يعتبر سرطان القولون هو السبب الرئيسي الثاني للوفيات المرتبطة بالسرطان في الولايات المتحدة، ولكن وُجد أن تنظير القولون يقلِّل خطر الموت من المرض بنسبة 70٪، وذلك من خلال اكتشاف سلائل القولون الحميدة قبل أن تتحوّل إلى سرطان. ولكن الأطباء لا يستطيعون دائماً اكتشاف كافة السلائل.
ويعلم الدكتور جون لابوك (الطبيب المتخصِّص في الجهاز الهضمي، والمساهم الطبي في شبكة سي بي إس نيوز) بشكل جيد أنه قد يكون من الصعب الكشف عن سلائل القولون، فقد تكون متخفية جزئياً خلف إحدى الطيَّات، أو مسطَّحة ودقيقة جداً بحيث تكاد لا تُرى بالعين.
وبحسب موقع سي بي إس نيوز CBS NEWS، فقد تتمكَّن إحدى الأدوات الجديدة ذات التقنية العالية من مساعدة الأطباء على اكتشافها؛ إذ قرر لابوك اختبار التقنية الجديدة، ولكن بصفته مريضاً وليس طبيباً.
وتم إجراء تنظير القولون من قبل الدكتور مارك بوتشابن (رئيس قسم أمراض الجهاز الهضمي في مركز لانجوني هيلث بجامعة نيويورك)، كما تلقّى الدكتور بوتشابن مساعدة إضافية من جهاز كمبيوتر مدعوم من الذكاء الاصطناعي.
وقال بوتشابن: "الخبر السارُّ هو أن ما نفعله من شأنه حقاً أن يمنع الاصابة بالسرطان... لكننا نقوم -بالفعل- بتفويت بعض السلائل، وعلينا أن ندرك أن أي شخص -مهما كان جيداً- قد تفوته بعض الأمور لأننا مجرد بشر".
ووجدت دراسة حديثة نشرت في دورية نيتشر بيوميديكال إنجينيرينغ (Nature Biomedical Engineering) أن الذكاء الاصطناعي تمكَّن من اكتشاف السلائل في أكثر من 90% من الحالات. وقام باحثون في الصين بتزويد الكمبيوتر بأكثر من 5000 صورة لتنظير القولون، واستخدم الكمبيوتر تلك الصور ليتعلَّم كيف يتعرَّف على السلائل.
ويرأس الدكتور سيث جروس إحدى أولى الدراسات التي تبحث عما إذا كان الذكاء الاصطناعي يمكنه أن يساعد في اكتشاف السلائل عند المرضى الذين يخضعون بالفعل لتنظير القولون وليس فقط في المختبر.
وقال جروس: "ما نحاول تحسينه عند الكشف هو الأجزاء المسطَّحة والدقيقة جداً... وهذا هو المجال الذي يمكن أن يكون فيه الذكاء الاصطناعي أكثر فائدة".
ويعدّ لابوك أحد أوائل المشاركين في الدراسة، التي بدأت منذ حوالي شهرين. وكانت السليلة الأولى التي كشفها الذكاء الاصطناعي في قولون لابوك مسطَّحة وصغيرة ودقيقة جداً، فقام بوتشابن باستئصالها، ولكن لا يمكنه التأكُّد مما إذا كان هو قد اكتشفها أولاً أو الكمبيوتر. وعندما كان بوتشابن يسحب المنظار، اكتشف الذكاء الاصطناعي سليلة صغيرة أخرى.
ومن الجدير بالذكر أن السلائل كانت حميدة تماماً وليست عرضة للتحوُّل إلى سرطان، كما أوضح تنظير القولون عند لابوك أهمية القيام بالتحضير الجيد؛ إذ كانت السلائل لديه دقيقة جداً، وكان من الممكن تفويتها بسهولة لو لم تكن بطانة القولون نظيفة.