بصمة الإصبع ومعرف الوجه: أيهما أكثر أماناً للحفاظ على بياناتنا ومعلوماتنا؟

5 دقائق
بصمة الإصبع ومعرف الوجه: أيهما أكثر أماناً للحفاظ على بياناتنا ومعلوماتنا؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Mykhailo Matviichuk

أصبحت البيانات والمعلومات الشخصية التي تُخزن في الهواتف الذكية مهمة للغاية وأغلى من أي وقت مضى، ومن ثم فإن تأمينها ضد مجرمي الإنترنت والهجمات السيبرانية هو أولوية قصوى، ومع ذلك فإن القلق لا ينبع فقط من إمكانية إصابة هواتفنا بالبرامج الضارة أو برامج التجسس، بل يأتي كذلك من الطريقة الكلاسيكية في الوصول إلى البيانات والمعلومات من الهواتف الذكية مباشرة لا سيما في حالة سرقتها أو ضياعها.

وعادةً تتمثل الطريقة التقليدية التي نمنع بها الأشخاص من الوصول إلى هواتفنا الذكية مباشرة بتأمينها بكلمة مرور، ومع ذلك، يمكن الحصول على كلمات المروربعدة طرق، بدايةً من استخدام هجمات القوة العمياء وانتهاءً بمراقبة مكان تواجد اللطخات الدهنية لبصمات الأصابع على الشاشة، أو إعادة محاكاة النمط على الشاشة.

وهذا يترك المستخدمين أمام طرق المصادقة البيومترية المختلفة والتي أصبحت من أبرز الميزات التي تقدمها الهواتف الذكية، وأشهرها معرف بصمة الإصبع (Fingerprint) و معرف الوجه (Face ID) لتأمين الهواتف الذكية، ولكن أيهما أفضل لتأمين البيانات والمعلومات الموجودة في الهواتف الذكية، وما مزايا وعيوب كلٍّ منهما؟

اقرأ أيضاً: كيف تحمي نفسك من هجمات الهندسة الاجتماعية؟

للحفاظ على أمان بياناتك، كيف يجب عليك فتح قفل هاتفك؟

مع تطور الهواتف الذكية على مدار العقد الأخير، أصبحت معظم ميزات التأمين تأتي متضمنة فيها ما يترك للمستخدم ما يصل إلى أربعة خيارات للاختيار من بينها لتأمين قفل هاتفه الذكي، وبينما يمكن أن يُشكل استخدام كلمات المرور أو النمط تحدياً لبعض المستخدمين، مثل صعوبة تذكرها أو إمكانية اختراقها، فإن خياري استخدام بصمة الإصبع أو معرف الوجه يعتبران الأكثر استخداماً، ومع ذلك فإن لكل منهما إيجابياته وسلبياته.

إيجابيات وسلبيات استخدام أنظمة التعرف على بصمات الأصابع

منذ أن قدمتها كبرى شركات التكنولوجيا منذ أكثر من تسع سنوات، انتشرت أنظمة التعرف على بصمات الأصابع في العالم بأسره وأصبحت ميزة أساسية في معظم الهواتف الذكية الحديثة، حيث تتمتع بالعديد من الإيجابيات، منها:

  • الأكثر استخداماً: حتى يومنا هذا لا يزال التعرف على بصمات الأصابع هو الأكثر استخداماً في عمليات المصادقة والوصول عبر معظم الأنظمة عندما يتعلق الأمر بالتحقق من هوية المستخدم.
  • غير مُكلفة مادياً: تعتبر تكنولوجيا ميسورة التكلفة وسهلة الاستخدام والتنفيذ.
  • الدقة: لكل إنسان في العالم سمات مختلفة، لكن لا شيء يختلف أكثر من نمط بصمات الأصابع، حيث من الصعب إعادة إنشائه ما يجعل هذه الطريقة واحدة من أكثر الأنظمة أماناً.

اقرأ أيضاً: ما حقيقة جهاز فليبر زيرو وقدرته المزعومة على سرقة كلمات المرور؟

على الجانب السلبي، ثمة عدة نقاط ينبغي مراعاتها فيما يتعلق بأنظمة التعرف على بصمات الأصابع، منها:

  • المخاوف الصحية: يمكن أن يشكّل استخدام ماسح بصمة الإصبع باستمرار مخاوف صحية لبعض المستخدمين.
  • عيوب المستشعر: عادةً يحتاج المستخدم إلى نظافة إصبعه لتشغيل مستشعر بصمات الأصابع، لذا بمجرد أن يصبح الإصبع متسخاً أو مبللاً أو مغطى بالقفازات لن تعمل التقنية بشكلٍ صحيح.
  • الحجم المناسب: قد لا يتناسب حجم الماسح الضوئي أحياناً مع أصابع المستخدم، ما يجعل الوصول إلى المستشعر أمراً غير مريح.

إيجابيات وسلبيات استخدام أنظمة التعرف على الوجه

 فتحت أنظمة التعرف على الوجه عالماً من الاحتمالات لحلول تصميم أكثر أناقة تجعل المستخدمين يطبقونها أكثر منذ ظهورها قبل أكثر من أربع سنوات، حيث تتمتعبالعديد من المزايا، منها:

  • الخصوصية: فقط وجهك قادر على فتح الجهاز.
  • الراحة والبساطة: مقارنة بأنظمة التعرف على الأصابع، فإن أنظمة التعرف على الوجه تعتبر أكثر شمولاً لمعظم المستخدمين.
  • الدقة: لا يتطلب الأمر إجراءات محددة لإلغاء قفل الأجهزة، وهو أمر مفيد للمستخدمين الذين يعانون من أي نوع من الإعاقات.

اقرأ أيضاً: حالات موثّقة تسببت فيها الهجمات السيبرانية بموت البشر

ومع ذلك وعلى الرغم من أن هذه التقنية تبدو مثالية فإن لها العديد من العيوب، منها:

  • المراقبة: يمكن للتسجيل والمسح باستخدام تقنية التعرف على الوجه أن يجعل المستخدمين يشعرون وكأنهم يخضعون للمراقبة والتحليل باستمرار.
  • مسائل الخصوصية: يعتقد الكثير من المستخدمين أن التكنولوجيا يمكن أن تشكّل تهديداً لخصوصيتهم عبر احتمالية تنشيط كاميرا الهاتف بشكل عشوائي عندما يتحرك الشخص بطريقة معينة.
  • التكنولوجيا لها حدودها: في بعض الأحيان قد يكون هناك خلل في تطبيق النظام، من خلال التأثر بالظروف المحيطة مثل الإضاءة والمكياج، وأحياناً بلون البشرة الطبيعي للمستخدم.
  • ليست ميسورة التكلفة: يمكن أن تكون مكلفة في التنفيذ.

أيهما أفضل لتأمين الهاتف: بصمة الإصبع أمْ معرف الوجه؟

بعد أن رحب العالم بتكنولوجيا معرف الوجه على الهواتف الذكية، فقدت تكنولوجيا التعرف على بصمة الأصابع بعضاً من أهميتها، وهذا يعود إلى الراحة والبساطة التي تقدمها أنظمة التعرف على الوجه في فتح الهاتف الذكي، ومع ذلك يتفق معظم باحثي الأمن الرقمي على أن معرف الوجه أقل أماناً من التعرف على بصمة الأصابع.

اقرأ أيضاً:هل ستكون تقنية التعرف على بصمة الكف من شركة تينست وسيلة جديدة للمراقبة في الصين؟

ويرجع ذلك جزئياً إلى أنه يرسم خرائط لملامح وجه المستخدم والتي غالباً لا تكون فريدة من نوعها، وهو بحسب الخبراء يعتبر مقايضة بين الراحة والأمان مقابل المظهر، لأن وجود مستشعر بصمة الإصبع في الجهة الخلفية للهاتف الذكي قد لا يعجب الكثيرين، بعكس تكنولوجيا معرف الوجه التي صُممت لتكون عملية خالية من الاحتكاك، وكل ما على المستخدم فعله هو توجيه الكاميرا الأمامية نحو وجهه وسيتم فتح الهاتف بسرعة وسهولة.

ومع ذلك تعتبر أقل أماناً، حيث أظهرت الأبحاث أنه من الممكن للأشخاص الذين يتشاركون ملامح وجه متشابهة أن ينتهي بهم الأمر إلى الوصول إلى هواتف الغرباء، وذلك ببساطة لأن التقنية تعمل بدقة أقل. فوفقاً لشركة سامسونغ، يمكن إلغاء قفل هاتفك من قبل شخص يشبهك أو استخدام صورتك بكل سهولة.

اقرأ أيضاً: كيف يعمل بوت تشات جي بي تي كقوة مضاعفة لشن الهجمات السيبرانية؟

بينما على العكس تماماً، تبدو تكنولوجيا التعرف على بصمات الأصابع أفضل حالاً، لأن كل شخص لديه بصمته الفريدة، وهذا يجعل تزوير البصمة أمراً صعباً للكثيرين، بالإضافة إلى ذلك فإن التكنولوجيا المستخدمة في تنفيذ بصمة الأصابع أكثر سهولة من تكنولوجيا معرف الوجه، ولديها ميزات تأمينية أعلى وأكثر موثوقية.

على سبيل المثال تستخدم شركة آبل تقنية تُسمى المنطقة الآمنة (Secure Enclave) تتعرف على مواقع مسامات إصبعك الدقيقة، فعندما تضع إصبعك على مستشعر التعرف على الإصبع، فإن التقنية تكون قادرة على تحديد بصمة إصبعك بالإضافة إلى موقع المسام الدقيقة للإصبع للتأكد من أنك كنت تحاول الوصول إلى الهاتف، علاوة على ذلك فإن التقنية تتعلم باستمرار من بصمات الأصابع، ويمكنها أن تتحسن في التعرف على بصمة إصبعك بمرور الوقت، ما يُسرّع فتح الهاتف في كل مرة.

اقرأ أيضاً: ما هي مفاتيح المرور «باس كيز» من أبل؟ وبماذا تختلف عن كلمات المرور التقليدية؟

هل يجب عليك استخدام معرف الوجه أمْ بصمة الإصبع لتأمين هاتفك؟

يعتمد ذلك على تفضيلاتك الشخصية وعلى مدى وعيك للشعور بالأمان، لا سيما وأن معظم الهواتف الذكية الآن تأتي بكلا الخيارين بالإضافة إلى خيار كلمات المرور والنمط ضمن إعدادات تأمين قفل الهاتف. ومع ذلك إذا كنت تريد الخيار الأفضل فيما يتعلق بتأمين هاتفك، فإن تفعيل ميزة التعرف على بصمة الأصبع سيكون الخيار المنطقي لقوته وموثوقيته خاصة للتطبيقات الحساسة مثل التطبيقات البنكية والبريد الإلكتروني وتطبيقات التواصل.

ولكن إذا اخترت تقنية التعرف على الوجه كوسيلة أساسية لإلغاء قفل هاتفك، يمكنك أيضاً اتخاذ بعض الاحتياطات الإضافية معها مثل:

  • استخدم كلمة مرور قوية أو رمز PIN كطريقة احتياطية لإلغاء قفل هاتفك.
  • قم بتمكين ميزات وعي الانتباه (Attention Aware) التي تتطلب منك النظر إلى الشاشة أو الوميض قبل فتح قفل هاتفك.
  • تجنب تعيين ميزة التعرف على الوجه في ظروف الإضاءة المنخفضة أو عند ارتداء النظارات أو القبعات أو الأقنعة أو المكياج الذي قد يغير مظهرك.
  • حدِّث صورة وجهك بانتظام لتأخذ في الحسبان التغييرات التي تطرأ على مظهرك بمرور الوقت.