الذكاء الاصطناعي يتنبأ بمرض باركنسون قبل 7 سنوات من ظهوره

3 دقائق
الذكاء الاصطناعي يتنبأ بمرض باركنسون قبل 7 سنوات من ظهوره
حقوق الصورة: shutterstock.com/PopTika

استطاع فريق من الباحثين من كلية لندن الجامعية، ومستشفى مورفيلدز للعيون تحديد علامات تشير إلى احتمال إصابة الأشخاص بباركنسون قبل سبع سنوات في المتوسط ​​من ظهور الأعراض السريرية، وذلك بمساعدة الذكاء الاصطناعي.

باركنسون وصعوبة التشخيص المبكر 

باركنسون هو اضطراب في الدماغ يسبب حركات غير مقصودة أو لا يمكن السيطرة عليها، مثل الارتعاش، والتصلب، وصعوبة التوازن والتنسيق. يعاني المرضى من صعوبة في المشي والتحدث، وتغيرات عقلية وسلوكية، واضطرابات في النوم، والاكتئاب، ومشكلات في الذاكرة، وإرهاق.

تظهر الأعراض غالباً في الستينيات من العمر، وتتفاقم بمرور الوقت، ويصبح من الصعب علاجها بفاعلية، ونادراً ما يُكشَف عنها في الخمسينيات.

اقرأ أيضاً: باستخدام الذكاء الاصطناعي وأنماط التنفس: سبق علمي فريد في الكشف عن أعراض مرض باركنسون مبكراً من عيادة جميل في إم آي تي

الذكاء الاصطناعي يكشف باركنسون قبل 7 سنوات من ظهور الأعراض 

في محاولة للبحث عن علامات المرض في وقتٍ مبكر، حددت الدراسة المنشورة في مجلة نيورولوجي Neurology، المجلة الطبية التابعة للأكاديمية الأميركية لعلم الأعصاب، علامات مرض باركنسون في فحوصات العين بمساعدة الذكاء الاصطناعي، وقبل 7 سنوات من ظهور الأعراض. وهذه هي المرة الأولى التي يتمكن فيها أحد من تحديد علامات باركنسون قبل عدة سنوات من التشخيص.

اعتمد الباحثون في الدراسة على صور شبكية العين ثلاثية الأبعاد عالية الدقة، التي تحتوي على علامات محددة يمكن أن تشير إلى خطر الإصابة بمرض باركنسون لدى الشخص. يمكن لنموذج الذكاء الاصطناعي الجديد تحديد هذه العلامات واحتمال إصابة الشخص بالمرض.

تشمل العلامات انخفاض سمك الطبقات المكونة للشبكية التي تدل على زيادة خطر الإصابة بمرض باركنسون، بالإضافة إلى العوامل الأخرى المسببة للمرض. 

يمكن الحصول على صور شبكية العين عالية الدقة تلك بنوع من الفحص ثلاثي الأبعاد المعروف باسم "التصوير المقطعي التوافقي البصري" (OCT)، يحصل الطبيب من خلاله على مقطع عرضي للشبكية بتفاصيل مذهلة، تصل إلى جزء من الألف من المليمتر.

اقرأ أيضاً: ما مخاطر الوصاية الصحية لأنظمة الذكاء الاصطناعي على المرضى؟

دقة النموذج

تم اختبار النموذج على مجموعتين من البيانات، تشمل المجموعة الأولى بيانات من «أيه آي زد آي» (AlzEye)، أكبر قاعدة بيانات في العالم لصور شبكية العين والبيانات السريرية المرتبطة بها، التي تضم أكثر من 1.5 صورة OCT وإجمالي 6.2 مليون صورة شبكية.

أمّا المجموعة الثانية، تشمل 85 ألف متطوع من قاعدة بيانات البنك الحيوي (biobank)، وقد كان الاختبار ناجحاً على مجموعتي البيانات؛ فقد استطاع الفريق تحديد العلامات الدقيقة في الشبكية، على الرغم من أن مرض باركنسون لديه معدل انتشار منخفض نسبياً (0.1-0.2% من السكان). 

اقرأ أيضاً: قهوتك الصباحية قد تقلل من احتمال إصابتك بمرضي ألزهايمر وباركنسون

صور العين تكشف علامات الإصابات بالتنكسات العصبية

كشف استخدام البيانات المستمدة من فحوصات العين في السابق عن علامات لحالات تنكس عصبي أخرى، بما في ذلك مرض ألزهايمر والتصلب المتعدد والفصام، بالإضافة إلى ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب والأوعية الدموية والسكتات الدماغية والسكري.

طُوِّرت هذه التقنية في البداية لمراقبة صحة العين، وتعد الطريقة الوحيدة غير التدخلية لرؤية طبقات الخلايا تحت سطح الجلد. وباستخدام تقنية التعلم الآلي المتقدمة أصبح بالإمكان تحليل أعداد كبيرة من الصور بدقة في وقتٍ قصير، واكتشاف المعلومات المخفية حول الجسم بأكمله من هذه الصور وحدها. 

قال أليستر دينيستون، استشاري طب العيون في مستشفيات جامعة برمنغهام، والأستاذ في جامعة برمنغهام: "يوضح هذا العمل إمكانات بيانات العين، التي يتم تسخيرها بواسطة التكنولوجيا لالتقاط العلامات والتغيرات الدقيقة للغاية التي لا يمكن للبشر رصدها". 

اقرأ أيضاً: الذكاء الاصطناعي يعزز معرفتنا بمرض السكري ويساعد في تطوير علاجات شخصية

أهمية الذكاء الاصطناعي في تحديد علامات الإصابة 

يفيد العثور على علامات للأمراض بإمكانية تفادي الإصابة بها أو عدم ظهور الأعراض، أو إيجاد طرق جديدة للوقاية والعلاج، ويكون لدى المريض المحتمل وقت كافٍ لتغيير نمط حياته والابتعاد عن مسببات المرض، ويمكن للأطباء تأخير ظهور الاضطرابات التنكسية العصبية.

تتميز هذه الطريقة بأنها أكثر قابلية للتطوير وغير جراحية وأقل تكلفة وأسرع من فحوصات الدماغ التي تُجرى لهذا الغرض.

يأمل الباحثون في أن تصبح هذه الطريقة قريباً أداة فحص مسبق للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالمرض، ويهدفون إلى توسيع نطاق السكان المفحوصين.

اقرأ أيضاً: خوارزميات عنصرية تمنع المرضى السود من الخضوع لجراحات زرع الكُلَى

يوصي الباحثون بإجراء دراسات مستقبلية لضمور طبقات الشبكية وترققها بهدف شرح آلية الإصابة، وللتأكد من أن تصوير الشبكية يمكن أن يدعم التشخيص والإدارة المعقدة للمرضى المصابين بمرض باركنسون.

المحتوى محمي