نشرة خاصة
"راشد" أولى مبادرات استخدام الذكاء الاصطناعي
عام 2015، لم يكن في حكومات المنطقة بأسرها مَن بدأ التوجهَ إلى تطوير العمل باستخدام الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، وتوفير الخدمات المعتمدة على هذه التقنيات، في حين كانت دبي الذكية -الجهة المشرفة على التحول الرقمي في دبي- قد باشرت دراسة تمكين الذكاء الاصطناعي ومناقشة بعض دراسات حالات استخدامه.
وقد نتج عن ذلك، في أكتوبر 2015، توقيعُ أول اتفاقية حول الذكاء الاصطناعي بين دبي الذكية واقتصادية دبي وبالشراكة مع شركة آي بي إم للعمل على إطلاق مبادرة "راشد" التي تجسِّد الدور المهم والفعال للذكاء الاصطناعي في حياة الناس، بحيث يُحدث فرقاً في تجربة السكان والزوار لدبي، من خلال توفير إجابات واستشارات موثوقة لهم بطريقة تتواءم مع تجربتهم المتفردة في دبي، ويوفر الوقت والجهد على المستخدمين للبحث عن المعلومات المتعلقة بمختلف جوانب حياتهم. والذي أخذ يتطور منذ ذلك الحين حتى أصبح اليوم المستشارَ الذكي للمدينة.
مختبر الذكاء الاصطناعي من دبي الذكية
وفي العام 2017 أطلقت دبي الذكية مختبر الذكاء الاصطناعي؛ بهدف استكشاف حلول تكنولوجية مبتكرة لتحسين جودة الحياة في دبي، وتعزيز مسيرة التحول الذكي الذي تشهده المدينة في مجال الخدمات الذكية، ضمن جميع الجوانب الخدمية فيها، بدءاً من الأمن والشرطة إلى تطوير الأراضي والتعليم والخدمات البيئية وغيرها؛ حيث يعد مختبر الذكاء الاصطناعي مركزاً حيوياً لإجراء التجارب ورفع كفاءة الحكومة بهذا المجال الذي يشهد تطوراً متسارعاً.
"في دبي الذكية نجمع ما بين البيانات والابتكار لتكون دبي مدينة المستقبل في مجال الذكاء الاصطناعي".
د. عائشة بنت بطي بن بشر، مدير عام دبي الذكية
وقد تمكنت دبي الذكية بالتعاون مع الشركاء الإستراتيجيين، من عَقد نحو 20 ورشة عمل لتدريب الفرق الحكومية، من أجل رفع مستوى دراية وكفاءة هذه الفرق بالذكاء الاصطناعي، واستخراج أفضل حالات الاستخدام لهذه التقنية، وهو ما نتج عنه وضع خارطة طريق شملت خططاً وأنشطة للذكاء الاصطناعي على مستوى المدينة.
وقد أطلقت دبي الذكية مختبر الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع آي بي إم -الشركة الرائدة عالمياً ومتعددة الجنسيات- بهدف تسخير قوة التعلم الآلي لإنتاج حلول عملية تُعزِّز حياة المقيمين والزوار في دبي، بالإضافة إلى تطوير موظفي الحكومة والقطاع الخاص بدبي وتحسين مهاراتهم في استخدام أحدث التطبيقات التكنولوجية.
حالات استخدام الذكاء الاصطناعي في الجهات الحكومية
حقق مختبر دبي الذكية للذكاء الاصطناعي إنجازات لافتة؛ إذ تمكَّن -بالتعاون مع 20 إدارة حكومية- من تحديد أكثر من 43 حالة استخدام لبناء خارطة الطريق للذكاء الاصطناعي في دبي الذكية. وتهدف هذه الحالات إلى استخدام تجارب ناجحة لهذه التقنية في الجهات الحكومية من أجل تسهيل تجربة المتعامل.
وآخر حالات الاستخدام كانت تلك التي أطلقتها دبي الذكية بالشراكة مع هيئة الصحة بدبي وبالتعاون مع شركة آي بي إم، وهي تجربة توظيف الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بحالة المريض المقيم في المستشفى بشكل سابق، من خلال رصد 6 قراءات حيوية حوله، تشمل ضغط الدم والحرارة والنبض وغيرها، ثم يحللها هذا النظام الدقيق للذكاء الاصطناعي، الذي تزوده بها الممرضات داخل المستشفى، مما يتيح للعاملين في المجالات الطبية أن يتنبؤوا -بشكل سابق- بتطورات حالته خلال المرحلة المقبلة، وبالتالي اتخاذ ما يلزم من الإجراءات الاحترازية التي قد تسهم في إنقاذ حياة الكثيرين.
الإستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي
وفي العام 2017 أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي، عن "الإستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي"، والعمل على جعل دولة الإمارات رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول العام 2031، ويشرف على تنفيذ هذه الإستراتيجية "مجلس الإمارات للذكاء الاصطناعي"، الذي أصبحت الدكتورة عائشة بنت بطي بن بشر، مدير عام دبي الذكية، أحدَ أعضائه.
وتعمل دبي الذكية على دعم المبادرات الخلاقة وتعزيزها، مثل البرنامج التدريبي الذي أطلقته وزارة الذكاء الاصطناعي، الذي يستغرق مدة عام في مجال الذكاء الاصطناعي بالشراكة مع جامعة أكسفورد التي خرَّجت 95 شخصاً في دفعتها الأولى.
مبادئ وإرشادات أخلاقيات الذكاء الاصطناعي
ونظراً للاهتمام العالمي بأخلاقيات تطبيق الذكاء الاصطناعي، ولتعزيز مبادئ الشفافية والحوكمة، وبناء نظام ذكاء اصطناعي موثوق يوازن بين الابتكار والقيم المجتمعية، فإن دبي الذكية أطلقت "مبادئ وإرشادات أخلاقيات الذكاء الاصطناعي" في يناير 2019، وتتيح هذه المبادرة مجموعة من الأدوات والمعايير التي تسمح للجهات المطبقة لتقنيات الذكاء الاصطناعي عملَ تقييم ذاتي لأدائها، وخلق ردود فعل إيجابية مع مستخدمي ومطوري هذه التقنية.
مجلس استشاري لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي
وقد أطلقت دبي الذكية أخيراً مجلساً استشارياً لـ "مبادئ وإرشادات أخلاقيات الذكاء الاصطناعي"، بعضوية قياديين من القطاع الحكومي وصناع التكنولوجيا والخبراء الأكاديميين، وسيشرف هذا المجلس على التطوير المستقبلي لمبادئ وإرشادات أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، وتطوير طرق تشغيلية لتمكينها.