يتفشى الإرهاق الوظيفي بين العاملين والموظفين اليوم، ويؤثّر سلباً في صحتهم العقلية والجسدية، بالإضافة إلى التأثير في نجاح الشركات التي يعملون بها. وقد برزت تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي اليوم على أنها أداة فعّالة في مكافحة هذه الظاهرة، وتعزيز رفاهية الموظفين، وزيادة الإنتاجية في مكان العمل.
ما هو الاحتراق الوظيفي؟
الاحتراق الوظيفي هو ظاهرة مهنية، ترتبط بالإجهاد المزمن في مكان العمل دون إدارته بنجاح، مدفوعة باختلال التوازن بين متطلبات العمل من ضغط ونقص أعداد الموظفين، وسوء بيئة العمل، وبين موارد العمل وعلاقات العمل الداعمة والاستقلال الوظيفي، وثقافة الشركة السلبية التي تعوق التعاون والابتكار وتقتل الروح المعنوية للموظفين، وتؤدي بهم إلى:
- الشعور باستنزاف الطاقة أو الإرهاق، وما ينتج عنه مثل زيادة التغيب عن العمل.
- التأثير السلبي في الصحة العقلية والجسدية، والابتعاد عن الوظيفة.
- تراجع الأداء الوظيفي والكفاءة المهنية، وبالتالي انخفاض الإنتاجية.
- انخفاض الرغبة في المشاركة والحماس للعمل، ما يسبب انخفاض المشاركة والالتزام تجاه المؤسسة.
تنتشر هذه الظاهرة عالمياً، وتظهر في مهن متنوعة تشمل الرعاية الصحية والتكنولوجيا والتمويل وخدمة العملاء وغيرها.
اقرأ أيضاً: كيف يمكن إعادة بناء مستقبل العمل والعاملين في ظل الذكاء الاصطناعي؟
كيف يساعد الذكاء الاصطناعي على تجنب الاحتراق الوظيفي؟
تشكّل المهام المتكررة عبئاً على الموظفين، وتسليم هذه المهام للذكاء الاصطناعي يُتيح للموظفين فرصة التركيز على جوانب أكثر إبداعاً وتحدياً في عملهم، بالإضافة إلى أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي تساعد على تحديد علامات وأعراض الإرهاق والتدخل قبل أن يصل الموظف إلى نقطة الاحتراق الوظيفي، ومراقبة مستويات التوتر لدى الموظفين وتقديم الدعم الشخصي لهم، واقتراح إجراءات مستهدفة لتحسين رفاهية الموظفين ومراقبة فاعلية برامج الرفاهية من خلال جمع البيانات حول المشاركة ومعدلات المشاركة والنتائج.
يمكن بعد ذلك تحليل هذه البيانات لمساعدة الشركات على ضبط برامج الرفاهية الخاصة بها لتلبية احتياجات موظفيها بشكلٍ أفضل وتحقيق النتائج المرجوة.
تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تجنب الاحتراق الوظيفي
يعطي بعض المدراء اليوم أولوية لرفاهية الموظفين، وأدوات الذكاء الاصطناعي من أهم الوسائل التي تساعدهم على تجنبهم الاحتراق الوظيفي.
مراقبة الصحة العاطفية
تساعد أدوات معالجة اللغة الطبيعية وتحليل المشاعر على اكتشاف العلامات المبكرة للإرهاق والاضطراب العاطفي لدى الموظف؛ إذ تتعرف أنظمة الذكاء الاصطناعي على الأفراد الذين قد يكونون عرضة للخطر، وتساعد على تقديم تدخلات سريعة، مثل الوصول إلى موارد الصحة العقلية أو إجراء تعديلات على ظروف عملهم.
تساعد أدوات مثل وليبا Woliba على ذلك، وهي منصة صحية رقمية شاملة تهتم بصحة الموظفين، وتحسين الإنتاجية وتقليل التوتر، إذ توفّر مقالات ومسابقات صحية ومقاطع فيديو خاصة باللياقة البدنية، ووصفات التغذية الصحية، بالإضافة إلى تحسين مشاركة الموظفين وتقديرهم ونظام مكافآت خاص بهم.
المساعدات الافتراضية
زُوِّدت بعض أنظمة الرعاية الصحية بمساعدات افتراضيية لدعم الصحة الجسدية والعقلية للموظفين، وتذكيرهم بالوقت اللازم لأخذ فترات الاستراحة، وممارسة النشاط الرياضي، وتمارين اليقظة الذهنية، كما تقدّم جلسات تأمل موجَّهة.
يؤدي ذلك إلى تعزيز التوازن بين العمل والحياة والمساعدة على مكافحة الاحتراق الوظيفي.
تقدّم تيلوس TELUS منصة متكاملة للصحة والعافية للموظفين، وتوفّر مواردها الصحية على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع عبر مساعدها الشخصي. تجمع المنصة معلومات تقييم الموظفين ونصائح وتوصيات شخصية تتعلق بالصحة لدعم الصحة العامة، وتساعد على تمكين أصحاب العمل والموظفين وأسرهم من خلال دعم الصحة العقلية العالية الجودة والمبنية على الأدلة.
اقرأ أيضاً: الذكاء الاصطناعي يثبت تفوقه على البشر في اختيار المرشح الأفضل للوظيفة
جدولة المهام
يساعد الذكاء الاصطناعي على ضبط جداول مهام الموظفين، ويوفّر بيانات عن أيام دوامهم وإجازاتهم وأيامهم المزدحمة بالمهام، وتحليل الجداول الزمنية السابقة واحتياجات القوى العاملة، وتقديم اقتراحات الجدولة، بالإضافة إلى تمكين الموظفين من ملء جدول عملهم بمرونة أكبر، وهي ميزة يهتم بها عدد كبير من الموظفين أكثر مما يهتمون بالراتب، لكونها تنظّم وقتهم وتجنّبهم تراكم المهام، وبالتالي الاحتراق الوظيفي. من الأدوات التي تساعد على إنشاء الجداول الزمنية للموظفين بمرونة أداة شيفت ميت أيه آي ShiftMate AI المدعومة من أوبن أيه آي.
إرسال التقييمات وتقدير الإنجازات
توفّر أدوات الذكاء الاصطناعي وسيلة لإرسال تقييم وملاحظات إيجابية وتقدير إنجازات الموظفين، ما يخلق أجواءً إيجابية في مكان العمل وتقليل خطر الاحتراق الوظيفي. ومن هذه الأدوات أداة فيتيل Vityl، وهي أداة تساعد على تنمية ثقافة التقدير التي تجعل مكان العمل أكثر إنتاجية، وتعزز مشاركة الموظفين.
إدارة المهام
تساعد الأدوات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي الموظفين على تحديد أولويات المهام، وتقليل أعباء العمل، ورسم جداول زمنية فعّالة. تفحص الأدوات أنماط العمل وتحدد ضغوط المهام وتقدّم توصيات مخصصة، ما يساعد الموظفين على إدارة وقتهم بفاعلية، والتخلص من الإرهاق.
تحلل أداة أيانزا Ayanza المدعومة بالنموذجين اللغويين جي بي تي 3.5 وجي بي تي 4، سلوك المستخدم وتفضيلاته لتقديم اقتراحات وتقارير مفيدة، وتقترح المهام التي يجب التركيز عليها، وكيفية زيادة الإنتاجية.
اقرأ أيضاً: تعرّف إلى أوامر «جي بي تي-4 أو» المصممة لتعزيز عملك ودفعك لمستويات إنجاز غير مسبوقة
حضور الاجتماعات
تزيد الاجتماعات الضغوط على الموظفين. ولإيجاد حل يخفف الضغوط الناتجة عنها، طوّرت جوجل ميزة لخدمة اجتماعات الفيديو جوجل ميت، تُتيح للمستخدمين إرسال بوت ذكاء اصطناعي لحضور الاجتماع نيابة عن الموظف، والذي سيحصل بدوره في نهاية الاجتماع على ملاحظات وملخص لأهم ما ورد فيه. لكن هذا البوت لا يمكنه التحدث نيابةً عن الموظف أو مشاركة معلومات عوضاً عنه في الوقت الفعلي. تُتيح زوم أيضاً خدمات مماثلة ما يمكن أن يسهم في تقليل خطر الاحتراق الوظيفي.