جوجل تدرس التباين في تعامل الأجيال المختلفة مع المعلومات المضللة

3 دقائق
جوجل تدرس التباين في تعامل الأجيال المختلفة مع المعلومات المضللة
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Africa Studio

تمثل عادة "القراءة الجانبية" الجزء الأساسي من أي عملية جيدة لتدقيق الحقائق، وتعني فتح عدة علامات تبويب من المتصفح والقيام بعدة عمليات بحث للتحقق من الوقائع أو المصادر أو المزاعم ضمن أي معلومات منشورة على الإنترنت. ولهذا، قد يبدو من الرائع أن تصدر دراسة جديدة من بوينتر (Poynter) ويوغوف (YouGov) وجوجل (Google) تشير إلى أن الجيل زد يستخدم هذه الطريقة أكثر من أي جيل سابق. 

نشرت جوجل هذه الدراسة مؤخراً بعد أن قام فريق محرك البحث بإطلاق عدة تغييرات على طريقة تعامله مع المعلومات المزيفة، وتضمنت استطلاعاً للرأي لأكثر من 8,000 شخص يتراوحون في العمر بين الجيل زد (الذي عرفته الدراسة بأنه مؤلف من الأشخاص بعمر 18 إلى 25 سنة) والجيل الصامت (أكثر من 68 سنة) من 7 بلدان، وذلك حول المعلومات المزيفة وكيفية إجرائهم للأبحاث على الإنترنت حول المحتوى المريب. 

اقرأ أيضاً: فيسبوك تدافع عن نفسها ضد الاتهامات بالتسامح مع المعلومات المضللة

اختلاف سلوك التحقق من المعلومات المضللة مع اختلاف الجيل

واستنتجت الدراسة بشكل أساسي أن أفراد الجيل الأصغر سناً أقرب للاعتقاد بأنهم ربما شاركوا معلومات مزيفة أو مضللة عن غير قصد، مدفوعين في أغلب الأحيان بالضغط لمشاركة المحتوى المثير للعواطف بسرعة. ولكنهم أيضاً أكثر براعة في استخدام التقنيات المتقدمة للتحقق من الوقائع. 

وقد قال ثلث المشتركين من الجيل زد إنهم يستخدمون القراءة الجانبية على الدوام أو معظم الوقت عند التحقق من المعلومات، أي أكثر من ضعف النسبة المماثلة لدى جيل فترة الطفرة (Boomers) (مواليد الفترة من 1946 إلى 1964). كما قال ثلث الشباب تقريباً إنهم يقومون بعملية بحث على عدة محركات بحث لمقارنة النتائج، كما يتجاوزون الصفحة الأولى من نتائج البحث. 

وتلقي بعض أجزاء الدراسة الضوء على نواحٍ مثيرة للاهتمام في كيفية تعامل الناس من أعمار مختلفة وأماكن مختلفة مع المعلومات المزيفة، ونظرتهم إلى دورهم في إيقافها. ويعتقد 62% من إجمالي المشاركين أنهم يرون المعلومات المزيفة كل أسبوع، على سبيل المثال. ويشعر القارئون من الجيل زد وجيل الألفية (مواليد 1981-1996) والجيل إكس (X Gen) (مواليد 1965-1980) أنهم أكثر ثقة في قدرتهم على كشف المعلومات المزيفة وأكثر اهتماماً باحتمال تصديق المقربين من العائلة والأصدقاء للمعلومات المضللة على الإنترنت. 

ولكن الدراسة تعتمد على دقة المشاركين في التعبير عن معتقداتهم وعاداتهم بأنفسهم. كما أن الأرقام المتفائلة حول العادات الحقيقية للجيل زد تتضارب بشكل واضح مع نتائج أخرى حول كيفية قيام الناس بتدقيق المعلومات على الإنترنت. 

اقرأ أيضاً: كيف استطاع الذكاء الاصطناعي التنبؤ بالمعلومات المضللة قبل نشرها؟‎

على الإنترنت التعبير عن النفس لا يساوي شيئاً!

ويعتقد الأستاذ في جامعة ستانفورد، والذي يدرس ممارسات التحقق من الوقائع، سام واينبرغ، أنه يعرف أنه عند محاولة فهم كيفية تصرف الناس فعلياً على الإنترنت، فإن "التعبير عن النفس لا يعني شيئاً". 

ويضيف: "هناك ما يقول الناس إنهم يفعلونه، وهناك ما يفعلونه حقاً، وهو تباين يعود إلى بدايات علم النفس الاجتماعي". وقد وجد بحثه أنه عند عدم وجود إشراف، فإن الأشخاص الأصغر سناً نادراً ما يستخدمون القراءة الجانبية أو غيرها من التقنيات المتقدمة للتحقق من الوقائع بأنفسهم.  

وفي دراسة حديثة قادها واينبرغ وفريقه في ستانفورد، أراد الباحثون معرفة ما إذا كانت إتاحة دورة تدريبية على الإنترنت عن تقنيات التحقق من الوقائع يمكن أن تحسن من قدرة طلبة الجامعات على التحقق من المعلومات. وقبل الدورة، لم يستخدم القراءة الجانبية سوى 3 من أصل 87 من الطلبة الخاضعين للاختبار، ما يعني في هذه الحالة أنهم تركوا موقع الويب المطلوب منهم تقييمه للاطلاع على مصادر خارجية. 

يقول واينبرغ: "لو كان الناس يعتمدون على القراءة الجانبية بشكل عفوي، لكُنّا في حال أفضل بكثير". 

اقرأ أيضاً: فيسبوك تمطر مرضى السرطان بإعلانات عن علاجات غير مثبتة

وفي دراسة أكبر، طُلِب من أكثر من 3,000 طالب في المرحلة الثانوية التحقق من سلسلة من المزاعم على الإنترنت. وقد كانت النتائج سيئة للغاية، فقد اعتقد أكثر من نصف الطلبة الخاضعين للاختبار أن مقطع فيديو مجهول المصدر على فيسبوك، وتم تصويره في روسيا، يحتوي على "أدلة قوية" على تزييف انتخابي في الولايات المتحدة. (توضيح كامل: كنت مشاركاً في دراسة سابقة من فريق واينبرغ لدراسة أساليب مختصي التحقق من الوقائع ومقارنتها بالأساليب التي يستخدمها المؤرخون وطلبة ستانفورد). 

من الواضح أن الجيل زد يستخدم الإنترنت بشكل مختلف عن الأجيال السابقة. ولكن الأشخاص الأصغر سناً معرضون أيضاً للوقوع في بعض الهفوات، وتأثيرات أساليب الاستخدام الموجه للمعلومات المزيفة، وضغط المشاركة الذي كان سبباً في الممارسات السيئة على الإنترنت لعدة سنوات.