كيف تحمي منزلك الذكي من الهجمات السيبرانية؟

في شهر أكتوبر/تشرين الأول عام 2016، تعرضت شركة "دين" (Dyn) المزودة لأسماء النطاقات (DNS) لهجوم الحرمان من الخدمة، أدى الهجوم إلى تعذر الوصول لعدد كبير من مواقع الإنترنت حول العالم.

استخدم المهاجمون لتنفيذ هذا الهجوم عدداً كبيراً من الأجهزة المتصلة بشبكة الانترنت لإغراق خوادم شركة دين بالطلبات، ما أدى إلى تعطلها.

يبدو أن المهاجمين استفادوا من وجود عدد كبير من أجهزة إنترنت الأشياء المتصلة بشبكة الإنترنت واستخدموها لتوجيه طلبات إلى خوادم شركة دين، إذ تشير التقديرات أن عدد أجهزة المنازل الذكية بلغ حوالي 5.2 مليار جهاز في عام 2017 هذه الأجهزة متنوعة للغاية، وهي تشمل كل شيء من الغسالات الذكية إلى كاميرات المراقبة إلى الأقفال الإلكترونية وغيرها.

مثل هذا الهجوم يوضح مدى الحاجة إلى تأمين المنازل الذكية التي توجد فيها أجهزة إنترنت الأشياء، لمنع المتسللين من الوصول إليها واستهدافها، خاصة أن بعض الأجهزة يمكن أن يهدد خصوصية الناس في منازلهم مثل كاميرات المراقبة.

أجهزة حماية المنازل الذكية

يقول بول ليبمان، وهو الرئيس التنفيذي لشركة أمن الإنترنت البريطانية "بولغارد" (Bullguard)، أن معظم الأجهزة المنزلية الذكية يتم صناعتها من قبل شركات تفتقر إلى الخبرات الأمنية والبرمجية، لذلك تكون هذه الأجهزة سهلة الاختراق عادةً.

لحل هذه المشكلة، تبيع العديد من الشركات برامج حماية وأجهزة مخصصة لحماية المنازل الذكية وأجهزة إنترنت الأشياء. على سبيل المثال، توفر برامج مكافحة الفيروسات الشهيرة مثل "نورتون" (Norton) و "إيسيت" (Eset) و "أفيرا" (Avira) وغيرها إمكانية حماية الأجهزة المختلفة ومن تعرضها للاختراق.

من أجل استخدام برامج الحماية هذه، يجب عليك دفع اشتراك شهري أو سنوي، بالطبع تتوفر إصدارات مجانية، لكنها لا توفر حماية في الوقت الفعلي.

تلعب مثل هذه البرامج دوراً فعالاً في مراقبة ومنع الهجمات السيبرانية، فهي تقوم بفحص سلوك الأجهزة وعملها، ثم تحليل كل ذلك في السحابة لتحديد ما إذا كان هذا السلوك مريباً أو يحتمل أن يشكل تهديداً.

ليست البرامج فقط هي المتوفرة، هناك العديد من الأجهزة التي يمكن شراؤها والاعتماد عليها. فقد أطلقت شركة تطوير الشبكات المنزلية "إييرو" (Eero) منذ سنوات موجه إنترنت مركزي بسعر 299 دولار أميركي، يعتبر هذا الجهاز خياراً أكثر أماناً من تثبيت برامج مكافحة الفيروسات على كل جهاز في المنزل، وذلك لأنه يعمل على تأمين كل الأجهزة مع بعضها في آنٍ واحد من خلال حماية الشبكة. أي يقوم بفلترة وتحليل كل البيانات التي يتم إرسالها واستقبالها عبر الشبكة المنزلية ومنع مرور أي فيروسات أو برامج خبيثة عبرها، وفي حال رصد جهاز يقوم بسلوك غير طبيعي، يتم قطع اتصاله بالإنترنت بشكل تلقائي.

اقرأ أيضاً:

استعداد العملاء لشراء هذه الأجهزة

ليس من المعروف مدى استعداد العملاء لدفع المزيد من النقود من أجل تأمين شبكاتهم المنزلية وأجهزتهم، فالكثير منهم يعتقد أن الأجهزة المنزلية ليست بهذه الأهمية الكبيرة لكي يتم حمايتها، فما هي الحاجة من حماية الثلاجة الذكية؟ المعلومات التي توفرها هذه الثلاجة للمخترقين ليست ذات أهمية.

صحيح أن بعض الأجهزة الذكية ليست بهذه الأهمية بالنسبة لصاحبها، لكنها بالنسبة للمخترقين يمكن أن تكون ذات أهمية كبيرة، حيث يمكن مهاجمة عدد كبير من هذه الأجهزة لتوجيه عدد كبير من الطلبات إلى مواقع أو شركات بغرض تعطيل قدرتها على معالجة هذا الكم الهائل من الطلبات، هذا السيناريو هو بالضبط ما حصل في هجوم الحرمان من الخدمة الذي استهدف شركة دين.

لهذا السبب، من الضروري أن يعرف الجميع أن الأجهزة المنزلية الذكية قد لا تشكل تهديداً أمنياً لأصحابها فقط، بل تهدد الآخرين أيضاً، ما يستدعي بالضرورة حمايتها من الهجمات السيبرانية.

هجمات أكثر في المستقبل

نظراً لزيادة عدد الأجهزة المنزلية الذكية بشكل كبير، من الطبيعي أن تزداد الهجمات السيبرانية التي تستهدفها، لذلك، تعمل الشركات المطورة لهذه الأجهزة على تحسين بروتوكولات الأمان، فيها لكن ذلك ليس كافياً، فأمان هذه الأجهزة لا يتعلق بها فقط، بل بالشبكة التي ترتبط فيها والتي يجب تأمينها جيداً.

بدون تأمين شبكتك وأجهزتك المنزلية الذكية واتباع إجراءات الأمن السيبراني اللازمة، يمكن للمهاجمين استهدافك والوصول إلى أي جهاز في منزلك، والحصول على البيانات منه أو استخدامه من أجل الوصول استهداف أجهزة أخرى أو تنفيذ هجمات إلكترونية تستهدف الآخرين.