مؤسس خان أكاديمي: الذكاء الاصطناعي سيوفّر لكل طالب مُعلماً افتراضياً خاصاً

3 دقائق
مؤسس خان أكاديمي: الذكاء الاصطناعي سيوفّر لكل طالب مُعلماً افتراضياً خاصاً
حقوق الصورة: إم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية

هناك نقاش كبير حول تأثير الذكاء الاصطناعي على جميع القطاعات والصناعات. بعض الخبراء يرى أن هذا التأثير إيجابي، فيما يرى خبراء آخرون عكس ذلك تماماً.

سال خان، مؤسس خان أكاديمي (Khan Academy)، وهي منظمة تعليمية غير ربحية توفّر تعليماً مجانياً عبر الإنترنت للجميع، ليس خائفاً من تأثير الذكاء الاصطناعي على قطاع التعليم، وقد تحدّث في مؤتمر تيد عن الفوائد التي يمكن أن يجنيها قطاع التعليم من الذكاء الاصطناعي.

يرى خان أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يوفّر مُعلماً افتراضياً خاصاً لكل طالب، وقال في عرضه خلال المؤتمر: "أعتقد أننا على أعتاب استخدام الذكاء الاصطناعي لتحقيق أكبر تحول إيجابي يشهده التعليم على الإطلاق. الطريقة التي سنحقق بها ذلك ستكون من خلال منح كل طالب على هذا الكوكب مُعلماً شخصياً ذكياً".

اقرأ أيضاً: ما الأزمات التي تسببها نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية في التعليم؟

خان أكاديمي تُطلق بوت دردشة

خلال العرض التقديمي الذي قدّمه في مؤتمر تيد، شرح خان القليل من المعلومات عن بوت الدردشة الخاص بمنظمته والذي يُطلق عليه اسم خانميغو (Khanmigo)

تم إنشاء هذا البوت بالاعتماد على بوت تشات جي بي تي (ChatGPT) الذي طوّره مختبر أبحاث الذكاء الاصطناعي أوبن أيه آي (OpenAI)، وسيكون متاحاً للطلاب من أجل مساعدتهم على تعلم ما يريدونه بدءاً من الرياضيات إلى علوم الأحياء والكتابة واللغات وعلوم الحاسوب وغيرها.

لا يزال هذا البوت في المرحلة التجريبية، وقد قامت منظمة خان أكاديمي بدعوة أكثر من 500 مؤسسة تعليمية لتجربته وتقديم الملاحظات عليه.

لا يقدّم خانميغو إجابات مباشرة عن أسئلة الطلاب، فهو يشرح لهم الطريقة التي يمكن اتباعها لحل الأسئلة والتعامل مع المشكلات التي يواجهونها خلال تعليمهم. 

على سبيل المثال، حين تطرح مسألة رياضية وتطلب منه حلها، سيجيب بكل بساطة بالقول: "أنا معلمك الودود المدعوم بالذكاء الاصطناعي، سأساعدك على تعلم كيفية حل هذه المسألة وفهمها، لكنني لن أعطيك الإجابة عنها".

اقرأ أيضاً: كيف يُستخدم الذكاء الاصطناعي في تعليم الأطفال؟

بعد ذلك، سيطرح البوت على الطالب سؤالاً عن رأيه في الخطوة الأولى التي يجب اتباعها لحل المسألة الرياضية. إذا أجاب الطالب بشكلٍ صحيح، يتم الانتقال إلى الخطوة الثانية، وإذا أخطأ الطالب، سيقوم خان مينغو بإرشاده إلى الطريقة الصحيحة وتشجيعه على المحاولة حتى يتعلم.

بهذه الطريقة، يمكن اعتبار خانميغو مُعلماً افتراضياً خاصاً يمكن أن يساعد أي شخص بأي لغة في جميع المراحل الدراسية، سواء في المدارس الابتدائية أو الإعدادية أو الثانوية أو في المرحلة الجامعية ومرحلة التعليم العالي أو التعليم المهني.

خان يرى أن هذا البوت وغيره يمكن أن يسهم في حل مشكلة نقص الكوادر التعليمية في العديد من الأماكن حول العالم، ففي المدارس التي تقع بالمناطق النائية، لا يوجد مدرسون قادرون على تعليم الطلاب كل المواد، وهذا الأمر يؤثّر في تعليمهم ومستقبلهم.

خانميغو لا يساعد الطلاب فقط

قال خان في عرضه أيضاً إن دور الذكاء الاصطناعي لا يقتصر فقط على مساعدة الطلاب، إذ يمكن استخدامه لمساعدة المعلمين في التخطيط للدروس وفهم المعلومات غير الواضحة وتبسيطها واختصارها لتقديمها للطلاب بطريقة سهلة ومفهومة، كما يمكن أن يساعد على تنفيذ الكثير من المهام الإدارية التي يقوم بها المعلمون عادةً، ما يُتيح لهم قضاء المزيد من الوقت مع الطلاب.

اقرأ أيضاً: كيف نطوّر الذكاء الاصطناعي المسؤول الذي ينفع المجتمع؟

الخبراء منقسمون حول دور الذكاء الاصطناعي في التعليم

خلال العرض الذي قدّمه خان في مؤتمر تيد، صفق الحضور له بحرارة. لكن ذلك لا يعني أن الجميع يؤيد ما يقوله. هناك قلق من تأثير الذكاء الاصطناعي التوليدي على التعليم واستخدامه من قِبل الطلاب، حتى إن العديد من المؤسسات التعليمية والمدارس والجامعات حظرت استخدام الطلاب والمدرسين بوت تشات جي بي تي، ومن بين هذه المؤسسات إدارة التعليم في مدينة نيويورك ومعهد سيانس بو في فرنسا.

اقرأ أيضاً: المدارس تتسابق على حظر بوت تشات جي بي تي وطلاب يطوّرون برمجيات تكشفه

لكن في الوقت نفسه، يؤكد البعض أهمية دمج واستخدام الذكاء الاصطناعي في قطاع التعليم، من بين هؤلاء الأستاذ عبدالله الأسمري، المدرس في جامعة الملك سعود ورئيس هيئة تحرير مجلة البحث في اللغة والترجمة، والذي يرى أن التعليم قبل تشات جي بي تي ليس كما بعده.

خان لا يخفي المخاوف من تأثير الذكاء الاصطناعي على قطاع التعليم، وقال إن خان أكاديمي تسعى لتعزيز الاستخدام الإيجابي للذكاء الاصطناعي، وربما يكون ذلك من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز الذكاء البشري.