المملكة المتحدة تختبر تطبيقاً يقتفي أثر المصابين بكوفيد-19، فهل ستنجح؟

2 دقائق
مصدر الصورة: أوبسايدان فوتوجرافي عبر بيكساباي

يقول الخبر

أعلنت حكومة المملكة المتحدة أنها ستبدأ، هذا الأسبوع، في دعوة سكان جزيرة وايت لتحميل التطبيق الرسمي الذي أصدرته لاقتفاء أثر المخالطين للأشخاص المصابين بمرض كوفيد-19. وسيشرع العاملون بهيئة الخدمات الصحية الوطنية وموظفو البلدية في استخدام التطبيق بدءاً من اليوم، بينما سيتمكن جميع سكان الجزيرة البالغ عددهم 140 ألفاً من الوصول إلى التطبيق ابتداءً من يوم غدٍ الخميس. وفي حال نجاح التجربة، سيتم تعميمها على بقية أنحاء المملكة المتحدة بدءاً من منتصف شهر مايو الجاري. ويُعد هذا التطبيق جزءاً من خطة أوسع نطاقاً تستهدف البدء في تخفيف تدابير الحجر الصحي في البلاد بشكل آمن، وتتضمن الاستعانة بـ 18 ألف شخص إضافي لاقتفاء أثر مخالطي المرضى يدوياً.

كيفية عمل التطبيق

سيُطلب من الأشخاص الذين يقومون بتحميل التطبيق تشغيل خاصية البلوتوث، والسماح بالإشعارات، وإدخال النصف الأول من الرمز البريدي الخاص بهم. ثم سيُسألون بعد ذلك عما إذا كانت لديهم أية أعراض للإصابة بكوفيد-19، وإذا كانت لديهم مثل هذه الأعراض بالفعل، سُيطلب منهم إجراء اختبار الفيروس. ويستخدم التطبيق تقنية البلوتوث لتحديد الأشخاص الذين اقترب منهم صاحب الهاتف، بحيث يُمكنه تحذير الشخص إذا اقترب بشدة من أحد المصابين بكوفيد-19. وستتم دعوة مستخدمي التطبيق لتحميل قائمة بجهات الاتصال الخاصة بهم على التطبيق، الذي سيستخدم بدوره إحدى خوارزميات تقييم المخاطر لتحديد مَن الذي ينبغي تنبيههم. وتأخذ هذه الخوارزمية في الاعتبار المدة التي بقي فيها الشخصين على مقربة، ومدى اقترابهما من بعضهما البعض.

المشاكل المحتملة

المملكة المتحدة هي الدولة الوحيدة تقريباً التي قررت اعتماد هذا النهج المركزي في تطبيق تقفي أثر مخالطي المرضى الخاص بها، ورفضت استخدام النظام اللامركزي الذي صممته شركتي أبل وجوجل. وأعرب خبراء أمنيون وفنيون عن قلقهم، مُحذرين من أن التطبيق لن يُجدي نفعاً ما لم يقم الناس بتشغيله باستمرار (أي أنه لا يعمل بشكل أوتوماتيكي) مع إبقاء هواتفهم مفتوحة دائماً. وقال كريستوف فرازر الأستاذ بجامعة أكسفورد -والذي شارك في تطوير التطبيق- إنه لن يكون فعالاً إلا إذا قام 60% من السكان بتحميله. كما أثُيرت أيضاً مخاوف إزاء حقيقة اعتماد التطبيق على الإبلاغ الذاتي عن الأعراض، وهو أمر قد لا يمكن التعويل عليه، ويُمكن أن يتعارض مع قوانين البيانات المُطبقة في المملكة المتحدة.

ما الذي تفعله الدول الأخرى؟

كان تطبيق تريس توجيذر (TraceTogether) لتقفي أثر مخالطي المرضى في سنغافورة أحد أوائل التطبيقات التي تم إطلاقها، إلا أنه واجه عقبة كبيرة وهي حمل عدد كافٍ من الأشخاص على التسجيل فيه. كذلك صممت كلٍ من أستراليا ونيوزيلندا والهند تطبيقات مُماثلة، فيما اتسم التطبيق الخاص بالصين بدرجة كبيرة من المركزية وجمع الكثير من البيانات. إن أحد الدروس الرئيسية التي تعلمناها حتى الآن هو أنه ما لم يقم غالبية السكان بتحميل تطبيقات تقفي أثر مخالطي المرضى واستخدامها، فستقل فائدتها مقارنة بعملية تقفي أثر المخالطين يدوياً.