مختبر أوبن إيه آي يمنح مايكروسوفت حقَّ الوصول الحصري إلى نموذجه اللغوي جي بي تي 3

2 دقائق
مختبر أوبن إيه آي يمنح مايكروسوفت حقَّ الوصول الحصري إلى نموذجه اللغوي جي بي تي 3
نيويورك، نيويورك - 3 أغسطس: أشخاص يرتدون أقنعة واقية يسيرون بالقرب من متجر بيع بالتجزئة تابع لشركة مايكروسوفت، في الوقت الذي تواصل فيه مدينة نيويورك المرحلة الرابعة من خطة إعادة الفتح بعد القيود التي فُرضت في 3 أغسطس 2020 لإبطاء انتشار فيروس كورونا في المدينة. ويُسمح في المرحلة الرابعة بإقامة الأنشطة الفنية والترفيهية، والفعاليات الرياضية في الهواء الطلق من دون جماهير، وأنشطة الإنتاج الإعلامي. مصدر الصورة: سيندي أورد عبر غيتي إيميدجيز

الخبر

أعلنت شركة مايكروسوفت، في 22 سبتمبر الجاري، أنها ستبدأ إجراءات الحصول على الترخيص الحصري لأكبر نموذج لغوي في العالم جي بي تي 3، الذي طوّره مختبر أوبن إيه آي، الذي يقع مقره في مدينة سان فرانسيسكو. ويعمل النموذج كأداة إكمال تلقائي قوية؛ حيث يمكنه كتابة المقالات بمجرد إعطائه جملة افتتاحية، وتأليف الأغاني بمجرد إعطائه مقدمة موسيقية، وحتى تصميم صفحات الويب بمجرد تزويده ببضعة أسطر من التعليمات البرمجية الخاصة بلغة ترميز النص الفائق (إتش تي إم إل HTML). وتقول مايكروسوفت إنها ستبدأ في الاستفادة من هذه الإمكانات في منتجاتها وخدماتها، إلا أنها لم تذكر التفاصيل.

ما الذي يعنيه “الترخيص الحصري”؟

يقول مختبر أوبن إيه آي إنه سيستمر في توفير واجهة برمجة التطبيقات (API) الموجهة للجمهور الخاصة به للشركات، الأمر الذي سيسمح لمستخدمين مختارين بإرسال النصوص إلى نموذج جي بي تي 3 أو نماذج أوبن إيه آي الأخرى وتلقي المخرجات منها. إلا أن شركة مايكروسوفت فقط هي التي ستملك حق الوصول إلى التعليمات البرمجية الأساسية الخاصة بنموذج جي بي تي 3، ما يسمح لها بدمج النموذج في منتجاتها وإعادة تعيين الغرض منه وتعديله كما يحلو لها.

خطوة متوقعة منذ مدة طويلة

تأسس مختبر أوبن إيه آي في البداية كمنظمة غير ربحية، وجمع أول مليار دولار على أساس أنه سيسعى إلى تطوير الذكاء الاصطناعي لصالح البشرية. كما أكد أنه سيكون بمعزل عن الحوافز المالية الهادفة للربح، وبالتالي فإنه سيتمتع بوضع فريد يسمح له بتوجيه التكنولوجيا مع وضع المصلحة العليا للمجتمع في الاعتبار.

بيد أن المختبر أثار الجدل في أوائل عام 2019، عندما اختار عدم إطلاق الإصدار السابق من جي بي تي 3، والمعروف باسم جي بي تي 2. وبعد فترة وجيزة غيَّرَ طبيعته غير الربحية البحتة، وأسس ذراعاً ربحية. وقد تكهن الكثيرون في ذلك الوقت بأن جزءاً من دافع المنظمة لحجب جي بي تي 2 ربما يكون الحفاظ على إمكانية ترخيص النموذج في المستقبل. وفي يوليو من العام الماضي، وافق أوبن إيه آي على الاستثمار الثاني المقدم من مايكروسوفت، والذي بلغت قيمته مليار دولار (مقسمة بين المبالغ النقدية وأرصدة في منصة الحوسبة السحابية أزور (Azure) التابعة لشركة مايكروسوفت).

وفي الأشهر التي أعقبت استثمار مايكروسوفت، بدأت الرسائل الداخلية التي وجهها الرئيس التنفيذي لأوبن إيه آي، سام ألتمان، تؤكد على الحاجة إلى تسويق التقنيات التي طورها المختبر من أجل مواصلة دعم عمله، وترسخ هذه الأنباء الجديدة التحول الذي حدث في نهج أوبن إيه آي. ومن المرجح ألا يكون جي بي تي 3 هو النموذج الوحيد الذي سيتم ترخيصه حصرياً لشركة مايكروسوفت، بل النموذج الأول فحسب.

ما السبب في أهمية هذا التطور؟

على مدى السنوات القليلة الماضية، تزايد القلق بشأن الطريقة التي يؤدي بها الذكاء الاصطناعي إلى تركيز السلطة، فتقنيات الذكاء الاصطناعي الأكثر تطوراً تتطلب قدراً هائلاً من الموارد الحاسوبية التي لم يعد يقدر على تحمل تكاليفها سوى الشركات الأكثر ثراءً، وهو ما يمنح عمالقة التكنولوجيا نفوذاً هائلاً لا يقتصر فقط على تحديد شكل المجال البحثي، وإنما يمتد أيضاً إلى تطوير والتحكم في الخوارزميات التي تُشكل حياتنا.

وقد اقترح بعض الخبراء موازنة الأمور من خلال زيادة التمويل الحكومي المخصص للمختبرات الأكاديمية التي تعمل في مجال أبحاث الذكاء الاصطناعي، بيد أن هذا يتطلب درجة من بُعد النظر والتنسيق الذي بذلت الحكومة الأميركية بشكل خاص جهوداً ضخمة لتحقيقه. وقد بدا أن مختبر أوبن إيه آي يقدم لنا حلاً بديلاً لا يعتمد على دولارات الشركات ولا الحكومة، ولكن يبدو أن الحال لم يعد كذلك.