كيف يتم توظيف الذكاء الاصطناعي في تعزيز الأمن السيبراني؟

3 دقائق
كيف يتم توظيف الذكاء الاصطناعي في تعزيز الأمن السيبراني؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ thinkhubstudio

يحاول القراصنة استهداف الشركات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة دائماً، ويستخدمون في هجماتهم العديد من الأدوات الخبيثة والبرامج الضارة وطرق التصيد الاحتيالي. هذا الأمر يفرض على الموظفين في الشركات التنبه إلى التهديدات المحتملة من أجل تجنبها وحماية أعمالهم في الشركة من القرصنة والاختراق.

لكن في ظل الزيادة الهائلة بعدد الهجمات السيبرانية والاتصال الدائم بشبكة الإنترنت، أصبح تطبيق استراتيجية الأمن السيبراني أمراً صعباً ومعقداً. لذلك، نلاحظ أن الكثير من الشركات تلجأ لحلول الأمن السيبراني المدعومة بالذكاء الاصطناعي.

يستطيع الذكاء الاصطناعي مواجهة التحديات الكبيرة التي يفرضها العصر. إنه مناسب جداً لتحليل البيانات الضخمة وتحديد السلوكيات المشبوهة. وبذلك، أصبح بلا منازع أكثر أدوات الأمن السيبراني فعالية.

اقرأ أيضاً: استخدم أدوات الأمن السيبراني هذه لحماية أجهزتك من الاختراق

توظيف الذكاء الاصطناعي في خدمة الأمن السيبراني

يساهم الذكاء الاصطناعي في تعزيز الأمن السيبراني بطريقتين:

1. أتمتة المهام

يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لأتمتة المهام اليدوية؛ أي العمل بالنيابة عن البشر، هذا يساعد على تجنب الأخطاء التي يرتكبها البشر أو الكشف التلقائي عن هذه الأخطاء والتي من المحتمل أن يستغلها القراصنة لتنفيذ هجماتهم.

بالإضافة إلى ذلك، يستطيع الذكاء الاصطناعي مراقبة كل شيء والكشف عن أي تغيير ولو كان بسيطاً في الشبكة أو الخوادم أو الأجهزة أو البرمجيات المستخدمة، هذا التغيير الذي قد يشير إلى وجود دخول غير مصرح به أو عملية اختراق أو تسلل.

من خلال أتمتة المهام، يمكن بسهولة تجنب الأخطاء الشائعة التي يرتكبها البشر والكشف عن السلوكيات المشبوهة فور حصولها.

2. جمع البيانات وتحليلها

يستطيع الذكاء الاصطناعي جمع وتصنيف وتحليل كميات ضخمة جداً من البيانات التي لا يستطيع الأشخاص العاديون تحليلها، ومن خلال هذه القدرة، يمكن أن يدرك الذكاء الاصطناعي أشياء لا يستطيع عادة الذكاء البشري إدراكها.

على سبيل المثال، تستطيع حلول الأمن السيبراني المدعومة بالذكاء الاصطناعي أن تكتشف رسائل البريد الإلكتروني الاحتيالية من خلال تحليل النص المكتوب، ثم تنبيه المستخدم إلى ذلك ليتجنب مخاطرها.

اقرأ أيضا: ما هي أنواع الثغرات الأمنية الأكثر شيوعاً؟

ما مدى نجاح الذكاء الاصطناعي في الحماية من التهديدات السيبرانية؟

لقد أثبت الذكاء الاصطناعي نفسه كسلاح فعّال في الحماية من التهديدات السيبرانية. لذلك، سعت جميع الشركات المطورة لحلول الأمن السيبراني إلى دمجه في أدواتها، فأصبحت هذه الأدوات متقدمة للغاية وقادرة على اكتشاف عمليات الاختراق والقرصنة والبرامج الضارة وحملات التصيد الاحتيالي، كما يمكن استخدامها في مراقبة المعلومات المضللة على الويب.

يتعلق النجاح الأكبر الذي حققه الذكاء الاصطناعي في الأمن السيبراني بهجمات القرصنة المباغتة؛ أي الهجمات التي يستغل فيها القراصنة ثغرات جديدة غير معروفة مسبقاً أو طرق قرصنة جديدة وغير مسبوقة. في هذه الحالة، أثبت الذكاء الاصطناعي فعاليته في مواجهة تلك الهجمات بفضل التعلم العميق، أي القدرة على التعلم وإدراك المخاطر التي لم يتم تدريبه على مواجهتها.

اقرأ أيضاً: أحدث التهديدات السيبرانية التي تواجه الشركات في 2022

سلبيات استخدام الذكاء الاصطناعي في الأمن السيبراني

على الرغم من كل هذه الفوائد والأدوار التي يؤديها الذكاء الاصطناعي في الحماية من التهديدات واكتشافها، يُبدي بعض الخبراء تخوفهم من ذلك، إذ يشعرون بالقلق من أن يحل الذكاء الاصطناعي محل خبراء التكنولوجيا البشر، لأنه يتفوق عليهم بالكثير من القدرات والمزايا.

بالإضافة إلى ذلك، هناك مخاوف من بعض المشكلات التي تم توثيقها مثل التحيز والشفافية في عمل أنظمة الذكاء الاصطناعي.

اقرأ أيضاً: 193 دولة تتبنى اتفاقية عالمية لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي

لا يجب أن ننسى أيضاً أنه وعلى الرغم من أن الذكاء الاصطناعي سلاح فعّال في الحماية من الهجمات السيبرانية، فإن القراصنة ومجرمي الإنترنت يمكنهم أيضاً استخدامه لشن هجمات فعّالة وناجحة، ويمكنهم أيضاً تطوير أدوات متقدمة قادرة على التعلّم وتحليل البيانات الضخمة بغرض استهداف أكبر عدد ممكن من الضحايا المحتملين، أو يمكن تطوير برامج ضارة قادرة على تجنب حلول الأمن السيبراني التي تستخدمها معظم الشركات. يذكرنا هذا الأمر بتقنية التزييف العميق التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لإنشاء وجوه مزيفة تبدو واقعية ولا يستطيع البشر تمييزها، ما يعني إمكانية تطوير تقنيات مماثلة لإنشاء برامج مزيفة تبدو حقيقية وقادرة على تجاوز حلول الأمن السيبراني والتسلل إلى الشبكات والأجهزة التي يستخدمها الأفراد والشركات.

التوقعات المستقبلية

في المستقبل القريب، يتوقع الخبراء نمواً هائلاً في استخدام الذكاء الاصطناعي للحماية من الهجمات السيبرانية، وأنه سيكون القوة الضاربة التي ستعتمد عليها جميع الشركات حول العالم من أجل حماية نفسها من المخاطر.

اقرأ أيضاً: مستقبل الذكاء الاصطناعي: رؤية جديدة وجريئة يرسمها أحد كبار خبراء المجال

لكن كما قلنا أعلاه، فإن استخدام الذكاء الاصطناعي في الأمن السيبراني هو سيف ذو حدين. إنه صراع عالمي محتدم بين من يريد استخدامه للحماية من الهجمات والتهديدات، ومن يريد استغلاله من أجل تنفيذ هجمات أكثر فعالية ونجاحاً.

المحتوى محمي