يُستخدم الذكاء الاصطناعي حالياً في عدد كبير من المجالات، وهو يؤدي دوراً أساسياً في التأثير على حياتنا اليومية. على سبيل المثال، حين نجري بحثاً على جوجل، يحدد الذكاء الاصطناعي أفضل النتائج المناسبة لعبارة البحث التي قمنا بكتابتها، وحين نتصفح فيديوهات يوتيوب، يقترح لنا فيديوهات تناسب اهتماماتنا وتفضيلاتها.
هذه الاستخدامات مفيدة للغاية، لكنها ليست مثيرة للاهتمام بقدر ما نراه في أفلام الخيال العلمي، تخيّل أن نتمكن من دمج الذكاء الاصطناعي مع آلات أو روبوتات متقدمة تبدو مثل البشر وتتمتع بقدرات أفضل منهم وذكاء خارق جداً. هذا الأمر يهدد لأول مرة في التاريخ مكانة الجنس البشري، ويمكن أن ينهي وجوده.
الفيزيائي الشهير ستيفن هوكينغ كان من بين الشخصيات التي تحدثت عن هذا السيناريو، وقال إننا في المستقبل غير البعيد، قد نواجه روبوتات تفوقنا قدرة ويمكن أن تؤدي لانقراضنا.
اقرأ أيضاً: 15 صفة يختلف فيها الذكاء الاصطناعي عن الذكاء البشري
هل اقتربنا من جعل الذكاء الاصطناعي أذكى منّا؟
يصف خبراء التكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الذي تم تطويره حتى اليوم باسم الذكاء الاصطناعي الضعيف والضيق، نظراً لأن استخداماته لا تزال محدودة مثل التعرف على الوجه أو تصنيف نتائج البحث عن الإنترنت أو التحكم بالسيارات ذاتية القيادة.
هذا النوع من الذكاء ما زال مقيداً، لأنه قادر على إتمام مهام معينة فقط وليس كل شيء كما يفعل البشر. ففي عام 1997، تمكّن نظام الذكاء الاصطناعي ديب بلو (Deep Blue) من هزيمة بطل العالم في الشطرنج. لكنه نظام مصمم فقط للعب الشطرنج، ولا يستطيع القيام بأي مهمة أخرى.
النوع الآخر من الذكاء الاصطناعي هو الذي يملك قدرات تحاكي ذكاء البشر وقدراتهم، ويُعرف باسم الذكاء الاصطناعي العام. إنه قادر على التفكير والإدراك تماماً مثل البشر. ومن المرجح أن نتمكن من تطويره خلال السنوات القليلة القادمة.
اقرأ أيضاً: هل اقتربنا من تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي العام التي تتمتع بقدرات البشر؟
هل يمكن أن يهدد الذكاء الاصطناعي العام وجودنا؟
لا نعلم بالضبط متى سيكون الذكاء الاصطناعي العام متوفراً، لكن علينا البحث عن إجابة على هذا السؤال منذ الآن، من الصعب التنبؤ بالإجابة، فلم تحدث أبداً مواجهة بين البشر وكائنات أو آلات تفوقهم في القدرات والذكاء.
يجادل البعض بأن الذكاء الاصطناعي العام لن يشكل أي تهديد كونه لن يكون مستقلاً، بل سيتم التحكم فيه من قبل البشر. لكن لو جعلنا الذكاء الاصطناعي العام مستقلاً، فإن ذلك سيكون بكل تأكيد خطراً كبيراً وتهديداً لنا نحن البشر.
لهذا السبب، ينصح الكثير من خبراء التكنولوجيا بوضع معايير وقوانين تضبط تطوير الذكاء الاصطناعي ليكون مرتبطاً بنا نحن البشر. كما يجب أن يخضع لفحص وتدقيق أمني للتأكد من أنه لا يشكل أي تهديد أو خطر علينا.
كيف يمكن أن يشكل الذكاء الاصطناعي تهديداً على البشر؟
معظم خبراء التكنولوجيا يتفقون على أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يشكل تهديداً إذا وصل إلى الأيدي الخطأ. فمعظم أنظمة الذكاء الاصطناعي تم تطويرها لخدمة البشر وليس لإيذائها. لكن إذا قام بعض البشر باستخدامها بطريقة ما لإيذاء الآخرين، فإن هذا ما سيهدد وجودنا. المشكلة إذاً ليست في الذكاء الاصطناعي نفسه، وإنما فينا نحن البشر.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي خطيراً ويشكل تهديداً إذا تم برمجته وتطويره بشكل متحيز عن طريق تدريبه ببيانات متحيزة، هذا التحيز سيجعل الذكاء الاصطناعي يفضل بعض البشر دون غيرهم. ويمكن ذلك أن يؤدي إلى تهديد للبعض وجعلهم فئات مهمشة.
اقرأ أيضاً: هل التحيز الخوارزمي محض صدفة حقاً كما تقول شركات وادي السيليكون؟
الذكاء الاصطناعي الذي نستخدمه اليوم مفيد للغاية، وهو يوفر الكثير من التكاليف والوقت والجهد. لكن تبين أن بعض استخداماته لها أضرار خطيرة. فماذا سيحدث لو تمكنا من تطوير ذكاء اصطناعي عام مستقل تماماً؟
يمكن أن تكون لذلك عواقب وخيمة لو تم تطوير أو استخدام هذا النوع من الذكاء من قبل أشخاص سيئين. من المحتمل أن يصبح ذلك أكبر تهديد للبشرية، خاصة أن البشر معتادون على كونهم متفوقين في كل شيء على الأرض منذ نشأتهم. ولم يتمكن أي كائن من التفوق عليهم في السابق. لذلك، لا يجب أن نسأل هل الذكاء الصناعي يشكل تهديداً علينا؟ بل كيف سنتعامل مع هذا التهديد؟