النشأة والدراسة
ولد محمد سند في محافظة المنوفية في مصر سنة 1954، ودرس في جامعة القاهرة حيث حصل منها على درجة الإجازة في الهندسة الكهربائية سنة 1977، ثم انتقل إلى كندا ليتابع دراساته العليا هناك، وأنهاها بدرجة الدكتوراه من جامعة مانيتوبا سنة 1986. عمل سند خلال هذه الفترة مساعدَ بحث في جامعة مانيتوبا، وتمكن من تطوير هوائيات استقبال جديدة ومدمجة يمكن استخدامها في تطبيقات الرادار ومحطات الاستقبال الأرضية.
المسيرة العلمية والمهنية
يمتلك د. سند اسماً مرموقاً في عالم هندسة الاتصالات، وبشكلٍ خاص في مجال تطوير الهوائيات ومستقبلات الإشارة وتطبيقات الحقول الكهرومغناطيسية، وقد شغل عبر مسيرته الطويلة العديدَ من المناصب الأكاديمية المرموقة في العديد من الجامعات حول العالم من أميركا وكندا ومصر، كما أنه يمتلك أكثر من 30 براءة اختراع مسجلة باسمه في الولايات المتحدة الأميركية، فضلاً عن نشره أكثر من 80 ورقة علمية محكمة في مجال تصميم وتطوير هوائيات الاتصالات.
بدأ سند مسيرته في المجال الأكاديمي من جامعة مانيتوبا، التي عمل فيها ضمن منصب باحث مشارك حتى سنة 1987، حيث أشرف على إدارة عدة مشاريع بحثية في كندا تم استخدام نتائجها من أجل تصميم وتنفيذ أول محطة فضائية كندية للاتصالات عن بعد.
عاد الدكتور محمد سند بعد ذلك إلى بلده الأم مصر وانضم إلى جامعة القاهرة، حيث عمل أستاذاً مساعداً في كلية الهندسة بين عامي 1987 و1991، وتركز نشاطه خلال هذه الفترة على تدريس مقرراتٍ دراسية في مجال الحقول الكهرومغناطيسية، وذلك لطلاب مرحلة الإجازة وطلاب الدراسات العليا، فضلاً عن إشرافه على ست أطروحات لنيل درجة الدكتوراه في مجال تطبيقات الحقول الكهرومغناطيسية وتصميم الهوائيات.
لم يمكث د. سند طويلاً في جامعة القاهرة؛ إذ عاد أوائل تسعينيات القرن الماضي للعمل في الولايات المتحدة الأميركية، حيث عمل في مجال تصميم هوائيات الاتصال والأمواج الميكروية ضمن عدة شركات، قبل أن ينتقل لفرع شركة نوكيا في مدينة سان دييغو في كاليفورنيا بصفته مديرٍاً لمخبرٍ خاص في الشركة مختص بتطوير أحدث الهوائيات القابلة للاستخدام في أجهزة الاتصال المحمولة مثل الهواتف النقالة، وذلك حتى سنة 1996، حيث ترك حينها الشركةَ العملاقة من أجل التفرغ لأهم مشاريعه العلمية والمهنية، أي: تأسيس شركة أمانت للهوائيات (AMANT Antennas)، التي اكتسبت اسماً رائداً في مجال تطوير الهوائيات المستخدمة في الأجهزة النقالة والمدمجة، وسجلت الشركة لنفسها براءة اختراع ثورية عبر تطوير أول هوائي مدمج يمكن استخدامه في الهواتف النقالة، الذي كان الأول من نوعه في العالم، فضلاً عن تطوير أنماطٍ أخرى من الهوائيات التي يمكن استخدامها بشكلٍ مدمج ومن دون السلك الطويل مع أجهزة تتبع الموقع الجغرافي (GPS).
تمكنت شركة أمانت من إنجاز مشاريع هامة مع العديد من عمالقة التكنولوجيا والاتصالات، مثل نوكيا وشركة تيكساس إنسترومنت وميتروكيم وغيرها. عمل الدكتور سند أيضاً خلال هذه الفترة في المجال الأكاديمي في جامعة رينو لمدة ثلاث سنوات، حيث شغل منصب بروفيسور مشارك وذلك بين عامي 1999 و2002.
بعد عمله مؤسساً ومستشاراً علمياً لمجال تصميم الهوائيات في شركة أمانت، عاد الدكتور سند أخيراً إلى مصر سنة 2003، حيث انضم مجدداً إلى جامعة القاهرة ليعمل أستاذاً في كلية الهندسة، وهو المنصب الذي لا يزال يشغله حتى يومنا هذا، واستمر في أبحاثه وأعماله في مجال تصميم الهوائيات التي أفضت أيضاً عن تطوير جهاز هوائي قادر على استقبال كافة الإشارات التي تنتمي لطيف شبكات اتصالات الجيل الرابع وشبكات واي ماكس (WiMAX) بالإضافة لشبكات الجيل الثاني والثالث.
تكريماته
نظراً لجهوده وإنجازاته الهامة في مجال هندسة وشبكات الاتصالات، حصل الدكتور محمد سند على جائزة الابتكار في افريقيا (IPA) سنة 2012، التي تضمنت منحةً مالية بقيمة 100 ألف دولار أميركي لمتابعة نشاطاته العلمية والريادية.