يساعد إطلاق العنان لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في إدارة المخازن والمستودعات في تحقيق الكثير من المكاسب الآنية والمستقبلية؛ من خلال الاستفادة من أتمتة الإجراءات مع تقليل المشاركة البشرية، وإعطاء تحديثات في الوقت الفعلي من مجموعة متنوعة من مصادر البيانات بطريقة مثالية، حيث يُقدّر أن سوق إدارة المخازن المدعوم بالذكاء الاصطناعي ستصل قيمته إلى نحو 162 مليار دولار بحلول نهاية عام 2031.
قيمة الذكاء الاصطناعي في إدارة المخازن
يعد تحسين الإنتاجية من بين أفضل النقاط الرئيسية التي تجعل استخدام الذكاء الاصطناعي في إدارة المخازن ذا قيمة، من خلال استخدام العديد من التكنولوجيات الفرعية، مثل:
- التعلم الآلي: من خلال استخدام الخوارزميات للتعلم من التجربة، واتخاذ قرارات أكثر عملية في إدارة المخازن. على سبيل المثال، باستخدام البيانات التي تم جمعها من أجهزة الاستشعار، فإنه يمكن ملاحظة الأنماط واقتراح إجراءات مثل التجديد الأسرع للعناصر غير المتوفرة في المخزون، وتحديد مواقع المخزون بشكل أفضل.
- معالجة اللغة الطبيعية: يمكن استخدام هذه التقنية في إدارة المخازن من التقاط الصوت حتى يتمكن العمال من العمل بدون استخدام اليدين وبأمان أكبر.
- الأنظمة الروبوتية: تُضفي الروبوتات حضوراً مادياً ووعياً مكانياً في المخازن، ويمكن أن تُستخدم قدرات الروبوتات في العديد من المهام، مثل التحميل أو التفريغ، ونقل البضائع، وإجراء عمليات الانتقاء.
- الرؤية الحاسوبية: من خلال تجهيز النظارات الذكية بكاميرات للتعرف تلقائياً على الرموز الشريطية، أو استخدام الكاميرات الموضوعة حول المستودع لتتبع المنتج من البداية إلى النهاية.
اقرأ أيضاً: جيل جديد من روبوتات الذكاء الاصطناعي يكتسح المستودعات
فوائد استخدام التكنولوجيا القائمة على الذكاء الاصطناعي داخل المخازن
1- زيادة الإنتاجية
تحمّل الموظفون البشريون مسؤولية مناولة المواد والتعبئة والفرز والتخزين. هذه الأنشطة عرضة للأخطاء بسبب التأثير البشري، ما قد يؤدي إلى زيادة وقت التوقف عن العمل وتراكم أعباء العمل، وإهدار الوقت والموارد، ما يزيد من تكلفة العمليات في المخازن.
ولكن باستخدام التكنولوجيات المدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل الروبوتات، يمكن أتمتة العديد من الأنشطة اليومية، مثل:
- انتقاء وتعبئة ونقل الأحمال بأحجام مختلفة داخل المخزن.
- التعامل مع المهام المتكررة باتباع مجموعة محددة من الإرشادات أو المسارات دون توقف.
- فرز المنتجات ووضع علامات عليها ومسحها ضوئياً للتخزين والتوزيع.
اقرأ أيضاً: تعرف على روبوتات المخازن التي تعمل بالذكاء الاصطناعي
2- تعزيز السلامة
يعتبر التعامل مع المنتجات الخطرة من قبل البشر في الأماكن الضيقة نشاطاً محفوفاً بالمخاطر، حيث توجد العديد من المخاطر في أرض المخزن، إذ يمكن أن تؤدي الحركة البشرية غير الضرورية إلى اصطدامات أو إصابات في مكان العمل، لهذا السبب تعمل الشركات جاهدةً لزيادة قدرات الذكاء الاصطناعي في المخازن والمستودعات، من خلال استخدام تقنيات معالجة الصور والرؤية الحاسوبية المتقدمة لتعزيز تطوير واستخدام المركبات الموجهة أوتوماتيكياً (AGV) والروبوتات المتنقلة ذاتية التحكم (AMR) في المخازن، حيث يمكن لهذه الآلات التحرك دون تدخل بشري داخل المستودعات والمخازن وبدون الحاجة الرقابة البشرية.
3- تحسين دقة العمليات
تعتبر معظم عمليات إدارة المخازن ديناميكية، فقد يؤدي تغيير طفيف في الروتين إلى زعزعة دقة الأنشطة، هذا يعني أن القرار الخاطئ من قبل الموظف سيؤدي إلى مقاطعة سير العمل اللاحق. ولكن يمكن للشركات تجنب المخاطر الواضحة من خلال أتمتة إدارة المخازن باستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لتنسيق الأنشطة المختلفة بسلاسة.
4- الصيانة التنبؤية للمعدات
يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل البيانات من أجهزة استشعار المعدات المختلفة، للتنبؤ بوقت الحاجة إلى الصيانة وتقديم توصيات بشأن استراتيجيات الصيانة الأكثر فعالية من حيث التكلفة، ما يساعد في تقليل مقدار الوقت والموارد التي يتم إنفاقها على الصيانة مع تقليل مخاطر تعطل المعدات ووقت تعطلها.
علاوة على ذلك، يمكن للصيانة التنبؤية أيضاً تحسين الأداء العام للمعدات وزيادة عمرها الافتراضي باستخدام الذكاء الاصطناعي لمراقبة أداء المعدات، حيث يمكن تحسين عمليات إدارة المخازن ما يؤدي إلى زيادة الكفاءة وتقليل التكاليف.
اقرأ أيضاً: كيف يمكن للصيانة التنبؤية المدعومة بالتعلم الآلي أن تفيد قطاع تجارة التجزئة؟
5- اتخاذ قرارات فاعلة بشأن المخزون
بمساعدة الخوارزميات المتقدمة يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدة الشركات في اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن مخزونها، ما يضمن حصولها على المنتجات المناسبة في المكان المناسب في الوقت المناسب، ويؤدي بدوره إلى تقليل مقدار الوقت والموارد التي يتم إنفاقها على الإدارة اليدوية للمخزون، ويقلل أيضاً من مخاطر نفاد المخزون والتخزين الزائد.
على سبيل المثال، يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي تحليل البيانات من مصادر مختلفة، بما في ذلك بيانات المبيعات وطلب العملاء وبيانات سلسلة التوريد للتنبؤ بالطلب المستقبلي وتقديم توصيات بشأن مستويات المخزون، ثم استخدام هذه المعلومات لتحسين مستويات التخزين لكل منتج، ما يضمن إدارة المخزون بشكل أكثر كفاءة وتقليل مخاطر نفاد المخزون.
اقرأ أيضاً: كيف يساعد الذكاء الاصطناعي في نمو التجارة الإلكترونية؟
6- إدارة عمليات الشحن والتسليم
يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل بيانات الشحن والتسليم للتنبؤ بأوقات التسليم وتقديم توصيات بشأن طرق التسليم الأكثر كفاءة، ما يساعد في تخفيض أوقات التسليم، وتحسين رضا العملاء، وزيادة كفاءة سلسلة التوريد ككل. على سبيل المثال، يتم استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين توجيه شاحنات التوصيل ما يضمن أن تكون الشاحنات دائماً على الطريق الأكثر كفاءة، ويقلل مقدار الوقت الذي تقضيه على الطريق من خلال تحليل بيانات التسليم للتنبؤ بحركة المرور وتقديم توصيات بشأن أفضل الأوقات لجدولة عمليات التسليم، ويقلل مخاطر التأخير ويحسّن أوقات التسليم الإجمالية.
اقرأ أيضاً: كيف يُستخدم الذكاء الاصطناعي لتحسين أداء الموظف ومشاركته؟
العمل بشكل أكثر ذكاءً وليس بجهد أكبر
هو ما تطبقه شركة أمازون التي لديها اهتمام متزايد في استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في مستودعاتها ومخازنها حول العالم، حيث بدأت الشركة في استخدام الروبوتات المدعومة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في منشآتها عام 2012، ومنذ ذلك الحين أضافت الشركة أكثر من مليون وظيفة في جميع أنحاء العالم بينما نشرت في الوقت نفسه 350 ألف روبوت مدعوم بالذكاء الاصطناعي.
كما أعلنت في العام الماضي أنها تختبر وتطور تقنيات ذكاء اصطناعي جديدة من أجل المساعدة في جعل وظائف الموظفين في مخازنها أكثر أماناً، بما في ذلك التقنيات التي تساعد في نقل العربات والحزم عبر منشآتها.
اقرأ أيضاً: كيف تستخدم أمازون الذكاء الاصطناعي؟
وتذكر الشركة أن تصميم ونشر تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي عبر عملياتها قد أوجد أكثر من 700 فئة جديدة من الوظائف الموجودة الآن داخل الشركة، وأحدث جهودها في هذا المجال هو روبوت المستودعات سبارو (Sparrow) المدعوم بالذكاء الاصطناعي الذي يعمل على تبسيط عملية التنفيذ عن طريق نقل المنتجات الفردية قبل تعبئتها.
وتذكر الشركة أن نظام سبارو هو أول نظام آلي مدعوم بالذكاء الاصطناعي في المستودعات يمكنه اكتشاف المنتجات الفردية واختيارها والتعامل معها في مخزونها، حيث يمثّل الروبوت بحسب الشركة تقدماً كبيراً في أحدث التقنيات للروبوتات الصناعية التي تستفيد من تقنيات الرؤية الحاسوبية والذكاء الاصطناعي للتعرف على ملايين العناصر والتعامل معها.
بالإضافة إلى ذلك، لدى الشركة العديد من الأنظمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي في مخازنها، مثل نظامي روبين (Robin) وكاردينال (Cardinal) اللذين يقومان بإعادة توجيه الطرود التي تمت تعبئتها من قبل الموظفين إلى مواقع مختلفة في المخزن قبل أن تبدأ رحلة التسليم، حيث أسهم النظامان في العام الماضي في مساعدة الموظفين على حزم نحو 5 مليارات طرد، وهو ما يمثل أكثر من 13 مليون طرد في اليوم.
اقرأ أيضاً: كيف يغيّر الذكاء الاصطناعي طريقة التسوّق في متاجر البقالة؟
ختاماً، تعمل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على تحسين عمليات إدارة المخازن بشكل عام عن طريق أتمتة المهام، وتحسين إدارة المخزون، وتقليل تكاليف العمالة، وتحسين أوقات التسليم، وتقليل تكاليف صيانة المعدات، بالإضافة إلى تحليل البيانات والتنبؤات وتقديم التوصيات التي تساعد الشركات في اتخاذ قرارات مستنيرة، ما يسمح للشركات بالبقاء في صدارة المنافسة وتقديم تجارب أفضل لعملائها.