تشات جي بي تي يهدد 19% من وظائف البشر

2 دقائق
تشات جي بي تي يهدد 19% من وظائف البشر
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Indypendenz

تشات جي بي تي (ChatGPT) هو بوت دردشة مدعوم بالذكاء الاصطناعي يمكنه إنشاء نصوص بلغة طبيعية حول مواضيع مختلفة، وله العديد من التطبيقات في مختلف الصناعات والوظائف. وفقاً لبعض الباحثين، يمكن أن يؤثّر هذا البوت على العديد من الوظائف، خاصةً تلك التي تتضمن الكتابة والبرمجة وتحليل البيانات والترجمة والعلاقات العامة والصحافة.

يتمتع تشات جي بي تي بقدرات مذهلة، حيث يقول مختبر أبحاث الذكاء الاصطناعي أوبن أيه آي (OpenAI)، وهو المختبر الذي طوّر البوت، إنه تفوق على 90% من طلاب القانون، و99% من الطلاب الذين يتنافسون في أولمبياد الأحياء، وهي مسابقة دولية تختبر معرفة ومهارات طلاب المدارس الثانوية في مجال علم الأحياء.

اقرأ أيضاً: 5 وظائف مهددة بسبب تشات جي بي تي

تشات جي بي تي يهدد 19% من الوظائف الأميركية

في دراسة أجراها باحثون في مختبر أوبن أيه آي (OpenAI) بالتعاون مع باحثين من جامعة بنسلفانيا الأميركية، تبيّن أن معظم الوظائف تتأثر بدرجة معينة ببوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي.

يعود هذا التأثير إلى القدرات التي تتمتع بها بوتات الدردشة، فهي قادرة على كتابة المقالات والإعلانات ورسائل البريد الإلكتروني بطريقة سليمة لا تختلف عن البشر، بالإضافة إلى كتابة التعليمات البرمجية.

اقرأ أيضاً: تشات جي بي تي يرسب في الفيزياء ولا يفهم الأسئلة المعقدة

وقد أكدت الدراسة أن تشات جي بي تي يمكن أن يؤدي اليوم نحو 50% من المهام التي يقوم بها 19% من الموظفين في الولايات المتحدة. واستنتجت الدراسة نفسها أن نحو 80% من الوظائف في الولايات المتحدة قد تتأثر بنسبة تزيد على 10%، وهذا ما أكده عالم الذكاء الاصطناعي في شركة إنفيديا جيم فان بتغريدة على تويتر.

وجدت الدراسة أيضاً أن الوظائف ذات الأجور الأعلى، والتي عادةً ما تشمل القيام بأكثر من مهمة واحدة باستخدام برامج الحاسوب، مهددة أكثر من غيرها. من بين هذه الوظائف الترجمة وكتابة الشعر والأغاني والمقالات والعلاقات العامة وإعداد الضرائب والمحاسبة والمراجعة والصحافة.

في المقابل، تعتبر الوظائف التي تتطلب عملاً يدوياً مثل البستنة وقطع الأشجار وصناعة الأغذية مهددة بشكلٍ ضئيل.

على الرغم من ذلك، أشارت الدراسة إلى أن تشات جي بي تي يمكن أن يرتكب أخطاءً، فقد يعطي معلومات خاطئة أو حتى يختلق معلومات غير موجودة، هذا الأمر يجعلنا بحاجة إلى موظفين بشر للإشراف على عمله والتحقق من دقته وموثوقيته.

بناء على ذلك، يمكننا القول إن تشات جي بي تي وغيره من بوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي لا تشكّل بقدراتها الحالية خطراً كبيراً على وظائف البشر، نظراً لأنها عرضة للأخطاء، في حين أنها يمكن أن تحسّن عمل الموظفين البشر وتساعدهم على أداء مهامهم بسرعة أكبر وتسهم في توفير الكثير من الوقت والجهد.

اقرأ أيضاً: كيف يُستخدم الذكاء الاصطناعي لتحسين أداء الموظف ومشاركته؟

لكن في المستقبل، يتوقع الباحثون أن يتطور تشات جي بي تي كثيراً، ويصبح قادراً على تقديم معلومات دقيقة للغاية، عندها سيكون تأثيره على وظائف البشر كبيراً جداً، وقد يؤدي إلى الاستغناء عن الكثير من الموظفين.

تأثير تشات جي بي تي على الوظائف في الدول العربية

يستطيع تشات جي بي تي توليد النصوص بالكثير من اللغات، بما في ذلك اللغة العربية، لهذا السبب قد يشعر بعض الموظفين العرب بالقلق على وظائفهم.

لكن النصوص التي يولدها هذا البوت باللغة العربية ليست دقيقة كما هو الحال مع النصوص الإنجليزية، وهذا أمر طبيعي، لأن معظم البيانات التي استخدمت لتدريبه كانت باللغة الإنجليزية.

الآن، حين نطلب من تشات جي بي تي كتابة مقال باللغة العربية حول أي موضوع، سيقوم بتوليد جمل وفقرات تتضمن أخطاءً إملائية ونحوية، وتكون صياغة النص ركيكة، ونادراً ما يعطينا نصاً عربياً بلا أخطاء.

هذا يعني أن تشات جي بي تي لا يستطيع بقدراته الحالية تهديد الوظائف التي تتطلب مهارة الكتابة باللغة العربية، لكننا لا نعرف ما سيحصل في المستقبل إذا تم تدريبه على المزيد من النصوص العربية.