كيف تبني تطبيقات ذكية دون أن تكون خبيراً في البرمجة أو الذكاء الاصطناعي؟

4 دقيقة
كيف تبني تطبيقاً مدعوماً بالذكاء الاصطناعي دون خبرة تقنية؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/TippaPatt

في العصر الحالي، لم يعد دمج الذكاء الاصطناعي في التطبيقات ترفاً بل ضرورة؛ إذ تحل علينا مع الذكاء الاصطناعي الكثير من الفوائد، مثل أتمتة المهام البسيطة، وتوفير تجارب مخصصة، وتحسين عملية صنع القرار.

في هذه المقالة، سنلقي الضوء على عملية إنشاء تطبيق مدعوم بالذكاء الاصطناعي. فخلافاً للاعتقاد الشائع، لم يعد إنشاء هذا النوع من التطبيقات أمراً معقداً وصعباً، وذلك بفضل المنصات السهلة الاستخدام وخدمات الحوسبة السحابية التي تجعل أي شخص قادراً على إنشاء تطبيقات مدعومة بالذكاء الاصطناعي، حتى لو لم يكن يمتلك خبرة سابقة في البرمجة أو الذكاء الاصطناعي.

اقرأ أيضاً: بناء مستقبل جديد: الذكاء الاصطناعي يسهم في تنمية المهارات

ما التطبيقات المدعومة بالذكاء الاصطناعي؟

التطبيقات المدعومة بالذكاء الاصطناعي هي تطبيقات تعمل على الاستفادة من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لأداء المهام التي تتطلب الذكاء البشري. تشمل هذه المهام التعلم واتخاذ القرار وحل المشكلات، إذ يجعل الذكاء الاصطناعي هذه التطبيقات قابلة للتكيُّف وذكية وقادرة على تحسين تجربة المستخدم بشكلٍ كبير.

مراحل إنشاء تطبيق مدعوم بالذكاء الاصطناعي

لا يوجد نموذج عمل محدد لإنشاء تطبيق مدعوم بالذكاء الاصطناعي، لكن هناك بعض الخطوات التي يمر فيها كل تطبيق من هذا النوع وهي:

1. تحديد الغرض من التطبيق والجمهور المستهدف

يعد تحديد الغرض من تطبيقك المدعوم بالذكاء الاصطناعي خطوة أولى حاسمة. يتضمن ذلك تحديد المشكلة أو الحاجة المحددة التي سيعالجها التطبيق. اسأل نفسك ما المهام التي تريد أتمتتها أو تحسينها باستخدام الذكاء الاصطناعي، وما القيمة التي ستضيفها إلى تجربة المستخدم.

بمجرد أن يكون لديك هدف واضح، يصبح تحديد جمهورك المستهدف أسهل بكثير. يجب أن يكون جمهورك هو مَن سيستفيد أكثر من إمكانات تطبيقك. ضع في اعتبارك عوامل مثل العمر والمهنة والاهتمامات والخبرة التكنولوجية. يساعد فهم جمهورك على تخصيص ميزات التطبيق وواجهة المستخدم بما يتناسب مع تفضيلاتهم واحتياجاتهم.

اقرأ أيضاً: تحقيق الاستفادة المثلى من قدرات الذكاء الاصطناعي التوليدي

2. اختيار أداة إنشاء تطبيقات دون خبرة برمجية

يمكنك إنشاء تطبيقات دون كتابة سطر واحد من التعليمات البرمجية أو امتلاك أي مهارات تكنولوجية، وذلك بفضل أدوات سهلة الاستخدام وبديهية ومرنة تُتيح لك تصميم التطبيقات وتطويرها ونشرها باستخدام واجهات السحب والإفلات والمكونات والقوالب الجاهزة.

هناك العديد من هذه المنصات في السوق، ومن أبرزها:

  • جوجل أب شيت (Google AppSheet): منصة إنشاء تطبيقات دون تعليمات برمجية يمكنها تحويل جداول البيانات إلى تطبيقات، وهي متكاملة مع خدمة الحوسبة السحابية جوجل كلاود بلاتفورم.
  • مايكروسوفت باور أبس (Microsoft PowerApps): منصة إنشاء تطبيقات دون تعليمات برمجية متكاملة مع خدمة الحوسبة السحابية مايكروسوفت آزور.

3. إنشاء التطبيق باستخدام المنصة

بعد أن تختار المنصة، يمكنك الشروع في إنشاء التطبيق، ستجد الكثير من الموارد المتاحة عبر الإنترنت لتعلم كيفية استخدام المنصة، يشمل ذلك:

  • الوثائق الرسمية: ابدأ بقراءة الوثائق الرسمية المقدمة من المنصة. فقد صُمِمت لمساعدتك على فهم الأساسيات والميزات المتقدمة للأداة.
  • يوتيوب: يُعدُّ يوتيوب مصدراً ممتازاً للتعلم، ابحث عن البرامج التعليمية التي تعلمك كيفية إنشاء تطبيق باستخدام المنصة التي اخترتها.

اقرأ أيضاً: 5 مهارات لم تعد في حاجة إلى اكتسابها بوجود الذكاء الاصطناعي

4. ربط التطبيق بواجهة برمجة تطبيقات الذكاء الاصطناعي

إن ربط تطبيقك بواجهة برمجة تطبيقات الذكاء الاصطناعي (AI API) يعني السماح لتطبيقك بالوصول إلى إمكانات خدمة الذكاء الاصطناعي والاستفادة منها.

تعمل واجهة برمجة التطبيقات جسراً بين تطبيقك وخدمة الذكاء الاصطناعي، ما يمكّن تطبيقك من إرسال البيانات إلى خدمة الذكاء الاصطناعي وتلقي استجابات أو إجراءات ذكية منها.

إليك كيف تتم هذه العملية:

  1. اختيار خدمة الذكاء الاصطناعي: حدد خدمة الذكاء الاصطناعي التي توفّر الميزات التي تحتاج إليها، مثل معالجة اللغة الطبيعية أو التعرف إلى الصور أو التحليلات التنبؤية أو الذكاء الاصطناعي التوليدي.
  2. الحصول على مفاتيح واجهة برمجة التطبيقات: سجّل في خدمة الذكاء الاصطناعي للحصول على مفاتيح واجهة برمجة التطبيقات الفريدة. تُستخدم هذه المفاتيح لمصادقة طلبات تطبيقك.
  3. ربط تطبيقك بواجهة برمجة التطبيقات: في المنصة التي استخدمتها لإنشاء التطبيق، اربط تطبيقك بواجهة برمجة تطبيقات الذكاء الاصطناعي. يتضمن هذا عادةً تكوين الإعدادات وإدخال مفاتيح واجهة برمجة التطبيقات التي حصلت عليها.
  4. إرسال الطلبات: سيرسل تطبيقك البيانات إلى خدمة الذكاء الاصطناعي عبر واجهة برمجة التطبيقات. على سبيل المثال، يمكنك إرسال نص لمعالجة اللغة أو صور للتعرف إلى الكائنات فيها.
  5. تلقي رد خدمة الذكاء الاصطناعي: تعالج خدمة الذكاء الاصطناعي البيانات وإرسال الرد أو الإجراء، ويمكن لتطبيقك بعد ذلك استخدام هذه الرد أو الإجراء لتوفير وظائف محسنة للمستخدم.

من خلال ربط تطبيقك بواجهة برمجة تطبيقات الذكاء الاصطناعي، فإنك تمنحه القدرة على أداء مهام ذكية دون الحاجة إلى تطوير خوارزميات الذكاء الاصطناعي المعقدة بنفسك، وهي طريقة سهلة وبسيطة لتعزيز قدرات تطبيقك.

اقرأ أيضاً: كيف نطوّر الذكاء الاصطناعي المسؤول الذي ينفع المجتمع؟

5. اختبار تطبيقك ونشره

بعد الانتهاء من إنشاء التطبيق وربطه بواجهة برمجة تطبيقات الذكاء الاصطناعي، يجب عليك اختباره قبل نشره للتحقق من أنه يلبي الهدف الرئيسي واحتياجات الجمهور المستهدف. بعد ذلك، يمكنك الشروع في نشر التطبيق.

نصائح مهمة لمطوري التطبيقات

فيما يلي بعض النصائح المهمة لمطوري تطبيقات الذكاء الاصطناعي الطموحين:

  • ابدأ ببساطة: ابدأ بإصدار أساسي من تطبيقك وأضف التعقيد تدريجياً عندما تصبح معتاداً على استخدام المنصة والأدوات وخدمات الذكاء الاصطناعي.
  • ركّز على تجربة المستخدم: تأكد من أن التطبيق بديهي وسهل الاستخدام، فتجربة المستخدم الجيدة ستجعل المستخدمين يستمرون في استخدام تطبيقك.
  • افهم قيود الذكاء الاصطناعي: الذكاء الاصطناعي ليس حلاً سحرياً، إذ إن له حدوداً ويتطلب بيانات عالية الجودة ليعمل بفاعلية.
  • أعطِ الأولوية للخصوصية: كُنْ شفافاً بشأن كيفية استخدام البيانات التي تجمعها وكيف تخزنها وتستخدمها، ونفّذ سياسات خصوصية صارمة لحماية بيانات المستخدمين.
  • استفِد من تعليقات المستخدمين: اجمع تعليقات المستخدمين واستخدمها لتحسين تطبيقك. هذا أحد أهم مفاتيح النجاح.
  • ابقَ على اطلاع بتطور التكنولوجيا: تتطور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بسرعة. استمر في التعلم وكُنْ مطلعاً على أحدث اتجاهاتها وتطوراتها.
  • استفِد من الخدمات السحابية: استخدم الخدمات السحابية للتوسع والوصول إلى أدوات الذكاء الاصطناعي القوية وموارد الحوسبة التي تحتاج إليها.
  • ضع خطة تحديث وصيانة: بمجرد نشر تطبيقك، سيتطلب تحديثات وصيانة منتظمة للحفاظ على عمله بسلاسة.
  • أنشئ شبكة علاقات: تواصل مع مطوري التطبيقات الآخرين وخبراء الذكاء الاصطناعي. يمكن أن يوفّر هؤلاء رؤى وفرصاً قيمة للتعاون.

المحتوى محمي