى مختبر الوسائط من مؤسس مايكروسوفت بيل جيتس وعملاق الأسهم الخاصة ليون بلاك. نفت مؤسسة جيتس هذه الادعاءات بسرعة، وكرر المحققون نفي المنظمة، ولم يتمكنوا من الوصول إلى ممثلي بلاك، ولكنهم قالوا إنهم لم يعثروا على أي دليل على هذه الادعاءات.

كان إيتو دائم الدفاع عن إيبستاين
بعد اللقاء بإيبستاين، ادعى إيتو بأنه تعامل معه وفق "العناية الواجبة"، وذلك عن طريق إجراء بحث عنه على جوجل، وطلب كفالته من الآخرين، بما فيهم نيجروبونتي. كما تحدث أيضاً مع مليارديرات في مجال التكنولوجيا، بمن فيهم "مدير تنفيذي كبير سابق في لينكد إن وأحد مؤسسيه، وبروفسور شهير في مدرسة هارفارد القانونية".

وفي مارس 2013، كان طاقم مختبر الوسائط يحذرون إيتو من أن إيبستاين "قد لا يكون الشخص المناسب للمختبر أن يعمل معه". وفي رد على بريد إلكتروني آخر في 2013 حول مخاوف تتعلق بإيبستاين، قال إيتو أنه يعرف تاريخ هذا الممول، ولكنه أضاف: "أرى أنه ذكي ومثير للاهتمام للغاية، ويشعر بالحماس إزاء عملنا".

دافع إيتو عن إيبستاين ثانية في 2015 و2017. وفي الحالة الثانية، كان يرد على أحد أفراد طاقم المختبر الذي أبدى انزعاجه من زيارة إيبستاين للحرم، وقد قال إيتو في معرض رده: "لقد تحدثت أيضاً مع نيكولاس (نيجروبونتي) الذي التقاه بدوره، وقد اتفق معي على وجوب معاملة جيفري باحترام".

رفض مختبر الوسائط تبرعاً من إيبستاين بقيمة 25,000 دولار في 2019
في فبراير من عام 2019، وبعد أن أدى تحقيق لصحيفة ميامي هيرالد حول إيبستاين إلى إثارة الاهتمام بقضيته مرة أخرى، قرر طاقم مختبر الوسائط رفض تبرع بقيمة 25,000 دولار منه دون استشارة إيتو أولاً. وبعد أن غيروا رأيهم وقرروا قبول التبرع، وافق إيتو على القرار وأرسل رسالة بالبريد الإلكتروني لشرح ما حدث لإيبستاين والاعتذار منه.