10 اتجاهات متوقعة للذكاء الاصطناعي في 2022

6 دقائق
اتجاهات متوقعة للذكاء الاصطناعي في 2022
حقوق الصورة: ثيتيشايا ياجامبا/ شترستوك. تعديل إم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية.

قبل بداية عام 2021، توقع العديد من الخبراء أن أنظمة الذكاء الاصطناعي ستساعد الشركات على تحسين عمليات التنبؤ بتوجهات العملاء وتسريعها، بهدف تحقيق ميزات تنافسية وتوليد إيرادات جديدة. وعلى الرغم من كل الجهود التي بُذلت لحوسبة الإدراك البشري، لم تتمكن نسبة كبيرة من الشركات من التغلب على التحديات التي تعيق توسيع عمليات نشر أنظمة الذكاء الاصطناعي عبر مؤسساتها. ومع ذلك، فإن التطور السريع الذي شهده الذكاء الاصطناعي خلال 2021، يجعله بالتأكيد أحد أسرع مجالات الاستثمار التكنولوجي الناشئة نمواً.

ومع اقتراب العام من نهايته، غصت المواقع التكنولوجية والنشرات الإخبارية المتخصصة بتوقعات المئات من الخبراء والمطورين لما سيشهده هذا القطاع على الأرجح خلال العام المقبل، وإليك ملخصاً لأهم 10 توقعات:

1- قد يحصل علماء البيانات والمطورين على استراحة من المهام الشاقة

قضى علماء البيانات في عام 2021 معظم وقتهم في تنظيف البيانات، ودمج أنظمة التخزين المختلفة، وتحديد قوة المعالجة المطلوبة لنشر نماذج الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي. ولكن مع أتمتة المزيد من مهام التعلم الآلي، يمكن لعلماء البيانات أن يتوقعوا فترة راحة من هذه المهام في عام 2022، للسماح لهم بالتركيز على أفضل ما يمكنه فعله ألا وهو تحسين الخوارزميات.

وبدافع الحاجة إلى السرعة والطلب المستمر على الابتكارات، سيتحول تركيز المطورين إلى مستوى أكثر إبداعاً. ويتوقع "جيم روز"، الرئيس التنفيذي لشركة الخدمات التكنولوجية "سيركل سي إل" (CircleCI)، أننا سنرى التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي أكثر اندماجاً في عمل المطورين خلال العام المقبل. ولن يساعد ذلك على تسريع المهام اليدوية فحسب، بل سيفتح أيضاً فرصاً للمطورين للابتكار بسرعات أعلى.

2- ستتمكن الشركات متوسطة الحجم من الوصول إلى الذكاء الاصطناعي بشكل أكبر

خلال الفترة الماضية سيطرت الشركات الكبرى، مثل جوجل وفيسبوك، على عمليات البحث والتطوير في هذا المجال، لكن الاستثمارات المكثفة المتزايدة التي تقوم بها هذه الشركات ستؤدي إلى المزيد من الابتكارات والتقنيات الجاهزة التي سيتم استخدامها من قبل المطورين في الشركات متوسطة الحجم. وستكون تطبيقات المحادثات، وتحويل الكلام إلى نص، وأتمتة تحليلات مقاطع الفيديو والصور، وغيرها من حالات الاستخدام الأخرى، متاحة بسهولة لهذه الشركات.

اقرأ أيضاً: ما العيب الأساسي في طريقة تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي؟

3- ستعيد الشركات التقليدية إطلاق نفسها كشركات منصات

توصلت دراسة أجرتها شركة "برايس ووترهاوس كوبرز" إلى أن 86٪ من الشركات الكبرى في الولايات المتحدة تعتبر أن الذكاء الاصطناعي أصبح "تقنية رئيسية" لديها في عام 2021. وسيمكّن رفع إمكانات الذكاء الاصطناعي الداخلي (AI inside) هذه الشركات من تعزيز جاهزيتها في الوقت الفعلي. ويتوقع بعض الخبراء أن تعيد الشركات التقليدية إطلاق نفسها كشركات منصات. وبفضل هذه الإمكانات، ستتمكن الشركات من تقديم خدمات جديدة، مثل الرعاية الافتراضية التي تقدمها شركة صيدليات "سي في اس" (CVS)، ومبادرة القهوة الرقمية التي تقدمها منصة نستله نسبرسو.

4- سيتطور الذكاء الاصطناعي المسؤول بوتيرة أسرع

تقول أليس شيانج، رئيسة مكتب أخلاقيات الذكاء الاصطناعي بشركة سوني، إننا شهدنا خلال السنوات الأخيرة انفجاراً في تقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات من الترفيه إلى الرعاية الصحية ومن التعليم إلى إنفاذ القانون. لكن على الرغم من أن العديد من هذه التقنيات كانت مفيدة للمجتمع، إلا أنها أدت إلى زيادة الوعي بالمخاطر والأضرار المحتملة. ونتيجة لذلك، بدأ تسليط الضوء بشكل أكبر على أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، وهو الاتجاه الذي سيتسارع العام المقبل.

ويتفق "براندون بورسيل" نائب رئيس شركة فورستر مع هذا الطرح، قائلاً إن أحد التغييرات الكبيرة القادمة هو أن سوق حلول الذكاء الاصطناعي المسؤول سيتضاعف في عام 2022. ويضيف أن هذا يشمل التكنولوجيا التي تساعد على ضمان أن يفي الذكاء الاصطناعي بالمتطلبات الأخلاقية، وأن يكون قابلاً للتفسير، وعادلاً، وأن يحافظ على الخصوصية.

اقرأ أيضاً: الكفاح من أجل إعادة الذكاء الاصطناعي إلى مساره الصحيح

5- من أبرز الاتجاهات المتوقعة للذكاء الاصطناعي في 2022 ظهور فرعين جديدين للذكاء الاصطناعي المسؤول

يرتبط هذا التوقع بالنقطة السابقة، حيث يشير سكوت زولدي، كبير المحللين لدى شركة "فيكو" (FICO) لتحليل البيانات، إلى أنه لبناء أنظمة ذكاء اصطناعي تتوافق مع معايير الذكاء الاصطناعي المسؤول، سنرى فرعين جديدين للذكاء الاصطناعي سائدَين في عام 2022. الفرع الأول هو "الذكاء الاصطناعي القابل للتدقيق" (Auditable AI) وهو ذكاء اصطناعي يمكن مراجعة كل التفاصيل المتعلقة به، بما في ذلك البيانات والعوامل المتغيرة وعمليات النموذج. أما الفرع الثاني فهو "الذكاء الاصطناعي المتواضع" (Humble AI) وهو ذكاء اصطناعي سيعرف أنه غير متأكد من الإجابة الصحيحة. وسيعالج هذا النوع عدم اليقين في عملية اتخاذ القرار، وسيستخدم مقاييس عدم اليقين لتحديد مستويات ثقة النموذج في قراراته.

10 اتجاهات متوقعة للذكاء الاصطناعي في 2022
حقوق الصورة: كينتوه/ شترستوك.

6- زيادة الحاجة إلى نماذج الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي المحلية

تختلف درجة "ذكاء" نماذج الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي بحسب البيانات التي تغذيها. ويجب على هذه البيانات أن تعالج عدداً لا يحصى من العوامل الخارجية التي تؤثر على النتيجة المرجوة. على سبيل المثال، قد تعمل نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بشركة مقرها الولايات المتحدة بشكل جيد بالنسبة للظروف المحيطة بها في الولايات المتحدة، لكنها قد لا تكون مناسبة للأسواق الخارجية. وهذا هو السبب في أن النماذج المحلية أصبحت ضرورة بالنسبة للشركات لتحقيق أهدافها والبقاء في طليعة المنافسة. لذلك، من المتوقع أن نرى المزيد من عمليات "توطين" هذه النماذج في عام 2022.

اقرأ أيضاً: التعاون الدولي وأهميته في تطور الذكاء الاصطناعي

7- إعطاء الأولوية لنهج "البيانات أولاً"

ربما يكون أكثر الموارد غير المستغلَّة قيمةً الذي تملكه الحكومات والمؤسسات هو الكمية الهائلة من البيانات غير المستخدمة. وبالتالي، سيتعين عليها سريعاً إعطاء الأولوية لنهج البيانات أولاً لتمكين الذكاء الاصطناعي من حل المشكلات وتسهيل تدفق الإيرادات الجديدة.

لكن أحد التحديات الرئيسية التي تواجهها المؤسسات اليوم هو ندرة مهندسي الذكاء الاصطناعي المهرة، الذين يمكنهم تطوير الأدوات والخوارزميات المطلوبة. ويمكن معالجة هذا التحدي عن طريق تزايد حلول التطوير دون برمجة (No-Code Development)، التي تسمح للمستخدمين بتطوير التطبيقات البرمجية دون أي خبرة في مجال البرمجة، عن طريق بيئة تطوير مرئية تضم واجهات مستخدم رسومية يمكن استخدامها لبناء تطبيقات الويب أو تطبيقات الهواتف الذكية. ويمكن استخدام هذه الحلول لإنشاء أنظمة معقدة قائمة على الذكاء الاصطناعي.

10 اتجاهات متوقعة للذكاء الاصطناعي في 2022
حقوق الصورة: وايت موكا/ شترستوك.

8- سيزداد التركيز على مكافحة التحيز الخوارزمي

كانت دراسة سابقة أجرتها شركة جارتنر توقعت أنه بحلول عام 2022، ستؤدي 85٪ من مشروعات الذكاء الاصطناعي إلى نتائج خاطئة بسبب التحيز في البيانات أو الخوارزميات أو الفرق المسؤولة عن إدارتها. ولكن منذ نشر هذه الدراسة، تزايد الزخم العالمي نحو بناء أنظمة ونماذج أقل تحيزاً، وملاحقة الشركات التي تستخدم أو تبيع خوارزميات متحيزة.

وبحلول نهاية عام 2022، لن تتمكن غالباً شركات تطوير النماذج من بيع أنظمة الذكاء الاصطناعي الرئيسية إلى شركة كبيرة أو وكالة حكومية -في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على الأقل- دون اتباع إرشادات محددة تتعلق بالتحيز والشفافية والكشف عن طرق جمع البيانات.

اقرأ أيضاً: هل التحيز الخوارزمي محض صدفة حقاً كما تقول شركات وادي السيليكون؟

9- ستفوز أنظمة الذكاء الاصطناعي الإبداعية بالعشرات من براءات الاختراع

لطالما كان الإبداع سمة بشرية متأصلة، لكننا قد نكون على وشك رؤية أول منافس لنا. فهذا العام، منحت جنوب إفريقيا نظام ذكاء اصطناعي إبداعي براءة اختراع. وبالرغم من رفض الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي طلب براءة الاختراع نفسه على أساس أن البشر فقط هم من يمكنهم الحصول على براءات الاختراع، إلا أن هذه الخطوة نحو الاعتراف القانوني بالمنتجات التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي وحمايتها ستشجع على المزيد من الخطوات المماثلة في عام 2022.

10- ستنطلق المركبات ذاتية القيادة على الطرق أخيراً

خلال الشهور الماضية، انطلقت العديد من التجارب العملية للمركبات ذاتية القيادة، ولعل أبرزها الاختبارات التي تُجرى حالياً على السيارات ذاتية القيادة داخل شوارع أبوظبي، والتي من المخطط توسيع نطاقها قريباً. ولا يتوقف الأمر على السيارات فقط، وإنما يمتد حتى إلى السفن. فقد أعلنت شركة الكيماويات النرويجية "يارا" (Yara) أن أول سفينة حاويات كهربائية بالكامل وذاتية التوجيه في العالم تستعد لدخول الخدمة العام المقبل. ومن المتوقع أن تكون السفينة -التي تسمى "يارا بيركلاند" (Yara Birkeland)- ذاتية القيادة تماماً ومؤتمتة في غضون عامين فقط.

وحول توقعاتها لعام 2022، تقول سارة طارق نائبة رئيس شركة إنفيديا لبرمجيات القيادة الذاتية، إن شركات تصنيع السيارات ستبدأ في الاستثمار بكثافة في استخدام عمليات المحاكاة والتوائم الرقمية وفي تدريب نماذج الشبكات العصبونية العميقة. وسيساعد الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات في تدريب السيارات ذاتية القيادة على مجموعة واسعة من ظروف القيادة، ما يوفر الأمان على المدى الطويل.

10 اتجاهات متوقعة للذكاء الاصطناعي في 2022
حقوق الصورة: ميتامورووركس/ شترستوك.

وختاماً..

شيئاً فشيئاً يصبح الذكاء الاصطناعي جزءاً متزايد الأهمية من حياتنا اليومية، وإن كان بطريقة مختلفة عما تنبأت به أفلام الخيال العلمي المثيرة. وفي خضم هذه الأوقات المضطربة التي يشهدها العالم منذ عامين على وقع جائحة كوفيد-19، تمكن الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي من استغلال الفرصة واتخاذ مسار تصاعدي سريع على مستوى الأفراد والمؤسسات.

ومع ذلك، يقول الخبراء إنه بينما نتطلع إلى الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في عدد أكبر من التطبيقات المعقدة بشكل متزايد، فإننا لا يجب أن نفرط في التوقعات، ولا ننسى أن عام 2022 ينذر باتساع نطاق الاضطرابات، لاسيما اضطرابات سلاسل التوريد التي تؤثر على كل شيء من نقص إنتاج السيارات والإلكترونيات إلى الارتفاع الهائل في أسعار المواد الغذائية العالمية، وبالتأكيد على اتجاهات تطور الذكاء الاصطناعي أيضاً.

المحتوى محمي