شارك عدد من المبتكرين الذين تقل أعمارهم عن 35 عاماً في جلسة بعنوان "مبتكرون دون 35 - الجزء الأول"، وذلك في اليوم الأول من مؤتمر إيمتيك مينا الذي عُقد في دبي يوم الإثنين 4 نوفمبر الفائت.
وكان الهدف هو رسم كيفية عيشنا وعملنا وتفكيرنا في المستقبل. والآن في العام الثاني للجائزة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ينضم هؤلاء المبتكرون إلى مجتمع عالمي من صناع التغيير.
كان أحمد نبيل أحد هؤلاء المبتكرين، بصفته مخترع تقنية كلينز Klens وطبيباً باحثاً في كلية إمبريال كولدج، وقد كان يتطلّع إلى تغيير الطريقة التي يتم بها إجراء العمليات الجراحية إلى الأبد. وأوضح ذلك بقوله: "لقد ساعدتُ في إجراء عمليات جراحية بسيطة جداً حدث فيها نزيف عرَضي. نحن نستخدم كاميرا لتصوير البِنى التشريحية داخل البطن، لكن عدسة الكاميرا أصبحت ملوثة بالدم النازف، مما تسبب في حجب رؤيتنا".
وقد كانت الطريقة الوحيدة لتنظيف الكاميرا هي إيقاف العملية، وسحب المنظار ومسح العدسة يدوياً، وهو أمر يجب إجراؤه مراراً وتكراراً. وأشار إلى أن "عملية التنظيف هذه لم تتغير منذ أكثر من قرن من الزمن. مما دفعني إلى ابتكار تقنية لتغيير ذلك؛ حيث يوفّر هذا الجهاز تدفق كمية محسوبة بدقة من السائل على عدسة المنظار لضمان الرؤية المثلى".
وقد قام نبيل بتصميم هذا الابتكار كنظام قائم بذاته لتجنب الحاجة إلى أي أجهزة خارجية أخرى. يقوم الابتكار بتنظيف العدسة خلال 0.4 إلى 0.8 ثانية، بالمقارنة مع ما يصل إلى دقيقتين بالطرق التقليدية، مما يجعل العمليات الجراحية أكثر أماناً وأقصر وقتاً وأقل تكلفة. وأضاف نبيل: "إنه يحل مشكلة عدم الفعالية التي تحدث في كل العمليات، وفي كل غرف العمليات في العالم. أبسط الابتكارات هي التي تترك غالباً التأثير الأقوى على العالم".
كما وصفت شيخة العثمان -مؤسِّسة أوراكسل كونكت Oraxcle Connect- نفسَها بأنها مُصمِّمة أنظمة صحية. بدأت حديثها بالإشارة إلى أن الأمم المتحدة قد ذكرت -خلال السنوات الخمس إلى الست الماضية- أن إحدى أكثر القضايا إلحاحاً في القرن الواحد والعشرين -إلى جانب ظاهرة الاحترار العالمي والفقر- هي شيخوخة السكان. هذا يعني أن الكثير من الأشخاص لديهم أشقاء أكثر من الأبناء، ويصبح للمرة الأولى في تاريخ البشرية عدد الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً أكبر من عدد الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات، مما يؤدي إلى زيادة العبء على أنظمة الرعاية الصحية.
وتقول: "يمكنني أن أقول اليوم بسعادة بالغة إن الرعاية الصحية تتجه نحو هذا الاتجاه. يوفر الحل الذي توصّلنا إليه شبكة اتصالات لمقدّمي الرعاية الأسرية، أي عائلات المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة ويقيمون في المنزل، وذلك من خلال مراقبة نشاطاتهم المنزلية".
ونظراً للصعوبة التي يواجهها الأطباء في متابعة المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة، سيتمكّن الأطباء الآن من الحصول على بيانات في الزمن الفعلي دون مشاركتهم في جمعها، وذلك حول ما يفعله الأشخاص خارج المستشفى لأول مرة في تاريخ الرعاية الصحية. واختتمت قائلة: "لم أتوقع أن تقودنا الرعاية الصحية إلى هذه المرحلة، لكن الأمر يتسارع ويتحرك بسرعة كبيرة. وأستطيع أن أضمن أن المنصات -كالتي قمتُ بتطويرها أو غيرها من المنصات- ستُثبت خلال وقت أقرب مما نعتقد أنها تقدّم هذه الخدمة".
وتحدّث أليساندرو بابيني، الرئيس التنفيذي لشركة هيومون هكس Humon Hex، عن قصة نجاحه كبداية بسبب سيناريو مستقبلي يصبح فيه الناس يعرفون عن سيارتهم أكثر مما يعرفونه عن أجسامهم. وأوضح قائلاً: "إذا قررنا جميعاً أن نشارك في سباق في الوقت الحالي، فما زلنا لا نمتلك أي فكرة عن الجهد الذي ينبغي علينا أن نبذله أو عن المسافة التي ينبغي علينا أن نقطعها. إن الحلّ الذي قمنا بتطويره لهذه المشكلة هو جهاز يمكن ارتداؤه يسمى هيكس Hex، حتى تتمكّن عضلات جسمك التي تستخدم الأكسجين في الزمن الفعلي من الإجابة على كل هذه الأسئلة. ويتم تخصيص الجهاز حسب كل مستخدم ويعمل مع أي عضلة. إنه أمر رائع لم يتم القيام به من قبل".
كما تحدّث عن الطريقة التي سيساعد بها الجهاز الرياضيين على تسجيل أرقام قياسية جديدة، وقد ساعد خلال أقل من ستة أشهر رياضيين أمثال بريانا وليامز وهنري سيخودو. وتعتبر شركة هيومون هكس اليوم رائدة على مستوى العالم في طريقة الاستشعار هذه، حيث تساعد آلاف الرياضيين والأشخاص في الصالات الرياضية وكذلك في إعادة التأهيل. وأضاف: "الأمر ليس سوى غيض من فيض. ونحن نرى شيئين في الأجهزة القابلة للارتداء في المستقبل، وهما عامل الشكل ومعرفة ما يحدث في الجسم".
يختفي عامل الشكل في الوقت الحالي؛ فللحصول على بيانات قيّمة فعلاً، تحدّث بابيني عن الحاجة إلى وضع المستشعرات في جميع أنحاء الجسم، وهذا هو سبب اعتقاده أن المستشعرات المستقبلية ستصبح مدمجة في ملابس الناس وأن الملابس الذكية ستقود المستقبل.
بالإضافة إلى ذلك، يعتقد بابيني أن معرفة ما يحدث في الجسم ستصبح أكبر مجال صناعي في العالم. واختتم قائلاً: "أصبحت بيانات الجسم ذات قيمة أكبر بكثير، مما يعني أن هذا المجال سيؤدي إلى نشوء شركات أكثر قيمة وقوة من شركات مثل فيسبوك اليوم. هذا هو المسار الذي يتجه العالم إليه".
وأخيراً، بدأت غنى الهنائي -المرشحة لنيل درجة الدكتوراه من جامعة كاليفورنيا الجنوبية- عرضَها التقديمي عن طريق ذكرها لاستخدامات المياه ومواردها وقيمتها؛ حيث قالت: "هنا في الإمارات العربية المتحدة، تأتي أكثر من 90 بالمئة من المياه التي نستخدمها من تحلية مياه الخليج". ويركز عملي هذا على الخليج لأنني نشأت هنا، ولأنه يشكل بيئة مائية فريدة من نوعها".
كما ذكرت أن ثُلث النفط في العالم يتم نقله عن طريق الخليج، وأن نصف قدرات تحلية المياه في العالم تتواجد في الخليج. وأشارت إلى أنه "ليس لدينا حقاً خيار آخر للمياه، فالمياه الجوفية بحدها الأدنى، ولا تمطر هنا إلا بالكاد. وأنا أذكر النفط والماء لأن النفط أو الطاقة في حاجة إلى المياه في عملياتها، والماء أو تحلية المياه في حاجة إلى الطاقة في عملياتها. أي أن كلاً منهما يعمل جنباً إلى جنب مع الآخر، فكلاهما في حاجة إلى بعضهما البعض، وهما متضافران".
وتحدثت عن هذه المنطقة التي تشرع الآن في مجال صناعي جديد، وهو الطاقة النووية، مما يضيف مجالاً صناعياً متضافراً رئيسياً ثالثاً في الخليج. وعلى هذا النحو، تركز الهنائي على تطوير إطار عمل من شأنه تقييم جميع أوجه الترابط المعقدة القائمة بينها وقياسها لتحسين إدارة الموارد والاستعداد في حالة وقوع حادث في أحد هذه المجالات الصناعية، لأنه يمكن أن يؤثر على أحد المجالات الأخرى كذلك. واختتمت قائلةً: "هذا الأمر مهم لأن العديد من البلدان المجاورة للخليج ليس لديها من إمدادات الماء إلا ما يكفي ليومين إلى ثلاثة أيام في حالة الطوارئ؛ لذلك يجب أن نكون قادرين على التعاون للحفاظ على هذا المورد المائي الحيوي آمناً لجيلنا وللأجيال القادمة".